خذ الليمون مثلا. لطالما كانت هذه الفاكهة موضوعا جذّابا للرسّامين نظرا لقدرتها على لعب دور مزدوج. فالليمون ممتلئ ونابض بالحياة من الخارج، ولكنه يحمل في طيّاته مرارة لاذعة وشيئا من اللذّة في الوقت نفسه. لذا فإن وجود الليمون في لوحة فنّية ينبغي أن ينبّهنا إلى فكرتين متعارضتين: أن الحياة قد تكون رائعة وطريّة، ولكنها قد تكون أيضا مشبعة بالمرارة.
وللتأكيد على هذه النقطة، غالبا ما يصوَّر الليمون في الرسم وهو شبه مقشَّر، حيث يتلوّى قشره على حافّة طبق لامع، كما في لوحات بعض الرسّامين الهولنديين القدامى.
كانت رسومات الطبيعة الصامتة الهولندية تفضّل الليمون كموضوع رئيس. ويبدو أن هذه الفاكهة كانت رائجة ومطلوبة في المجتمع الهولنديّ في القرن السابع عشر، ما جعلها نادرة ومألوفة في آن. ولأن الليمون غريب بما يكفي، فقد كان يدلّ بطبيعته على الرفاهية والرخاء، ولم يكن نادرا جدّا لدرجة أن يكون غامضا. فقد كان يستورَد ويُزرع في البيوت الزجاجية والصوبات الزراعية بأعداد كبيرة، كي يأخذ مكانه على موائد الطعام، كما تشهد بذلك كتب الطبخ من ذلك العصر.
❉ ❉ ❉
وبحسب الكاتبة ناتاشا لفوفيتش، اكتسبت الثيوصوفية الروسية نزعتها المسيحية القويّة وطوباويّتها الاجتماعية. وقوبلت عبارة بلافاتسكي "كما يخلق الله، فإن الإنسان قادر على الابتكار" باستحسان الفنّانين والكتّاب الروس في مطلع القرن العشرين أثناء نهضة الفنون والعلوم الإنسانية والباطنية، والذين كانوا يأملون في خلق واقع جديد بكلماتهم وصورهم.
مثلا كان سيرغي آيزنشتاين، المخرج السينمائي الكبير، مهتمّا بشكل خاص بالشامانية. وكان دوستويفسكي وتولستوي وسولوفييف وغوركي وماياكوفسكي منجذبين إلى فلسفة نيكولاي فيدوروف، الذي أكّد أن البشرية "يجب أن تعيد إحياء آبائها الموتى من الغبار الكونيّ باستخدام العلم". وتضمّن كتاب الفيلسوف الروسي نيكولاي بيردييف فصولاً عن الإبداع والتصوّف.
وتضيف لفوفيتش أن هذه المذاهب والحركات انتشرت في الفنّ والفكر بغرض إحياء الثقافة الروسية في ذروة الثورة. وقد جمع الشعراء والكتّاب الرمزيون الروس، مثل بالمونت و بيلي وبلوك، بين الرمزية الأوروبية والأرثوذكسية الروسية واعتبروا الكلمة "كيانا مقدّرا له أن يغيّر العالم".
❉ ❉ ❉
❉ ❉ ❉
◦ عندما أجد نفسي غارقا في الحزن على فقدان شخص عزيز، أحاول بسرعة أن أتذكّر أن اهتمامي وأسئلتي يجب أن تنصبّ على ما تعلّمته أو ما لم أتعلّمه بعد من الراحل العزيز، وما هو الإرث الذي تركه ليساعدني في أن أعيش حياة كريمة. مايا انجيلو
◦ جميع المهدّئات والمخدّرات والمهلوسات والمنشّطات الطبيعية اكتُشفت منذ آلاف السنين، أي قبل فجر الحضارة. وهذه بلا شكّ من أغرب الحقائق في ذلك السجلّ الطويل من الاحتمالات غير المتوقّعة المعروف باسم التاريخ البشري. من الواضح أن الإنسان البدائي أجرى تجارب على كلّ جذر وغصن وورقة وزهرة وكلّ بذرة وجوزة وتوتة وفطر في بيئته. عِلْم الصيدلة أقدم من الزراعة. وهناك سبب وجيه للاعتقاد بأنه حتى في العصر الحجريّ القديم، عندما كان الإنسان لا يزال صيّادا وجامعا للثمار والطعام، كان يقتل أعداءه من الحيوانات والبشر بسهام مسمومة. وبحلول أواخر العصر الحجري، كان يُسمّم نفسه بشكل منهجي. ألدوس هكسلي
◦ الحياة ليست مشكلة، فلماذا تطلب حلاً؟! المشكلة الحقيقية تكمن في الاعتقاد بأن السؤال منطقي. آلان واتس
◦ لسنوات كنت في منزلي أشعر بأنني محاصَر بعد معاناة طويلة مع الاكتئاب. نظرت من النافذة آلاف المرّات، ولكن ذات يوم رأيت منقذا غير متوقّع على هيئة طائر صغير يجثم خارج النافذة. أشعل هذا اللقاء شغفي بمراقبة الطيور وانتشلني من اليأس وغرس في حياتي الفرح وحبّ الطبيعة والمغامرة والتواصل. طائر أصفر صغير يرفرف من غصن إلى غصن لفت انتباهي وأثار فضولي، فانحنيت من النافذة لأراقبه وربطني بالطبيعة، وبعالم كامل لم أكن أستطيع رؤيته بسبب ألمي وحزني عندما كنت حبيسة الظلام.
وبفضل ذلك الطائر أصبحت أكثر فضولا، فاشتريت دليلا إرشاديا وتصفّحت الإنترنت وتواصلت مع أشخاص آخرين لديهم نفس الشغف. لا أستطيع التعبير عن مدى تأثير ذلك الطائر على حياتي، فقد أفرحني وأضاء روحي. التواصل مع الطيور يذكّرنا بالبقاء في اللحظة الراهنة، كما أنها تعلّمنا الكثير وتساعدنا على تجاوز التحدّيات الصعبة. تاما واتس
◦ هكذا ستفكّر في كلّ هذا العالم الزائل: كنجمة عند الفجر، أو فقاعة في جدول، أو ومضة برق في سحابة صيفية، أو مصباح متوهّج، أو شبح، أو حلم. سيدارتا غوتاما
◦ كلّ لحظة من لحظات وجودنا مرتبطة بماضينا بخيط غريب؛ بالذاكرة. حاضرنا يعجّ بآثار ماضينا. نحن تواريخ أنفسنا؛ سرديات. أنا لست هذه الكتلة اللحظية من اللحم المتّكئة على الأريكة تكتب حرف الألف على حاسوبي المحمول. أنا أفكاري المليئة بآثار العبارات التي أكتبها، أنا مداعبات أمّي واللطف الهادئ الذي عاملني به والدي؛ أنا رحلات مراهقتي؛ أنا ما رسّخته قراءاتي في ذهني؛ أنا أحبّائي، لحظات يأسي، صداقاتي، ما كتبته، ما سمعته؛ الوجوه المحفورة في ذاكرتي. أنا، قبل كلّ شيء، من حضّر لنفسه كوبا من الشاي قبل لحظات، من كتب قبل لحظة كلمة "ذاكرة" على حاسوبه، من كتب الجملة التي أكملها الآن. لو اختفى كلّ هذا، هل كنتُ سأبقى موجودا؟ أنا بهذا العمر، رواية مستمرّة. وحياتي تتشكّل منها. كارلو روفيلي
◦ ذات مرّة كتبَ ناقد أن لوحاتي ليس لها بداية ولا نهاية. لم يكن يقصد بذلك مجاملتي. لكنها كانت مجاملة رائعة. جاكسون بولوك
◦ تعمل الأيديولوجيات على تخدير تجربتنا المباشرة مع العالم بتضييق قدرتنا على التكيّف معه وعلى فهم الأدلّة والتمييز بين الموثوق منها وغير الموثوق. ومن تجربتي وجدت أن أكثر المفكّرين صرامةً لديهم ميول جينية مرتبطة بكيفية توزيع الدوبامين في أدمغتهم. إن استكشاف العالم مكلّف للغاية معرفيّا، بينما تحاول العديد من الأيديولوجيات إقناعك بأن الالتزام بالقواعد والمسلّمات هو السبيل الوحيد للعيش السليم والأخلاقي. ليور زميغرود
◦ الأفكار الجديدة، الهشّة كزهور الربيع، تخدشها أقدام الحشود بسهولة، لكن قد يعتزّ بها المتجوّل المنعزل. فرِد هويل
◦ مستيقظ في الليل
صوت جرّة ماء
تتكسّر في البرد. باشو
Credits
rijksmuseum.nl
theosophy.wiki/en
rijksmuseum.nl
theosophy.wiki/en