من وقت لآخر، تستوقفك بعض الصور على الانترنت التي تظهر فيها مجموعة من الحجارة ذات الأشكال والألوان المختلفة والبديعة المكدّسة فوق بعضها البعض في تناسق ونظام لا يخلو من إبداع وجمال.
هذا النوع من التشكيلات الصخرية أو الحجرية أصبح اليوم فنّا قائما بذاته، وهناك مسابقات عالمية تقام سنويّا لاختيار أفضل تنسيق. وقد أصبح لهذا الفنّ جمهوره ومعجبوه وظهرت بعض أسماء لأشخاص برعوا فيه وأصبح يشار إليهم بالبنان.
وتكديس الحجارة بهذا الشكل الجماليّ أو ذاك يعتمد في الأساس على براعة الشخص في إحداث التوازن المطلوب بحيث يشيّد الشكل الذي يريد. لكن لا توجد خدع أو حيل معيّنة يمكن توظيفها للمساعدة في تحقيق التوازن. كما يُشترط عدم استخدام لواصق أو مغناطيس أو أسلاك أو طين أو دعائم من أيّ نوع. الغراء الوحيد المسموح به هو التحايل الذهنيّ على الجاذبية بحيث تفقد تأثيرها.
ولكي يتحقّق التوازن ينبغي أوّلا البحث عن حجر ثلاثيّ ذي نتوءات أو أطراف بارزة لاستخدامه كقاعدة تنبني فوقها بقيّة الأحجار. لكن هناك من يفضّل استخدام حجارة مستديرة على أساس أن التعامل معها ومَوضعتها أسهل من التعامل مع الحجارة المضلّعة، كما أنها توفّر فرصة اكبر للإبداع.
وتتبدّى مهارة البنّاء بقدر ما ينجح في إيهام الناظر إلى عمله بانعدام الوزن، أو بعبارة أوضح عندما تبدو الحجارة المكدّسة وكأنها بالكاد تلامس بعضها البعض.
والحجر الثلاثيّ الذي يُوظّف كقاعدة هو عنصر مادّي أساسيّ في العملية، لكن هناك أيضا عناصر غير مادّية يصعب التعبير عنها بالكلمات. لكن يمكن تلخيصها في ملكات معيّنة كالتأمّل والصمت والصبر والمثابرة التي تقود في النهاية للعثور على نقطة الصفر المطلوبة لتشييد تشكيل جميل ومبدع.
إذن هو فنّ يعتمد على المزج بين عمل اليد والعقل معا. وهو نقيض لحيل السحر التي تعتمد على خفّة اليد والإيهام، فالساحر يحاول أن يجعل الخداع يبدو وكأنه حقيقة، بينما مشيّدو التشكيلات الصخرية يقدّمون حقيقة تبدو مستحيلة أو متعذّرة الوقوع.
في البداية يحتاج الفنّان إلى سطح ثابت ويدين مدرّبتين ونوعيات مختلفة من الحجارة التي عادة ما تُجلب من على الشاطئ ويتعيّن أن تكون ناعمة وذات ألوان جميلة. ثم يبدأ بوضع حجر كبير وثابت ومستوٍ يكون هو الأساس بحيث يعطي مجالا واسعا للبناء فوقه ويوفّر مركزا ثابتا للجاذبية.
وعلى البنّاء أيضا أن يواظب على اختبار مركز الجاذبية وأن يتذكّر انه كلّما أضاف حجرا، كلّما شكّل ذلك ضغطا متزايدا على الحجارة التي تحته. وهناك من يفضّل وضع الحجارة الكبيرة فوق الحجارة الأصغر، مع المثابرة على تقليب الحجارة على عدّة وجوه بحيث يصل إلى الوضع الأنسب.
وبعد أن يكتمل بناء التشكيل، كثيرا ما يعمد بعض الفنّانين إلى زخرفته بأوراق وأغصان الشجر وبتلات الأزهار وحتى بقطرات الماء.
ويمكن أن تستغرق عملية إحداث التوازن المطلوب وإتمام التشكيل ثلاثين دقيقة، لكنّ التشكيلات الحجرية الأكثر تعقيدا يمكن أن تستغرق ساعات طويلة مع عدّة محاولات متكرّرة.
قد يبدو هذا الفنّ بلا غاية أو هدف. لكنه يمكن أن يكون مسليّا وممتعا لأنه لا يخلو من تحدٍّ وحتى روحانية. كما يمكن القول انه نوع من النحت ومن الممارسة التأمّلية التي يمكنك من خلالها أن تخلق شيئا ما مدهشا من شيء عاديّ جدّا. كما انه يساعدك على أن يكون لك عقل ميكانيكيّ وعلى أن تُحسن تطويع يديك للعمل على شيء يتطلب براعة وإتقانا.
وبعض الفنّانين يفضّلون ترك تشكيلاتهم في عين المكان كي يراها اكبر عدد من الناس، لكنها يمكن أن تنهار في أيّة لحظة بفعل طائر مارّ أو هبّة نسيم خفيفة، مع أنها تعيش بعد ذلك في الصور لفترات طويلة.
ويُرجّح أن أصل هذه الفكرة قديم جدّا، إذ كان من عادة القدماء والمغامرين أن يقيموا حجارة على طول الدروب التي يسلكونها كي يستدلّوا بها على طريق العودة إلى أماكن سكناهم. كما أن محبّي الطبيعة والتأمّل والمعلّمين الروحانيين كانوا يجدون في عملية تكديس الحجارة ملاذا يريحهم من عناء الجهد والعمل المتواصل.
ورغم الشعبية المتزايدة لهذا الفنّ، إلا أن له معارضين، وهم غالبا من حركات حماية البيئة الذين يعتبرون تحريك الحجارة من أماكنها الطبيعية نوعا من التخريب لأنه يتلف الحياة النباتية ويزعج الطيور والحيوانات الصغيرة. ويضيفون بأن الطبيعة تأخذ آلاف السنوات حتى تتطوّر وأن العبث بمحتوياتها من شأنه أن يعطّل ذلك التطوّر ويفسد التناغم بين كائناتها.
هذا النوع من التشكيلات الصخرية أو الحجرية أصبح اليوم فنّا قائما بذاته، وهناك مسابقات عالمية تقام سنويّا لاختيار أفضل تنسيق. وقد أصبح لهذا الفنّ جمهوره ومعجبوه وظهرت بعض أسماء لأشخاص برعوا فيه وأصبح يشار إليهم بالبنان.
وتكديس الحجارة بهذا الشكل الجماليّ أو ذاك يعتمد في الأساس على براعة الشخص في إحداث التوازن المطلوب بحيث يشيّد الشكل الذي يريد. لكن لا توجد خدع أو حيل معيّنة يمكن توظيفها للمساعدة في تحقيق التوازن. كما يُشترط عدم استخدام لواصق أو مغناطيس أو أسلاك أو طين أو دعائم من أيّ نوع. الغراء الوحيد المسموح به هو التحايل الذهنيّ على الجاذبية بحيث تفقد تأثيرها.
ولكي يتحقّق التوازن ينبغي أوّلا البحث عن حجر ثلاثيّ ذي نتوءات أو أطراف بارزة لاستخدامه كقاعدة تنبني فوقها بقيّة الأحجار. لكن هناك من يفضّل استخدام حجارة مستديرة على أساس أن التعامل معها ومَوضعتها أسهل من التعامل مع الحجارة المضلّعة، كما أنها توفّر فرصة اكبر للإبداع.
وتتبدّى مهارة البنّاء بقدر ما ينجح في إيهام الناظر إلى عمله بانعدام الوزن، أو بعبارة أوضح عندما تبدو الحجارة المكدّسة وكأنها بالكاد تلامس بعضها البعض.
والحجر الثلاثيّ الذي يُوظّف كقاعدة هو عنصر مادّي أساسيّ في العملية، لكن هناك أيضا عناصر غير مادّية يصعب التعبير عنها بالكلمات. لكن يمكن تلخيصها في ملكات معيّنة كالتأمّل والصمت والصبر والمثابرة التي تقود في النهاية للعثور على نقطة الصفر المطلوبة لتشييد تشكيل جميل ومبدع.
إذن هو فنّ يعتمد على المزج بين عمل اليد والعقل معا. وهو نقيض لحيل السحر التي تعتمد على خفّة اليد والإيهام، فالساحر يحاول أن يجعل الخداع يبدو وكأنه حقيقة، بينما مشيّدو التشكيلات الصخرية يقدّمون حقيقة تبدو مستحيلة أو متعذّرة الوقوع.
في البداية يحتاج الفنّان إلى سطح ثابت ويدين مدرّبتين ونوعيات مختلفة من الحجارة التي عادة ما تُجلب من على الشاطئ ويتعيّن أن تكون ناعمة وذات ألوان جميلة. ثم يبدأ بوضع حجر كبير وثابت ومستوٍ يكون هو الأساس بحيث يعطي مجالا واسعا للبناء فوقه ويوفّر مركزا ثابتا للجاذبية.
وعلى البنّاء أيضا أن يواظب على اختبار مركز الجاذبية وأن يتذكّر انه كلّما أضاف حجرا، كلّما شكّل ذلك ضغطا متزايدا على الحجارة التي تحته. وهناك من يفضّل وضع الحجارة الكبيرة فوق الحجارة الأصغر، مع المثابرة على تقليب الحجارة على عدّة وجوه بحيث يصل إلى الوضع الأنسب.
وبعد أن يكتمل بناء التشكيل، كثيرا ما يعمد بعض الفنّانين إلى زخرفته بأوراق وأغصان الشجر وبتلات الأزهار وحتى بقطرات الماء.
ويمكن أن تستغرق عملية إحداث التوازن المطلوب وإتمام التشكيل ثلاثين دقيقة، لكنّ التشكيلات الحجرية الأكثر تعقيدا يمكن أن تستغرق ساعات طويلة مع عدّة محاولات متكرّرة.
قد يبدو هذا الفنّ بلا غاية أو هدف. لكنه يمكن أن يكون مسليّا وممتعا لأنه لا يخلو من تحدٍّ وحتى روحانية. كما يمكن القول انه نوع من النحت ومن الممارسة التأمّلية التي يمكنك من خلالها أن تخلق شيئا ما مدهشا من شيء عاديّ جدّا. كما انه يساعدك على أن يكون لك عقل ميكانيكيّ وعلى أن تُحسن تطويع يديك للعمل على شيء يتطلب براعة وإتقانا.
وبعض الفنّانين يفضّلون ترك تشكيلاتهم في عين المكان كي يراها اكبر عدد من الناس، لكنها يمكن أن تنهار في أيّة لحظة بفعل طائر مارّ أو هبّة نسيم خفيفة، مع أنها تعيش بعد ذلك في الصور لفترات طويلة.
ويُرجّح أن أصل هذه الفكرة قديم جدّا، إذ كان من عادة القدماء والمغامرين أن يقيموا حجارة على طول الدروب التي يسلكونها كي يستدلّوا بها على طريق العودة إلى أماكن سكناهم. كما أن محبّي الطبيعة والتأمّل والمعلّمين الروحانيين كانوا يجدون في عملية تكديس الحجارة ملاذا يريحهم من عناء الجهد والعمل المتواصل.
ورغم الشعبية المتزايدة لهذا الفنّ، إلا أن له معارضين، وهم غالبا من حركات حماية البيئة الذين يعتبرون تحريك الحجارة من أماكنها الطبيعية نوعا من التخريب لأنه يتلف الحياة النباتية ويزعج الطيور والحيوانات الصغيرة. ويضيفون بأن الطبيعة تأخذ آلاف السنوات حتى تتطوّر وأن العبث بمحتوياتها من شأنه أن يعطّل ذلك التطوّر ويفسد التناغم بين كائناتها.
Credits
hypermodern.net
hypermodern.net