المشاركات

عرض المشاركات من يونيو 8, 2014

البحث عن الظلام/2

صورة
في الولايات المتحدة اقترحت إحدى الشركات أن تصمّم للشوارع العامّة أنوارا "ذات رنين قمريّ" عبارة عن مصابيح تستجيب لضوء القمر المحيط. وستكون هذه المصابيح مزوّدة بأجهزة استشعار بحيث تسطع أضواؤها أو تصبح باهتة تبعا لمراحل القمر والغطاء السحابي والعوامل البيئية الأخرى. وتأمل تلك الشركة أن تغيّر الأضواء الجديدة مفهومنا عن المدن في الليل وتساعد على تشجيع "الأنشطة المرتكزة على ضوء القمر". وفي زيارته إلى منطقة لومبارديا في شمال إيطاليا، يلاحظ المؤلّف بوغارد أن أعمدة النور هناك صُمّمت لتمنع الأضواء من الهرب أفقيّا أو لأعلى. وطبقا لمنظّمة ايطالية تدافع عن السماء المظلمة، فإن أكثر من 30 في المائة من الإضاءة العامّة موجّهة نحو السماء. وهناك دعوات متزايدة لاستخدام أعمدة الإنارة المعدّلة التي تهدف إلى الحدّ من هذه الأضواء المهدرة وتوفير الطاقة والاكتفاء منها بالحدّ الأدنى الذي يوفّر إضاءة مشرقة ومعقولة. وفي جزء آخر من الكتاب يتحدّث المؤلّف عن مستوى الرؤية ليلا في فينيسيا؛ المدينة الايطالية التي يبلغ عدد سكّانها أكثر من 250 ألف شخص والتي يمكن أن ترى في سمائها مجرّة درب ...

البحث عن الظلام

صورة
الليل المرصّع بالنجوم هو واحد من عجائب الطبيعة الأكثر سحرا. ولكن في عالمنا الذي تنيره الأضواء الاصطناعية، فإن ثلاثة أرباع الناس لا ينظرون إلى السماء ليلا ومعظمنا لم يعودوا يجرّبون الظلام الحقيقي. والمفارقة هي انه صار لدينا الآن الكثير من الضوء بحيث لم نعد قادرين على أن نراه. وأصبحنا في بعض الأحيان عميانا "بالمعنى الحرفيّ للكلمة" بسبب سطوع ووهج الإضاءة. ولكن العبارة بمعناها المجازي صحيحة أيضا، وهذا يعني أنه عندما نضيء كلّ شيء، فليس هناك حقّا أيّ سبب لكي ننظر أكثر أو نلاحظ ما حولنا. الإضاءة الاصطناعية قد تعني الكثير من الأشياء الجيّدة حقّا. فمن خلالها نستطيع وصل الليل بالنهار، ما يعني أننا يمكن أن نستمرّ في العمل وان نتابع هواياتنا ونذهب لتناول العشاء ونرفّه عن أنفسنا. لكن لّليل الكثير من السمات التي تتجاوز الظلام أو عدمه، مثل الأصوات والروائح الليلية، أي تلك الأشياء الحسّية التي لها علاقة أكثر بالليل. في الليل يتضاءل حجم وصخب العالم ونشعر بأن لا شيء يجتاحنا أو يعصف بنا. وفي الليل أيضا نتخلّص من تلك الأعباء التي حملناها طوال النهار. هذه الأمور تعني أن الليل هو...