:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الاثنين، سبتمبر 15، 2025

نصوص مترجمة


  • تُعتبر القطط البرّية من الأنواع المهدّدة بالانقراض في هذه المنطقة. أتذكّر قطّا برّيا أمسكوا به في مكان ما، ولا بدّ أنهم أخضعوه لعشرات التجارب بالحرق قبل أن يقرّروا أخيرا أنه عديم الفائدة لهم، تماما مثل علبة بيرة فارغة. هل تعلم ماذا فعلوا به؟ قرّر أحدهم انه بدلا من أن يترك الحيوان، الذي كان ما يزال يتنفّس بصعوبة، في حاله، حمله من رجليه الخلفيتين وضرب رأسه بالحائط مرارا حتى مات.
    كيف لي أن أنسى ذلك! أنا من طُلب منه تنظيف تلك الفوضى. خيّطت رأس الحيوان وأغلقت عينيه ببطء. المخالب التي كانت فخورة ذات يوم كانت تتدلّى دون حياة. وكلّ هذا العبث والكراهية ملآني بالغضب. إلا أنني لم أكن أعرف كيف أنفجر. كنت مثل جهاز كمبيوتر بدون لوحة مفاتيح، طائر بلا أجنحة. صدّقني، أردت في تلك اللحظة أن أشتبك مع ذلك الشخص، أن أفعل به بعض ما فعله بذلك الحيوان المسكين. م. توبياس
  • ❉ ❉ ❉

  • الذكاء الاصطناعي يستطيع الآن تقليد أيّ صوت بشري. وآخر من قلّد أصواتهم ممثّل إنغليزي يُدعى ستيفن فراي. وقد فعل ذلك بشكل مثالي ومقنع للغاية، بما في ذلك حتى جرس صوته ونبرته وجعلَهُ يقول أيّ شيء. وشعر فراي بالقلق من إمكانية نسخ مهاراته بسلاسة بواسطة آلة. فهو يكسب دخلا إضافيا من عمله في سرد القصص الصوتية، ومنها جميع كتب هاري بوتر. وأبدى انزعاجه من أنه قد يفقد قريبا مصدر رزقه الإضافي، مثل العديد من الفنّانين الآخرين بسبب هذه التقنية.
    ومع ذلك، هناك سبب لئلا يقلق فراي أو غيره من الفنّانين. فحتى أكثر أنواع الذكاء الاصطناعي تقدُّما "يتعلّم" من خلال تدريبه على المعلومات الموجودة، ولا يمكنه تطبيق ما تعلّمه إلا في سياق جديد. الفنّانون يتدرّبون من خلال معالجة المعلومات الموجودة، لكنهم ينجحون، خاصّة الفنّانين العظماء حقّا، في خلق شيء جديد. صحيح أنهم يعملون على مادّة معطاة، لكنهم يبثّون فيها روحا جديدة من خلال إلهامهم.
    ويبقى الذكاء الاصطناعي آلة، شيئا، يعمل على أشياء أخرى. والإبداع في هذه الحالة هو في أحسن الأحوال نوع من المزاوجة الداخلية. ولعلّ هذا تحديدا هو سبب كون الذكاء الاصطناعي نعمة وليس نقمة على الفن. فهو يُجبر الفنّان على أن يكون أكثر تجريباً، وبالتالي يرفع سقف التوقّعات. الذكاء الاصطناعي يلغي دور المقلّدين، لكنه لا يلغي دور الفنّان الحقيقي. دينيس أويل
  • ❉ ❉ ❉


    ❉ ❉ ❉

  • ذات ليلة من ليالي الشتاء، نظرتُ في المرآة فلم أتعرّف على الصورة التي كانت تحدّق بي. لم تكن هناك أيّ إصابة ظاهرة، لكنني شعرت وكأن على جلدي ساحة معركة، قصص محفورة في أعماق صمتي. كان الناس يرون ابتسامتي ومشيتي وعبارة "أنا بخير". لكن لم يرَ أحد الثقل الذي أحمله في روحي كحقيبة قديمة سقطت على جانب الطريق.
    في المدرسة، كنت دائما الطالب الهادئ الذي لا يرفع يده ولا يرفع صوته أو عينيه. كنت أعتقد أحيانا أن الاختفاء يعني الأمان، لكني اكتشفت أنه حتى الظلال ليست آمنة عندما تكون شديدة السطوع لدرجة يصعب كشفها.
    ثم دارت الأيّام وتغيّرت ظروف واستجدّت أخرى، ووجدت نفسي في خضمّ متاهة لم أحسب لها حسابا، بل اُقحمت فيها إقحاما ولم يكن لي علاقة بها من قريب او بعيد.
    ثم حدثت لحظة أحدثت بعض التشقّقات، ليس أمام الناس، ولا على خشبة المسرح، بل في سكون ليلة تساءلت فيها: ماذا لو كان ما حدث اختبارا لي كي أصبح اقوى وأكثر استعصاءً على الكسر وكي يصبح جلدي أكثر سُمكا؟
    وأمسكت بقلم وكرّاس، لا لأتعافى، بل لأتنفّس فحسب. وكلّ كلمة كتبتها كانت خيطا أعادني إلى الوجود. بدأت ندوبي تتحدّث، ليس فقط عن الألم، بل عن كلّ ما نجوت منه. رأيت نقاط قوّة لم أكن أعلم بوجودها. الصمت الذي كان يخنقني أصبح ملاذي الآمن. بدأت أركض وأكتب وأرقص بلا هوادة. وفجأة لم تعد قصّتي جرحا، بل نافذة.
    ولم يعد للذين صنعوا معاناتي وزن ولا قيمة. ندوبي أصبحت نجوما. وبدأتُ أتألّق. أ. عبدالله
  • ❉ ❉ ❉

  • يُعتبر رمز القلب ♥ الأكثر شيوعا على هذا الكوكب بعد الصليب والهلال. وتُستخدم هذه الايقونة كرمز للقلب البشري وكاختصار للمودّة. من الناحية الهندسية، شكل القلب شائع في الطبيعة، إذ يظهر في أوراق وأزهار النباتات المختلفة، وفي الفراولة والكرز والبنجر في مقطعها العرضي. وقد رسمه أسلافنا الأقدمون على جدران الكهوف، لكن ما كان يعنيه لهم ما يزال غير معروف.
    علامة ♥ دخلت إلى الأيقونات الغربية عبر الإغريق، الذين استخدموها لتصوير اللبلاب أو أوراق العنب، رمزي الثبات والتجدّد. أرسطو اعتبر القلب مركز العقل، وساد هذا الرأي حتى أيّام الطبيب الروماني جالينوس، الذي قرّر أنه مسؤول عن العواطف، باستثناء الحبّ الذي مكانه الكبد"!
    اتبع المسيحيون التقاليد اليهودية فيما يتعلّق بالقلب، والتي اعتبرته موطنا لجميع مشاعرنا، لكنهم قرّروا أن الحبّ مفهوم ميتافيزيقي لا علاقة له بعالم الجسد أو أيّ جزء منه. ومع ذلك، فقد اعتمدوا ♥ رمزا للكرمة، الرمز الكلاسيكي للبعث، واستخدموه على قبورهم رمزا لأمل القيامة في أيّام الاضطهاد وعبادتهم السرّية.
    وقبِلَ النبلاء الاوربيّون فكرة أن القلب هو مقرّ المودّة، وأدّى ذلك إلى شيوع ممارسة بين مختلف العائلات المالكة في أوروبّا، بدفن قلوبهم في أماكن مختلفة عن بقيّة رفاتهم. وبينما وُورِيتْ أجسادهم في مقابر عائلية، دُفنت قلوبهم في مكان ارتبطتْ فيه سعادتهم بأشخاص معيّنين. فمثلا، دُفن قلب الملك ريتشارد قلب الأسد في مكان ووُضع باقي جسده عند قدمي والده في مكان آخر. إلا أن هذه الطريقة أثارت غضب الكنيسة، فأصدرت مرسوما عام ١٣١١ ينصّ على أن الروح لا تسكن القلب وحده، بل تتوزّع بالتساوي على جميع أنحاء الجسد.
    في عام 1480، بعد وقت قصير من ظهور المطبعة، بدأ التصنيع التجاري لأوراق اللعب في فرنسا. واستَخدمت البطاقات المطبوعة القلوب كمجموعة ثانية لها بدلا من الكؤوس، التي تمثّل الكأس المقدّسة، والتي كانت تظهر حتى ذلك الحين على مجموعات مرسومة يدويّا. وفي عام 1498، أنتج ليوناردو دافنشي أوّل رسم دقيق لقلب بشري، وصنع نموذجا زجاجيا للعضو. وبعد ذلك بمائتي عام، شرح ويليام هارفي وظيفة القلب البيولوجية بالتفصيل وكيف يعمل كمضخّة لتدوير الدم عبر الشرايين والأوردة.
    وعلى الرغم من أن الناس عرفوا الآن أن قلوبهم لا تبدو مثل تلك الأيقونة الصغيرة، وأن القلب نفسه كان أكثر بقليل من مضخّة، إلا أنهم ما زالوا يفضّلون ربط العضلة النابضة أسفل ضلوعهم بالعاطفة.
    مع تزايد شيوع السكّر في أوروبا خلال القرن الثامن عشر، انتشر على نطاق واسع صنع الحلويات والمعجّنات والكعك بهذه المادّة الباهظة الثمن حتى ذلك الحين. وكان الكرز، الذي كانت ثماره رمزا للعشّاق لفترة طويلة، والذي يكون مقطعه العرضي على شكل قلب، مكوّنا شائعا وزخرفة لكلّ من البونبون والفطائر. ومع ازدهار المستعمرات الإنغليزية في فرجينيا، وُضعت شرائح الفراولة على الفطائر والكعك على شكل قلب ♥ مع ارتباطات جديدة.
    وفي القرن التاسع عشر، تعزّزت عادة تبادل بطاقات عيد الحبّ مع ظهور البريد. وبحلول مطلع القرن العشرين، كانت تُرسل ملايين البطاقات سنويا، وكان معظمها يحمل رمز ♥ في مكان ما من تصميمها. وفي عام 1977، كانت نيويورك عاصمة عالمية للثقافة والموقع المفضّل لهوليوود. وسرعان ما ارتدى الناس فيها قمصانا مكتوبا عليها أحبّ نيويورك أو I ♥ NY. وهكذا خُفّف معنى الرمز من حبّ الآخر أو الله أو الأم إلى الحماس لمكان أو نشاط، أي الالتزام العاطفي بمدينة أو فريق كرة قدم.
    وعلى الرغم من ذلك، فقد انتصر في المنافسة الرابطُ العاطفي بين "♥ الذي يعني القلب" و"الشعور بالحبّ أو المودّة"، وانتشر الرمز بسهولة في جميع أنحاء العالم. وقدّرت جمعية بطاقات المعايدة الأمريكية أنه أُرسل أكثر من مليار بطاقة في عيد الحب عام 2009، ما يعني أن ما يقرُب من سدس سكّان الكوكب يختارون رمزا معيّنا للتعبير عن عاطفتهم.
    ومؤخّرا ظهرت أدلّة غير مثبتة بعد تدعم معادلة القلب/الحبّ بين متلقّي عمليات زرع القلب، حيث يزعم بعضهم أنهم مرّوا بتغيّرات سلوكية بعد العملية. فمثلا، هناك قصّة عن امرأة كانت هادئة ومهتمّة بالصحّة واللياقة البدنية، لكنها تحوّلت الى شخصية عدوانية ومتهوّرة وأصبحت مغرمة بتناول البيرة ودجاج كنتاكي اللذين كانت تكرهما عندما كانت تعيش بقلبها الأصلي. لكنهما، أي البيرة والدجاج، كانا المفضّلين لدى الشخص الذي تبرّع لها بقلبه، وهو شابّ في الثامنة عشرة من عمره توفّي في حادث درّاجة، حيث كانت البيرة في دمه وأجنحة الدجاج في أمعائه. وأظهر متلقّو قلوب آخرون تحوّلات جذرية مماثلة في عواطفهم. إ. غيتلي

  • Credits
    harvardartmuseums.org