أقوى إساءة يمكن أن توجّهها لإنسان هي عدم تصديقك لمعاناته. وأسوأ من هذا أن تلومه وهو الضحيّة وتبرّيء مرتكب الجريمة!
إلقاء اللوم على الضحيّة يمكن أن يكون له عواقب ضارّة، لأنه يساوي الجاني بالمجني عليه ويستخفّ بمعاناة الضحايا ويمكن أن يثنيهم عن طلب المساعدة أو الإبلاغ عن الجرائم المرتكبة ضدّهم أو التحدّث عنها علنا بسبب الخوف أو المزيد من اللوم.
أحيانا ينشأ لوم الضحيّة عن الصور النمطية والمواقف المجتمعية، مثل الاعتقاد أنه كان ينبغي على الضحايا أن يمنعوا الضرر أو أنهم تسبّبوا به أو استحقّوه أو أنهم يبالغون في تجاربهم أو يختلقونها. ويمكن أن تكون مثل هذه المواقف متأصّلة بعمق في الأعراف الثقافية وفي صور وسائل الإعلام والخطاب العام.
وأحيانا يلوم الناس الضحيّة ليُبعدوا عن أنفسهم احتمال أن يصبحوا هم أيضا ضحايا. وهذا السلوك يوفّر إحساسا زائفا بالأمان من خلال الاعتقاد بأنه إذا كان الضحايا مخطئين فيمكن للشخص تجنّب الوقوع ضحيّة وذلك باتخاذ خيارات مختلفة.
وكثيرا ما يتضمّن لوم الضحيّة بعض الصيغ والعبارات الشفهية مثل "لا بدّ أنك تعلم أن هذا سيحدث" و"لماذا لم تتكلّم من قبل" و"لا بدّ أنك أخطأت أو استفزّيت أحدا" و"لماذا بقيت في ذلك المكان؟" أو "أين دليلك" أو "يجب أن تصمت لأن خصومك أقوى منك وسيدمّرونك!" الخ. ومثل هذه التعليقات والكليشيهات الفجّة والمبتذلة تُسهم في حرمان الأشخاص المتضرّرين وضحايا العنف بأشكاله من التعاطف والدعم الذي يحتاجونه ويستحقّونه.
ويمكن أن يتقاطع إلقاء اللوم على الضحيّة مع أشكال أخرى من التمييز والقمع المجتمعي، مثل العنصرية أو الطبقية والمذهبية وما في حكمها من صور نمطية وتحيّزات، ما يؤدّي إلى تفاقم آثار إلقاء اللوم على الضحيّة وإدامة دائرة الإفلات من العقاب.
وهناك أيضا سبب آخر لميلنا إلى إلقاء اللوم على الضحيّة، يتمثّل في الاعتقاد بأن هذا العالم مكان عادل ومنصف وأن باستطاعة الناس التنبّؤ مسبقا بأيّ مشكلة قد تصيبهم ومن ثمّ منعها، وبالتالي فإنهم يستحقّون ما يحدث لهم على أيّ حال. ومثل هذه الأفكار المغلوطة تجعل الناس يستسهلون لوم الضحيّة وتعزّز وهمهم بأن الأشياء الفظيعة لا يمكن أن تحدث لهم أبداً.
وعادةً عندما يحدث شيء سيء لشخص آخر غيرنا، فإننا غالبا ما نعتقد أن ذلك الشخص لا بدّ أنه فعل شيئا يستحقّ مثل ذلك المصير وأن الناس يحصلون على ما يستحقّونه. لكن المنطق يقول إن الأشياء السيّئة يمكن أن تحدث لأيّ شخص، حتى أنت وأصدقاؤك وعائلتك، بغضّ النظر عن مدى طيبتك وحذرك ونوعية ضميرك.
ويمكن أن ينشأ إلقاء اللوم على الضحيّة من عدم التعاطف مع الآخرين كطبيعة متأصّلة في بعض الناس. فهناك أشخاص يفتقرون بشدّة إلى التراحم والعطف على الآخرين ويكرهون التعامل مع المواقف الإنسانية ولا يفكّرون في مآسي الغير أو تجاربهم. وبسبب هذا الفقر العاطفي والجفاف الإنساني، فإنهم أكثر ميلاً لإلقاء اللوم على الآخرين عندما تحدث لهم أشياء سيّئة كما أنهم أقلّ عرضة لتقديم المساعدة.
إن إلقاء اللوم على الضحيّة يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على الأفراد الذين عانوا بالفعل من الظلم. إذ يمكن أن يدفعهم ذلك إلى العزلة والامتناع عن الإبلاغ عن الجرائم المرتكبة ضدّهم أو طلب العدالة، لخشيتهم من التعرّض لمزيد من التشكيك أو التحامل وعدم التصديق.
ويمكن أن يكون إلقاء اللوم على الضحيّة مدمّرا للأشخاص المعتدى عليهم. فهو يؤدّي الى لوم الذات ولا يشجّعهم على طلب المساعدة بتركيزه على سلوكيات الضحايا بدلاً من تصرّفات المعتدين. كما أنه يجعل من الصعب على الضحايا الحصول على المساعدة والدعم الذي يحتاجونه ويسهم في مشاكل تتعلّق بالصحّة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة وحتى التفكير في الانتحار.
في المجتمعات المتحضّرة، يتطلّب التعامل مع ظاهرة لوم الضحايا جهدا جماعيّا لخلق ثقافة تدعم الضحايا وتنتصر لهم وتتحدّى المواقف والمعتقدات التي تساهم في هذه الظاهرة. وهذا بدوره يؤدّي الى تعزيز ثقافة الاحترام والتفاهم والتعاطف والعدالة للجميع ومساءلة الجناة مباشرة وتشجيع الضحايا على التعبير عن مظالمهم دون خوف من حكم الناس أو لومهم.
وبدلا من لوم الضحيّة والتركيز على ما فعله الضحايا أو لم يفعلوه، يجب إعادة صياغة المناقشات حول المسؤولية والمساءلة والتركيز على سلوك الجناة ومعالجة الأسباب الكامنة وراء الضرر، مثل المواقف المؤسّسية والمجتمعية أو الأنظمة التي تشجّع على العنف والتحامل.
إن كلّ انسان عرضة لأن تحدث له أشياء مؤسفة في هذه الحياة، وربّما تحدث لك أنت في مرحلة من حياتك. لذا، عندما تجد نفسك تتساءل عمّا فعله شخص آخر ليتسبّب في سوء حظّه، توقّف للحظة وفكّر في التحيّزات النفسية التي تؤثّر على حكمك. وبدلاً من إلقاء اللوم على الضحيّة، حاول أن تضع نفسك مكان ذلك الشخص وعامله بالحدّ الأدنى من التعاطف الإنساني بدل لومه وتحميله المسئولية عن ظلم غيره له.
إلقاء اللوم على الضحيّة يمكن أن يكون له عواقب ضارّة، لأنه يساوي الجاني بالمجني عليه ويستخفّ بمعاناة الضحايا ويمكن أن يثنيهم عن طلب المساعدة أو الإبلاغ عن الجرائم المرتكبة ضدّهم أو التحدّث عنها علنا بسبب الخوف أو المزيد من اللوم.
أحيانا ينشأ لوم الضحيّة عن الصور النمطية والمواقف المجتمعية، مثل الاعتقاد أنه كان ينبغي على الضحايا أن يمنعوا الضرر أو أنهم تسبّبوا به أو استحقّوه أو أنهم يبالغون في تجاربهم أو يختلقونها. ويمكن أن تكون مثل هذه المواقف متأصّلة بعمق في الأعراف الثقافية وفي صور وسائل الإعلام والخطاب العام.
وأحيانا يلوم الناس الضحيّة ليُبعدوا عن أنفسهم احتمال أن يصبحوا هم أيضا ضحايا. وهذا السلوك يوفّر إحساسا زائفا بالأمان من خلال الاعتقاد بأنه إذا كان الضحايا مخطئين فيمكن للشخص تجنّب الوقوع ضحيّة وذلك باتخاذ خيارات مختلفة.
وكثيرا ما يتضمّن لوم الضحيّة بعض الصيغ والعبارات الشفهية مثل "لا بدّ أنك تعلم أن هذا سيحدث" و"لماذا لم تتكلّم من قبل" و"لا بدّ أنك أخطأت أو استفزّيت أحدا" و"لماذا بقيت في ذلك المكان؟" أو "أين دليلك" أو "يجب أن تصمت لأن خصومك أقوى منك وسيدمّرونك!" الخ. ومثل هذه التعليقات والكليشيهات الفجّة والمبتذلة تُسهم في حرمان الأشخاص المتضرّرين وضحايا العنف بأشكاله من التعاطف والدعم الذي يحتاجونه ويستحقّونه.
ويمكن أن يتقاطع إلقاء اللوم على الضحيّة مع أشكال أخرى من التمييز والقمع المجتمعي، مثل العنصرية أو الطبقية والمذهبية وما في حكمها من صور نمطية وتحيّزات، ما يؤدّي إلى تفاقم آثار إلقاء اللوم على الضحيّة وإدامة دائرة الإفلات من العقاب.
وهناك أيضا سبب آخر لميلنا إلى إلقاء اللوم على الضحيّة، يتمثّل في الاعتقاد بأن هذا العالم مكان عادل ومنصف وأن باستطاعة الناس التنبّؤ مسبقا بأيّ مشكلة قد تصيبهم ومن ثمّ منعها، وبالتالي فإنهم يستحقّون ما يحدث لهم على أيّ حال. ومثل هذه الأفكار المغلوطة تجعل الناس يستسهلون لوم الضحيّة وتعزّز وهمهم بأن الأشياء الفظيعة لا يمكن أن تحدث لهم أبداً.
وعادةً عندما يحدث شيء سيء لشخص آخر غيرنا، فإننا غالبا ما نعتقد أن ذلك الشخص لا بدّ أنه فعل شيئا يستحقّ مثل ذلك المصير وأن الناس يحصلون على ما يستحقّونه. لكن المنطق يقول إن الأشياء السيّئة يمكن أن تحدث لأيّ شخص، حتى أنت وأصدقاؤك وعائلتك، بغضّ النظر عن مدى طيبتك وحذرك ونوعية ضميرك.
ويمكن أن ينشأ إلقاء اللوم على الضحيّة من عدم التعاطف مع الآخرين كطبيعة متأصّلة في بعض الناس. فهناك أشخاص يفتقرون بشدّة إلى التراحم والعطف على الآخرين ويكرهون التعامل مع المواقف الإنسانية ولا يفكّرون في مآسي الغير أو تجاربهم. وبسبب هذا الفقر العاطفي والجفاف الإنساني، فإنهم أكثر ميلاً لإلقاء اللوم على الآخرين عندما تحدث لهم أشياء سيّئة كما أنهم أقلّ عرضة لتقديم المساعدة.
إن إلقاء اللوم على الضحيّة يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على الأفراد الذين عانوا بالفعل من الظلم. إذ يمكن أن يدفعهم ذلك إلى العزلة والامتناع عن الإبلاغ عن الجرائم المرتكبة ضدّهم أو طلب العدالة، لخشيتهم من التعرّض لمزيد من التشكيك أو التحامل وعدم التصديق.
ويمكن أن يكون إلقاء اللوم على الضحيّة مدمّرا للأشخاص المعتدى عليهم. فهو يؤدّي الى لوم الذات ولا يشجّعهم على طلب المساعدة بتركيزه على سلوكيات الضحايا بدلاً من تصرّفات المعتدين. كما أنه يجعل من الصعب على الضحايا الحصول على المساعدة والدعم الذي يحتاجونه ويسهم في مشاكل تتعلّق بالصحّة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة وحتى التفكير في الانتحار.
في المجتمعات المتحضّرة، يتطلّب التعامل مع ظاهرة لوم الضحايا جهدا جماعيّا لخلق ثقافة تدعم الضحايا وتنتصر لهم وتتحدّى المواقف والمعتقدات التي تساهم في هذه الظاهرة. وهذا بدوره يؤدّي الى تعزيز ثقافة الاحترام والتفاهم والتعاطف والعدالة للجميع ومساءلة الجناة مباشرة وتشجيع الضحايا على التعبير عن مظالمهم دون خوف من حكم الناس أو لومهم.
وبدلا من لوم الضحيّة والتركيز على ما فعله الضحايا أو لم يفعلوه، يجب إعادة صياغة المناقشات حول المسؤولية والمساءلة والتركيز على سلوك الجناة ومعالجة الأسباب الكامنة وراء الضرر، مثل المواقف المؤسّسية والمجتمعية أو الأنظمة التي تشجّع على العنف والتحامل.
إن كلّ انسان عرضة لأن تحدث له أشياء مؤسفة في هذه الحياة، وربّما تحدث لك أنت في مرحلة من حياتك. لذا، عندما تجد نفسك تتساءل عمّا فعله شخص آخر ليتسبّب في سوء حظّه، توقّف للحظة وفكّر في التحيّزات النفسية التي تؤثّر على حكمك. وبدلاً من إلقاء اللوم على الضحيّة، حاول أن تضع نفسك مكان ذلك الشخص وعامله بالحدّ الأدنى من التعاطف الإنساني بدل لومه وتحميله المسئولية عن ظلم غيره له.
Credits
psychologytoday.com
psychologytoday.com