في هذه المحطّة، نستمع الى لحنين..
الأول للمطربة الكردية اينور دوغان.
و اينور اسم لمع بقوّة في سماء الأغنية التركية ولقيت أغانيها وموسيقاها إشادة وتقديراً من أوساط الموسيقى العالمية، خاصةً بعد أن رفعت الحكومة التركية الحظر الذي كانت تفرضه على الغناء باللغة الكرديّة.
ومثل بقيّة المغنين الأكراد، تستمدّ اينور موضوعات وألحان أغانيها من أجواء كردستان ومن الفولكلور والقصص والأساطير الكثيرة التي تزخر بها التقاليد والثقافة الكردية عموما.
أما اللحن الثاني فهو للموسيقار الإيراني همايون شجريان.
شجريان، بالاضافة إلى كونه مغنيا، يجيد العزف على آلتي التومباك والكمان "الكمنجة بالفارسية".
وهو سليل عائلة من الموسيقيين والمغنّين، فوالده هو الموسيقي الكبير محمد رضا شجريان وشقيقته عازفة ومؤلفة موسيقية بارزة.
صوت همايون شجريان، المولود عام 1975، يبدو أكبر من سنّه، ومن الواضح أنه تعلّم من والده تقنيات تطويع الصوت والتحكّم في الأداء.
وهو في النهاية امتداد لجيل كامل من الموسيقيّين الذين حافظوا على التقاليد الصوتية العريقة في الموسيقى الفارسية.
الموسيقى الكردية والفارسية تنتميان إلى عائلة موسيقية واحدة، وما يجمع بينهما أيضا هو هذا الوجد والحزن الشفيف الذي تشيعه في نفس السامع.
قد لا يكون هذا مستغربا، خاصةً إذا لاحظنا تركيز الموسيقى الكردية والفارسية على مواضيع معيّنة مثل الهجرة والاغتراب والعيش في المنافي وما يرتبط بذلك من مشاعر الحزن والحنين..