شاعر الحقول
يعتَبر تاو يوان مينغ، المتوفّى عام 365، من أهمّ شعراء الطبيعة في الصين. كما أنه من بين الشعراء الأقدم والأكثر إثارةً للإعجاب. وهو يُذكر كشاعر عاش منعزلا عن العالم في مزرعة جبلية، حيث كان يستمتع بالمناظر الخلابة هناك، بينما يزرع طعامه بنفسه.
إلا أن صورته لا تطابق صورة الناسك المنعزل عن العالم الخارجي، الذي لا رفيق له سوى آلهته الدينية ولا يشغله سوى التأمّل. بل على العكس، لم يتردّد الشاعر قطّ في الاعتراف بحبّه للنبيذ والرفقة الطيّبة والموسيقى.
ولأن قصائده تصوّر حياة قائمة على الزراعة والشراب، لُقّب فيما بعد بـ "شاعر الحقول". وفي قصائد تاو، نجد أمثلة رائعة على حثّه جمهوره على ترك الحياة الحضرية والانتقال إلى الريف واتباع حياة قائمة على النبيذ والشعر وتجنّب مَن لا تصلح معهم الصداقة.
عرف الناس لأوّل مرّة تاو وأسلوبه التعبيري المباشر والواضح عندما حقّق شهرة محليّة كناسك. وتبع ذلك تدريجيّا الاعتراف به في المختارات الشعرية الكبرى. وبحلول عهد سلالة تانغ، ارتقى تاو إلى مستوى العظمة كشاعر ملهِم، حيث أشاد به "لي باي "و"دو فو"، أشهر شاعرين في الصين.
تأثّر تاو يوان مينغ بالتيّارات الطاويّة الجديدة التي برزت، إلى جانب البوذية، كبديل روحي في الصين في القرنين الثالث والرابع الميلاديين، ردّا على تراجع الكونفوشية آنذاك. وأعلن الشاعر عن طاويّة هادئة جسّدها في أسلوب حياته وصوّرها في قصائده الريفية.
هنا بعضها..
○ هادئ وقليل الكلام، لا يطمح إلى الشهرة ولا إلى الكسب. أربعة جدران عارية تحيط بغرفته، تجد الرياح والشمس منفذا عبر السقف والفتحات. ملابسه رثّة وأطباقه فارغة عادةً. لكنه يتقبّل الأمر بطيب خاطر. أحيانا يكتب ليسلّي نفسه ويعبّر عمّا بداخله. لا يبالي كثيرا بالربح أو الخسارة في الدنيا. هكذا يقضي عمره المقدّر على هذه الأرض.
○ بنيتُ كوخي بين أكواخ البشر، لكنّي لا أسمع ضجيج الخيول أو العربات. قد تسألون: وكيف يكون هذا ممكنا؟". قلب ناءٍ يبني معتكفه الخاص! أقطف زهور الأقحوان من السياج الشرقي فأرى الجبل الجنوبي في الأفق. ما أروع هواء الجبال عند غروب الشمس! تعود الطيور المحلّقة إلى أعشاشها أزواجا. في هذه الأشياء يكمن جوهر الحقيقة. أودّ أن أشرح، لكنّي أضعتُ الكلمات.
○ منذ سنوات، لم أذهب إلى المروج، ولم أحظَ بنزهة ممتعة في الغابة. اليوم، ذهبت عبر الغابات إلى قرية مهجورة. تجوّلت حول تلال القبور والأماكن التي عاش فيها أناس ذات يوم. كانت هناك آثار لآبار ومواقد وجذوع أشجار خيزران وتوتٍ متحلّلة. سألت رجلا يقطع الحطب عمّا حدث للناس، التفتَ ناحيتهم وقال: ماتوا أو رحلوا، لم يبقَ أحد، الأسواق والسلالات لا تدوم طويلا". لم يكن قولا فارغاً. هذه الحياة مثل حيلة الساحر، عندما تنتهي أخيرا لا يبقى شيء.
○ أشجار الدردار والصفصاف تُضفي ظلالا على أفاريز كوخي الخلفية. وأشجار الخوخ والبرقوق تزيّن المساحة الأمامية. الطريق الى القرى مغطّى بالضباب والدّخان المتصاعد من المداخن. الكلاب تنبح في الأزقّة الضيّقة والديوك تصيح فوق أشجار التوت. لا غبار ولا صخب في هذه المزرعة. لطالما حُبستُ في قفص، والآن أعود إلى الطبيعة ثانيةً.
○ نسائم الصفصاف تهبّ على وجهي، لكنها ليست باردة. إنها مثل يد أمّ تداعبك. تحمل الرياح عبير الأرض الطازج، ممزوجا بشذى العشب الأخضر اللاذع وعبير الزهور المتنوّعة. تبني الطيور أعشاشها بابتهاج وسط الأزهار والأوراق الرقيقة، تنادي رفاقها لتتباهى بأصواتها الصافية وتغنّي ألحانا عذبة يتردّد صداها مع النسيم العليل وجريان الماء.
إلا أن صورته لا تطابق صورة الناسك المنعزل عن العالم الخارجي، الذي لا رفيق له سوى آلهته الدينية ولا يشغله سوى التأمّل. بل على العكس، لم يتردّد الشاعر قطّ في الاعتراف بحبّه للنبيذ والرفقة الطيّبة والموسيقى.
ولأن قصائده تصوّر حياة قائمة على الزراعة والشراب، لُقّب فيما بعد بـ "شاعر الحقول". وفي قصائد تاو، نجد أمثلة رائعة على حثّه جمهوره على ترك الحياة الحضرية والانتقال إلى الريف واتباع حياة قائمة على النبيذ والشعر وتجنّب مَن لا تصلح معهم الصداقة.
عرف الناس لأوّل مرّة تاو وأسلوبه التعبيري المباشر والواضح عندما حقّق شهرة محليّة كناسك. وتبع ذلك تدريجيّا الاعتراف به في المختارات الشعرية الكبرى. وبحلول عهد سلالة تانغ، ارتقى تاو إلى مستوى العظمة كشاعر ملهِم، حيث أشاد به "لي باي "و"دو فو"، أشهر شاعرين في الصين.
تأثّر تاو يوان مينغ بالتيّارات الطاويّة الجديدة التي برزت، إلى جانب البوذية، كبديل روحي في الصين في القرنين الثالث والرابع الميلاديين، ردّا على تراجع الكونفوشية آنذاك. وأعلن الشاعر عن طاويّة هادئة جسّدها في أسلوب حياته وصوّرها في قصائده الريفية.
هنا بعضها..
○ هادئ وقليل الكلام، لا يطمح إلى الشهرة ولا إلى الكسب. أربعة جدران عارية تحيط بغرفته، تجد الرياح والشمس منفذا عبر السقف والفتحات. ملابسه رثّة وأطباقه فارغة عادةً. لكنه يتقبّل الأمر بطيب خاطر. أحيانا يكتب ليسلّي نفسه ويعبّر عمّا بداخله. لا يبالي كثيرا بالربح أو الخسارة في الدنيا. هكذا يقضي عمره المقدّر على هذه الأرض.
○ بنيتُ كوخي بين أكواخ البشر، لكنّي لا أسمع ضجيج الخيول أو العربات. قد تسألون: وكيف يكون هذا ممكنا؟". قلب ناءٍ يبني معتكفه الخاص! أقطف زهور الأقحوان من السياج الشرقي فأرى الجبل الجنوبي في الأفق. ما أروع هواء الجبال عند غروب الشمس! تعود الطيور المحلّقة إلى أعشاشها أزواجا. في هذه الأشياء يكمن جوهر الحقيقة. أودّ أن أشرح، لكنّي أضعتُ الكلمات.
○ منذ سنوات، لم أذهب إلى المروج، ولم أحظَ بنزهة ممتعة في الغابة. اليوم، ذهبت عبر الغابات إلى قرية مهجورة. تجوّلت حول تلال القبور والأماكن التي عاش فيها أناس ذات يوم. كانت هناك آثار لآبار ومواقد وجذوع أشجار خيزران وتوتٍ متحلّلة. سألت رجلا يقطع الحطب عمّا حدث للناس، التفتَ ناحيتهم وقال: ماتوا أو رحلوا، لم يبقَ أحد، الأسواق والسلالات لا تدوم طويلا". لم يكن قولا فارغاً. هذه الحياة مثل حيلة الساحر، عندما تنتهي أخيرا لا يبقى شيء.
○ أشجار الدردار والصفصاف تُضفي ظلالا على أفاريز كوخي الخلفية. وأشجار الخوخ والبرقوق تزيّن المساحة الأمامية. الطريق الى القرى مغطّى بالضباب والدّخان المتصاعد من المداخن. الكلاب تنبح في الأزقّة الضيّقة والديوك تصيح فوق أشجار التوت. لا غبار ولا صخب في هذه المزرعة. لطالما حُبستُ في قفص، والآن أعود إلى الطبيعة ثانيةً.
○ نسائم الصفصاف تهبّ على وجهي، لكنها ليست باردة. إنها مثل يد أمّ تداعبك. تحمل الرياح عبير الأرض الطازج، ممزوجا بشذى العشب الأخضر اللاذع وعبير الزهور المتنوّعة. تبني الطيور أعشاشها بابتهاج وسط الأزهار والأوراق الرقيقة، تنادي رفاقها لتتباهى بأصواتها الصافية وتغنّي ألحانا عذبة يتردّد صداها مع النسيم العليل وجريان الماء.
❉ ❉ ❉
❉ ❉ ❉
○ الأرض والسماء باقيتان للأبد، والجداول والجبال لا تتغيّر. النباتات تتبع إيقاعا ثابتا. لكن الإنسان، أكثر الكائنات شعورا، ليس له مثيل في هذا. إنه حاضر هنا في العالم اليوم، ثم يرحل فجأة ولا يعود. لا أحد يلاحظ أن إنسانا نقَص. وبعد أشهر، حتى أصدقاؤه وعائلته لا يعودون يفكّرون فيه كثيرا، الأشياء التي كان يستخدمها يوما هي كلّ ما تبقّى لتذكّره والحزن عليه. ليس لديّ طريقة لتجاوز التغيير. آمل أن تأخذ بنصيحتي: عندما يُعرض عليك النبيذ، لا ترفضه.
○ الناس يحبّون حياتهم هنا ولن يهاجروا. وحتى لو توفّرت سفن وعربات، فلن يركبها أحد. حتى لو توفّرت أسلحة وسهام، فلن يكترث بها أحد. ليعد الناس إلى حياكة الحبال، وليستمتّعوا بطعامهم وملابسهم، وليعتزّوا بوطنهم وعاداتهم. حتى لو كانت البلدان المجاورة على مرمى البصر، وصياح الديكة ونباح الكلاب يُسمع، سيشيخ الناس هنا ويموتون دون أن يزوروها.
○ يشتاق الطائر الأسير إلى موطنه في البستان. تتوق السمكة في الحوض إلى مسكنها السابق. لذا نظّفت البرّية جنوب القرية، وبقيتُ ريفيا، عدتُ إلى مزرعتي. في شبابي، كنتُ منعزلا عن عالم البشر. دفعتني فطرتي إلى الجبال والجداول. ثم وقعتُ بالصدفة في شِباك العالم المغبرّ. وضاعت ثلاثون عاما من عمري هناك هباءً.
○ كلّ يوم، أستمتع بالتجوال في الحديقة. توجد بوّابة هناك، لكنها مغلقة دائما. أمشي وأستريح وبِيَدي عصا. أحيانا أرفع رأسي لأحدّق في البعيد. ترتفع السحب متثاقلةً من وراء الجبال. والطيور، المتعبة من الطيران، تعرف أنه حان وقت العودة إلى البيت. وبينما تخفتُ أشعّة الشمس وتختفي عن الأنظار، أتجوّل حول شجرة صنوبر وحيدة وأداعبها.
○ الأشجار أمام الكوخ وارفة. في منتصف الصيف، تُضفي ظلّا منعشا. تهبّ رياح الجنوب الموسمية في وقتها المعتاد. يا له من انتعاش يتسلّل عبر ثنايا صدري المفتوح! في خلوتي، لا أشغل نفسي إلا بالترفيه. أتسلّى بالكتب والموسيقى، حرّاً في النهوض أو الراحة.
○ تنتج حديقتي من الخضار ما يكفي لمائدتي. لا يزال مخزن الأرزّ يحتوي على حبوب العام الماضي. هناك حدّ لما يحتاجه المرء. في الربيع صنعتُ نبيذا من الذرة الرفيعة. والآن وقد نضج، أسكب لنفسي كوبا أو اثنين.
○ كانت أشهر الربيع معتدلة ورطبة، وفصل الخريف باردا وصافيا. الآن يتجمّد الندى ويختفي الضباب المتناثر. السماء عالية، والمنظر واضح وواسع. ترتفع قمم شاهقة من سلسلة الجبال تلك. من هنا، جمالها الشامخ لا يُضاهى. تزيّن أزهار الأقحوان العطرة الغابة بجمالها. تقف أشجار الصنوبر الخضراء صفوفا فوق الجرف. أُعجب بعظمتها الرائعة، أنيقة وسامقة تحت الصقيع. أحمل كأس نبيذي، وأتذكّر الصوفيين الذين مشوا بين أشجار الصنوبر هذه يوما ما. أبحث عن الجوهر الذي لم أكتسبه بعد، وأنتظر بفارغ الصبر بزوغ القمر.
○ أتمنّى أن تنقطع صداقاتي وينتهي تجوالي. لن يكون لي مع العالم أيّ علاقة بعد الآن. لا رغبة لي في الثراء ولا أمل في الجنّة. في كلّ صباح، أسير لوحدي، أحمل الفأس أو أتسلّق التلّ الشرقي. أُصفّرُ طويلا أو أكتب شعرا بجوار الجدول الصافي. وهكذا أتقبّل نصيبي حتى العودة النهائية، فرِحا بأمر السماء.
○ لا جدوى من مناقشة الخلود حين يكون مجرّد البقاء على قيد الحياة صعبا بما فيه الكفاية. بالطبع أريد أن أجوب الجنّة، لكن الطريق طويل وصعب.
○ إن فعل الخير شيء مبهج دائما، ولكن لا أحد مضطرّ للثناء عليك لأجله. الكثير من التفكير يضرّ بحياة المرء، فقط استسلم لدورة الأشياء. إمنح نفسك لأمواج التغيير العظيم، لا سعيدا ولا خائفا. وعندما يحين وقت الرحيل، فاذهب ببساطة دون ضجيج أو صخب.
○ الناس يحبّون حياتهم هنا ولن يهاجروا. وحتى لو توفّرت سفن وعربات، فلن يركبها أحد. حتى لو توفّرت أسلحة وسهام، فلن يكترث بها أحد. ليعد الناس إلى حياكة الحبال، وليستمتّعوا بطعامهم وملابسهم، وليعتزّوا بوطنهم وعاداتهم. حتى لو كانت البلدان المجاورة على مرمى البصر، وصياح الديكة ونباح الكلاب يُسمع، سيشيخ الناس هنا ويموتون دون أن يزوروها.
○ يشتاق الطائر الأسير إلى موطنه في البستان. تتوق السمكة في الحوض إلى مسكنها السابق. لذا نظّفت البرّية جنوب القرية، وبقيتُ ريفيا، عدتُ إلى مزرعتي. في شبابي، كنتُ منعزلا عن عالم البشر. دفعتني فطرتي إلى الجبال والجداول. ثم وقعتُ بالصدفة في شِباك العالم المغبرّ. وضاعت ثلاثون عاما من عمري هناك هباءً.
○ كلّ يوم، أستمتع بالتجوال في الحديقة. توجد بوّابة هناك، لكنها مغلقة دائما. أمشي وأستريح وبِيَدي عصا. أحيانا أرفع رأسي لأحدّق في البعيد. ترتفع السحب متثاقلةً من وراء الجبال. والطيور، المتعبة من الطيران، تعرف أنه حان وقت العودة إلى البيت. وبينما تخفتُ أشعّة الشمس وتختفي عن الأنظار، أتجوّل حول شجرة صنوبر وحيدة وأداعبها.
○ الأشجار أمام الكوخ وارفة. في منتصف الصيف، تُضفي ظلّا منعشا. تهبّ رياح الجنوب الموسمية في وقتها المعتاد. يا له من انتعاش يتسلّل عبر ثنايا صدري المفتوح! في خلوتي، لا أشغل نفسي إلا بالترفيه. أتسلّى بالكتب والموسيقى، حرّاً في النهوض أو الراحة.
○ تنتج حديقتي من الخضار ما يكفي لمائدتي. لا يزال مخزن الأرزّ يحتوي على حبوب العام الماضي. هناك حدّ لما يحتاجه المرء. في الربيع صنعتُ نبيذا من الذرة الرفيعة. والآن وقد نضج، أسكب لنفسي كوبا أو اثنين.
○ كانت أشهر الربيع معتدلة ورطبة، وفصل الخريف باردا وصافيا. الآن يتجمّد الندى ويختفي الضباب المتناثر. السماء عالية، والمنظر واضح وواسع. ترتفع قمم شاهقة من سلسلة الجبال تلك. من هنا، جمالها الشامخ لا يُضاهى. تزيّن أزهار الأقحوان العطرة الغابة بجمالها. تقف أشجار الصنوبر الخضراء صفوفا فوق الجرف. أُعجب بعظمتها الرائعة، أنيقة وسامقة تحت الصقيع. أحمل كأس نبيذي، وأتذكّر الصوفيين الذين مشوا بين أشجار الصنوبر هذه يوما ما. أبحث عن الجوهر الذي لم أكتسبه بعد، وأنتظر بفارغ الصبر بزوغ القمر.
○ أتمنّى أن تنقطع صداقاتي وينتهي تجوالي. لن يكون لي مع العالم أيّ علاقة بعد الآن. لا رغبة لي في الثراء ولا أمل في الجنّة. في كلّ صباح، أسير لوحدي، أحمل الفأس أو أتسلّق التلّ الشرقي. أُصفّرُ طويلا أو أكتب شعرا بجوار الجدول الصافي. وهكذا أتقبّل نصيبي حتى العودة النهائية، فرِحا بأمر السماء.
○ لا جدوى من مناقشة الخلود حين يكون مجرّد البقاء على قيد الحياة صعبا بما فيه الكفاية. بالطبع أريد أن أجوب الجنّة، لكن الطريق طويل وصعب.
○ إن فعل الخير شيء مبهج دائما، ولكن لا أحد مضطرّ للثناء عليك لأجله. الكثير من التفكير يضرّ بحياة المرء، فقط استسلم لدورة الأشياء. إمنح نفسك لأمواج التغيير العظيم، لا سعيدا ولا خائفا. وعندما يحين وقت الرحيل، فاذهب ببساطة دون ضجيج أو صخب.
Credits
scholar.harvard.edu
scholar.harvard.edu
