المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر 5, 2025

خواطر في الأدب والفن

صورة
اسم اللوحة التي فوق "فون في ضوء القمر". والـ "فون" مخلوق معروف في الأساطير، نصفه إنسان ونصفه الآخر ماعز. ويظهر في وسط الصورة وهو يعزف على مزمار أو ناي أمام قطيع من الماعز في حقل شبه مظلم. وفي السماء فوق، يسطع قمر يضيء المشهد بنور خافت. وظلام الحقل وضوء القمر يحوّلان المشهد إلى شيء شبحي تقريبا. يقول الكاتب ايريك غيرالدو أنه عندما بحث عن هذه اللوحة، اكتشف أنها غير موجودة في أيّ متحف معروف، كما أنها لا تظهر في كتب الفنّ الشائعة. ثم تبيّن أنها مخفيّة في إحدى مجموعات الفنّ الخاصّة، أي أن قلّة قليلة من الناس هم الذين رأوها عيانا. ويضيف: إنها واحدة من تلك اللوحات التي تشعر عند اكتشافها وكأنك تعثّرت بسِرّ. وهنا يكمن الجزء المثير للاهتمام فيها. فالفنّان الذي رسمها لم يكن مجرّد رسّام. كان ليون سبيليارت (1881-1946) شابّا بلجيكيّا لا يتجاوز عمره 18 عاما عندما رسم الصورة. وقد عاش في أرقٍ دائم، وكان مهووسا بنيتشه وإدغار آلان بو". كان سبيليارت يرسم لوحات ليلية يضمّنها رؤى غريبة كانت مرايا لعقله. وقد نتج عن ذلك المزيج الغريب من الشباب والمرض والهوس صور غير عاديّة...

نصوص مترجمة

صورة
○ لو سألْنا هيغل اليوم عن مدى إمكانية إنزال تاريخ العالم القديم على واقعنا، فإنه ولا شك سيهزّ لحيته بانفعال وسيجيب بالنفي. كان هيغل يرى ان التعلّم من التاريخ فكرة مثيرة للسخرية، لأن التاريخ يقتصر على زمان ومكان وشعب محدّد. مثلا كان شيشرون يتحدّث عن العالَم الروماني في القرن الأوّل قبل الميلاد. وكان إيبكتيتوس يتحدّث عن العالم اليوناني في القرن الأوّل الميلادي. وكان كونفوشيوس يتحدّث عن سلالة تشو الصينية. وأيّ نصيحة يمكن أن يقدّمها هؤلاء ستكون محض صدفة او استنادا مضلّلا إلى التراث. أي أننا لا نستطيع التعلّم منهم. لكن هذا لا يعني أن هيغل كان يعتقد أن التاريخ لا طائل منه، بل اعتقدَ أن الأشياء الوحيدة التي يمكننا تعلّمها من التاريخ هي مبادئ عامّة ومجردّة. وحتى هذه المبادئ ستكون فضفاضة جدّا لدرجة أن تصبح عديمة الفائدة بالنسبة للمؤرّخ "البراغماتي" اليوم. هـ. لويد ❉ ❉ ❉ ○ على الشعراء الصامتين المنعزلين أن يتعلّموا صنع حذاء وصيد سمكة وإصلاح الثقوب في سقف. فكل ما يتصنّعونه هو ثرثرة معذّبة ودامية ويائسة أمام كلمات العالم الحقيقية. فمن منا يعرف قافية لخشخشة ...

الرأسمالية ونهاية النوم

صورة
في فيلم "ميتريكس" (1999) الشهير، تُستخدم الأجساد النائمة كبطاريّات ومصادر طاقة للآلات التي سيطرت على البشر. وربّما تكون هذه هي الرغبة الأبرز في الرأسمالية المعاصرة التي تسعى الآن للاستحواذ على انتباهنا وحركتنا ووظائف أدمغتنا اليقِظة بالكامل، أي تشغيل كلّ شيء وتحقيق الربح حتى من النوم. الفيلسوف جوناثان كريري يذكر في كتابه "الرأسمالية المتأخّرة ونهاية النوم" أن الرأسمالية تهتمّ بالنوم كتجربة جوهرية للسلبية والعزلة وانعدام التواصل وقلّة الإنتاجية. والنوم يُعدّ عائقا طبيعيا أمام القيم البراغماتية التي ترسّخت في المجتمعات الرأسمالية الحديثة على مرّ القرون، وهي مبادئ الإنتاجية والكفاءة والعقلانية. وهذا الكتاب يجدّد بعمق مفهومنا للنوم ويستكشف أسباب تآكله وارتباطه بديناميكيات الرأسمالية الحديثة. كما يتطرّق إلى التهديدات الرئيسية لعالم اليوم والعواقب الإنسانية المحتملة. ويشير الى بعض العواقب الوخيمة لتوسّع العمليات المتواصلة لرأسمالية القرن الحادي والعشرين. فالسوق اليوم يعمل على مدار الساعة ويدفعنا إلى نشاط مستمر ويؤدّي إلى تناقص أشكال التعبير المجتمعي والسياسي وي...

خواطر في الأدب والفن

صورة
كان الشاعر اليوناني قسطنطين كڤافي (1863-1933) شاعر "شيخوخة وإنجازات قديمة نصفها منسي"، بحسب سكوت برادفيلد، مؤلّف كتاب عن حياة الشاعر وشعره. وعلى عكس معاصره المعجب به ت. س. إليوت، لم يرَ كڤافي ان التاريخ ينتهي "بأنين" بل بتنهيدة طويلة هادئة وممتعة من الذكريات. وبالنسبة للأخير، عندما تقترب الحياة والتاريخ من نهايتهما، بدأ الشعر. ولِد كڤافي لعائلة موسرة في الإسكندرية بمصر عام 1863. وأدّى الكساد العالمي عام 1873 إلى تفكيك تجارة العائلة. كما دفعت الصراعات السياسية المختلفة، مثل حرب انغلترا ومصر عام 1882، كڤافي وعائلته الى الهجرة الى ليفربول فالقسطنطينية. ثم عاد اخيرا مع والدته ليستقرّا بشكل دائم في مسقط رأسه الإسكندرية، حيث قضى بقيّة حياته. عاش الشاعر في عصر مضطرب مثل عصرنا، ولكنه كان دائما يجد وقتا للاستمتاع بمباهج الشعر الأقلّ اضطرابا والأكثر ديمومة. كان رجلا منعزلا نسبيّا، تفاعلَ مع أحداث عصره وشخصياته، مع الحفاظ على إحساسه الخاص بالزمن والتاريخ من خلال سلسلة من التأمّلات الشعرية الفريدة. ولم يبدُ قط أنه حقّق إنجازات عظيمة أو نال شهرة أدبية بقدر ما كان ي...