لا يجب أن تظلّ السّماء صامتة
النساء، في الصورة فوق لا يبدو، لأوّل وهلة، أنهنّ ينتمين إلى هذا العالم. لقد تركهنّ خلفهم أناس مضوا إلى مجاهل النسيان ولن يعودوا. وما يبدو في المنظر وكأنه فيضان عظيم، كارثة، مرض متأجّج، زيارة من السماء نفسها، ليل لا ينتهي من الموت والدمار، شيء ما من هذا القبيل .. هو الذي ترك هذا المكان على هذه الحال. المرأة التي في الوسط لا تمدّ ذراعيها تعبيرا عن التحدّي أو العنفوان. الذراعان ممدودتان تطلبان الرحمة والشفقة. إنها تقف رافعة يديها بالدعاء رجاء القبول والاستجابة. تصلي، تطلب الرحمة وتتوجّه إلى سماء تعتقد أنها لا يجب أن تظلّ صامتة متردّدة وغير مكترثة بما يجري. والمرأة إلى يسارها تنظر إليها بمزيج من الذهول والتطلع، كما لو أن الربّ الذي تخلى عن كل شيء اختار أن يحلّ في جسد هذه المرأة الفارعة، الصلبة والقويّة. المرأة الجالسة تفكّر، بينما تحتضن ابنها؛ الشيء الوحيد الذي يدلّ على عالمها. والمرأتان الأخريان، اللتان ترتديان النقاب والعباءة، راغبتان في أن تصدّقا ثانية وأن تثقا مرّة أخرى في ذلك البصيص البعيد من الأمل: أن يفي الربّ ببعض وعوده ويمُنّ عليهن ولو بكلمة بيضاء أو لمسة حنون. المرأة الجالسة تبدو...