عشرة أيّام في التلال/3
       ترى، ماذا لو كانت السعادة، بما في ذلك السعادة الجنسية، فضيلة أخلاقية في حدّ ذاتها؟ في العصور الوسطى، كان الملل أو السبات الروحيّ أو الكآبة، تُُعتبر خطيئة. ويُفترض بك كإنسان أن تحبّ عالم الربّ. وهناك العديد من الأشياء والناس والحوادث في كتاب بوكاتشيو، من قبيل الأزهار التي ترفع وجوهها لأشعّة الشمس والسفن التجارية التي تمخر عباب البحار والراهبات اللاتي يتناوبن على ممارسة الجنس مع البستانيّ، والتي يمكن اعتبارها تأكيدات أو تمظهرات لهذا الحبّ. وشخصيّات بوكاتشيو، بحسب ألبيرتو مورافيا أيضا، خاصّة وحيوية جدّا وكما لو أن المؤلّف نفسه كان يغار منها.   في ديكاميرون أيضا هناك قدر كبير من التسامح والقناعة وحسن النوايا. الزوج المخدوع لا يعاني كثيرا. ومثال هذا قصّة فيروندو، الفلاح الثريّ. رئيس الدير يكتشف أن زوجة فيروندو رائعة الجمال، فيعطيه جرعة منوّمة ويحبسه في زنزانة. ثم يذهب لمغازلة واجتذاب الزوجة. وعندما يستيقظ فيروندو يخبره راهب أرسله رئيس الدير بأنه، أي فيروندو، موجود الآن في البرزخ ليقضي فترة عقوبة مؤقتة هناك.   وبعد عام تصبح زوجة فيروندو حاملا من رئيس الدير. ويتمّ إعادة فيروندو إلى بيت...