:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الثلاثاء، سبتمبر 03، 2024

خواطر في الأدب والفن


  • قُدّرت ثروة بابلو بيكاسو عند وفاته عام 1973 بحوالي 250 مليون دولار، وهو ما يعادل حوالي مليار دولار اليوم بعد مراعاة نسب التضخّم. وجاءت هذه الثروة الهائلة في الأساس من مجموعته الشخصية الضخمة التي تضمّ أكثر من 45000 عمل، منها 1885 لوحة، و1228 منحوتة، و7089 رسما، و30000 مطبوعة.
    وعلى الرغم من ثروته تلك، توفّي بيكاسو دون أن يكتب وصيّة، ما أدّى إلى نشوب معركة قانونية ضارية وطويلة حول تقسيم تركته بين ورثته وزوجاته وعشيقاته وأطفاله. وبعد ستّ سنوات من المفاوضات و30 مليون دولار كأتعاب قانونية، سُوّيت التركة أخيرا وحصل أطفاله الأربعة على الجزء الأكبر من الأصول.
    وثروة بيكاسو مستمرّة في النموّ حتى اليوم، حيث تباع أعماله بأسعار قياسية في المزادات. وتتولّى مؤسّسة بيكاسو التي أنشأها ابنه كلود عام 1996 إدارة مصالح الأسرة والإشراف على ترخيص اسم بيكاسو وصورته. كما تعمل المؤسّسة على منع السرقة والاستخدام غير المشروع لفنّه.
    وحتى اليوم ما يزال بيكاسو الفنّان الأكثر مبيعا في مزادات الأعمال الفنّية، حيث بيعت ست من روائعه بأكثر من 100 مليون دولار للواحدة. وأغلى عمل فنّي بيع له على الإطلاق كان "نساء الجزائر"، نسخة 1955، بمبلغ 179 مليون دولار في دار كريستيز للمزادات في عام 2015.
    وفي نوفمبر 2023 بيعت لوحة بيكاسو "امرأة ترتدي ساعة" المرسومة عام 1932 بأكثر من 139 مليون دولار في دار سوثبي للمزادات، مسجّلة رقما قياسيّا جديدا باعتبارها العمل الفنّي الأكثر قيمة الذي بيع في مزاد على مستوى العالم في ذلك العام. وتصوّر اللوحة ملهمة بيكاسو ميري تيريز والتر التي كانت تبلغ من العمر 17 عاما عندما التقيا. وتظهر وهي جالسة على كرسيّ يشبه العرش على خلفية زرقاء بينما ترتدي ساعة يد بيكاسو.
    كان بيكاسو وقتها قد تجاوز الخمسين من عمره وكان يمرّ بنقطة تحوّل في حياته المهنية، حيث سعى إلى ترسيخ إرثه كمعلّم للفنّ الحديث على حساب منافسيه وعلى رأسهم هنري ماتيس.
    أعمال بيكاسو تتّسم في عمومها بتقنياتها المبتكرة، مثل تحدّيها للتمثيل التقليدي للشكل والمنظور البشري، والاستخدام المبتكر للألوان والأشكال والأسلوب المجزّأ للتعبير عن المشاعر المعقّدة، وثنائية المظهر مقابل الواقع، والجمع بين عناصر الكولاج والألوان النابضة بالحياة. كما تعكس أعماله السياقات الاجتماعية والسياسية في عصره، وتتناول المواضيع والمشاعر الإنسانية المختلفة كالألم والمعاناة والمآسي التي تسبّبها الحرب والفقر والعزلة والهويّة والتأمّل الذاتي والوحدة، ما يجعله أحد أكثر الفنّانين تأثيرا في القرن العشرين.

    ❉ ❉ ❉

  • صانع المطر (rainmaker) مصطلح يرمز الى الشخص الذي يجلب العملاء والأعمال والأموال والاستثمارات إلى شركة أو مؤسّسة ما. ويمكن أيضا ان ينطبق الوصف على السياسي المخضرم الذي لكلامه وزن ولديه قدرة على جمع أموال لحملة أو مشروع ما. والآن، أصبح المصطلح يشمل أيّ رجل أعمال غزير الإنتاج أو أيّ فرد يحقّق مستوى عاليا من النجاح، وخاصّة فيما يتعلّق بالإيرادات والمبيعات.
    ويمكن لصانع المطر أيضا لفت الانتباه لشركة ما بفضل وظائفه أو اتصالاته السابقة، ما يجعل منه فردا ذا قيمة عالية للمنشأة ونموذجا للعمل المنجز والناجح.
    وغالبا ما يكون العمل الجديد أو الإيرادات التي يجلبها صانع المطر آتية من مصدر غير معروف أو متجاهَل، الأمر الذي يخلق انطباعا بأن الأصول أنشئت من خلال وسائل غامضة. ويعتمد نجاح صانع المطر عادةً على كونه موظّفا منفتحا وحيويّا ولديه شبكة اجتماعية واسعة من الاتصالات والصداقات. كما أنه بارع بنفس القدر في إدارة العلاقات والعملاء الحاليين وفي إنشاء علاقات وعملاء جدد.
    وأصل مصطلح "صانع المطر" يعود الى ثقافة سكّان أمريكا الأصليين الذين يعتقدون بفكرة أن الإنسان يمكنه جلب المطر من خلال بعض الطقوس الشامانية أو الدينية.

    ❉ ❉ ❉

  • ❉ ❉ ❉

  • ولد الرسّام زيغمونت أندريتشيوفيتز عام 1904 في بولندا ودرس الفنّ في كراكوف. كان معروفا بأسلوبه الواقعي في الرسم، وغالبا ما كان يصوّر مشاهد من الحياة اليومية. وقد تأثّر أسلوبه بأعمال عصر النهضة الإيطالية والمعلّمين الفلمنكيين.
    أشهر أعمال أندريتشيوفيتز هي لوحة "الفنّان المحتضر"، وفيها يصوّر رسّاما مستلقيا على سرير في غرفة مضاءة بشكل خافت، تحيط به مستلزماته الفنّية ولوحاته غير المكتملة. وهو يظهر في لحظات حياته الأخيرة وعيناه مغمضتان وجسده بلا حراك.
    اللوحة تتسم بألوانها الصامتة والكئيبة. والمنظر يثير شعوراً بالحزن وبالتأمّل.
    كلّ شيء في الصورة يبدو عاديّا باستثناء الشخص الذي يرمز للموت والجالس في منتصف الغرفة وهو يعزف على الكمان. وقد فعل الفنّان شيئا غريبا بجعله الموت الذي يرتدي ثوبا أسود داكنا يبدو لطيفا وحتى هادئا. كما جرّده من منجله المشهور. وهناك أيضا الغرفة التي تبدو في حال من الفوضى بسبب الأوراق والكتب الملقاة على أرضيتها.
    ربّما أراد أندريتشيوفيتز من اللوحة أن تكون تأمّلا في موته هو وفي الإرث الذي سيتركه وراءه. وقد يرمز المنظر إلى الطبيعة الخالدة للفن وقدرته على الصمود إلى ما بعد حياة صانعه، وإلى إمكانية أن يخلق الانسان وأن يبدع حتى وهو في مواجهة الموت.

    ❉ ❉ ❉

  • هذا لحن ليلة يدوم أكثر من ألف عام. موسيقى الثلج هذه من المفترض أن تدوم ألف عام! حزينة مثل صلوات دير منعزل، ترتفع من جوقة من مائة صوت. وبينما تدوّي النغمات بعمق، أشارك معاناة الحزن السلافي. ينجرف ذهني بعيدا عن هذه المدينة وهذا العصر، إلى التسجيلات القديمة لجميل بيك الطنبوري. الآن أشعر فجأة بسعادة غامرة، عندما أسمع مرّة أخرى بأذنَي قلبي أنقى أصوات إسطنبول. تغادرني أفكار الثلج والظلام، أبقيها بعيدة طوال الليل في أحلامي!
    *يحيى بياتلي (1927)
    (بياتلي شاعر تركي كان يقيم في بولندا في بدايات القرن الماضي. وجميل بيك الطنبوري كان موسيقيّا تركيّا.)

    ❉ ❉ ❉

  • يقول العالِم الراحل كارل سيغان عن الكتب:
    الكتاب مصنوع من شجرة. وهو عبارة عن مجموعة من الأجزاء المسطّحة المرنة، والتي لا تزال تسمّى أوراقا، مطبوعة بخطوط داكنة اللون. وبمجرّد إلقاء نظرة واحدة على الكتاب، تسمع صوت شخص آخر ربّما يكون قد مات منذ آلاف السنين.
    ومن وراء آلاف السنين هذه، يتحدّث المؤلّف بوضوح وصمت داخل رأسك، إليك مباشرة. إن الكتابة قد تكون أعظم اختراعات الإنسان، فهي تربط بين البشر اليوم وأمم العصور البعيدة، الذين لم يعرفوا بعضهم البعض قط. الكتب تحطّم قيود الزمن، وهي دليل على أن البشر قادرون على فعل السحر.

    ❉ ❉ ❉

  • (مهداة إلى إلينا كريموفا التي ولدت بساقين مشوّهتين وخمس أصابع ناقصة. تحبّ إلينا رسم حوريّات البحر وتعتقد أن أصابعها ستنمو في النهاية).
    على الرغم من أنني في الرابعة عشرة من عمري فقط، إلا أنهم يقولون إن لديّ روحا قديمة. لا بدّ أنني ولدت منذ زمن بعيد، بعيد جدّا. هنا، حيث تتوهّج الجبال المخيفة في الليل، في جبال الأورال، لعن رجل مجنون هذه المنحدرات. والآن، ونحن محصورون في الليل، تملؤنا الأصوات القويّة بالرعب. ومع ذلك تأمل أمّي أن أتمكّن قريبا من المشي بساقيّ الجديدتين.
    لا أفتقد الساقين بقدر ما أفتقد الأصابع. أرسم حوريات البحر تحت الحوافّ. يراقبني أبي ويقبّلني في فرحه المبعثر ويبكي. وهناك صبيّ يهمس باسمي. إذن لست عرجاء، لأنني أقفز وأتبعه. يأتي رجل حكيم، يقول إن ضعفنا هو ضعفنا وليس ضعف الله، وأن طفلا جميلا سيعود يوما ما من النجوم، وعندها ستنمو أصابعي الجديدة إذا وثقت به فقط. لذا فأنا أستعدّ لمقابلته إن كان يرغب في استقبالي.
    *مايكل بيرش

  • Credits
    pablopicasso.org
    poetryfoundation.org