المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر 2, 2025

نصوص مترجمة

صورة
○ ذات أمسية صيفية دافئة، جلست على سطح بيتنا أستمتع بغروب الشمس الهادئ. كان هذا الصيف الأشدّ حرارة في حياتي وكانت الشمس لا تطاق. وكنت قد قرّرت سابقا عدم استخدام مكيّف الهواء هذا الصيف، لكن الحرارة أثّرت عليّ بشدة، وبدا العيش بدون مكيّف مستحيلا. كان تأثير تغيّر المناخ والاحتباس الحراريّ ملموسا أكثر من أيّ وقت مضى. كانت الشمس قد شقّت طريقها بسرعة نحو الأفق، واكتست السماء باللون الأحمر، وهبط كوكب المشترى منخفضا في السماء نحو الغسق. وهبّت نسمات عليلة داعبت شعري وتسلّلت حمامة جَذِلة إلى المكان. قبل عشرين عاما، عندما كنت صغيرا، كانت سماء المساء تمتلئ بأسراب الطيور العائدة إلى أعشاشها بعد يوم عمل شاقّ. ولو عدت بالزمن للوراء، لوجدت أن عددا لا يُحصى من الحمام والببّغاوات واليمام وغيرها كانت تزيّن تلك الأمسيات. كانت السماء تضجّ بسيمفونيات النعيق والهديل والصفير والتغريد. أما الآن، فقد أصبحت تلك الأسراب نادرة. الأمسيات الخلابة صارت صامتة تماما. كأن الكون يريدنا أن نتأمّل عواقب أفعالنا. وبينما كنت أتأمّل الجانب الآخر من الأفق، اكتست السماء بلون رماديّ غامق وتحوّل الشفق إلى درجات من الأرجو...

خواطر في الأدب والفن

صورة
بفضل حالتها الجيّدة وتصميمها المعقّد والسلس وتأثيرها البصري القويّ، يمكن اعتبار سجّادة ترينيتاريس واحدة من الكنوز الفنّية العظيمة في متحف فيكتوريا، وأصلا ثقافيا كبيرا لأستراليا وجزءا مهمّا من تراث السجّاد العالمي. عندما اشترى السجّادة متحف فيكتوريا في ملبورن عام 1958، كان يُظنّ أنها من أصل فارسي يعود إلى القرن السادس عشر أو السابع عشر. لكن تأكّد الآن أنها نُسجت في الهند في القرن السابع عشر. والمعروف أن الذوق الفارسي ظلّ مفضّلا طوال العصر المغولي، على الرغم من إنتاج سجّاد بتصاميم مغولية نموذجية في الهند. لكن الاستخدام الفنّي لثلاثة أزواج من النسيج يُعدّ دليلا قويّا على أصلها الهندي. أسلوب السجّادة وألوانها وتصميمها وتاريخها الإسباني يرجّح فعلا أن تكون هندية المنشأ في القرن السابع عشر. وربّما تكون قد صُنعت في شمال الهند في منتصف القرن السابع عشر، خلال عهدي الإمبراطورين المغوليين جهانغير وابنه شاه جهان. ويُحتمل أيضا أن تكون قد صُنعت في مدينة لاهور، لأن زخارف عناقيد الزهور الشبيهة بزهرة الويستاريا تُعدّ سمة معروفة في نسج لاهور التاريخي. ويُرجّح أن الحالة الممتازة لسجّادة ترينيتا...

نصوص مترجمة

صورة
○ في الأساطير اليونانية القديمة، يصوَر الأبطال كبشر يتمتّعون بقدرات خارقة وينحدرون من آلهة خالدة. كما يصوَرون كشخصيات نبيلة وفاضلة، لكنهم مع ذلك يُظهرون عيبا قاتلا يشوِّه هذا المظهر. في الإلياذة، مثلا، يصوَّر أخيل كبطل مأساوي يؤدّي عناده وكبرياؤه الزائدان إلى سقوطه في النهاية. أي أن عيب أخيل القاتل هو الغطرسة والكبرياء والثقة المفرطة. وهذا ما منعه من التصالح مع أغاممنون، ما أدّى الى سلسلة الأحداث التي انتهت بهلاك البطل. وهوميروس يشير إلى أن أخطاء أخيل هي أخطاء تقديرية، ناجمة عن جهل لا عن شرّ متعمّد. وأخيل غير قادر على إدراك عواقب أفعاله، وبالتالي يصبح أكثر إنسانيةً في نظر القارئ، لأن عيوبه تشبه عيوب البشر العاديّين. والبطل المأساوي يعاني عادةً من انقلاب في مصيره نتيجة لعيبه المميت، إذ يدفعه هذا إلى تجاوز الحدود التي رسمتها الآلهة. وفي النهاية، تعاقبه الآلهة بدفعه الى هاوية التدمير الذاتي والحتمي. المحارب عند هوميروس يمثّل تصويرا راقياً للطبيعة البشرية، حيث تشكّل قوّته الهائلة وحكمته المتزايدة أدواتٍ لإثارة الدهشة والرهبة في نفوس محبّيه. والحكايات اليونانية القديمة، مثل الإل...

شاعر الحقول

صورة
يعتَبر تاو يوان مينغ، المتوفّى عام 365، من أهمّ شعراء الطبيعة في الصين. كما أنه من بين الشعراء الأقدم والأكثر إثارةً للإعجاب. وهو يُذكر كشاعر عاش منعزلا عن العالم في مزرعة جبلية، حيث كان يستمتع بالمناظر الخلابة هناك، بينما يزرع طعامه بنفسه. إلا أن صورته لا تطابق صورة الناسك المنعزل عن العالم الخارجي، الذي لا رفيق له سوى آلهته الدينية ولا يشغله سوى التأمّل. بل على العكس، لم يتردّد الشاعر قطّ في الاعتراف بحبّه للنبيذ والرفقة الطيّبة والموسيقى. ولأن قصائده تصوّر حياة قائمة على الزراعة والشراب، لُقّب فيما بعد بـ "شاعر الحقول". وفي قصائد تاو، نجد أمثلة رائعة على حثّه جمهوره على ترك الحياة الحضرية والانتقال إلى الريف واتباع حياة قائمة على النبيذ والشعر وتجنّب مَن لا تصلح معهم الصداقة. عرف الناس لأوّل مرّة تاو وأسلوبه التعبيري المباشر والواضح عندما حقّق شهرة محليّة كناسك. وتبع ذلك تدريجيّا الاعتراف به في المختارات الشعرية الكبرى. وبحلول عهد سلالة تانغ، ارتقى تاو إلى مستوى العظمة كشاعر ملهِم، حيث أشاد به "لي باي "و"دو فو"، أشهر شاعرين في الصين. تأث...