:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الثلاثاء، سبتمبر 06، 2011

حدائق انطباعية

ليس من قبيل المصادفة أن الأعمال التي دشّنت المرحلة الانطباعية وحملت ملامحها، مثل لوحات مونيه وسورا ومانيه، كانت تركّز على تصوير الناس في الحدائق وعلى الشواطئ.
كان الانطباعيون يرمون من وراء ذلك إلى تحقيق غايتين: أن يرسموا رؤيتهم عن الطبيعة من خلال الإمساك بالانطباعات البصرية للضوء والظلّ، وأن يسجّلوا الأنشطة الحياتية للمجتمع الحديث.
ولم يمض وقت طويل حتى تقبّل الناس تلك اللوحات التي تصوّر الباريسيين وهم يستمتعون بالتسلية التي وجدوها أخيرا في الحدائق والمنتزهات العامّة وعلى شاطئ البحر.
ومنذ ذلك الوقت لم تفقد مناظر التسلية والمتعة الانطباعية جاذبيّتها أبدا.
الأعمال الايقونية التي مهّدت لظهور الانطباعية وعزّزت شعبيّتها في أوساط الناس كثيرة. في الذهن مثلا لوحات مهمّة مثل يوم أحد في جزيرة لاغران جات لـ جورج بيير سورا وعشاء على العشب لـ مانيه.
وهناك ايضا تحف فنية مجهولة بعضها يستقر اليوم في بعض المجموعات الفنية الخاصة، مثل لوحة كاييبوت أزهار الاضاليا ولوحته الأخرى عن منظر لأرض ريفية مع زهور حمراء وصفراء. بالإضافة إلى لوحة رينوار بعنوان امرأة بمظلّة في حديقة، وهي عبارة عن شلال من أزهار الخشخاش والأقحوان وغيرها من الأعشاب البرّية، ولوحة فان جوخ الراديكالية بعنوان بستان مُزهر مع أشجار حور والتي رسمها بعيد وصوله إلى آرل في 1888م.
وهناك قصص موازية تخبرنا عن الطريقة التي تمّ بها تصدير الانطباعية الفرنسية ثم مواءمتها مع الخصائص الوطنية لكلّ بلد. الألمان مثلا عُرف عنهم حبّهم لـ مانيه. وأحد متاحف مدينة برلين يحتفظ بنسخة من لوحته بعنوان بيت في روي والتي تتميّز بألوانها الخضراء وأنماطها الهندسية.
وسنجد لفكرة رسم الحدائق صدى في لوحات الفنّان الانطباعي الألماني ماكس ليبرمان . وفي اسبانيا تمكّن الرسّام واكين سورويا من إدخال تقنية جديدة على الحركة الانطباعية سُمّيت بالإنارة من خلال التركيز على التباينات الشديدة والمتطرّفة بين الضوء والظلّ.
الانطباعية الأمريكية كان وهجها أشد. وقد تكّرست الانطباعية في أمريكا بفضل فنّانين مشهورين مثل تشايلد هاسام وتشارلز كورتني كوران وميري فيرتشايلد وجون سارجنت. في إحدى لوحاته المشهورة، يرسم كورتني كوران خطيبته وإحدى صديقاتها على متن قارب وقد أحاطت بهما زهور اللوتس العملاقة مع ضوء شمس يلمع من خلال بتلات الأزهار. اللوتس الذي يظهر في هذه اللوحة اصفر، عريض ولامع. ويمكن اعتباره معادلا شاذّا لزنابق الماء التي كان مونيه يزرعها في حديقته ويرسمها في لوحاته.
وفي الوقت نفسه، انتشر شكل مخفّف من الانطباعية حول العالم دون أن يغفل الخصائص الأساسية التي اتسمت بها الحركة في بدايات ظهورها. "مترجم"