المشاركات

عرض المشاركات من مارس 18, 2012

سلفاتور روزا: الفنّان الفيلسوف

صورة
عرف تاريخ الفنّ الكثير من المتمرّدين. لكن لا احد يشبه سلفاتور روزا. لم يكن رسّاما مستقلا ومبتكرا فحسب. بل كان أيضا فيلسوفا وشاعرا. وقد رسم بعض أكثر الأعمال الفنّية فتنة وإثارة. السحرة والأشرار والشياطين في لوحات هذا الرسّام لم تكن نتاج خيال مروّع، بل كانت تصويرا بليغا للحياة في زمانه. في العام 1631، ثار بركان جبل فيزوف وقذف بحممه البركانية في البحر وملأت الجوّ سحب الرّماد التي وصلت إلى القسطنطينية. ثوران البركان وما رافقه من زلازل تسبّبت آنذاك في مقتل ثلاثة آلاف شخص وفي دمار واسع النطاق. وقد تركت الحادثة أثرا لا يُمحى على سلفاتور روزا ذي الستّة عشر عاما وقتها. أصبح الفنّان الشابّ متخصّصا في رسم الطبيعة المظلمة والمليئة بالأخطار: الغيوم العاصفة التي تتجمّع فوق الأبنية المهدّمة والأشجار المدمّرة، والبشر الذين يظهرون كالأقزام أمام الجبال الشاهقة أو يواجهون مصيرهم المشئوم على أيدي اللصوص وقطّاع الطرق. أثناء حياته كان سلفاتور روزا شخصية مبجّلة، وربّما جامحة وبرّاقة مثل قطّاع الطرق في لوحاته. وبعد موته بمائة عام، صارت لوحاته تغذّي خيال الرسّامين الإنجليز مثل باري جيمس وفوسيلي وجون مارتن. كما...