المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر 14, 2025

الطريق إلى أوكسيانا/2

صورة
في أسفار روبرت بايرون، كما يسجّلها في كتابه، يصبح تقاطع الحضارات نقطة محورية لتقديم رؤى غنيّة ومتعدّدة الطبقات في نسيج الثقافات التي يصادفها. وبينما يجوب الأراضي التي كانت تاريخيا مفترقَ طرق للإمبراطوريات والتجّار والأفكار، فإنه يلاحظ باستمرار اندماج وتمازج التقاليد والعمارة والفن وأساليب الحياة المتنوّعة عبر الزمان والمكان. شيملا، 16 نوفمبر صباح كسول، جبال وسماء زرقاء وسلسلة من التلال. بدت الجبال في غاية الجمال ونحن نمرّ عبر الحدائق والبساتين وصولا إلى سفوح التلال الجرداء. وبدا جبل "ديمافند" مغطّى بالثلوج والسماء المظلمة. واستطالت ظلالنا واندمجت في ظلّ واحد ضخم فوق السهل بأكمله. وغمرت المياه التلال السفلية والعليا والقمم نفسها. واستدارت الخيول، وغربت الشمس خلف سحابة، ثم عادت للظهور تحتها. في المساء قادنا خادم يحمل فانوسا ورقيّا ارتفاعه ثلاثة أقدام إلى منزله عبر متاهات المدينة القديمة. كان الضيوف الآخرون أميرا قاجاريّا وزوجته نشئا في هونغ كونغ. وقد انزعجا من اضطرارهما لتناول الطعام على الأرض. كان المنزل صغيرا لكن برج الرياح الصغير وفناءه الغارق أضفيا عليه لمسة...

الطريق إلى أوكسيانا/1

صورة
في عام ١٩٣٧، نشر الرحّالة والمستكشف الانغليزي روبرت بايرون كتابه "الطريق إلى أوكسيانا"، الذي وثّق فيه رحلاته في الشرق الأوسط وأفغانستان وبلاد فارس. واعتُبر الكتاب من أكثر كتب الرحلات تأثيرا. كان الهدف من رحلة بايرون زيارة الكنوز المعمارية في المنطقة، والتي كان على دراية واسعة بها، كما يتّضح من ملاحظاته على طول الطريق. وقد اختلط بايرون مع السكّان المحليين وتفاوض على وسائل النقل، بما في ذلك السيّارات والخيول والحمير، لنقله أثناء رحلته. كما واجه الحرّ والبرد والجوع والعطش. كلمة "أوكسيانا" في عنوان الكتاب تشير إلى الاسم القديم للمنطقة الواقعة على طول الحدود الشمالية لأفغانستان. وقد شبّه أحد الكتّاب أهميّة الكتاب في أدب الرحلات بأهمية كتاب "يوليسيس" في الرواية وديوان "الأرض اليباب" في الشعر. بينما وصفه آخر بأنه "تحقيق في أصول الفنّ الإسلامي مقدّم في أحد أكثر كتب الرحلات تسليةً في العصر الحديث". في الكتاب يأخذ بايرون القرّاء في رحلة شيّقة عبر بلدان الشرق الأوسط وآسيا الوسطى خلال أوائل القرن العشرين، يمزج فيها بين عين المؤرّخ وروح ...

نصوص مترجمة

صورة
تُعتبر القطط البرّية من الأنواع المهدّدة بالانقراض في هذه المنطقة. أتذكّر قطّا برّيا أمسكوا به في مكان ما، ولا بدّ أنهم أخضعوه لعشرات التجارب بالحرق قبل أن يقرّروا أخيرا أنه عديم الفائدة لهم، تماما مثل علبة بيرة فارغة. هل تعلم ماذا فعلوا به؟ قرّر أحدهم انه بدلا من أن يترك الحيوان، الذي كان ما يزال يتنفّس بصعوبة، في حاله، حمله من رجليه الخلفيتين وضرب رأسه بالحائط مرارا حتى مات. كيف لي أن أنسى ذلك! أنا من طُلب منه تنظيف تلك الفوضى. خيّطت رأس الحيوان وأغلقت عينيه ببطء. المخالب التي كانت فخورة ذات يوم كانت تتدلّى دون حياة. وكلّ هذا العبث والكراهية ملآني بالغضب. إلا أنني لم أكن أعرف كيف أنفجر. كنت مثل جهاز كمبيوتر بدون لوحة مفاتيح، طائر بلا أجنحة. صدّقني، أردت في تلك اللحظة أن أشتبك مع ذلك الشخص، أن أفعل به بعض ما فعله بذلك الحيوان المسكين. م. توبياس ❉ ❉ ❉ الذكاء الاصطناعي يستطيع الآن تقليد أيّ صوت بشري. وآخر من قلّد أصواتهم ممثّل إنغليزي يُدعى ستيفن فراي. وقد فعل ذلك بشكل مثالي ومقنع للغاية، بما في ذلك حتى جرس صوته ونبرته وجعلَهُ يقول أيّ شيء. وشعر ف...