اللوحة التي فوق تعود الى عام 1520، وفيها يرسم الفنّان الإيطالي لورينزو لوتو قدّيسا يُدعى أنطونيوس من بادوفا عُرف بعطفه على المساكين والفقراء، وهو يوزّع الصدقات على المحتاجين الذين يتوسّلون عطفه.
العنصر الأكثر لفتاً للاهتمام في اللوحة هو السجّادة الإسلامية التي تغطّي الشرفة التي يستند اليها القدّيس، وهي تأكيد لما عُرف عن الرسّام من براعة في استخدام الضوء والألوان النابضة بالحياة لتعزيز العمق العاطفي والإنساني للمشهد.
السجّاد المنسوج في العالم الإسلامي منذ القرن الرابع عشر فصاعدا نرى بعض صوره في لوحات الرسم الأوروبي التي تشكّل مصدرا أساسيا للدراسات حول السجّاد المبكّر. كما أن العديد من مجموعات السجّاد الإسلامي من الشرق الأوسط تسمّى اليوم بأسماء الرسّامين الأوروبّيين الذين صوّروها، مثل هولباين وجيرلاندايو وكريفيلي.
لكن أشهر هؤلاء كان لورينزو لوتو الذي اشتهر بتصميم السجّاد الشرقي في القرن السادس عشر، أي عندما وصل فنّ النسج الى ذروته، إن من حيث عدد السجّاد المُنتج أو جودة التصاميم. وكانت طلبات نسج السجّاد تأتي من قبل أفراد العائلات المالكة والنبلاء الأثرياء. كان السجّاد وقتها يُقدّم كهدايا سياسية، وكان اقتناء السجّاد القادم من الإمبراطورية العثمانية يُعتبر علامة على الثروة والمكانة في إيطاليا وفي جميع أنحاء أوروبّا.
وكان من الممكن أن تضيع الكثير من تحف السجّاد مع مرور الزمن وإلى الأبد، لولا أعمال فنّاني عصر النهضة الذين حافظوا عليها بإدراجها في لوحاتهم. ومن بين أهمّ تلك التحف مجموعة خاصّة من السجّاد الأناضولي العتيق للفنّان لوتو، وأصبحت هذه المجموعة من السجّاد تُعرف باسم "سجّاد لوتو".
كان لوتو معروفا باستخدامه للألوان المشبعة والواقعية. ويتميّز السجّاد الذي رسمه بنمط الحقل المتكرّر مع أنماط هندسية معقّدة من الدانتيل. وعادةً ما تكون التصميمات باللونين الأصفر أو الكريمي على خلفية حمراء غميقة. ويُعتقد أن السجّاد الفعلي أُنتج في منطقة على طول ساحل بحر إيجة في الأناضول.
ولم تكن سجّادات لوتو مناسبة للاستخدام في البلاط العثماني. فالسجّادات التي كانت مخصّصة للاستخدام في الإمبراطورية العثمانية كانت عادةً من النوع ذي التصميم الميدالي مع أنماط نباتية واسعة وكثيرة. أما السجّاد الذي كان يُصنع للتصدير فكان عموما يتّسم بصغر حجمه.
العنصر الأكثر لفتاً للاهتمام في اللوحة هو السجّادة الإسلامية التي تغطّي الشرفة التي يستند اليها القدّيس، وهي تأكيد لما عُرف عن الرسّام من براعة في استخدام الضوء والألوان النابضة بالحياة لتعزيز العمق العاطفي والإنساني للمشهد.
السجّاد المنسوج في العالم الإسلامي منذ القرن الرابع عشر فصاعدا نرى بعض صوره في لوحات الرسم الأوروبي التي تشكّل مصدرا أساسيا للدراسات حول السجّاد المبكّر. كما أن العديد من مجموعات السجّاد الإسلامي من الشرق الأوسط تسمّى اليوم بأسماء الرسّامين الأوروبّيين الذين صوّروها، مثل هولباين وجيرلاندايو وكريفيلي.
لكن أشهر هؤلاء كان لورينزو لوتو الذي اشتهر بتصميم السجّاد الشرقي في القرن السادس عشر، أي عندما وصل فنّ النسج الى ذروته، إن من حيث عدد السجّاد المُنتج أو جودة التصاميم. وكانت طلبات نسج السجّاد تأتي من قبل أفراد العائلات المالكة والنبلاء الأثرياء. كان السجّاد وقتها يُقدّم كهدايا سياسية، وكان اقتناء السجّاد القادم من الإمبراطورية العثمانية يُعتبر علامة على الثروة والمكانة في إيطاليا وفي جميع أنحاء أوروبّا.
وكان من الممكن أن تضيع الكثير من تحف السجّاد مع مرور الزمن وإلى الأبد، لولا أعمال فنّاني عصر النهضة الذين حافظوا عليها بإدراجها في لوحاتهم. ومن بين أهمّ تلك التحف مجموعة خاصّة من السجّاد الأناضولي العتيق للفنّان لوتو، وأصبحت هذه المجموعة من السجّاد تُعرف باسم "سجّاد لوتو".
كان لوتو معروفا باستخدامه للألوان المشبعة والواقعية. ويتميّز السجّاد الذي رسمه بنمط الحقل المتكرّر مع أنماط هندسية معقّدة من الدانتيل. وعادةً ما تكون التصميمات باللونين الأصفر أو الكريمي على خلفية حمراء غميقة. ويُعتقد أن السجّاد الفعلي أُنتج في منطقة على طول ساحل بحر إيجة في الأناضول.
ولم تكن سجّادات لوتو مناسبة للاستخدام في البلاط العثماني. فالسجّادات التي كانت مخصّصة للاستخدام في الإمبراطورية العثمانية كانت عادةً من النوع ذي التصميم الميدالي مع أنماط نباتية واسعة وكثيرة. أما السجّاد الذي كان يُصنع للتصدير فكان عموما يتّسم بصغر حجمه.
وبالنسبة للسجّاد المصنوع للاستخدام المنزلي في تركيا فكان مخصّصا للاستخدام على الأرضيات. ومع ذلك، في أوروبّا، كان العديد من قطع السجّاد مصنوعة للاستخدام على الطاولات، وهو ما صوّره لوتو في لوحاته "مثل التي فوق".
ومن المرجّح أن الرسّام كان على دراية بهذه السجّادات الهندسية المخصّصة للتصدير، حيث كانت إيطاليا وجهة رئيسية لها. وتبدو حوافّ سجّاد لوتو حاملةً كتابات كوفية، لكن هذه لم تكن كتابة يمكن فهمها، بل صُمّمت لتبدو وكأنها خطّ عربي، أي أنها كانت مجرّد تصميمات زخرفية.
وهناك وثائق تشير إلى أن لوتو كان يمتلك سجّادة كبيرة، على الرغم من أن نمطها غير معروف. وكانت تزيّن حوافّها زخارف عربية صلبة توحي إلى حدّ ما بأوراق الشجر، وتنتهي بسعف نخيل متفرّع. كان هذا النوع شائعا ومعروفا أيضا باسم "سجّاد أوشاك العربي". ومع ذلك، لا يُعرف ما إذا كان أيّ من السجّاد المصوّر في لوحاته من صنعه الخاص، أم أنه رآه في مكان آخر أثناء أسفاره ثم رسَمَه.
ومن منظور تاريخي، تُعدّ سجّادات لوتو مجموعة مهمّة، لأن نمط السجّاد يبدو كما لو أنه ظهر إلى الوجود فجأة ثم اختفى بنفس السرعة. وحتى الآن، ليس هناك تفسير واضح لسبب حدوث هذا. وما نعرفه هو أن هذه السجّادات تحتوي على بعض أروع مجموعات الألوان والأنماط في تاريخ صناعة السجّاد.
لكن العثور اليوم على سجّادة لوتو أصلية أمر يكاد يكون مستحيلاً. ولكن على مرّ السنين، أعيد إنتاجها خلال فترات زمنية مختلفة. وصُنعت بعض النسخ الرائعة منها في أواخر القرن التاسع عشر. وفي كثير من الحالات، من الصعب التمييز بين النسخة والأصل، لأن تقنيات الصباغة والنسج لم تتغيّر كثيرا عبر العصور.
وحتى النسخ التي تعود الى أواخر القرن التاسع عشر تُعتبر تحفا ثمينة. وقد ظهر سجّاد لوتو في لوحات فنّانين مثل موريللو وزورباران في القرن السابع عشر، وكذلك في اللوحات الهولندية من القرن السابع عشر وأحيانا ما بعده.
فيما عدا السجّاد، كان هذا المعلّم الفينيسي، أي لوتو، متخصّصا في رسم صور البورتريهات المشفرّة التي تتضمّن صورة الشخص المرسوم مع رموز للسمات التي تميّزه، كالآلهة الكلاسيكية والابطال القدماء والقدّيسين وسواهم.
ومن المرجّح أن الرسّام كان على دراية بهذه السجّادات الهندسية المخصّصة للتصدير، حيث كانت إيطاليا وجهة رئيسية لها. وتبدو حوافّ سجّاد لوتو حاملةً كتابات كوفية، لكن هذه لم تكن كتابة يمكن فهمها، بل صُمّمت لتبدو وكأنها خطّ عربي، أي أنها كانت مجرّد تصميمات زخرفية.
وهناك وثائق تشير إلى أن لوتو كان يمتلك سجّادة كبيرة، على الرغم من أن نمطها غير معروف. وكانت تزيّن حوافّها زخارف عربية صلبة توحي إلى حدّ ما بأوراق الشجر، وتنتهي بسعف نخيل متفرّع. كان هذا النوع شائعا ومعروفا أيضا باسم "سجّاد أوشاك العربي". ومع ذلك، لا يُعرف ما إذا كان أيّ من السجّاد المصوّر في لوحاته من صنعه الخاص، أم أنه رآه في مكان آخر أثناء أسفاره ثم رسَمَه.
ومن منظور تاريخي، تُعدّ سجّادات لوتو مجموعة مهمّة، لأن نمط السجّاد يبدو كما لو أنه ظهر إلى الوجود فجأة ثم اختفى بنفس السرعة. وحتى الآن، ليس هناك تفسير واضح لسبب حدوث هذا. وما نعرفه هو أن هذه السجّادات تحتوي على بعض أروع مجموعات الألوان والأنماط في تاريخ صناعة السجّاد.
لكن العثور اليوم على سجّادة لوتو أصلية أمر يكاد يكون مستحيلاً. ولكن على مرّ السنين، أعيد إنتاجها خلال فترات زمنية مختلفة. وصُنعت بعض النسخ الرائعة منها في أواخر القرن التاسع عشر. وفي كثير من الحالات، من الصعب التمييز بين النسخة والأصل، لأن تقنيات الصباغة والنسج لم تتغيّر كثيرا عبر العصور.
وحتى النسخ التي تعود الى أواخر القرن التاسع عشر تُعتبر تحفا ثمينة. وقد ظهر سجّاد لوتو في لوحات فنّانين مثل موريللو وزورباران في القرن السابع عشر، وكذلك في اللوحات الهولندية من القرن السابع عشر وأحيانا ما بعده.
فيما عدا السجّاد، كان هذا المعلّم الفينيسي، أي لوتو، متخصّصا في رسم صور البورتريهات المشفرّة التي تتضمّن صورة الشخص المرسوم مع رموز للسمات التي تميّزه، كالآلهة الكلاسيكية والابطال القدماء والقدّيسين وسواهم.
Credits
tandfonline.com
tandfonline.com