المشاركات

عرض المشاركات من يناير 15, 2017

البحث عن القبيلة الضائعة

صورة
في أعالي جبال هندوكوش المكلّلة بالثلوج والواقعة على الحدود الأفغانية الباكستانية، تعيش منذ قرون قبيلة وثنية منسيّة تُدعى الكالاش. وما يميّز أفراد هذه القبيلة هو بشرتهم الفاتحة وشعرهم الأشقر وملامحهم القريبة من ملامح الأوربيّين. وقد ثبت علميّا ومن خلال تحاليل "الدي إن اي" أن الكالاش يتحدّرون من نسل جنود الاسكندر المقدوني الذين غزوا هذا المنطقة في القرن الرابع قبل الميلاد، أي قبل حوالي 2300 عام. وجود هذه القبيلة في تلك المنطقة الواقعة بالقرب من معقل حركة طالبان الباكستانية هو أشبه ما يكون بالمعجزة أو الأسطورة. فرغم أن الغالبية الساحقة من الباكستانيين اعتنقوا الإسلام على مرّ قرون، إلا أن أفراد هذه القبيلة احتفظوا بتقاليدهم الوثنية وظلّوا يعبدون آلهتهم القديمة. ورغم أنهم فقراء ويعيشون على الكفاف، إلا أنهم كرماء ومضيافون ومحبّون لأرضهم. المصادر التاريخية تشير إلى إن الأفغان استولوا في القرن التاسع عشر على أرض الكالاش وقاموا بتدمير معابدهم القديمة وأوثانهم الخشبية وفرضوا على جزء كبير منهم اعتناق الإسلام تحت تهديد السلاح، كما اجبروا نسائهم على التخلّي عن أزيائهنّ الشعبية...

مدن في البال

صورة
الحديث هذه المرّة عن بيرغامون، مدينة ضائعة في الزمان والمكان، تشبه طروادة من حيث أنها كانت في الماضي تتبع اليونان لكنها اليوم تقع ضمن أراضي تركيا. لكن لماذا بيرغامون مهمّة من الناحية التاريخية والثقافية؟ الأسباب كثيرة. أوّلها أن هذه المدينة تؤوي آثارا بالغة الروعة تعود إلى الحقبة الهيلنستية. والسبب الثاني هو أن بيرغامون، وأكثر من كلّ المدن المشهورة الأخرى من تلك الحقبة، مثل أنطاكية والاسكندرية وسيراقوسا، ظلت لوحدها شاهدة على أمجاد ذلك الماضي البعيد، رغم أنها اليوم تبدو مهجورة تقريبا إلا من جموع السيّاح الذين يقصدونها من وقت لآخر لرؤية صروحها وتذكّر تاريخها. وهناك سبب ثالث لا يقل أهميّة عمّا سبق يتمثّل في الطريقة التي ظهرت فيها هذه المدينة إلى الوجود. كان الأمر أشبه ما يكون بلعبة العروش. فعندما مات الاسكندر المقدوني في بابل عام 323 قبل الميلاد، وكان ما يزال في بداية الثلاثينات من عمره، ترك وراءه مملكة شاسعة تمتدّ مساحتها فوق أراضي ثلاث قارّات، لكن بلا وريث للعرش. وكان استيلاء الاسكندر على بلاد فارس قد أكسبه ثروة هائلة وأراضي واسعة، لكن فجأة تبدّد كلّ ذلك. ففي العقود التال...