:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الأربعاء، مارس 05، 2014

محطّات

قاموس الشيطان

كان امبروز بيرس واحدا من أشهر الكتّاب الساخرين في أمريكا في القرن التاسع عشر. كان يكتب المقالة والقصّة القصيرة والقصيدة، كما كان كاتب عمود يوميّ في العديد من الصحف في زمانه.
لكن ما أن يُذكر اسم بيرس حتى يأتي إلى الذهن كتابه المشهور قاموس الشيطان الذي ينافس أشهر الأعمال الكلاسيكية الساخرة. وهذا الكتاب عبارة عن إعادة تعريف للكثير من مفردات القاموس الانجليزي بطريقة ساخرة تتناول أحوال المجتمع والسياسة والدين. وكان المؤلّف قد كتب هذه التعريفات تباعا في إحدى الصحف الأسبوعية ثم جُمعت في كتاب عام 1911 ونُشر تحت اسم قاموس الشيطان.
هنا بعض تعريفات بيرس الساخرة والطريفة..
  • العفو حالة من الأريحية تُظهِرها الدولة تجاه بعض مرتكبي الجرائم الذين تعرف أن معاقبتهم قد تكلّفها غالياً.
  • السلام فترة من الخداع بين جولتين من القتال.
  • الصادق صفة تُطلق على الشخص الأبكم والأمّي!
  • البلادونا كلمة تعني بالإيطالية السيّدة الجميلة، وبالإنجليزية نوع من السمّ القاتل. وهذا مثال صارخ على الهويّة الأساسية لكلّ من اللغتين.
  • فكّر مرّتين قبل أن تتحدّث إلى صديق في حاجة.
  • الإنسان حيوان مهنته الأساسية إبادة الحيوانات من الفصائل الأخرى ومن فصيلته هو.
  • النسيان نعمة يهبها الله للدائنين تعويضا لهم عن افتقارهم للضمير.
  • الإعجاب هو اعترافنا المؤدّب بأن الآخرين يشبهوننا.
  • التاريخ هو سرد مزيّف لأحداث تافهة في الغالب افتعلها حكّام أوغاد وجنود أغبياء.
  • الجمال هو القوّة التي تستطيع من خلالها امرأة أن تسحر عاشقها وترهب زوجها.
  • الحرب هي طريقة الله في تعليم الأمريكيين الجغرافيا!
  • الحبّ جنون مؤقّت لا يشفيه سوى الزواج.
  • المجنون شخص يتمتّع بدرجة عالية من الاستقلال الفكري.
  • المحيط جسم مائيّ يحتلّ ثلثي مساحة عالم صُنع أساسا من اجل بشر لا يملكون خياشيم!
  • التأدّب هو أكثر أشكال النفاق قبولا.
  • الوثنيّ مخلوق جاهل يدفعه غباؤه لعبادة شيء يشعر به ويراه رأي العين!
  • الصبر شكل بسيط من أشكال اليأس يتخفّى في رداء الفضيلة.
  • المسيحيّ شخص يعتقد أن العهد الجديد هو كتاب وحي إلهي يلبّي الاحتياجات الروحية لجاره.
  • السياسة هي فنّ تسيير الشئون العامّة من اجل مكاسب خاصّة.
  • الكافر في نيويورك هو الذي لا يؤمن بالدين المسيحيّ، وفي القسطنطينية هو الشخص الذي يؤمن به.
  • العدميّ شخص روسيّ ينفي وجود أيّ شيء باستثناء تولستوي.
  • المنطق هو فنّ التفكير بما يتّفق مع انعدام قدرة الإنسان على الفهم.
  • الأنانيّ شخص لا يراعي أنانية الآخرين.
  • الشخص الثقيل الظلّ هو ذلك الذي يتكلّم عندما تتمنّى عليه أن يسمع.
  • الاقتباس هو التكرار الخاطئ لكلمات الآخرين.
  • السعادة هي إحساس ينشأ لدى الإنسان نتيجة تأمّله لتعاسات الآخرين.
  • ❉ ❉ ❉

    إفطار في الحديقة

    ربّما لم تسمع باسم ليو بوتز من قبل، مع انه كان احد الرسّامين الذين ارتبطت أسماؤهم بالبدايات الأولى للحركة الانطباعية. كما كان خلال حياته واحدا من الفنّانين الذين لقوا احتفاءً وتكريما من قبل دعاة الفنّ الحديث. وبالإضافة إلى الرسم، عمل بوتز أستاذا في أكثر من جامعة وبلد وكرّس حياته كلّها في سبيل الإبداع وحريّة الفنّ.
    ولد ليو بوتز في يونيو من عام 1869 في منتجع ميرانو شمال ايطاليا. ودرس في أكاديمية الفنون الجميلة في ميونيخ ثمّ في أكاديمية جوليان في باريس. وأحد مواضيعه المفضّلة كان رسم الأشخاص، وخصوصا النساء.
    لوحته هذه يمكن اعتبارها مثالا جميلا على الإمساك بسحر أضواء وألوان مناظر الهواء الطلق. وفيها يصوّر ثلاث نساء ورجلا وهم يتناولون الإفطار معا في إحدى الحدائق. جمال الألوان وكذلك التباينات القويّة في ما بينها، والاستخدام المبهر لضوء الشمس هي من أهم سمات هذه اللوحة.
    كان ليو بوتز شخصا كثير الترحال. وقد ذهب بصحبة عائلته إلى أمريكا الجنوبية حيث قضى سنوات في البرازيل كما سافر إلى الأرجنتين والغابات المطيرة.
    وعندما عاد إلى ألمانيا عام 1935، جاهر بعدائه للنظام النازي. وبعد ذلك اعتبره النظام عدوّا للشعب ووصف فنّه بـ "المنحلّ". ثم استُدعي للتحقيق معه عدّة مرّات من قبل الغستابو. وأخيرا اضطرّ إلى ترك ألمانيا خوفا من الاعتقال وقضى السنوات التالية منفيّا في هولندا.
    تأثّر ليو بوتز بأعمال الرسّامين الرمزيين مثل فرانز فون ستاك واكسافير هابرمان. وأثناء إقامته في باريس أعجب بأعمال كلّ من مانيه ورينوار وبوغيرو. وعندما توفّي عام 1940 كان قد أتمّ رسم أكثر من ألفي لوحة.

    ❉ ❉ ❉

    رأس الحصان

    منذ اكتشافه منذ أكثر من قرن، وسديم رأس الحصان يزيّن العديد من كتب الفلك والمطبوعات التي تتحدّث عن الفضاء والكواكب. وكان أوّل من اكتشف هذا السديم وليامينا فليمنغ أستاذة علم الفلك بجامعة هارفارد، وكان ذلك في عام 1888. ومن الواضح أن السديم أخذ اسمه من شكل رأس الحصان في منتصفه. وهو يقع في كوكبة أوريون أو الجبّار ويبعد عن الأرض بحوالي 1500 سنة ضوئية.
    المعروف أن هذا السديم كان وما يزال هدفا مفضّلا للرصد والملاحظة. وقد صوّره تلسكوب هابل الفضائي بتفاصيل مذهلة وباستخدام موجات الأشعّة تحت الحمراء التي لها القدرة على اختراق المواد المتربة التي تحجب عادة المناطق الداخلية من السديم. وهو في هذه الصورة يبرز مثل حصان أو فرس بحر عملاق من وسط أمواج مضطربة من الغبار والغاز. كما انه يبدو منيرا بتأثير الضوء الذي تشعّه نجمة ساخنة بالجوار، بينما تظهر في الخلفية مجرّة درب التبّانة.
    تلسكوب هابل مضى على عمله في الفضاء 23 عاما تمكّن خلالها من إنتاج عدد لا يُحصى من الصور الفلكية المذهلة. وكانت بعض أكثر هذه الصور جمالا وإثارة للاهتمام هي تلك التي التقطها للسُدُم، وهي عبارة عن غيوم بالغة الضخامة تسبح ما بين النجوم وتتألّف غالبا من الغاز والغبار والبلازما.
    بعض العلماء يرون في السُدُم مصانع لإنتاج الكواكب والنجوم الرضيعة. وقد وجدوا باستخدام التلسكوبات أنواعا عديدة وغريبة منها منتشرة في أنحاء الكون. ومساحة بعضها قد تصل إلى عدّة سنوات ضوئية.

    ❉ ❉ ❉

    إيقاعات موسيقية

  • صديق عزيز أرسل إليّ قبل أيّام عبر البريد الاليكتروني هذه الأغنية التي يقول إن زميلا له وجدها على اسطوانة في بيروت يعود تسجيلها إلى نهاية الستّينات، وهي لمطرب سعوديّ قديم هو عبدالله محمّد. وقد قام صديقه بشرائها ثم أرسلها إليه كهديّة. وهو بدوره يهديها لي. ثم يسأل: ما صحّة ما يقال من أن كلمات الأغنية هي للشاعر الجاهلي امرئ القيس؟
    وأريد أن اشكر صديقي العزيز على هديّته الجميلة وأستأذنه في أن أضعها هنا كي يسمعها المهتمّون بأغاني التراث والموسيقى القديمة، خاصّة مع عدم وجود تسجيل للأغنية على الانترنت بمثل هذا النقاء. وبالتأكيد سبق لي وأن سمعت هذه الأغنية أكثر من مرّة. وعلى حدّ علمي أنها غُنّيت من أكثر من مطرب، منهم محمّد عبده. أمّا عن الكلمات فللأسف لا اعلم عن صاحبها شيئا. غير أنّي استبعد أن تكون لامرئ القيس، لأن الشعر في الأغنية بسيط وليس فيه فخامة وجزالة ألفاظ الشعراء العرب الكلاسيكيين. هذا رأيي وقد أكون على خطأ.


  • فخر الدين العراقي هو احد أعظم الشعراء الصوفيين الذين عاشوا في القرن الثالث عشر. ولد الشاعر في همدان بإيران، وكان كثير الترحال، فسافر إلى الهند وباكستان، ودرس على يد الشيخ الصوفي بهاء الدين زكريا. وفي قونيه في تركيا حضر دروسا للشيخ صدر الدين القوني الذي كان احد تلاميذ الشاعر الصوفيّ المشهور محيي الدين ابن عربي. ثم زار كلا من مصر وسوريا التي توفّي فيها ودُفن إلى جوار قبر ابن عربي في دمشق.
    ألّف فخر الدين العراقي كتابا في العرفان اسماه قصائد العشّاق، وهو عبارة عن مجموعة من أشعار الحبّ الصوفي. وقد تأثّر به العديد من الشعراء، الذين اشتهروا في ما بعد، ومن بينهم الشاعر حافظ.
    كان العراقي يتقن العربية بالإضافة إلى لغته الأمّ، أي الفارسية.