خواطر في الأدب والفن
العديد من الوحوش الأسطورية اليونانية ترتبط بقصص مأساوية. وبعض تلك الوحوش كانت عدوانيّتها تتسبّب أحيانا في مقتل بشر أبرياء. لكن قد تشعر بالأسف على ما انتهى اليه مصير بعضها، مثل "ميدوسا" التي خُلقت لتكون بمثابة بيدق في لعبة شطرنج إلهية. وبعض أجزاء من قصّة هذه المرأة ذُكرت في إلياذة هوميروس. لكن القصّة تظهر بشكل كامل في كتاب "التحوّلات" لأوفيد. ويحكي الأخير أن الإله بوسيدون رأى ميدوسا ذات يوم فانبهر بجمالها ورغب فيها وقرّر أنه، لكونه إلها، يحقّ له الحصول على جسدها، فقام باغتصابها في معبد مينيرفا. هنا تغضب مينيرفا، لا بسبب جرم الاغتصاب نفسه، وإنما لأن معبدها قد دُنّس، فتعاقب الضحية بدلاً من الجاني، وتُحوّل ميدوسا إلى وحش له شعر على هيئة أفاعٍ، وكلّ من ينظر اليها تُحوّله إلى حجر. وفي مرحلة تالية، تعطي مينيرفا درعها إلى بيرسيوس لمساعدته في قتل ميدوسا، فيقطع رأسها أثناء نومها ثم يحمله في حقيبة. كانت ميدوسا قبل مقتلها قد عزلت نفسها في بقعة وعرة ونائية، الأمر الذي دفع بيرسيوس لأن يبذل جهدا كبيرا للعثور عليها. وعندما يصل إلى عرينها مع بعض رفاقه، يستخدم الدرع للنظر...