فكرة التسبّب بأشياء أو حوادث سيّئة للناس بمجرّد النظر إليهم بطريقة معيّنة فكرة شائعة في العديد من الثقافات والحكايات القديمة. وإلى ما قبل بضع مئات من السنين، كان الناس يظنّون أننا نرى الأشياء عندما نعكس عليها وهجاً من عيوننا، وليس بفعل الضوء المنعكس عن الأشياء إلى العين، كما أثبت العلم.
وفكرة "النظرة القاتلة" موجودة في الأدب والاساطير منذ القدم، وربّما كانت أصل الاعتقاد بالعين الحاسدة أو الشرّيرة. "ميدوسا"، مثلا، كانت تحوّل أيّ شخص ينظر إليها إلى حجر. وهناك أيضا البازيليسك وهو مخلوق أسطوري آخر قيل إن بإمكانه أن يقتل أيّ إنسان بنظرة واحدة من عينيه.
وهذا الوحش الزاحف موضوع للكثير من الحكايات حول العالم التي يمكن أن يقرأها الكبار والصغار. والكتّاب المعاصرون يستخدمون قصصه للتعمّق في موضوعات الخوف والسيطرة وطبيعة الشرّ وتعقيدات السلوك البشري والطبيعة المدمّرة التي تنتج عن الطموح المفرط وعواقب ممارسة القوّة دون مسؤولية.
وقد اخترت موضوعا لهذه التدوينة إحدى تلك الحكايات الشعبية التي تُروى عن البازيليسك، بعد ترجمتها واختصارها قدر الإمكان.
تدور القصّة في العصور القديمة، حيث كانت القلاع تُطلّ على القرى والغابات تهمس بالأسرار القديمة. وتبدأ الأحداث في إحدى القرى الصغيرة التي كان أهلها يعيشون حياة بسيطة، يزرعون الحقول ويرعون الماشية ويتدبّرون أمورهم بسلام. لكن في إحدى الليالي العاصفة، ضربت صاعقة برق قويّة شجرة سنديان قديمة في طرف غابة قريبة، فانفلقت الشجرة إلى نصفين وكشفت عن كهف عميق مظلم مخبّأ داخل جذورها. ومن أعماق تلك الهاوية امتلأ الهواء بصوت أزيز متدحرج ومكتوم.
انتشر الخوف في القرية كالنار في الهشيم، وبدأت الماشية وسائر الحيوانات تموت بشكل غامض وبفعل قوّة غير مرئية. وتهامس القرويون عن الوحش الذي يستطيع أن يقتل بنظرة واحدة وأن يملأ قلوب حتى أشجع الفرسان بالخوف من مجرّد ذكر اسمه. واستغربوا كيف أنهم لم يدركوا الخطر الكامن تحت أرضهم طوال السنين التي مضت. وسرعان ما أصبحت الطرق المؤدّية إلى القرية مهجورة، حيث لم يجرؤ أيّ مسافر على الاقتراب من ذلك المكان.
وفي تلك الأثناء، طلب عمدة القرية العون من فارس كان مشهورا بشجاعته ومهارته في المعارك، بعد أن واجه العديد من الأهوال في حياته. وكان العمدة يعلم أنه إذا كان هناك من يستطيع هزيمة الوحش، فسيكون ذلك المحارب الشجاع.
وصل الفارس إلى القرية في صباح يوم ضبابي، وتجمّع القرويون حوله ووجوههم متعبة جرّاء الشعور بالقلق، بينما كان يستمع إلى حكاياتهم عن الوحش ذي النظرات المهلكة. وعلم أن المخلوق يعيش في الكهف تحت شجرة السنديان الضخمة وأنه لا يخرج إلا ليلا للصيد. وبعد أن أخبرهم عن عزمه على وضع حدّ للرعب الذي يتهدّدهم، شقّ الفارس طريقه نحو الكهف، ممسكا في يده بدرع فضّي مصقول يمكنه أن يعكس نظرة الوحش ويسلّطها على نفسه.
كان الطريق إلى الكهف محفوفا بالمخاطر وتكثر فيه الصخور الوعرة والنباتات الشائكة. لكن الفارس واصل سيره بعزيمة وثقة. وعندما اقترب من مدخل الكهف، أصبح الهواء أكثر برودة وتَردّد صدى صوت هسيس خافت من الداخل. ثم خطى الفارس بلا تردّد نحو الظلام.
كان الهواء داخل الكهف ممزوجا برائحة حارقة تشبه رائحة الكبريت. وكانت الجدران مبطّنة بفطر غريب متوهّج يلقي بظلال مزعجة، وكانت الأرض مليئة بعظام الذين سبق لهم أن خاضوا المغامرة قبله. وأمسك الفارس بسيفه بإحكام بينما كان قلبه ينبض بقوّة وهو يتعمّق شيئا فشيئا بداخل الكهف. وفجأة رأى الوحش ملتفّا حول عمود حجريّ ضخم، كانت حراشفه المسنّنة تتلامع كالزمرّد وعيناه تحترقان بالشرر. وبينما كان يخلّص جسده من العمود الحجري، ألقى نظرة سريعة على الفارس.
وفكرة "النظرة القاتلة" موجودة في الأدب والاساطير منذ القدم، وربّما كانت أصل الاعتقاد بالعين الحاسدة أو الشرّيرة. "ميدوسا"، مثلا، كانت تحوّل أيّ شخص ينظر إليها إلى حجر. وهناك أيضا البازيليسك وهو مخلوق أسطوري آخر قيل إن بإمكانه أن يقتل أيّ إنسان بنظرة واحدة من عينيه.
وهذا الوحش الزاحف موضوع للكثير من الحكايات حول العالم التي يمكن أن يقرأها الكبار والصغار. والكتّاب المعاصرون يستخدمون قصصه للتعمّق في موضوعات الخوف والسيطرة وطبيعة الشرّ وتعقيدات السلوك البشري والطبيعة المدمّرة التي تنتج عن الطموح المفرط وعواقب ممارسة القوّة دون مسؤولية.
وقد اخترت موضوعا لهذه التدوينة إحدى تلك الحكايات الشعبية التي تُروى عن البازيليسك، بعد ترجمتها واختصارها قدر الإمكان.
تدور القصّة في العصور القديمة، حيث كانت القلاع تُطلّ على القرى والغابات تهمس بالأسرار القديمة. وتبدأ الأحداث في إحدى القرى الصغيرة التي كان أهلها يعيشون حياة بسيطة، يزرعون الحقول ويرعون الماشية ويتدبّرون أمورهم بسلام. لكن في إحدى الليالي العاصفة، ضربت صاعقة برق قويّة شجرة سنديان قديمة في طرف غابة قريبة، فانفلقت الشجرة إلى نصفين وكشفت عن كهف عميق مظلم مخبّأ داخل جذورها. ومن أعماق تلك الهاوية امتلأ الهواء بصوت أزيز متدحرج ومكتوم.
انتشر الخوف في القرية كالنار في الهشيم، وبدأت الماشية وسائر الحيوانات تموت بشكل غامض وبفعل قوّة غير مرئية. وتهامس القرويون عن الوحش الذي يستطيع أن يقتل بنظرة واحدة وأن يملأ قلوب حتى أشجع الفرسان بالخوف من مجرّد ذكر اسمه. واستغربوا كيف أنهم لم يدركوا الخطر الكامن تحت أرضهم طوال السنين التي مضت. وسرعان ما أصبحت الطرق المؤدّية إلى القرية مهجورة، حيث لم يجرؤ أيّ مسافر على الاقتراب من ذلك المكان.
وفي تلك الأثناء، طلب عمدة القرية العون من فارس كان مشهورا بشجاعته ومهارته في المعارك، بعد أن واجه العديد من الأهوال في حياته. وكان العمدة يعلم أنه إذا كان هناك من يستطيع هزيمة الوحش، فسيكون ذلك المحارب الشجاع.
وصل الفارس إلى القرية في صباح يوم ضبابي، وتجمّع القرويون حوله ووجوههم متعبة جرّاء الشعور بالقلق، بينما كان يستمع إلى حكاياتهم عن الوحش ذي النظرات المهلكة. وعلم أن المخلوق يعيش في الكهف تحت شجرة السنديان الضخمة وأنه لا يخرج إلا ليلا للصيد. وبعد أن أخبرهم عن عزمه على وضع حدّ للرعب الذي يتهدّدهم، شقّ الفارس طريقه نحو الكهف، ممسكا في يده بدرع فضّي مصقول يمكنه أن يعكس نظرة الوحش ويسلّطها على نفسه.
كان الطريق إلى الكهف محفوفا بالمخاطر وتكثر فيه الصخور الوعرة والنباتات الشائكة. لكن الفارس واصل سيره بعزيمة وثقة. وعندما اقترب من مدخل الكهف، أصبح الهواء أكثر برودة وتَردّد صدى صوت هسيس خافت من الداخل. ثم خطى الفارس بلا تردّد نحو الظلام.
كان الهواء داخل الكهف ممزوجا برائحة حارقة تشبه رائحة الكبريت. وكانت الجدران مبطّنة بفطر غريب متوهّج يلقي بظلال مزعجة، وكانت الأرض مليئة بعظام الذين سبق لهم أن خاضوا المغامرة قبله. وأمسك الفارس بسيفه بإحكام بينما كان قلبه ينبض بقوّة وهو يتعمّق شيئا فشيئا بداخل الكهف. وفجأة رأى الوحش ملتفّا حول عمود حجريّ ضخم، كانت حراشفه المسنّنة تتلامع كالزمرّد وعيناه تحترقان بالشرر. وبينما كان يخلّص جسده من العمود الحجري، ألقى نظرة سريعة على الفارس.
وفي اللحظة التي التقت فيها عيناهما، شعر الفارس بموجة باردة تغمره وبأن روحه بدأت تُستنزف ببطء. لكنّه تذكّر كلمات عمدة القرية بأن "العينين هما المفتاح". فرفع درعه الفضّي بسرعة ووجّهه نحو نظرة الوحش. وللحظات، لم يحدث شيء. ثم عندما رأى الوحش انعكاسه، ارتدّ فجأة وهو يصرخ وتراجع بتثاقل إلى الظلّ.
أدرك الفارس أنه لم يفعل سوى أنه كسب المزيد من الوقت لنفسه. إذ لم يُهزم المخلوق، بل صُدِم فحسب، وسيعود على الأرجح أقوى ممّا كان. كان الفارس بحاجة إلى طريقة ما لضرب قلب الوحش مباشرة. وعلى ضوء الوهج الخافت للفطر، بدأ يستكشف الكهف بحثا عن أيّ شيء قد يساعده في مهمّته.
وفي أعماق متاهة الأنفاق، عثر على نقش قديم محفور في الصخر. كانت الكلمات مكتوبة بلغة نسيها البشر منذ زمن طويل، لكن الفارس استطاع أن يفكّ طلاسمها ويفهم معناها. كان النقش يتحدّث عن نصل مصنوع من نار التنّين ومخفيّ في قمّة الجبل. وهذا السلاح، بحسب ما هو مدوّن، هو الشيء الوحيد القادر على اختراق قشور الوحش الصلبة وتسديد ضربة قاتلة الى قلبه.
وقرّر الفارس أن يبحث عن هذا السلاح الأسطوري، فغادر الكهف وشقّ طريقه إلى أعلى قمّة في الجبال القريبة. كانت الرحلة محفوفة بالمخاطر ومليئة بالمنحدرات الخطيرة والرياح الجليدية. لكن الفارس واصل مسيرته مدفوعا بإصراره على إنقاذ سكّان القرية من الخطر مهما كانت التضحيات.
وعند قمّة الجبل، وجد كهفا مغطّى بوهج الحمم البركانية المنصهرة. وفي وسط الكهف كان هناك سندان وُضع فوقه سيف مرصّع. وكان نصل السيف يلمع بنور بدا كما لو أنه قادم من عالم آخر. كان هذا هو النصل الناري؛ السلاح الذي تنبّأ به النقش.
أمسك الفارس بمقبض السيف وشعر بقوّة غريبة تسري في عروقه. وبفضل هذا السلاح، أدرك أنه قادر على هزم الوحش، لكن كان عليه أن يواجه التحدّيات التي تنتظره في رحلة عودته إلى الكهف، حيث ينتظره الوحش.
وعندما عاد الفارس إلى القرية، كانت السماء مظلمة. وكان القرويون يراقبونه بقلق وهو يقترب من شجرة السنديان القديمة وأعينهم مليئة بمزيج من الخوف والأمل. ودخل الفارس الكهف للمرّة الأخيرة ومعه نصل النار، استعدادا لمواجهة الوحش.
خرج الوحش من الظلال، وكانت عيناه تقدحان غضبا وكراهية. وبينما انقضّ الفارس عليه، أضاءت ألسنة اللهب الظلام وتراجع الوحش الى الوراء. وللمرّة الأولى، رأى الفارس الخوف في عينيه. وأطلق الوحش زئيرا قويّا وضرب بذيله فأسقط الدرع من قبضة الفارس الذي تعثّر، لكنه لم يسقط. وأدرك أن تلك كانت فرصته الوحيدة، فاستجمع كلّ قواه وطعن الوحش بنصل النار في قلبه.
أطلق الوحش صرخة مروّعة، ثم خرجت النيران من جرحه وابتلعت جسده. وغمر الضوء الكهف بأكمله للحظات بينما كان المخلوق يتلوّى من شدّة العذاب. وفي الرعشة الأخيرة، انهار على الأرض وغارت عيناه قبل أن تُستنزف الحياة من جسده.
انتشرت أخبار انتصار الفارس بسرعة وضجّت شوارع القرية بأصوات الاحتفال. وتجمّع القرويون في الساحة وهم يهتفون للفارس الذي أنقذهم. ومع بزوغ الفجر، وقف الفارس على قمّة التلّ المطلّ على القرية وقلبه ممتلئ فخرا وارتياحا.
لكن عندما نظر إلى الأرض، لاحظ شيئا غريبا. فالأشجار التي كانت ذات يوم متيبّسة أو ذابلة بسبب لعنة الوحش، أصبحت الآن يانعة ومحمّلة بالزهور، وامتلأ الهواء برائحة الربيع العذبة وكأن الأرض نفسها وُلدت من جديد.
مرّت الأعوام تلو الأعوام وأصبحت أسطورة الفارس والبازيليسك حديث أسمار الليالي ومادّة للحكي والأساطير. ونشأ الأطفال وهم يسمعون قصّة الفارس الشجاع الذي واجه الوحش، ثم عاش ليروي المغامرة وصار اسمه مرادفا للشجاعة والبطولة.
ولكن القصّة لم تنتهِ عند هذا الحدّ. ففي أعماق الجبال، حيث تَشكّل نصل النار، بدأت أسطورة جديدة في التكوّن. وقيل إن روح الوحش ما زالت باقية تنتظر اليوم الذي يمكنها فيه أن تنهض من وهدتها. لذا ظلّ أهالي القرية يقظين متحفّزين، يراقبون الجبال ويتأهّبون لمواجهة الظلام الذي قد يضرب مرّة أخرى، فيهدّد وجودهم ويعصف بسلامهم.
أدرك الفارس أنه لم يفعل سوى أنه كسب المزيد من الوقت لنفسه. إذ لم يُهزم المخلوق، بل صُدِم فحسب، وسيعود على الأرجح أقوى ممّا كان. كان الفارس بحاجة إلى طريقة ما لضرب قلب الوحش مباشرة. وعلى ضوء الوهج الخافت للفطر، بدأ يستكشف الكهف بحثا عن أيّ شيء قد يساعده في مهمّته.
وفي أعماق متاهة الأنفاق، عثر على نقش قديم محفور في الصخر. كانت الكلمات مكتوبة بلغة نسيها البشر منذ زمن طويل، لكن الفارس استطاع أن يفكّ طلاسمها ويفهم معناها. كان النقش يتحدّث عن نصل مصنوع من نار التنّين ومخفيّ في قمّة الجبل. وهذا السلاح، بحسب ما هو مدوّن، هو الشيء الوحيد القادر على اختراق قشور الوحش الصلبة وتسديد ضربة قاتلة الى قلبه.
وقرّر الفارس أن يبحث عن هذا السلاح الأسطوري، فغادر الكهف وشقّ طريقه إلى أعلى قمّة في الجبال القريبة. كانت الرحلة محفوفة بالمخاطر ومليئة بالمنحدرات الخطيرة والرياح الجليدية. لكن الفارس واصل مسيرته مدفوعا بإصراره على إنقاذ سكّان القرية من الخطر مهما كانت التضحيات.
وعند قمّة الجبل، وجد كهفا مغطّى بوهج الحمم البركانية المنصهرة. وفي وسط الكهف كان هناك سندان وُضع فوقه سيف مرصّع. وكان نصل السيف يلمع بنور بدا كما لو أنه قادم من عالم آخر. كان هذا هو النصل الناري؛ السلاح الذي تنبّأ به النقش.
أمسك الفارس بمقبض السيف وشعر بقوّة غريبة تسري في عروقه. وبفضل هذا السلاح، أدرك أنه قادر على هزم الوحش، لكن كان عليه أن يواجه التحدّيات التي تنتظره في رحلة عودته إلى الكهف، حيث ينتظره الوحش.
وعندما عاد الفارس إلى القرية، كانت السماء مظلمة. وكان القرويون يراقبونه بقلق وهو يقترب من شجرة السنديان القديمة وأعينهم مليئة بمزيج من الخوف والأمل. ودخل الفارس الكهف للمرّة الأخيرة ومعه نصل النار، استعدادا لمواجهة الوحش.
خرج الوحش من الظلال، وكانت عيناه تقدحان غضبا وكراهية. وبينما انقضّ الفارس عليه، أضاءت ألسنة اللهب الظلام وتراجع الوحش الى الوراء. وللمرّة الأولى، رأى الفارس الخوف في عينيه. وأطلق الوحش زئيرا قويّا وضرب بذيله فأسقط الدرع من قبضة الفارس الذي تعثّر، لكنه لم يسقط. وأدرك أن تلك كانت فرصته الوحيدة، فاستجمع كلّ قواه وطعن الوحش بنصل النار في قلبه.
أطلق الوحش صرخة مروّعة، ثم خرجت النيران من جرحه وابتلعت جسده. وغمر الضوء الكهف بأكمله للحظات بينما كان المخلوق يتلوّى من شدّة العذاب. وفي الرعشة الأخيرة، انهار على الأرض وغارت عيناه قبل أن تُستنزف الحياة من جسده.
انتشرت أخبار انتصار الفارس بسرعة وضجّت شوارع القرية بأصوات الاحتفال. وتجمّع القرويون في الساحة وهم يهتفون للفارس الذي أنقذهم. ومع بزوغ الفجر، وقف الفارس على قمّة التلّ المطلّ على القرية وقلبه ممتلئ فخرا وارتياحا.
لكن عندما نظر إلى الأرض، لاحظ شيئا غريبا. فالأشجار التي كانت ذات يوم متيبّسة أو ذابلة بسبب لعنة الوحش، أصبحت الآن يانعة ومحمّلة بالزهور، وامتلأ الهواء برائحة الربيع العذبة وكأن الأرض نفسها وُلدت من جديد.
مرّت الأعوام تلو الأعوام وأصبحت أسطورة الفارس والبازيليسك حديث أسمار الليالي ومادّة للحكي والأساطير. ونشأ الأطفال وهم يسمعون قصّة الفارس الشجاع الذي واجه الوحش، ثم عاش ليروي المغامرة وصار اسمه مرادفا للشجاعة والبطولة.
ولكن القصّة لم تنتهِ عند هذا الحدّ. ففي أعماق الجبال، حيث تَشكّل نصل النار، بدأت أسطورة جديدة في التكوّن. وقيل إن روح الوحش ما زالت باقية تنتظر اليوم الذي يمكنها فيه أن تنهض من وهدتها. لذا ظلّ أهالي القرية يقظين متحفّزين، يراقبون الجبال ويتأهّبون لمواجهة الظلام الذي قد يضرب مرّة أخرى، فيهدّد وجودهم ويعصف بسلامهم.
Credits
mythicalrealm.com
mythicalrealm.com