:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الأربعاء، أغسطس 08، 2012

آخر البوهيميين

في بعض الأحيان، تصبح بعض الأحداث التافهة ظاهريّا نقاط تحوّل مهمّة في مسار التاريخ. في الرابع عشر من يوليو 1789، اقتحمت مجموعة صغيرة من الغوغاء سجنا فارغا تقريبا في إحدى ضواحي باريس. وهكذا بدأت الثورة الفرنسية التي أنهت 500 عام من الحكم الملكي في فرنسا.
وفي ديسمبر من عام 1955، طُلب من إحدى الأميركيات من أصل أفريقي أن تنتقل إلى الجزء الخلفيّ من حافلة في مونتغمري بولاية ألاباما. وبسبب تلك الحادثة ولدت حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
وفي عام 1969، انشأت وزارة الدفاع الأمريكية شبكة اتصالات الكترونية أسميت الاربانت لتربط مجموعة من مراكز الأبحاث. وهكذا ولدت الإنترنت.
في 25 يناير من عام 1919، توفي فنّان غير معروف تقريبا في جناح خيريّ في احد مشافي باريس. وبموته انتهت الهيمنة الفرنسية على عالم الفنّ. كان ذلك الفنّان آخر شخص في سلالة كانت تُعرف بآخر الفنّانين البوهيميين.
كان اسمه اميديو موديلياني. وكان قد عانى من الفقر والسلّ وإدمان الكحول وتعاطي المخدرات. وبعد أيّام، وبينما كانت جنازته تمرّ في شوارع مونمارتر القديمة، كان الآلاف من الناس ممّن لم يكونوا قد رأوا أعماله من قبل، وبعضهم لم يكونوا قد سمعوا باسمه، يصطفّون على جانب الطريق لتحيّته وإلقاء نظرة الوداع على جثمانه.
كان موديلياني، الايطالي الأصل، آخر أربعة فنّانين ارتبطت أقدارهم معا وانتهى بهم المطاف جميعا في شوارع وأزقّة مونمارتر، مهد الفنّ الحديث في أوائل القرن العشرين. والثلاثة الآخرون كانوا الفرنسيّ موريس اوتريللو، والبلغاري جول باسكين، والليثواني شيم سوتين.
ولد موريس اوتريللو عام 1883، وعاش فترة صباه حياة فقر وتشرّد. وكان يكسب قوته من عمله كموديل للرسّامين. كان اوتريللو مدمنا على الكحول منذ أن كان في الخامسة عشرة. ثم وُضع في عهدة أمّه وزوجته اللتين أنقذتاه من تدميره لنفسه. وقد استمرّ يرسم حتى وفاته. وهو الوحيد من بين الأربعة الذي تمكّن من الإفلات من حياة الشوارع والضياع.
جول باسكين كان اصغر قليلا من اوتريللو. لكنّه كان أكثر موهبة وتدريبا أكاديميّا، إذ درس الرسم في فيينا وميونيخ وباريس. وسافر إلى أماكن كثيرة من العالم، بما في ذلك المكسيك والولايات المتحدة. مشاهد باسكين للشوارع كانت من بين أفضل ما رسمه الأربعة.
ومع ذلك، كان نموذجا للبلاي بوي الذي لا يهدأ ولا يستقرّ. وقد انتهت حياته بطريقة مأساوية عندما أقدم على الانتحار في عام 1930.
شيم سوتين كان اصغر الأربعة. وقد هرب من منزل والده الخيّاط الذي كان يتأمّل منه أن يسير على خطاه ويرث عنه مهنته. وانتهى به الأمر في باريس التي قرّر أن يدرس فيها الرسم. وقد عاش في مسكن مجاور لمسلخ، حيث كان من عادته أن يذهب إلى هناك لرسم لحوم الحيوانات واستكشاف ميوله في التعبير واللون.
الفقر المدقع الذي عانى منه سوتين دفعه في النهاية إلى الانتحار. لكن قُيّض له أن ينجو من الموت بفضل صديق تصادف وجوده بالقرب من المكان،فأنقذه وبذا كُتبت له حياة جديدة.
وفي وقت لاحق، وبمساعدة صديقه موديلياني، التقى سوتين أحد وكلاء الفنّ الذي نصحه بمغادرة باريس. ثم قابل في ما بعد الأمريكيّ ألبرت بارنز، وهو احد هواة جمع الفنّ الحديث، الذي اشترى ما يقرب من 100 من لوحاته. وعلى الرغم من انه أصبح مرتاحا ماليّا، إلا انه كان يزداد عزلة وكان يرفض عرض أعماله. واستمرّ على تلك الحال إلى أن توفّي وحيدا منسيّا في عام 1943.
لكن لماذا شكّل موت موديلياني نقطة تحوّل؟ ما حدث بعد وفاة موديلياني هو أن الفنّانين هجروا مونمارتر واحدا في إثر الآخر، واختاروا أن يذهبوا إلى ميونيخ أو نيويورك، أو إلى أيّ مكان باستثناء باريس.
وابتداءً من العام 1919، لم تظهر حركات فنّية جديدة. وغابت عن سماء باريس تلك الروح المثيرة للابتكار وذلك المزيج المتفجّر من المواهب الخلاقة والمبدعة. حدث هذا قبل سنوات طويلة من وصول طلائع جند ادولف هتلر إلى شارع الشونزيليزيه.
آخر سلالة الفنّانين البوهيميين كانوا الفصل النهائي والأخير من تقليد دام زهاء 300 عام وتمثّل في الهيمنة الفرنسية على الفنون التي بدأت زمن الملك شارل الثاني.
من وقت لآخر، كانت هناك جذوات تتوهّج هنا وهناك ثم لا تلبث أن تخبو وتموت. لكنّ الفنّ وباريس كانا قد تغيّرا إلى الأبد. وانتهى الزمن الذي كانت فيه باريس تفيض على غيرها من عواصم أوربّا والعالم فنّاً وإبداعاً وألقاً.

الثلاثاء، أغسطس 07، 2012

عاشقا الفراشة

عاشقا الفراشة هو اسم لإحدى أشهر القطع الموسيقية الصينية التي ألّفت لآلة الكمان. وهي بالتأكيد من أشهر المعزوفات الموسيقية المعروفة خارج الصين. وهناك من يقارن هذه القطعة بموسيقى صينية أخرى لا تقلّ شهرة هي كونشيرتو النهر الأصفر للبيانو.
البناء الاوركسترالي لكونشيرتو عاشقا الفراشة مستوحى من أسطورة صينية قديمة تحكي عن فتاة تُدعى جو ينغاتي، تتنكّر في هيئة رجل أثناء دراستها في إحدى مدارس هانغشو.
في المدرسة، تقابل جو زميلها ليانغ، حيث يقضي الاثنان ثلاث سنوات معا كصديقين متحابّين. ثم تقع الفتاة في حبّ زميلها، لكنّها لا تستطيع التعبير عن مشاعرها نحوه دون أن تكشف عن هويّتها الحقيقية كامرأة.
وعندما تعود جو إلى قريتها، تدعو ليانغ لزيارة بيت عائلتها، دون أن يعلم أنها امرأة. كما انه لا يعلم أنها تدعوه لكي تتزوّجه.
يعد ليانغ جو بأن يزورها في بيتهم، لكنه يتريّث لبعض الوقت. وعندما يصل إلى البيت، يرى جو هناك ويدرك لأوّل مرّة أنها امرأة، فيقع في حبّها.
الكمان والتشيللو المنفردان يعزفان لحنا حزينا هو أشهر وأقوى جزء في هذا الكونشيرتو. لكن اللحن سرعان ما يتحوّل إلى موسيقى متوتّرة عندما يعلم ليانغ أن جو اختطفت كي تُزفّ إلى رجل آخر.
يقع ليانغ ضحيّة المرض، ثم لا يلبث أن يموت، بينما تعيد الموسيقى عزف اللحن الحزين. وينتهي هذا الجزء بانتحار جو على إيقاع لحن مشوب بالحزن والرهبة.
في الأسطورة، ينفتح قبر ليانغ وتلقي جو بنفسها في داخله. ثم يتحوّل العاشقان بطريقة سحرية إلى فراشتين.
ظهر كونشيرتو عاشقا الفراشة عام 1959م. وعُزف لأوّل مرّة في الذكرى العاشرة لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وقد وضع موسيقاه ملحنّان صينيّان هما شين غانغ وهي جانهاو عندما كانا طالبين في معهد الكونسيرفاتوار في شانغهاي.
يتألّف الكونشيرتو من حركة واحدة، لكنّها موزّعة إلى عدّة مقاطع. وكلّ مقطع يتحدّث عن جزء من القصّة. وبعض أنغامه مقتبسة من الأوبرا الصينية ومن بعض الأغاني الفولكلورية الشائعة في الصين.
لم يكتسب هذا الكونشيرتو الشهرة والشعبية إلا ابتداءً من أوائل سبعينات القرن الماضي، عندما خفّفت الحكومة الصينية قيودها بعد الثورة الثقافية. وأصبحت الموسيقى تجسيدا للتغييرات التي شهدتها الصين في تلك الفترة.
وفي ما بعد، أصبح الكونشيرتو يُعزف بانتظام في منافسات التزلّج على الجليد وفي قاعات الموسيقى الكبيرة حول العالم.

الأحد، أغسطس 05، 2012

غيّر حياتك

عندما يتمّ اصطياد الحيوانات البرّية ووضعها في أقفاص بحديقة الحيوان، فإنها تحاول فعل كلّ ما في وسعها للخروج من القفص. قد يعضّ الحيوان الأسير القفص، وقد يجري باتجاهه بأقصى سرعة لفتحه عنوة، وقد ينشب مخالبه وأنيابه فيه لكسره. محاولات الحيوان لكسر القفص والخروج من الأسر ربّما تستمرّ لأسابيع وحتى لأشهر. وأثناء ذلك لا يوفّر أيّ فرصة سانحة كي يحرّر نفسه.
ولكن بعد أن يقضي الحيوان بضع سنوات في الأسر، فإنه يفقد رغبته في أن يصبح حرّا. وحتى لو تُرك باب القفص مفتوحا كي يتمكّن من الفرار، فإن الحيوان لا يهرب. انه حتى لا يحاول الهرب، لأنه يكون قد تكيّف مع الوضع الجديد الذي أصبح مريحا بالنسبة له وتخلّى عن غريزته التي تقول له انه يمكن أن يكون حرّا مرّة أخرى.
هل تشعر أنت انّك مثل حيوان برّي في قفص؟ هل فقدت المبادرة لتحقيق النجاح وجعل الأشياء الجيّدة تحدث في حياتك؟ ربّما تعتقد أن ماضيك يدلّ على مستقبلك، وأن قدَرَك أن تظلّ حبيس سجنك. وقد تعتقد أنه لمجرّد أنك لم تكن ناجحا في هذا العمل أو ذاك فإنك لن تكون ناجحا أبدا في أيّ عمل آخر وأنك يجب أن تتقبّل قدرك باستسلام. إن الاعتقاد بأن مستقبلك مرهون بماضيك هو شرَك يجب ألا تقع فيه. مثل هذه الفكرة هي في الواقع مصيدة لأحلامك.
عليك أن تؤمن بأن كلّ شيء يمكنك أن تتخيّله يمكن أن يحدث، وأن واقعك يكمن في المكان الذي تريد أن تكون فيه. وعليك أيضا أن تتخلّى عن فكرة أن ما يمكن أن تفعله له حدود لا يمكن تجاوزها. فحدود انجازاتك لا يضعها لك الآخرون وإنما أنت الذي تقرّرها بنفسك.
في كثير من الأحيان لا تكون الأمور بالصعوبة التي تبدو عليها. وهذا ينطبق أيضا على الطريقة التي عشت بها حياتك منذ اليوم الذي ولدت فيه وحتى هذه اللحظة. تستيقظ كلّ صباح وتقوم بما تقوم به منذ سنوات. ومع مرور الأيام تتشكّل لديك منظومة من المعتقدات، كأن تضع لنفسك حدودا تجعلها مقياسا لما تستطيع وما لا تستطيع تحقيقه. الآخرون أيضا يقولون لك ما يمكنك وما لا يمكنك فعله. لكن لا تنس أن معظم الناس لا يهمّهم أن تنهار أحلامك. وحسنو النيّة منهم يريدونك أن تفعل ما يظنّون انه الأفضل لك. وأحيانا قد يعمدون إلى التقليل من أهميّة أحلامك حتى دون أن يدركوا ذلك. ولكن تذكّر أن أحلامك هي ملكك لوحدك. أحلامك هي ما يعرفه وما يشعر به قلبك، ولا يهمّ ما يقوله لك الآخرون.
في إحدى الليالي، قصد احد الكتّاب شاطئ البحر، ومشى هناك أميالا كتب خلالها بضع قصائد بلا معنى تقريبا. وكان أثناء ذلك يبحث دون كلل عن شخص ما رائع يخرج من الظلام ليغيّر حياته. ولم يخطر بباله أبدا أن ذلك الشخص يمكن أن يكون هو بالذات.
إننا إن لم نتغيّر فإننا لا ننمو. وإذا لم ننمو فإننا لن نعيش حياة حقيقية. وتغيير حياتنا هو أوّل خطوة للخروج من القفص. تغيير الحياة هو عملية مستمرّة ولا تنتهي أبدا. في اللحظة التي تتوقّف فيها عن التغيير، فإنك تتوقّف عن النموّ. إننا لا نعرف كلّ شيء عن تغيير الحياة. فما زلنا جميعا نتعلّم. لكن هناك بضع نصائح يمكن أن تساعدنا على أن نغيّر حياتنا..
أوّلا: لا تسرع الخطى. فلكي تغيّر حياتك فإنك تحتاج وقتا للتفكير والتأمّل. إن كنت مشغولا دائما، فلن يتوفّر لديك الوقت الكافي للتفكير في حياتك، ناهيك عن أن تأخذ قرارا بتغييرها. لذا تمهّل قليلا كي تفسح المجال للتغيير. تمهّل واستمتع بالحياة. والأمر لا يتعلق فقط بالمنظر الذي فاتتك رؤيته بالأمس لأنك كنت مسرعا، وإنما أيضا في حقيقة أنك فقدت الإحساس بالمكان الذي كنت ذاهبا إليه والسبب في انك ذهبت إلى هناك.
ثانيا: كن راغبا في التغيير. الرغبة أمر ضروريّ. إنها حياتك، ولا أحد يستطيع تغييرها سواك. وإذا لم تكن راغبا في التغيير فإنه لا شيء في هذا العالم يمكن أن يجعلك تتغيّر. الرغبة في التغيير تتطلّب منك أوّلا أن تدرك أن حياتك يمكن أن تكون أفضل مما هي عليه الآن. ومهما كانت حياتك جيّدة اليوم فإنها يمكن أن تصبح أفضل غدا. ولا يجب أن تشعر باليأس إن كانت حياتك لا تبدو جيّدة الآن. فأنت تستطيع دائما أن تغيّر حياتك إلى الأفضل.
ثالثا: إقبل المسؤولية. قبول المسئولية عن حياتك أمر لا بدّ منه. لا تلم الآخرين على الأشياء السيّئة التي تقع في حياتك. لا تلم عائلتك وأصدقائك أو رئيسك أو الاقتصاد. طبيعة الحياة التي تعيشها، سواءً كانت جيّدة أو رديئة، تعتمد عليك أنت وحدك. وعندما تتحمّل المسؤولية، فإن التغيير الحقيقي في حياتك يصبح في متناول يدك. إننا نصبح أكثر فاعلية على الفور عندما نقرّر تغيير أنفسنا بدلا من أن نطلب من الظروف أن تتغيّر من اجلنا.


رابعا: إبحث عن قيمك العميقة. في أعماق قلبك، هناك بعض المبادئ التي تعرف أنها صحيحة. خذ من الوقت ما يكفي كي تعثر عليها. ما الذي تعتقد انه الشيء الأكثر قيمة في الحياة؟ ما هي المبادئ التي تعتقد أنك يجب أن تتبعها كي تعيش حياة مثمرة وثريّة؟ هذه هي القيم التي تحتاج لأن تتواءم معها. حاول أن تجدها وان تذكّر نفسك بها باستمرار.
خامسا: اخلق لنفسك واقعا جديدا. يمكنك أن تخلق لك واقعا جديدا وأن تجعل أحلامك تتحقّق. والأمر متروك لك. البدء من جديد هو احد أفضل الأشياء التي يمكن القيام بها في حياتنا. انظر إلى نفسك كما كنت في أسعد وأقوى حالاتك في الماضي. إبدأ في تذكّر الأشياء المفيدة. تذكّر كيف كنت تبدو طبيعيا عندما كنت طفلا. إبدأ في نسيان الأثقال التي ظللت تحملها فوق ظهرك لسنوات: المشاكل التي لم تعد مهمّة الآن، والمخاوف التي ستنقضي وتتلاشى بعيدا عمّا قريب.
إننا نثقل على أنفسنا عندما نتمسك بأشياء تسبّب لنا قدرا كبيرا من التوتّر والألم والمعاناة، مع أننا لو تخلّينا عنها لأصبحت حياتنا أكثر بساطة وسعادة ولساعدنا ذلك على إحداث التغيير المنشود في حياتنا.
أوّلا: تخلّ عن حاجتك لأن تكون دائما على حقّ. الكثيرون منّا لا يمكن أن يتحمّلوا فكرة أن يكونوا مخطئين. يريدون أن يكونوا دائما على حقّ، حتى عندما يكون ثمن ذلك المخاطرة بإنهاء علاقة مهمّة أو التسبّب بقدر كبير من التوتّر والألم لأنفسهم وللآخرين. والمسألة لا تستحقّ كلّ هذا العناء. كلّما شعرت بحاجة ماسّة للقتال مع الآخرين حول من يكون على حقّ ومن يكون على خطأ، فاسأل نفسك هذا السؤال: هل ثمّة فرق بين إن كنت على حقّ أم على خطأ، أم أن الأنا بداخلك متضخمّة ومهمّة إلى هذا الحدّ؟ هل من الأفضل أن تكون على حقّ دائما أم أن تكون ودودا ومراعيا للآخرين؟ يقول الحكيم الصينيّ لاو تسو: لا يفوز في هذا العالم إلا أولئك الذين يدعون الأمور تمضي في طريقها".
ثانيا: تخلّ عن اللوم. توقّف عن لوم الآخرين على ما لديك أو ما ليس لديك، أو على ما تشعر به أو لا تشعر. توقّف عن تبديد قواك في ما لا طائل من ورائه وابدأ بتحمّل المسؤولية عن حياتك.
ثالثا: تخلّ عن عادة إلحاق الهزيمة بنفسك. كم عدد الأشخاص الذين يؤذون أنفسهم بسبب عقليّتهم المهزومة والسلبيّة؟ لا تصدّق كلّ شيء يقوله لك عقلك، لا سيّما إن كان سلبيّا وهادما للذات. أنت أفضل من ذلك بكثير. العقل أداة ممتازة إذا ما استخدم بشكل صحيح. لكنه يصبح مدمّرا للغاية إن استخدم بطريقة خاطئة.
رابعا: تخلّ عن قناعاتك التي تقيّدك. قناعاتك تقول لك ما يمكنك القيام به وما لا يمكنك، ما هو ممكن أو مستحيل. ومن الآن فصاعدا، لا تسمح لقناعاتك المقيّدة بأن تبقيك مسجونا في المكان الخطأ. افرد جناحيك وطِر! في غالب الأحيان، القناعات ليست أفكارا يتبّناها العقل، بل قيودا تشلّ العقل وتكبّله.
خامسا: توقّف عن حاجتك المستمرّة للشكوى من الأشياء والناس والحالات والأحداث التي تجعلك حزينا أو غير سعيد. لا أحد ولا شيء يمكنه أن يجعلك تعيسا ما لم تسمح له أنت بذلك. لا تقلّل أبدا من قوّة وأثر التفكير الايجابي على حياتك.
سادسا: تخلّ عن ترف انتقاد الآخرين المختلفين عنك. فنحن جميعا مختلفون، ومع ذلك نحن متشابهون بدرجة أو بأخرى. إننا جميعا نريد أن نكون سعداء، وأن نحبّ ونُحَبّ، وأن يفهمنا الآخرون.
سابعا: تخلّ عن محاولاتك الدائمة في أن تكون إنسانا مختلفا لمجرّد انك تريد إرضاء الآخرين. الأمور لا تعمل بهذه الطريقة. في اللحظة التي تتوقّف فيها عن محاولة أن تكون شيئا ما مختلفا عن طبيعتك الأصلية، وفي اللحظة التي تزيل فيها جميع الأقنعة وترميها بعيدا، وفي اللحظة التي تقبل فيها نفسك وتحتضن شخصيّتك الحقيقية، ستجد أن الآخرين بدءوا ينجذبون إليك.
ثامنا: تخلّ عن الماضي. صحيح انه من الصعب علينا أن ننسى الماضي، خاصّة عندما يكون الماضي أفضل من الحاضر وعندما يكون المستقبل أكثر إثارة للخوف من الحاضر. لكن يجب أن تأخذ في حسبانك أن لحظات الحاضر هي كلّ ما لديك الآن. الماضي الذي تتوق إليه والذي تحلم به الآن انقضى ولن يعود ثانيةً. وفي النهاية، تذكّر أن الحياة رحلة وليست وجهة نهائية. حاول أن تمتلك رؤية واضحة للمستقبل، وأعدّ نفسك جيّدا، وكن دائما حاضرا في اللحظة التي أنت فيها الآن.
تاسعا: توقّف عن محاولة إرضاء توقّعات الآخرين. الكثير من الناس يعيشون حياة ليست لهم. إنهم يعيشون وفقا لما يرى الآخرون، آباؤهم أو أصدقاؤهم أو معلّموهم، أنه الأفضل بالنسبة لهم. هؤلاء يتجاهلون صوتهم الداخليّ. إنهم مشغولون للغاية بالارتقاء إلى مستوى توقّعات الآخرين وبجعل الجميع مسرورين منهم، لدرجة أنهم يفقدون السيطرة على حياتهم الخاصّة. إنهم ينسون ما يجعلهم سعداء، وما الذي يريدونه، وما الذي يحتاجون إليه، وفي نهاية المطاف ينسون أنفسهم. إن لديك حياة واحدة ينبغي أن تعيشها وأن تملكها. فلا تدع آراء الآخرين تصرف انتباهك عن طريقك الخاصّ.

Credits
purposefairy.com
therapyinsider.com