المشاركات

عرض المشاركات من يونيو 26, 2011

طريق الامبراطورية

صورة
خلال الفترة من 1833 إلى 1836م، رسم الفنّان الأمريكي توماس كول سلسلة من اللوحات حاول من خلالها رصد مراحل نشوء وصعود الامبراطوريات ومن ثمّ انهيارها وأفولها. وجانب من شهرة هذه اللوحات يتمثّل في أنها تعكس المشاعر الشعبية الأميركية في ذلك الوقت عندما كان الكثيرون ينظرون إلى الفكرة الرعوية على أنها المرحلة المثالية في تطوّر الحضارة البشرية. كان هؤلاء يخشون من أنّ تتَحَوّل الدولة في النهاية إلى امبراطورية، ما يؤدّي إلى استشراء الجشَع والشرَه ومن ثمّ الانهيار المحتّم. وتتألّف السلسلة، التي تصوّر على التوالي مراحل نموّ وسقوط دولة وهمية تقع على شاطئ نهر، من خمس لوحات: المجتمع المتوحّش، المجتمع الأركادي أو الرعوي، اكتمال بناء الإمبراطورية، تدمير الامبراطورية، ثمّ خرابها. ويمكن اعتبار هذه اللوحات في نفس الوقت تصويرا للعلاقة ما بين الإنسان والطبيعة. أمّا مصدر الإلهام الأدبيّ الذي استند إليه الفنّان في رسمها فهو قصيدة للشاعر الانجليزي اللورد بايرون كتبها في العام 1818م. توماس كول كان يعتقد أن الإمبراطوريات والحضارات الإنسانية لا تدوم طويلا. فعلى مرّ التاريخ، سادت امبراطوريات كثيرة ثم بادت. أما ا...

رُودان: أعيان كاليه

صورة
في العام 1346م، أي أثناء حرب المائة عام، فرض الملك الانجليزي ادوارد الثالث حصارا على بلدة كاليه الفرنسية بعد أن حصّنت البلدة نفسها بقوّة رافضةً الاستسلام للجيش الانجليزي الغازي. كان الملك يطمح في الحصول على موطئ قدم في فرنسا. وكانت كاليه خياره المفضّل. وقد بدأ حصارها في الثالث من سبتمبر من ذلك العام متوقّعا انتصارا سريعا وسهلا. لكن أهالي البلدة قاوموا الحصار بشجاعة طوال عشرة أشهر. ولما أعيت الانجليز الحيلة، طلبوا المزيد من الإمدادات والدعم من انجلترا. وانتظروا ريثما يشعر المحاصَرون داخل البلدة بوطأة الجوع فيستسلمون. وبينما كان الحصار على أشدّه، قرّرت ملكة انجلترا، فيليبا، أن تلتحق بزوجها الملك كي تظلّ قريبة منه في المعسكر. وانتظر مواطنو كاليه من ملكهم فيليب السادس أن يخفّ لنجدتهم. وكتب محافظ البلدة جان دي فيان إلى الملك يقول: لقد أكلنا كلّ شيء، حتى الكلاب والقطط والخيول، ولم يبق أمامنا إلا الموت جوعا ما لم تأتِ على الفور لإنقاذنا". ووصل فيليب مع جيشه. لكن بعد مناوشات قليلة مع الجيش الانجليزي، لم يتمكّن من شقّ طريقه نحو البلدة وغادر دون أن ينقذ أيّاً من مواطنيه. كان أهالي كاليه قد...

مُستصغَر الشّرَر

صورة
ركوب القطار أو المترو في عاصمة غربية تجربة لا تخلو من بعض الطرافة والمفارقة. وقد حدث أن ركبت القطار والمترو عدّة مرّات، واكتشفت أن تلك التجربة توفّر فرصة نادرة للتأمّل في سلوكيات الناس وأحوالهم عندما يجمعهم مكان واحد. وكما هو معروف فإن الناس يلجئون إلى المترو أو القطار للذهاب إلى مدارسهم وأعمالهم لأنهما أسرع من وسائل المواصلات الأخرى وأرخص. وأكثر ما لفت انتباهي هو أن كلّ راكب منشغل بنفسه، فتجده إمّا يقرأ جريدة أو كتابا، أو يتحدّث إلى جاره الذي يعرفه بصوت هامس، أو يتكلّم في هاتفه المحمول، أو يتصفّح الانترنت من جهاز اللاب توب الذي يحمله، أو ببساطة يسلم نفسه للنوم. الشاهد هنا هو أن كلّ إنسان مشغول بنفسه وكلّ شخص تزدحم رأسه بالأفكار والمشاريع والهموم، تماما مثل رواية أو مسرحية لكلّ شخصيّة فيها دور تلعبه. أحيانا يكون الشخص الذي يجلس أمامك امرأة. هنا لا ينبغي عليك أن تندهش أو تتفاجأ إذا ما رأيتها تفتح حقيبتها فجأة لتضع شيئا من الماكياج أو الحمرة على وجهها أو فمها. ومن قواعد الايتيكيت التي يجب مراعاتها في القطار أو المترو أو الحافلة أن يتجنّب الإنسان النظر مباشرة في وجه الشخص الذي يجلس أمام...