:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الثلاثاء، ديسمبر 27، 2005

أهمية إعادة الاعتبار للعقل

"لا نستطيع أن نحلّ المشاكل المزمنة التي تواجهنا بنفس العقلية التي أوجدت تلك المشاكل. ومن السّذاجة أن نفعل نفس الأمور بنفس الطريقة ثم نتوقّع نتائج مختلفة".
- البيـرت آينشتـايــن

من الخطأ أن يتعسّف البعض في تفسير الآيات القرآنية فيربطها بالنظريات والاكتشافات العلمية ويحمّلها فوق ما تحتمل كما يفعل زغلول النجار وعبدالمجيد الزنداني وغيرهما.
فالقرآن الكريم، كما نعرف، هو كتاب هداية وتربية وإرشاد في المقام الأول، وليس مرجعا في الفيزياء أو الفلك أو الطب والعلوم.
إن الذي يريد معرفة أسرار الكون عليه أن يقرأ ما كتبه كبار العلماء مثل اينشتاين وهوكنغ وديفيز ونيوتن وغيرهم من الأسماء البارزة في مجال الفيزياء والطبيعة.
وحبّذا لو قام مسئولو التعليم في بلداننا بترجمة كتب هؤلاء وغيرهم إلى العربية بطريقة سهلة ومبسّطة ومفهومة كي يقرأها اكبر عدد من الناس.
هذا بنظري أولى وأهم من غسل أدمغة الطلاب بفقه التبديع والتفسيق وفتاوى التحريم والتكفير والكراهية التي لا يمكن إبطال مفاعيلها الضارّة وآثارها الخطيرة سوى بمنظفات من هذا النوع الذي يحفظ للإنسان عقله ويحفّزه على استخدام ذلك العقل فيما ينفعه ولا يضرّه وفي ما يفتح وعيه على منافذ العلم والمعرفة الحقّة.
ربّما لو وجدت هذه الفكرة طريقها للتنفيذ لخفّت حدّة التطرّف والتفكير الغيبي ولاصبح الناس في مجتمعاتنا اقلّ ميلا إلى التفسيرات الغيبية التي تجنح غالبا نحو الخرافة كلما أتى الحديث عن الإنسان والكون والوجود.
وربّما – من جهة أخرى – يصبح الناس في بلادنا اكثر تقبلا للعلمية (من العلم) واقلّ نزوعا إلى استحضار الخرافات والأساطير والركون إلى ما ينشره بعض الناس من أمور هي اقرب إلى الخزعبلات والتخريفات منها إلى حقائق العلم الحديث.
إن من الضروري أن نعيد النظر في رؤيتنا للمنطق وفي تعاملنا مع الظواهر العلمية، وهذا يبدأ من إعادة التفكير جديا في صوغ المناهج الدراسية التي تدرّس للتلاميذ بطريقة تعيد الاعتبار لعلم المنطق وأساليب البحث العلمي لان من شأن ذلك أن يعين الناشئة على تفسير الأحداث والظواهر تفسيرا علميا ومنطقيا بعيدا عن التناول الغيبي والخرافي الذي سدّ منافذ العقل وعطّل ملكة التفكير عند قطاعات كثيرة في مجتمعاتنا.