الطريق إلى أوكسيانا/2
في أسفار روبرت بايرون، كما يسجّلها في كتابه، يصبح تقاطع الحضارات نقطة محورية لتقديم رؤى غنيّة ومتعدّدة الطبقات في نسيج الثقافات التي يصادفها. وبينما يجوب الأراضي التي كانت تاريخيا مفترقَ طرق للإمبراطوريات والتجّار والأفكار، فإنه يلاحظ باستمرار اندماج وتمازج التقاليد والعمارة والفن وأساليب الحياة المتنوّعة عبر الزمان والمكان. شيملا، 16 نوفمبر صباح كسول، جبال وسماء زرقاء وسلسلة من التلال. بدت الجبال في غاية الجمال ونحن نمرّ عبر الحدائق والبساتين وصولا إلى سفوح التلال الجرداء. وبدا جبل "ديمافند" مغطّى بالثلوج والسماء المظلمة. واستطالت ظلالنا واندمجت في ظلّ واحد ضخم فوق السهل بأكمله. وغمرت المياه التلال السفلية والعليا والقمم نفسها. واستدارت الخيول، وغربت الشمس خلف سحابة، ثم عادت للظهور تحتها. في المساء قادنا خادم يحمل فانوسا ورقيّا ارتفاعه ثلاثة أقدام إلى منزله عبر متاهات المدينة القديمة. كان الضيوف الآخرون أميرا قاجاريّا وزوجته نشئا في هونغ كونغ. وقد انزعجا من اضطرارهما لتناول الطعام على الأرض. كان المنزل صغيرا لكن برج الرياح الصغير وفناءه الغارق أضفيا عليه لمسة...