:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الثلاثاء، يناير 20، 2009

قصائد حزن صينية

رمـاد:
في هذه الليلة الباردة
من الشهر الثالث من الخريف
يستلقي رجل عجوز ووحيد
يطفئ المصباح
وينام بهدوء وسط أصوات المطر
رماد الموقد ما يزال دافئا من اثر النار
ورائحة الرماد العطرية تجعل اللحاف والأغطية أكثر دفئا
وعندما يأتي الفجر صافيا وباردا
لا ينهض
بينما الأوراق الحمراء المثلجة تغطي الدرج

رحيـل:
كلّ العصافير طارت وارتحلت بعيدا
وسحابة وحيدة تمرّ على مهل
وكلانا لا يملّ من النظر إلى الآخر: الجبل وأنا.

اشتعال:
الحياة على الأرض تشبه سربا من الإوز
يلتمع فوق الثلج
وأحيانا ما يترك أحدها وراءه أثرا

قبـر:
عشر سنوات مرّت
منذ أن فارق الأموات الأحياء
وأنا لا أفعل شيئا كي أتذكّر
لكني لا أستطيع أن أنسى
قبرك الوحيد على بعد ألف ميل

غبـار:
ليس ثمّة مكان استطيع فيه الحديث عن أحزاني
وحتى لو التقينا
كيف ستعرفينني؟
وجهي يعلوه غبار
وشعري مثل الثلج

طيـف:
في عتمة الليل
أحلم فجأة أنني في البيت
وأنك واقفة إلى جوار النافذة
ترتّبين شعرك
أنظر إليك ولا أستطيع الكلام
تمرّ السنوات وقلبي كسير
هذه الليالي المقمرة؟
ذلك القبر تحت شجرة الصنوبر؟

أمنيـة:
أستند إلى عصاي
وأستمع إلى النهر
أتمنى لو أن هذا الجسد يخصّ شخصا آخر

إبحـار:
في جوف الليل
عندما تسكن الريح ويهدأ البحر
سأجد قاربا وأبحر بعيدا
لأقضي سنواتي الأخيرة طافيا
أناجي النهر والبحر!

حيـرة:
هل لي جسد؟
هل هذه الروح لي؟
هل هذا أنا حقا؟
جلستُ أمام الجبل وأنا أفكّر في هذه الأسئلة
بينما توالى مرور السنوات
إلى أن نبت العشب الأخضر بين قدميّ
وتراكم الغبار الأحمر حول رأسي
وجاءني بشر كثيرون من هذا العالم
كانوا يعتقدون أني ميّت
وكانوا يحملون معهم قرابينهم من النبيذ والفاكهة ويضعونها بالقرب منّي!