لكن الفلاحين قاوموا زراعة البطاطس على أساس أن مظهرها غير نظيف ولا طعم لها. فقرّر الملك إعادة تسميتها وأطلق عليها "الخضرة الملكية"، وزرع حقلاً كاملا بالبطاطس وأمر حرّاسه بحمايتها. لكنه أمر الحرّاس سرّاً بأن يتغافلوا عن أيّ مواطن يأتي الى حقل الملك ليسرق البطاطس. وبعد فترة وجيزة، بدأ الفلاحون في سرقة "البطاطس الملكية" وزراعتها سرّاً في حقولهم. ثم فجأة أصبح الجميع يأكلون البطاطس. كان الملك ذكيّا بما يكفي لأن يفهم أن كلّ شيء يستحقّ الحراسة فإنه يستحقّ السرقة.
وقد أصبحت البطاطس بعد ذلك الغذاء الجديد والأكثر أهمية في القرن التاسع عشر. وكانت تتمتّع بثلاث مزايا رئيسية على الأطعمة الأخرى، فمعدّل تلفها منخفض وحجمها ضخم ومشبع وثمنها رخيص. وانتشر المحصول ببطء في مختلف أنحاء أوروبا. وبحلول منتصف القرن التاسع عشر احتلّ هذا المحصول ثلث الأراضي الصالحة للزراعة في آيرلندا.
وقبل ذلك بثلاثة قرون، رأى مجموعة من الغزاة الإسبان ثمرة بطاطس لأوّل مرّة أثناء إغارتهم على قرية في بيرو بحثاً عن الذهب والفضّة. ووصلت البطاطس لأوّل مرّة إلى أوروبّا في وقت ما قبل نهاية القرن السادس عشر.
بالنسبة للشعوب الاصلية في أمريكا الجنوبية، لم يكن للبطاطس أهميّة دينية أو ثقافية كبيرة كالذرة مثلا. لكن تلك الشعوب فُتنت بالطبيعة البارزة والمشوّهة للبطاطس وظهرت في فنونهم على هيئة حيوانات وبشر مشوّهين.
فريدريش العظيم حكمَ بروسيا من عام 1740 إلى عام 1786. ورغم أنه كان معروفًا بحملاته العسكرية، إلا أنه كان أيضا من روّاد التحديث الاجتماعي والاقتصادي.
وعندما ظهر خطر المجاعة في مملكته، قدّم الى شعبه البطاطس التي كان الإسبان قد جلبوها مؤخّرا معهم من أمريكا الجنوبية. كانت زراعتها سهلة ويمكن أن تكون مصدرا غذائيا جديدا وحيويا. ولكن لم يكن الفلاحون البروسيون متحمّسين للفكرة. وكانوا يؤمنون بمثل يقول "ما لا يعرفه الفلاح لن يأكله". لكن تلك الحيلة "التسويقية" الذكيّة من الملك أقنعتهم بتغيير رأيهم. وتحوّلت قصّة البطاطس هذه إلى أسطورة. ففي مدينة بوتسدام، يوجد قبر فريدريش العظيم وسط بستان للكروم. وإلى اليوم ما يزال الناس يأتون إلى المكان ليضعوا البطاطس على قبره تكريما لذكراه.
❉ ❉ ❉
❉ ❉ ❉
لكن السؤال: كيف ومتى انتقلت مفردة "ساقي" الى اللغة الانغليزية؟
هناك رأي شائع يقول إن المفردة Saqi/Sagi قُدّمت للقرّاء الناطقين بالإنغليزية لأوّل مرّة في عام 1868 في الطبعة الثانية من ترجمة إدوارد فيتزجيرالد لرباعيّات عمر الخيّام. وقد نشر فيتزجيرالد أربع طبعات مختلفة من ترجمته للخيّام. في الطبعة الأولى عام 1859، لم تظهر كلمة "ساقي"، على الرغم من أن غوته وآخرين قدّموها من قبل إلى اللغات الغربية في ترجماتهم للشعر الشرقي.
لكن مع مرور الوقت، بدا أن فيتزجيرالد شعر بشكل متزايد أن الاستخدام الإنغليزي لكلمة "ساقي" مناسب، فقدّمها في طبعة الرباعيّات لعام 1868 في البيت الذي يقول: ما أهرقَ الساقي سُلافا في الثرى إلا وأطفأ نارَ قلبٍ مُولعِ". ثم أضاف ظهورا ثانيا للمفردة في الطبعتين الثالثة والرابعة.
كانت رباعيّات فيتزجيرالد واحدة من أنجح ترجمات الشعر إلى الإنغليزية على الإطلاق، وربّما كانت الأكثر نجاحا، لذلك كثيرا ما شوهدت كلمة "ساكي" (أو ساقي) في اللغة الإنغليزية في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، وخاصّة بعد ظهور جمعيات أدبية نشطة عن عمر الخيّام في معظم العواصم الناطقة باللغة الإنغليزية.
بل إن كاتب قصّة قصيرة أسكتلنديّا يُدعى هـ. مونرو (1870-1916) اختار "ساقي" كاسم مستعار له، وهو ما يفترض أن هذه المفردة موثّقة جيّدا في المعاجم الإنغليزية. لكن الأمر غير ذلك، فقاموس أكسفورد الإنغليزي لا يقدّم أيّ مدخل لكلمة "ساقي" بهذا المعنى، بل كاسم يصف نوعا معيّنا من قرود أمريكا الجنوبية! أما قواميس ميريام وبستر فتذكر أن "ساقي" يمكن أن تكون تهجئة مختلفة لكلمة (Sake/sake/saki) التي تشير الى نوع من نبيذ الأرُزّ الياباني.
من الكلمات العربية الأخرى التي دخلت الى الإنغليزية kazi بمعنى قاضي بالعربية والتركية والفارسية، وأيضا كلمة vizier أي وزير بالعربية والتركية. ويعود اوّل استخدام للمفردة الثانية في الإنغليزية إلى حوالي عام ١٥٩٩م.
❉ ❉ ❉
فعندما ترفرف كلّ إوزة بجناحيها، أثناء الطيران، فإنها تخلق رافعة للطيور التي تتبعها. ومن خلال الطيران على شكل حرف "V"، يضيف السرب بأكمله مدى أكبر بنسبة 70% ممّا لو طار كلّ طائر بمفرده. والدرس المستفاد هو أنه يمكن للأشخاص الذين يشتركون في حسّ مشترك بالاتجاه وبالجماعة أن يصلوا إلى حيث يتجهون بشكل أسرع وأسهل، لأنهم يسافرون معا ويدعم بعضهم بعضا.
وهناك حقيقة ثانية، فعندما تخرج إوزّة من التشكيل أو السرب، فإنها تشعر فجأة بمقاومة الطيران بمفردها، فتعود بسرعة إلى التشكيل للاستفادة من قوّة رفع الطائر الذي أمامها مباشرة. والدرس المستفاد هو أنه إذا فكّرنا مثل الإوزّة، فإننا نبقى مع أولئك الذين يتجهون إلى حيث نريد أن نذهب، ونبدي استعدادنا لقبول مساعدتهم وتقديم مساعدتنا للآخرين.
والحقيقة الثالثة هي أنه عندما تتعب الإوزّة القائدة، فإنها تدور مرّة أخرى في التشكيل وتطير إوزّة أخرى إلى موضع النقطة. والدرس المستفاد هو أنه من المفيد التناوب في أداء المهام الصعبة وتقاسم القيادة والاعتماد على المهارات والموارد البينية، كما هو الحال مع الإوز.
والحقيقة الرابعة هي أن طائر الإوزّ المحلّق في التشكيل يُطلق صفيرا لتشجيع من هم في المقدّمة على الحفاظ على سرعتهم. والدرس المستفاد هو أن علينا أن ندرك أهمية التحفيز والتشجيع. ففي المجموعات التي يوجد فيها تشجيع، تكون الإنتاجية أكبر بكثير.
والحقيقة الخامسة: عندما تمرض أو تُجرح أو تسقط إوزّة، تخرج إوزّتان من السرب وتتبعانها لمساعدتها وحمايتها، وتبقيان معها إلى أن تموت أو تتمكّن من الطيران مرّة أخرى وتلتحق بالسرب. والدرس المستفاد هو أنه إذا كان لدينا نفس عقل الإوز، فسنقف بجانب بعضنا البعض في الظروف الصعبة ووقت الحاجة.
❉ ❉ ❉
ويعلّق الصحفي بقوله: رغم أنني أكتب الكلمات لكسب العيش، إلا أنني أخاف بشدّة من إهدارها بلا حساب". أحد خبراء الإعلان قال مرّة: لم أجلس قطّ لكتابة مقالة طويلة، بل أجلس لمحاولة بيع شيء ما. والقاعدة الصحيحة هي أن تقول ما تريد قوله ثم تتوقّف".
بشكل عام، لم يعد أحد يقرأ النصّ الطويل اليوم. لذا إجعل مقالتك أقصر وأقوى وحديثك أكثر إيجازا.
Credits
motivatedbynature.com
pure-potential.co.uk
motivatedbynature.com
pure-potential.co.uk