المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر 19, 2025

خواطر في الأدب والفن

صورة
"الرينكو" أو الشعر المترابط هو شكل أدبيّ فريد من نوعه في اليابان ولعبة صالون. حيث يجتمع عدد من الشعراء في أجواء مسترخية، يتناولون الشراب والعشاء معا. ثم يشرعون في تأليف قصيدة طويلة. يبدأ القائد بكتابة هايكو. ثم يسلّمه للشاعر الذي بجانبه، فيضيف له سطرين مكوّناً مقطعا. ويُعطى هذا المقطع للشاعر التالي الذي ينسخ هذين السطرين الإضافيين. وباستخدامهما كأسطر افتتاحية والانطلاق في اتجاه جديد، يؤلّف المقطع الثاني. وتستمرّ اللعبة. يساهم كل شاعر بمقطع تكون أسطره الافتتاحية دائما هي الأسطر الختامية للمقطع السابق. ويستمرّ هذا حتى يكتمل 36 مقطعا أو أكثر. وكلّ مقطع مستقل هو نوع من القصيدة المصغّرة، لكنه مرتبط بالمقاطع الأخرى. يقتصر الرينكو فقط على خيال المشاركين، ويستمرّ في تغيير المشهد والموضوع والمزاج مع تقلّبات غير متوقّعة. ويمكن أن ينتقل الموضوع فجأة من الجبل إلى المدينة، من السامي إلى السخيف. كلّ شيء وارد، مع مراعاة قواعد معيّنة. مثلا في نقاط محدّدة، يجب الإشارة إلى القمر أو أزهار الكرز. وتُقرأ الأبيات بصوت عالٍ أثناء كتابتها، مع هتافات تقدير وضحك ومزيد من النبيذ. ❉ ❉ ...

خواطر في الأدب والفن

صورة
كان علي باشا، المعروف أيضا باسم أصلان أي "الأسد"، حاكما ألبانيّا مسلما شغل منصب الباشا العثماني للجزء الغربي من روميليا التابعة للإقليم الأوروبّي من الإمبراطورية العثمانية. في شبابه، كان باشا لصّا مكلّفا بالتعامل مع لصوص. وكان جنوده ومرتزقته من الألبان هم من استولوا في النهاية على بعض البلدات المستقلّة. ومن تلك الحملة، نشأت أسطورة تقول إن 22 امرأة من إحدى القرى ألقين بأنفسهن وأطفالهن من فوق جرف لكيلا يقعن بأيدي قوّات باشا عام ١٨٠٣. في اللوحة التي فوق من عام 1850، يرسم بول إميل جاكوبس علي باشا وزوجته المفضّلة كايرا فاسيليكي في لحظات حميمة قبيل إعدامه. كانت فاسيليكي قد ذهبت، وهي في سنّ الخامسة عشرة، الى بلاط علي باشا للتوسّط من أجل الإبقاء على حياة أبيها. وبعد أن استطاعت الحصول على عفو عنه، طلبها باشا للزواج فوافقت وانضمّت إلى حريمه. وبفضل جمالها وذكائها، أصبحت الزوجة الأثيرة عنده وسَمح لها بممارسة طقوس دينها المسيحي ورعاية بعض المبادرات الخيرية. وقد استخدمت نفوذها لإنقاذ حياة العديد من مواطنيها من اليونانيين. وبحلول عام ١٨٢٠، أزعجت طموحات علي باشا المتزايدة السل...

فاتح العالم

صورة
لم يكن الفيلان اللذان أحضرهما خادما الإمبراطور للتسرية عن سيّدهما مستعدّين للتعاون في ذلك اليوم. ففي مواجهة حشد من رجال الحاشية المطواعين، استدار أحد الفيلين وحاول الفرار، بينما هجم الآخر بعنف على أبناء الملك الأربعة الذين كانوا يستمتعون بالمشهد على صهوات خيولهم العربية الأصيلة. وبالكاد تمكّن ثلاثة من الأمراء من تحفيز جيادهم والهرب. لكن أورانغزيب بقي حيث هو. وبيده الممسكة باللجام، ثبّت حصانه في مكانه، بينما سدّد بالأخرى ضربة قاضية من رمحه الى جبين الفيل. وفي نوبة غضب أخيرة، سَحقَ الفيل حصان الأمير بضربة من نابه، لكن الأمير نجح في تفادي الضربة وأنقذ نفسه بحركة استدارة رشيقة. الحشد الذي كان يحبس أنفاسه بانتظار نتيجة المبارزة انفجر مردّدا هتافات النصر، بينما نزل الإمبراطور وسط اضطراب شديد من درجات الشرفة التي تابع منها المشهد. وركض خادمه المخلص "اعتماد خان" للقاء الأمير الذي كان يقترب من والده القلق بخطوات بطيئة ومحسوبة. وصرخ الخادم مذهولا: تمشي ببطء بينما أبوك الإمبراطور في حال يُرثى لها؟! تجمّد ردّ الأمير في فمه قليلا ثم قال: لو كان الفيل لا يزال يطاردني، لمشيت أسرع...

نصوص مترجمة

صورة
○ في بلاط السيّد العظيم هوريكاوا، يعيش رسّام مشهور يُدعى يوشيهيدي، يولي فنّه أهميّة أكبر من أيّ شيء آخر تقريبا. هذا الرجل العجوز المتذمّر لا يسمح للسيّد أو العادات المتعارف عليها أو حتى للآلهة نفسها بأن تقدَّم على فنّه. ويتّفق كلّ من يراه على أن عمله مبهر، إلا أنه دائما ما يبثّ فيه شعورا بالغرابة والحزن. وبينما استطاع رسّامو العصور القديمة العظماء الآخرون أن يجعلوا الناظر الى لوحاتهم يشمّ عبير أزهار البرقوق العطرة في ليلة مقمرة، فإن لوحة يوشيهيدي للمراحل الخمس لتناسخ الأرواح التي تزيّن بوابة معبد رايوغي، تجعل المارّة يسمعون تنهّدات الأرواح ونحيبها، ويشمّون رائحة الجثث. والناس يخشون يوشيهيدي ويكرهونه في آن لقوّة فنّه وغروره المفرط. وبسبب طريقة وقوفه ووجهه الدميم، يطلقون عليه لقب ساروهيدي أو "جلد القرد". وليس هناك سوى شيء واحد في العالم يهتمّ به يوشيهيدي إلى جانب الرسم، ألا وهو ابنته يوزوكي ذات الخمسة عشر ربيعا. إنه يحبّها كثيرا ويُغدق عليها المال والهدايا الباذخة. وهي بالطبع جميلة العقل والجسد، بقدر قبحه هو. وكما يقول الراوي، فإن عاطفته تجاه ابنته هي الدليل الحقيقيّ ال...