المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر 21, 2025

خواطر في الأدب والفن

صورة
العديد من الوحوش الأسطورية اليونانية ترتبط بقصص مأساوية. وبعض تلك الوحوش كانت عدوانيّتها تتسبّب أحيانا في مقتل بشر أبرياء. لكن قد تشعر بالأسف على ما انتهى اليه مصير بعضها، مثل "ميدوسا" التي خُلقت لتكون بمثابة بيدق في لعبة شطرنج إلهية. وبعض أجزاء من قصّة هذه المرأة ذُكرت في إلياذة هوميروس. لكن القصّة تظهر بشكل كامل في كتاب "التحوّلات" لأوفيد. ويحكي الأخير أن الإله بوسيدون رأى ميدوسا ذات يوم فانبهر بجمالها ورغب فيها وقرّر أنه، لكونه إلها، يحقّ له الحصول على جسدها، فقام باغتصابها في معبد مينيرفا. هنا تغضب مينيرفا، لا بسبب جرم الاغتصاب نفسه، وإنما لأن معبدها قد دُنّس، فتعاقب الضحية بدلاً من الجاني، وتُحوّل ميدوسا إلى وحش له شعر على هيئة أفاعٍ، وكلّ من ينظر اليها تُحوّله إلى حجر. وفي مرحلة تالية، تعطي مينيرفا درعها إلى بيرسيوس لمساعدته في قتل ميدوسا، فيقطع رأسها أثناء نومها ثم يحمله في حقيبة. كانت ميدوسا قبل مقتلها قد عزلت نفسها في بقعة وعرة ونائية، الأمر الذي دفع بيرسيوس لأن يبذل جهدا كبيرا للعثور عليها. وعندما يصل إلى عرينها مع بعض رفاقه، يستخدم الدرع للنظر...

نصوص مترجمة

صورة
○ ذات مرّة، وجدت نفسي أقف على منحدر في البرّية، حذائي مبلّل وعيناي مثبّتتان على حافّة من الغرانيت، حيث ظهر ثم اختفى فجأة شيء ما، لعلّه غزال أو إنسان أوشبح! إنها تلك اللحظة مرّة أخرى؛ اللحظة التي أنسى فيها ما كان من المفترض أن أفعله، لأن شيئا حقيقيا غير مخطّط له ضغط على زاوية ذهني كطفل يحمل سرّا. ومع الوقت، بدأت أطلق على مثل هذه اللحظات "لحظات الحافّة". والحافّة في الكتابة ليست المركز ولا الهدف ولا حبكة القصّة أو عدد الكلمات المكتوبة يوميّا. إنها الحوافّ فقط، هوامش الانتباه الهادئة، حيث تبدأ الكتابة فعليّا. ربّما وصلتَ مفعما بالحماس وبذلتَ جهدا كبيرا في الأسبوع الأوّل. أو ربّما تشعر بالفعل أنك متأخّر. أو ربّما تتربّص على الهامش بدفتر ملاحظات مليء بالأفكار، بينما يساوركَ شكّ عميق بأن هذه الكتابة قد لا تتحقّق أبدا. لكن إليك الحقيقة: معظم أفضل الكتابات تبدأ هناك، على الهامش، في الأماكن المهمَلة وشبه المنسيّة، على حدود البريّة وعلى أطراف أنفسنا. لذا، هذه دعوة للنظر جانبا، للخروج عن المسار، للكتابة من الهامش بدلاً من المركز. لم أكن أدرك مدى حاجتي إلى الذهاب الى الطبيعة...

نصوص مترجمة

صورة
○ عندما انتهيت من قراءة رواية "الدون الهادئ" للكاتب الروسي ميخائيل شولوكوف، قرّرت التوقّف نهائيا عن محاولات كتابة رواية. فقد تصوّرت أنني لن أتمكّن أبداً من بلوغ مستوى شولوكوف، ولن أصل مطلقا الى مستوى ذكائه في صياغة الجمل أو رسم الشخصيات. ولعدّة أيام، لم أستطع الكتابة. كنت في العشرينات من عمري، وعندما تمكّنت أخيراً من التغلّب على نفسي ومقارنتي القاسية بروائي عبقريّ، عاودت الكتابة مرّة أخرى بهدف أن أكون أفضل كاتب أستطيع أن أكونه، وبالموهبة التي مُنحت لي. وشعرت أن هذا أقلّ ما يمكنني فعله من أجل مهنة جدّي ووالدي، ثم مهنتي لاحقاً. تخيّل للحظة أنك تتجوّل في الصحراء، وفجأة تفقد طريقك. ثم تجد بوصلة مغناطيسية ملقاة على الرمال. إذا كنت تعرف ما هي البوصلة وكيفية استخدامها، فقد تتمكّن من مساعدة نفسك في العثور على طريقك مرّة أخرى. إما إن كنت لا تعرف ما البوصلة، فقد تستنتج أنها لعبة، شيء ما يمكنك تقليبه بيدك وتسلية نفسك به. وإذا أحسست بأن عطشك يزداد، فقد تنظر اليها قليلا ثم تقول لنفسك: يوجد القليل من السائل هناك، إذا فتحت العلبة يمكنني شربه وربّما لن أشعر بالعطش". إن ما قد ي...

خواطر في الأدب والفن

صورة
لا يُحتفى بإدفارد مونك كفنّان نرويجي بارز فحسب، بل يُعدّ أيضا شخصية فريدة تركت بصمة مهمّة في الثقافة العالمية. وما يجعله فنّانا مميّزا ومثيرا للجدل هو أن لوحاته ورسوماته ومطبوعاته تتناول مواضيع شغلت البشرية منذ القدم. ماذا يعني أن نولد، وماذا يعني أن نموت، وما هو الحب؟ ما المعنى الجوهري لهذه المفاهيم التي تشكّل تفكيرنا الجمعي كبشر والتي ورثناها من خلال الأساطير والرمزية الثقافية والتاريخ؟ لوحة مونك هذه اسمها "العاصفة"، ويقال انه استلهم موضوعها من عاصفة عنيفة ضربت بلدة اوسغورستراند الساحلية النرويجية، حيث كان مونك يقضي صيفه غالبا. ويظهر فيها مجموعة من النساء اللاتي يرتدين ملابس داكنة وهنّ يغادرن مكان حفل زفاف في المنزل المضاء في الخلفية. وعبر ممرّ صخري، يأخذن طريقهنّ نحو البحر القريب. انحناء الشجرة الكبيرة وتغطية النساء لآذانهنّ بأيديهنّ لحجب صفير الرياح وعويل البحر يوحي بقوّة الرياح. والأشكال الضبابية والخطوط الناعمة تُضفي على المشهد غموضا بينما تبدو النساء كالأشباح. النمط المتداخل من الألوان والخطوط العريضة يعطي إحساسا، ليس فقط باضطراب الطبيعة، بل أيضا بالصراع ا...