روزيتا فوربس (1890-1967) اسم ربّما لم يسمع به الكثيرون. لكن في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، كانت هذه المرأة واحدة من أشهر كتّاب السفر والرحلات. وقد ذهبت إلى أماكن بعيدة في الشرقين الأوسط والأقصى. وفي بحثها عن الأماكن الأسطورية التي نادرا ما يزورها الغربيون، كانت تذهب متخفيّة غالبا.
كانت فوربس شخصية جسورة وملوّنة عرفها الملوك وزعماء القبائل. وقد الّفت ثلاثين كتابا سجّلت فيها رحلاتها وانطباعاتها التي تصف فيها أماكن فاتنة زارتها ورأتها. والكثير من هذه الأماكن اختفت اليوم أو تغيّرت ملامحها بفعل الحداثة. كما تصف الرجال والنساء الذين قابلتهم في أسفارها وتتحدّث عن الطقس السيّئ والأدلاء الغادرين والمساكن الرديئة.
وقد قادها حبّ المغامرة والاستكشاف إلى الصحراء الليبية وأبحرت في البحر الأحمر باتجاه اليمن. كما سافرت إلى جنوب شرق آسيا والصين والمغرب وتركيا والعراق وفارس وأفغانستان. وكان احد اكبر انجازاتها الاستكشافية رحلتها إلى واحة الكفرة في الصحراء الكبرى عام 1921.
ولدت روزيتا فوربس عام 1893 في لنكولنشاير وتعلّمت في مدرسة خاصّة سمحت لها بأن تصبح عاشقة للخرائط ونمّت في نفسها الرغبة في اقتحام أسرار العالم الغامضة.
كانت امرأة جميلة جدّا. وقد تزوّجت الكولونيل رونالد فوربس وعمرها 17 عاما، وسافرت بصحبته إلى الهند والصين واستراليا. وبعد مرور بضع سنوات على زواجهما، تركها زوجها وعادت هي لوحدها عبر أفريقيا. وبعد ذلك اشترت حصانا ومسدّسا وآلة تصوير. ثمّ بدأت ما سيصبح مغامرة طويلة ككاتبة ورحاّلة.
جابت فوربس العديد من البلدان وتجوّلت في الصحراء الليبية والعراق وأفغانستان والصين في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى. وفي أغسطس من عام 1922، ذهبت لأداء مناسك الحجّ في مكّة بعد أن ارتدت عباءة سوداء وقدّمت نفسها على أنها نصف تركية ونصف مصرية. وبدأت الرحلة مع مئات الحجّاج المسلمين على سفينة أبحرت في البحر الأحمر من مصر متوجّهة إلى المملكة العربية السعودية.
وفي العام التالي عملت فوربس صحفية في باريس، ثمّ في نوفمبر من عام 1920، وصلت إلى واحة اجدابيا على بعد 200 كيلومتر إلى الجنوب الغربيّ من بنغازي. وهناك قابلت دبلوماسيا ومكتشفا مصريّا شابّا اسمه احمد حسنين باشا. وقد سافر الاثنان معا بالجمال إلى الجنوب عبر الصحراء الليبية لزيارة واحة الكفرة النائية التي كانت ذات زمن مركزا للسنوسيين. كانت الرحلة غير عاديّة وقد وصلا في النهاية إلى واحة سيوة.
بالنسبة لبعض العرب الذين قرءوا كتابها عن تلك الرحلة، كانت فوربس مجرّد مسافرة، بينما كان الرحّالة المصري هو العقل المفكّر والمخطّط للرحلة.
تقول إحدى القصص إن فوربس وحسنين كانت لهما سمعة فضائحية وقد كانا يحبّان بعضهما البعض. غير انه، لسبب ما، لم يستطع الزواج منها. وقد انتقمت هي منه في صفحات الكتاب بتعمّدها تجاهله وتهميش دوره في الرحلة، فهي لا تذكره إلا باعتباره شخصية طفولية.
كانت فوربس شخصية جسورة وملوّنة عرفها الملوك وزعماء القبائل. وقد الّفت ثلاثين كتابا سجّلت فيها رحلاتها وانطباعاتها التي تصف فيها أماكن فاتنة زارتها ورأتها. والكثير من هذه الأماكن اختفت اليوم أو تغيّرت ملامحها بفعل الحداثة. كما تصف الرجال والنساء الذين قابلتهم في أسفارها وتتحدّث عن الطقس السيّئ والأدلاء الغادرين والمساكن الرديئة.
وقد قادها حبّ المغامرة والاستكشاف إلى الصحراء الليبية وأبحرت في البحر الأحمر باتجاه اليمن. كما سافرت إلى جنوب شرق آسيا والصين والمغرب وتركيا والعراق وفارس وأفغانستان. وكان احد اكبر انجازاتها الاستكشافية رحلتها إلى واحة الكفرة في الصحراء الكبرى عام 1921.
ولدت روزيتا فوربس عام 1893 في لنكولنشاير وتعلّمت في مدرسة خاصّة سمحت لها بأن تصبح عاشقة للخرائط ونمّت في نفسها الرغبة في اقتحام أسرار العالم الغامضة.
كانت امرأة جميلة جدّا. وقد تزوّجت الكولونيل رونالد فوربس وعمرها 17 عاما، وسافرت بصحبته إلى الهند والصين واستراليا. وبعد مرور بضع سنوات على زواجهما، تركها زوجها وعادت هي لوحدها عبر أفريقيا. وبعد ذلك اشترت حصانا ومسدّسا وآلة تصوير. ثمّ بدأت ما سيصبح مغامرة طويلة ككاتبة ورحاّلة.
جابت فوربس العديد من البلدان وتجوّلت في الصحراء الليبية والعراق وأفغانستان والصين في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى. وفي أغسطس من عام 1922، ذهبت لأداء مناسك الحجّ في مكّة بعد أن ارتدت عباءة سوداء وقدّمت نفسها على أنها نصف تركية ونصف مصرية. وبدأت الرحلة مع مئات الحجّاج المسلمين على سفينة أبحرت في البحر الأحمر من مصر متوجّهة إلى المملكة العربية السعودية.
وفي العام التالي عملت فوربس صحفية في باريس، ثمّ في نوفمبر من عام 1920، وصلت إلى واحة اجدابيا على بعد 200 كيلومتر إلى الجنوب الغربيّ من بنغازي. وهناك قابلت دبلوماسيا ومكتشفا مصريّا شابّا اسمه احمد حسنين باشا. وقد سافر الاثنان معا بالجمال إلى الجنوب عبر الصحراء الليبية لزيارة واحة الكفرة النائية التي كانت ذات زمن مركزا للسنوسيين. كانت الرحلة غير عاديّة وقد وصلا في النهاية إلى واحة سيوة.
بالنسبة لبعض العرب الذين قرءوا كتابها عن تلك الرحلة، كانت فوربس مجرّد مسافرة، بينما كان الرحّالة المصري هو العقل المفكّر والمخطّط للرحلة.
تقول إحدى القصص إن فوربس وحسنين كانت لهما سمعة فضائحية وقد كانا يحبّان بعضهما البعض. غير انه، لسبب ما، لم يستطع الزواج منها. وقد انتقمت هي منه في صفحات الكتاب بتعمّدها تجاهله وتهميش دوره في الرحلة، فهي لا تذكره إلا باعتباره شخصية طفولية.
حسنين نفسه كان إنسانا مهذّبا من المدرسة القديمة بحيث لم ينتقدها بكلمة. وحتى في كتابه "الواحة المفقودة"، والذي يصف فيه رحلاته معها عبر الصحراء، لا يتناولها ولا بكلمة نقد واحدة.
كان حسنين ابنا لأحد شيوخ الأزهر وحفيد قائد البحرية المصرية. وكانت علاقته بالقصر وثيقة. وقد رشّحه الملك فؤاد ليكمل تعليمه في أكسفورد. وخلال الحرب العالمية الأولى كان جزءا من استراتيجية مصر وانجلترا الرامية لتحويل السنوسيين في ليبيا من عدوّ إلى حليف.
فوربس الّفت العديد من الكتب منها كتاب "الريسوني سلطان الجبال" والذي تحكي فيه سيرة حياة احد حكّام الريف المغربيّ. كما أن لها كتابا آخر عنوانه "الطريق الممنوع من كابول إلى سمرقند" والمنشور عام 1937.
وعندما كانت تعمل في الصحافة، انتدبتها جريدتا الديلي تلغراف والصندي تايمز لعمل مقابلات مع أهمّ الشخصيات المشهورة في ذلك الحين، مثل هتلر وعبدالكريم الخطابي والملك عبدالعزيز آل سعود وكمال اتاتورك.
اهتمام فوربس بالسلطة وكاريزما الحكّام قادها إلى مهامّ غير عادية وسهّل لها إجراء مقابلات نادرة. لكنه أيضا جلب لها إعجاب بعض الشخصيات الفاشيّة، مثل موسوليني الذي يشاع أنه أقام علاقة عابرة معها.
ما أن حلّت بداية القرن العشرين حتى كانت روزيتا فوربس قد رأت كلّ شيء وذهبت إلى كلّ مكان تقريبا. ورغم أن أفغانستان وقتها كانت عصيّة على الغرباء، إلا أن فوربس حطّت رحالها هناك واستأجرت سيّارة قادتها في ما بعد من كابول إلى سمرقند.
المعروف تاريخيّا أن أفغانستان تعرّضت للغزو مرارا. الاسكندر المقدوني سار بجيشه في جبالها، وجنكيز خان وقطعانه أقاموا مراكز لهم في طرقاتها. ومع ذلك لا احد تمكّن من نزع أسلحة الأفغان كما فعلت هذه المرأة.
وقد بدأت رحلاتها في بيشاور، تلك المدينة الفاتنة؛ مدينة الخارجين على القانون التي تجلس مثل بيضة حمامة على سفح ممرّ خيبر. ثم ذهبت إلى بازارات وأسواق المدينة، ثم إلى كابول ومزار شريف ثم إلى سمرقند. وما تلا ذلك كان واحدة من أهمّ الرحلات المليئة بالمغامرات.
في كتب فوربس مقاطع شاعرية عن جمال الصحراء التي رأتها وتجوّلت فيها. وهي تبدو في أفضل حالاتها عندما تتحدّث عن مشايخ البدو وتناولها الطعام مع ملوك الصحراء أو عندما تروي العديد من القصص الأخرى التي تملأ صفحات كتبها التي ما تزال فاتنة وطازجة حتى بعد مرور كلّ هذه الأعوام الطويلة.
بحلول عام 1940، كانت شهرة روزيتا فوربس قد تضاءلت أو تلاشت عندما اختتمت حياتها كمغتربة في المنفى في جزر البهاما. لكن يوما ما سيتذكّرها الناس كواحدة من الرحّالات البريطانيات العظيمات، وذلك على قدم المساواة مع أسماء مثل ايزابيل بيرد وفريا ستارك وماريان نورث وغيرهن.
كان حسنين ابنا لأحد شيوخ الأزهر وحفيد قائد البحرية المصرية. وكانت علاقته بالقصر وثيقة. وقد رشّحه الملك فؤاد ليكمل تعليمه في أكسفورد. وخلال الحرب العالمية الأولى كان جزءا من استراتيجية مصر وانجلترا الرامية لتحويل السنوسيين في ليبيا من عدوّ إلى حليف.
فوربس الّفت العديد من الكتب منها كتاب "الريسوني سلطان الجبال" والذي تحكي فيه سيرة حياة احد حكّام الريف المغربيّ. كما أن لها كتابا آخر عنوانه "الطريق الممنوع من كابول إلى سمرقند" والمنشور عام 1937.
وعندما كانت تعمل في الصحافة، انتدبتها جريدتا الديلي تلغراف والصندي تايمز لعمل مقابلات مع أهمّ الشخصيات المشهورة في ذلك الحين، مثل هتلر وعبدالكريم الخطابي والملك عبدالعزيز آل سعود وكمال اتاتورك.
اهتمام فوربس بالسلطة وكاريزما الحكّام قادها إلى مهامّ غير عادية وسهّل لها إجراء مقابلات نادرة. لكنه أيضا جلب لها إعجاب بعض الشخصيات الفاشيّة، مثل موسوليني الذي يشاع أنه أقام علاقة عابرة معها.
ما أن حلّت بداية القرن العشرين حتى كانت روزيتا فوربس قد رأت كلّ شيء وذهبت إلى كلّ مكان تقريبا. ورغم أن أفغانستان وقتها كانت عصيّة على الغرباء، إلا أن فوربس حطّت رحالها هناك واستأجرت سيّارة قادتها في ما بعد من كابول إلى سمرقند.
المعروف تاريخيّا أن أفغانستان تعرّضت للغزو مرارا. الاسكندر المقدوني سار بجيشه في جبالها، وجنكيز خان وقطعانه أقاموا مراكز لهم في طرقاتها. ومع ذلك لا احد تمكّن من نزع أسلحة الأفغان كما فعلت هذه المرأة.
وقد بدأت رحلاتها في بيشاور، تلك المدينة الفاتنة؛ مدينة الخارجين على القانون التي تجلس مثل بيضة حمامة على سفح ممرّ خيبر. ثم ذهبت إلى بازارات وأسواق المدينة، ثم إلى كابول ومزار شريف ثم إلى سمرقند. وما تلا ذلك كان واحدة من أهمّ الرحلات المليئة بالمغامرات.
في كتب فوربس مقاطع شاعرية عن جمال الصحراء التي رأتها وتجوّلت فيها. وهي تبدو في أفضل حالاتها عندما تتحدّث عن مشايخ البدو وتناولها الطعام مع ملوك الصحراء أو عندما تروي العديد من القصص الأخرى التي تملأ صفحات كتبها التي ما تزال فاتنة وطازجة حتى بعد مرور كلّ هذه الأعوام الطويلة.
بحلول عام 1940، كانت شهرة روزيتا فوربس قد تضاءلت أو تلاشت عندما اختتمت حياتها كمغتربة في المنفى في جزر البهاما. لكن يوما ما سيتذكّرها الناس كواحدة من الرحّالات البريطانيات العظيمات، وذلك على قدم المساواة مع أسماء مثل ايزابيل بيرد وفريا ستارك وماريان نورث وغيرهن.
Credits
classictravelbooks.com
books.google.com
classictravelbooks.com
books.google.com