تروي ملحمة الإلياذة قصصا لآلهة وأنصاف آلهة يخوضون غمار المعارك جنبا إلى جنب مع أبطال من البشر. وبالنسبة لليونانيين القدماء، كانت الملحمة بمثابة الكتاب المقدّس عن الرجولة والشجاعة الذكورية.
وبينما تصف الملحمة مشاهد الحرب وتدخّلات الآلهة التي تثبت أن القدَر قوّة لا مفرّ منها، فإنها تحتوي أيضا على دروس أخلاقية عميقة من خلال تناولها موضوعات مهمّة، مثل الشرف وتحقيق المجد وقبول المرء لمصيره أو قدَره وفهم التكاليف الرهيبة للحرب.
وعلى الرغم من هذه السمات التي تميّز الإلياذة باعتبارها ملحمة أدبية ذات أبعاد إلهية، فإن قصيدة هوميروس هي أيضا قصّة إنسانية بعمق. ويصدق هذا الوصف خاصّة على قصّة هيكتور وأندروماشي المأساوية.
كان هيكتور، أمير طروادة، أعظم بطل بين الطرواديين خلال الحرب التي استمرّت عقدا من الزمن مع اليونانيين. أما أندروماشي فكانت أميرة وزوجة لهيكتور. وكان لديهما ابن رضيع. ويصف بعض المؤرّخين أندروماشي بأنها كانت ذات عينين لامعتين وقوام طويل، متواضعة وحكيمة وعفيفة وساحرة.
كانت هذه المرأة قد عانت من مآسٍ شخصية هائلة، حيث قُتل معظم أفراد عائلتها وأحبّائها على يد اليونانيين. وقُتل والدها وإخوانها السبعة على يد أخيل، المحارب الأكثر جسارةً في الجيش اليوناني.
وكانت أندروماشي خائفة من أن يواجه زوجها هيكتور نفس المصير. لذا ناشدته الابتعاد عن ميدان القتال بكلمات أصبحت مشهورة لأثرها العاطفي الكبير: إن كنتَ مهتمّا حقّا بحمايتي وحماية طفلنا، فابقَ. خذنا إلى مكان آخر حيث يمكننا البقاء معا كعائلة. إن قلتَ وداعا الآن فستكون تلك النهاية، وأنت تعلم أنها كذلك".
ثم تقول أندروماشي مخاطبةً هيكتور: إن اختيارك للموت المشرّف في الحرب هو اختيار أناني. ماذا تعتقد أنه سيحدث لنا حينها؟ هل تظنّ أن الذهاب إلى الحرب والموت سيعود علينا بأيّ فائدة؟ إن قرارك يعني المخاطرة بحياة ابنك واستعبادي مدى الحياة. لقد كان مستقبلي مرتبطا بك منذ البداية. ولم يكن أمامي خيار سوى خدمتك وتحقيق التوقّعات التي وُضعت على عاتقي، أي أن أصبح زوجة خاضعة تنجب لك ابناً وتخدمك. لذا من فضلك أشفق عليّ إذن وابقَ هنا كي لا تترك ابنك يتيما وامرأتك أرملة".
لكن هيكتور الذي يدفعه شرفه وحبّه لزملائه من أبطال طروادة لمواصلة القتال يجيب: كلّ هذه الأشياء في ذهني أيضا. ومع ذلك فإنني سأشعر بالعار أمام الطرواديين لو انزويت جانبا وأحجمت عن القتال كأيّ جبان".
وهيكتور، الذي يشعر بقلق كبير من المستقبل، يشارك أندروماشي مخاوفها من أن تسقط طروادة وتُساق هي كرقيق من قبل اليونانيين المنتصرين.
وبينما تصف الملحمة مشاهد الحرب وتدخّلات الآلهة التي تثبت أن القدَر قوّة لا مفرّ منها، فإنها تحتوي أيضا على دروس أخلاقية عميقة من خلال تناولها موضوعات مهمّة، مثل الشرف وتحقيق المجد وقبول المرء لمصيره أو قدَره وفهم التكاليف الرهيبة للحرب.
وعلى الرغم من هذه السمات التي تميّز الإلياذة باعتبارها ملحمة أدبية ذات أبعاد إلهية، فإن قصيدة هوميروس هي أيضا قصّة إنسانية بعمق. ويصدق هذا الوصف خاصّة على قصّة هيكتور وأندروماشي المأساوية.
كان هيكتور، أمير طروادة، أعظم بطل بين الطرواديين خلال الحرب التي استمرّت عقدا من الزمن مع اليونانيين. أما أندروماشي فكانت أميرة وزوجة لهيكتور. وكان لديهما ابن رضيع. ويصف بعض المؤرّخين أندروماشي بأنها كانت ذات عينين لامعتين وقوام طويل، متواضعة وحكيمة وعفيفة وساحرة.
كانت هذه المرأة قد عانت من مآسٍ شخصية هائلة، حيث قُتل معظم أفراد عائلتها وأحبّائها على يد اليونانيين. وقُتل والدها وإخوانها السبعة على يد أخيل، المحارب الأكثر جسارةً في الجيش اليوناني.
وكانت أندروماشي خائفة من أن يواجه زوجها هيكتور نفس المصير. لذا ناشدته الابتعاد عن ميدان القتال بكلمات أصبحت مشهورة لأثرها العاطفي الكبير: إن كنتَ مهتمّا حقّا بحمايتي وحماية طفلنا، فابقَ. خذنا إلى مكان آخر حيث يمكننا البقاء معا كعائلة. إن قلتَ وداعا الآن فستكون تلك النهاية، وأنت تعلم أنها كذلك".
ثم تقول أندروماشي مخاطبةً هيكتور: إن اختيارك للموت المشرّف في الحرب هو اختيار أناني. ماذا تعتقد أنه سيحدث لنا حينها؟ هل تظنّ أن الذهاب إلى الحرب والموت سيعود علينا بأيّ فائدة؟ إن قرارك يعني المخاطرة بحياة ابنك واستعبادي مدى الحياة. لقد كان مستقبلي مرتبطا بك منذ البداية. ولم يكن أمامي خيار سوى خدمتك وتحقيق التوقّعات التي وُضعت على عاتقي، أي أن أصبح زوجة خاضعة تنجب لك ابناً وتخدمك. لذا من فضلك أشفق عليّ إذن وابقَ هنا كي لا تترك ابنك يتيما وامرأتك أرملة".
لكن هيكتور الذي يدفعه شرفه وحبّه لزملائه من أبطال طروادة لمواصلة القتال يجيب: كلّ هذه الأشياء في ذهني أيضا. ومع ذلك فإنني سأشعر بالعار أمام الطرواديين لو انزويت جانبا وأحجمت عن القتال كأيّ جبان".
وهيكتور، الذي يشعر بقلق كبير من المستقبل، يشارك أندروماشي مخاوفها من أن تسقط طروادة وتُساق هي كرقيق من قبل اليونانيين المنتصرين.
الحديث بين هيكتور وأندروماشي ذو عمق عاطفي، ويسلّط الضوء على حبّهما العميق لبعضهما البعض. كما أنه يكشف عن نقاط القوّة والضعف الداخلية لكلّ منهما ويرسم صورة معقّدة لزوجين عالقين بين العاطفة الشخصية والحقائق القاسية للحرب. كما أن علاقتهما تعدّ تذكيرا مؤثّرا بالكلفة البشرية للصراع وبالقوّة الدائمة للحب.
وتصوير هوميروس لهذا المشهد بين هيكتور وأندروماشي يحمل معنى عاطفيا أكبر، نظرا للمصير المأساوي الذي انتهيا إليه في ختام تلك الحرب. فقد قُتل هيكتور بالفعل على يد أخيل. وأندروماشي تتفاعل مع موت زوجها بحزن عفوي وشديد. ثم تقود نساء طروادة في طقوس الحداد والرثاء التقليدية. غير أن مصيرها هي لم يكن أقلّ مأساوية، وذلك بعد وقت قصير من مقتل زوجها.
فقد حاولت أندروماشي إخفاء رضيعها في قبر والده هيكتور. لكن اكتشفه اليونانيون الذين كانوا يشعرون بالقلق من احتمال أن ينتقم لأبيه متى بلغ سنّ الرشد. ولتجنّب ذلك، يقرّرون قتل الرضيع بإلقائه من فوق أسوار طروادة. ثم تؤخذ أندروماشي أسيرةً إلى اليونان، حيث تُجبر على الزواج من الرجل الذي قتل ابنها وتنجب منه ثلاثة أطفال.
وهذا الجزء من القصّة يعزّز الرسالة التي تدعو الى إعطاء صوت للطرف الذي لا يُسمع غالبا في الحروب، أي النساء؛ الطرف الذي يكره الحرب أكثر من غيره ويعاني حتى بعد الانتصار بسبب فقدان الأحبّة. كما يذكّرنا المشهد منذ البداية أن الحرب لها عواقب وخيمة بتدميرها الأسرة والحياة المدنية والسعادة التي لا تزدهر الا في أجواء السلام.
هيكتور يجسّد الطبيعة المأساوية للقدَر. فهو يقاتل بشجاعة دفاعا عن مدينته، مدركا أنه مقدّر له أن يموت. وشجاعته وشعوره بالواجب يجبرانه على مواجهة موته الحتمي. وموت هيكتور يُعتبر لحظة محورية في الإلياذة تعزّز فكرة أن القدَر لا يمكن منعه، بغضّ النظر عن مدى شرف الفرد أو شجاعته.
وعلى الرغم من البطولة التي يُظهرها هيكتور، فإن الإلياذة غالبا ما تتساءل عن الغرض النهائي من الحرب. وتشير دورة العنف والانتقام التي لا تنتهي في القصيدة إلى شعور بالعبث وفقدان الاتجاه. وموت هيكتور، ثم مصير أخيل الوشيك، ينقلان رسالة مفادها أن أيّ قدر من الشجاعة لا يمكن أن يبرّر المعاناة الهائلة التي تسبّبها الحرب.
وخاتمة الملحمة، التي تصوّر جنازة هيكتور، تقدّم لحظة من التأمّل الذاتي والإنساني وسط المذبحة وتؤكّد على الطبيعة العابرة للسلام والرغبة الدائمة في المصالحة حتى في أعقاب الدمار والخسارة والموت.
وتصوير هوميروس لهذا المشهد بين هيكتور وأندروماشي يحمل معنى عاطفيا أكبر، نظرا للمصير المأساوي الذي انتهيا إليه في ختام تلك الحرب. فقد قُتل هيكتور بالفعل على يد أخيل. وأندروماشي تتفاعل مع موت زوجها بحزن عفوي وشديد. ثم تقود نساء طروادة في طقوس الحداد والرثاء التقليدية. غير أن مصيرها هي لم يكن أقلّ مأساوية، وذلك بعد وقت قصير من مقتل زوجها.
فقد حاولت أندروماشي إخفاء رضيعها في قبر والده هيكتور. لكن اكتشفه اليونانيون الذين كانوا يشعرون بالقلق من احتمال أن ينتقم لأبيه متى بلغ سنّ الرشد. ولتجنّب ذلك، يقرّرون قتل الرضيع بإلقائه من فوق أسوار طروادة. ثم تؤخذ أندروماشي أسيرةً إلى اليونان، حيث تُجبر على الزواج من الرجل الذي قتل ابنها وتنجب منه ثلاثة أطفال.
وهذا الجزء من القصّة يعزّز الرسالة التي تدعو الى إعطاء صوت للطرف الذي لا يُسمع غالبا في الحروب، أي النساء؛ الطرف الذي يكره الحرب أكثر من غيره ويعاني حتى بعد الانتصار بسبب فقدان الأحبّة. كما يذكّرنا المشهد منذ البداية أن الحرب لها عواقب وخيمة بتدميرها الأسرة والحياة المدنية والسعادة التي لا تزدهر الا في أجواء السلام.
هيكتور يجسّد الطبيعة المأساوية للقدَر. فهو يقاتل بشجاعة دفاعا عن مدينته، مدركا أنه مقدّر له أن يموت. وشجاعته وشعوره بالواجب يجبرانه على مواجهة موته الحتمي. وموت هيكتور يُعتبر لحظة محورية في الإلياذة تعزّز فكرة أن القدَر لا يمكن منعه، بغضّ النظر عن مدى شرف الفرد أو شجاعته.
وعلى الرغم من البطولة التي يُظهرها هيكتور، فإن الإلياذة غالبا ما تتساءل عن الغرض النهائي من الحرب. وتشير دورة العنف والانتقام التي لا تنتهي في القصيدة إلى شعور بالعبث وفقدان الاتجاه. وموت هيكتور، ثم مصير أخيل الوشيك، ينقلان رسالة مفادها أن أيّ قدر من الشجاعة لا يمكن أن يبرّر المعاناة الهائلة التي تسبّبها الحرب.
وخاتمة الملحمة، التي تصوّر جنازة هيكتور، تقدّم لحظة من التأمّل الذاتي والإنساني وسط المذبحة وتؤكّد على الطبيعة العابرة للسلام والرغبة الدائمة في المصالحة حتى في أعقاب الدمار والخسارة والموت.
Credits
study.com
study.com