خواطر في الأدب والفن
عندما اشترى السجّادة متحف فيكتوريا في ملبورن عام 1958، كان يُظنّ أنها من أصل فارسي يعود إلى القرن السادس عشر أو السابع عشر. لكن تأكّد الآن أنها نُسجت في الهند في القرن السابع عشر. والمعروف أن الذوق الفارسي ظلّ مفضّلا طوال العصر المغولي، على الرغم من إنتاج سجّاد بتصاميم مغولية نموذجية في الهند. لكن الاستخدام الفنّي لثلاثة أزواج من النسيج يُعدّ دليلا قويّا على أصلها الهندي.
أسلوب السجّادة وألوانها وتصميمها وتاريخها الإسباني يرجّح فعلا أن تكون هندية المنشأ في القرن السابع عشر. وربّما تكون قد صُنعت في شمال الهند في منتصف القرن السابع عشر، خلال عهدي الإمبراطورين المغوليين جهانغير وابنه شاه جهان. ويُحتمل أيضا أن تكون قد صُنعت في مدينة لاهور، لأن زخارف عناقيد الزهور الشبيهة بزهرة الويستاريا تُعدّ سمة معروفة في نسج لاهور التاريخي.
ويُرجّح أن الحالة الممتازة لسجّادة ترينيتارياس تُعزى إلى حفظها بعناية من قِبل راهبات الدير في مدريد وقصر استخدامها على المناسبات الخاصّة فقط. وترتبط السجّادة بمدريد لأنها سُمّيت على اسم دير الثالوث في المدينة، حيث يُفترض أنها كانت محفوظة هناك لـ 250 عاما. ومن المرجّح أنها أُهديت للراهبات من قبل فيليب الرابع ملك إسبانيا.
❉ ❉ ❉
ولكن، بحسب الناقد ج. ستيوارت، فإن بورخيس "اختار أن يؤيّد الدكتاتورية، في حين استمرّ يكتب قصصه الباطنية بعيدا عن الواقع القاسي. فهل كان يليق به أن يتقاعد في برج عاجي؟" ويضيف: رغم العقبات التي تخلقها السياسة، فإنني أعتقد أن الفنّ يشكّل جزءا لا يتجزّأ من المجتمع وأن الكتابة فعل اجتماعي. الفنّان يتطلّع الى إعادة تشكيل العالم. ولا بدّ أن يكون شغوفا بالحرّية. ومن المؤكّد أن الدكتاتورية العسكرية لم تكن هدفا، ولا حتى وسيلة".
ويذكّر الناقد بأن بورخيس "أنكر في أواخر حياته أنه كتب لنخبة ما أو لجماهير الناس، بل قال إنه كان يكتب لدائرة من الأصدقاء. وهذا الادّعاء مشكوك فيه. وأنا أرفض فكرته القائلة بأن هناك نوعا من المتعة الكسولة في المعرفة غير المجدية والبعيدة عن السياق، التي تكمن وراء حكاياته الخيالية".
ويشير ستيوارت الى أن بورخيس كان مواطنا أرجنتينيّا وعالميّا، كتب عن التانغو والرعاة والمحقّقين وشوارع بوينس آيرس. ولأنه كان عالميّا للغاية لدرجة أنه لم يقبل الشعبوية البيرونية، فمن غير المعروف كيف وقع في حبّ "نادي السادة" من القتلة العسكريين".
ويضيف: كانت الدكتاتورية العسكرية الأرجنتينية مروّعة إلى الحدّ الذي جعل وجودها ذاته يلوّث الحياة الماضية والحاضرة والمستقبلية. ولا يزال ضحاياها البالغ عددهم عشرات الألوف يرقدون خارج الزمن والذاكرة. وبعد ذلك بسنوات كتب بورخيس، بعد أن عاد إليه وعيه وغفر له العالم، يقول: ما دامت هذه الدكتاتورية قائمة، فلن يكون أحد في هذا العالم شجاعا أو سعيدا".
ويذكر الكاتب أن بورخيس لم يكتب قط أعمالا ضخمة. ومع ذلك "فإن مؤلّفاته، إذا ما جُمعت معا، تشكّل لوحة فنيّة رائعة من الأزمنة والأمكنة. ولا بدّ أن يكون ندمه الأكبر هو أنه لم يفز بجائزة نوبل، وهو الثمن الذي دفعه على ما يبدو بسبب سوء فهمه لدور السلطة السياسية".
وبحسب ستيوارت، كان بول بولز وأنطون تشيكوف على حقّ عندما أشارا إلى أنه ينبغي على الفنّان أن يترك مسافة واسعة بينه وبين السياسة، لكن في الوقت نفسه "عليه أن يفهم منها ما يكفي لحماية نفسه. وقد فشل بورخيس في ذلك لسنوات".
❉ ❉ ❉
❉ ❉ ❉
ولوحة دالي هذه هي تعليق على لوحة فيرمير فنّ الرسم ، وهي أيضا عمل مشهور من القرن السابع عشر. في الصورة الأخيرة يصوّر الفنّان الهولندي رسّاما يُعتقد أنه هو نفسه، وظهره للناظر، مرتديا زيّا مميّزا.
دالي رسم فيرمير كشخص نحيل في وضع ركوع، واستخدم ساقه الممدودة كسطح طاولة عليها زجاجة وكأس صغير. هناك أيضا في اللوحة عناصر أخرى مثل درابزين وحذاء وجدران ومناظر بعيدة لجبال استوحاها دالي من بلدته "بورت ليغات" في اسبانيا.
كان دالي يبجّل فيرمير كثيرا. والمعروف أنه رسم أيضا نسخة من لوحته "صانعة الدانتيل" بتكليف من جامع أعمال فنّية.
❉ ❉ ❉
○ القائد مثل الراعي، يبقى خلف القطيع تاركاً الأسرع يتقدّم، ثم يتبعه الآخرون غير مدركين أنهم يقادون من الخلف طوال الوقت. نيلسون مانديلا
○ عندما ندرك أن الكلمات يمكن أن تدمّر شيئا جيّدا ورائعا وعزيزا، وأن الصمت يمكن أن يجنّبنا قدرا أقلّ من الضرر أو الأذى، فمن السهل أن نبقى صامتين. ر. والسر
○ الزِن حالة ذهنية حاضرة، يقدّر فيها المرء المهمّة التي يشارك فيها، حتى لو كانت مجرّد الصمت. والزِن متأصّل في أسلوب الحياة الياباني. يمكنك رؤيته في كلّ مكان عندما تنجَز الأفعال والأفكار بوعي وحضور تام في اللحظة: عندما يقطّع طاهي السوشي قطعة سمك نيء بدقّة، وعندما يراقب شخص متقاعد ورقة خريفية تسقط من شجرة في الحديقة، وعندما تحضّر الأم كوبا من الحليب وتضعه أمام طفلها. ج. إيثير
○ أتخيّل هؤلاء الرجال جالسين في مراكز التحكّم في الموضة حول العالم، يفكّرون في طرق جديدة لتعذيب النساء، ولجعلهنّ يتألّمن بعد عشرين عاما عندما ينظرن إلى صورهن القديمة. كريستينا غارسيا
○ لا توجد قطعة أثاث في العالم أكثر مأساويةً من السرير. إذ يمكن أن يتحوّل بسرعة كبيرة من كونه المكان الذي نمارس فيه الحبّ إلى المكان الذي نموت فيه. ومن المأساوي أيضا مدى سرعة تحوّله من مكان ننام فيه إلى مكان نحلم فيه ونصاب بالجنون. إن أيّ شخص عانى من مرض خطير يعرف أن السرير الذي يمارس فيه الناس الحبّ هو أيضا قبرهم الذي قد لا ينهضون منه أبدا. ف. ميشيل
○ لا تلعب للفوز، بل لتجنُّب الخسارة. فكّر في الحركات الأسرع استجلابا للهزيمة وتجنّبها، وافعل أيّ حركة تستغرق وقتا أطول. في تعلّم أيّ إنجاز وفي ضبط سلوك المرء وفي حُكم أمّة، تنطبق القاعدة نفسها. - يوشيدا كينكو
○ إذا مددنا التسامح غير المحدود حتى لأولئك الذين لا يتسامحون، وإذا لم نكن مستعدّين للدفاع عن مجتمع متسامح ضد هجوم المتعصّبين، فسوف يُدمَّر المتسامحون ويُدمَّر التسامح معهم. كارل بوبر
○ اسم الإنسان ملك له، من حقّه أن يحتفظ به أو يتنازل عنه كما يشاء. وحتى وقت قريب، لم يكن شعب الكايوا الأصلي ينطق اسم الميّت، كان ذلك قلّة احترام وخيانة للشرف. الموتى يحملون أسماءهم معهم إلى خارج العالم. سكوت موماداي
○ إن اتباع العادات والتقاليد القديمة بشكل أعمى لا يعني أن الموتى أحياء، بل أن الأحياء أموات. ابن خلدون
○ الذين يكتفون بالقليل يعيشون يوما بيوم ويعاملون أيّ يوم وكأنه عيد. ب. براتشيوليني
○ خلال الحرب، خُضنا معركة في مكان يُدعى "البرّية"، لأنه لم يكن هناك شيء حولنا سوى البرّية. أطلقتُ النار من بندقيّتي حتى انصهرت وتدحرجتْ كثمرة فاسدة. لذلك قتلتُ بمسدّسي. وعندما نفدت ذخيرتي، قتلتُ بسيفي. وعندما انكسر سيفي، قتلتُ بحذائي ويديّ العاريتين. وعندما انتهت المعركة ونظرتُ خلفي، كانت البرّية قد اختفت. لم تبقَ شجرة واحدة لم يمزّقها الرصاص. قتلنا خمسة آلاف رجل في ذلك اليوم. وعندما أقول إن قتلك لا يعني لي شيئا، فأنا أعنيه. قتلك لا يعني لي شيئا. شيا برينن، فيلم 1883
Credits
borges.pitt.edu
essentialvermeer.com
borges.pitt.edu
essentialvermeer.com



