كونستانتين كوروفين هو احد الرسّامين الذين برزوا في أواخر القرن قبل الماضي ومثّلوا مرحلة جديدة في تطوّر الرسم الروسي، مثل ايساك ليفيتان وفيكتور نيستيروف وفالانتين سيروف وميخائيل فروبيل.
ولد كوروفين في نوفمبر عام 1861 في موسكو لأسرة تشتغل بالتجارة. وعند بلوغه الرابعة عشرة، دخل مدرسة موسكو للنحت والرسم والهندسة كي يدرس الهندسة المعمارية. لكن بعد سنتين من الدراسة اختار أن يتخصّص في الرسم. ثم ذهب إلى سانت بطرسبيرغ كي يواصل تعليمه في أكاديمية الفنون. غير انه سرعان ما أصيب بخيبة أمل من أساليب الأكاديمية وقرّر أن يوقف دراسته.
في العام 1885، قام كوروفين بأوّل زيارة له إلى أوربّا شملت فرنسا وايطاليا، ثم اسبانيا التي رسم فيها بعضا من أفضل لوحاته.
كان الرسّام على علاقة ودّية مع الفنّان المشهور فالانتين سيروف. وقد سافرا معا في الفترة ما بين عامي 1888 و 1894 إلى أراضي القوقاز وآسيا الوسطى.
وفي أوائل سنوات القرن العشرين، عمل بنشاط على تصاميم الأزياء الخاصّة بعروض التمثيل في مسرح البولشوي ومسرح ماريانسكي. وأثناء الحرب العالمية الأولى عمل كوروفين كمستشار لعمليات التمويه في مقرّ الجيش الروسي.
وقد اشتهر الرسّام بتنوّع موضوعات لوحاته، فرسم الأشخاص والحياة الصامتة والمناظر الطبيعية في الريف والمدينة. وممّا لا شكّ فيه أن السنوات الأولى من القرن العشرين شهدت ذروة مسيرته الإبداعية. وفي عام 1905، نال لقب أكاديمي في الرسم. وفي الفترة من 1909 إلى 1913 زاول التدريس في كلّية موسكو للرسم.
وبعد ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا شارك الرسّام بفاعلية في جهود المحافظة على الآثار الفنّية وتنظيم المزادات والمعارض لصالح السجناء السياسيين المفرج عنهم، واستمرّ يتعاون مع المسرح. لكن في عام 1923، وبناءً على نصيحة صديق، غادر كوروفين روسيا إلى غير رجعة وانتهى به المطاف في فرنسا التي قضى فيها الخمسة عشر عاما الأخيرة من حياته.
وفي باريس التقى الانطباعيين الفرنسيين الذين كان لهم تأثير قويّ على فنّه.
وقد لخّص الرسّام ذات مرّة مفهومه للإبداع بقوله: إن غاية الفنّ هي أن يؤثّر جماليا على المتلقّي، دونما حاجة إلى محاضرات أو دروس أخلاقية".
عندما كان كوروفين يعيش في المهجر، اثبت مواهبه الأدبية من خلال كتابة القصص القصيرة والمذكّرات. وقد نشر مذكّراته في الصحف الروسية الصادرة في باريس، وزيّنها برسومات عن روسيا وطبيعتها وناسها وعن معلّميه وأصدقائه. صحيح انه أحبّ باريس كثيرا. غير انه أحبّها كضيف وظلّ يشعر فيها بالغربة، في حين كان يراوده الحنين الدائم لأرض الوطن.
كان كوروفين ينفر دائما من محاولات تصنيفه ضمن مدرسة أو حركة فنّية بعينها. ومع ذلك أصبح أوّل رسّام انطباعي في روسيا.
وكان يدرك أن الطبيعة الروسية تتطلّب نمطا مختلفا من الانطباعية يُبرز جمال هذه الطبيعة ودفئها. والكثير من مناظره يعطي انطباعا عن طبيعة حميمة ومضيافة.
ولد كوروفين في نوفمبر عام 1861 في موسكو لأسرة تشتغل بالتجارة. وعند بلوغه الرابعة عشرة، دخل مدرسة موسكو للنحت والرسم والهندسة كي يدرس الهندسة المعمارية. لكن بعد سنتين من الدراسة اختار أن يتخصّص في الرسم. ثم ذهب إلى سانت بطرسبيرغ كي يواصل تعليمه في أكاديمية الفنون. غير انه سرعان ما أصيب بخيبة أمل من أساليب الأكاديمية وقرّر أن يوقف دراسته.
في العام 1885، قام كوروفين بأوّل زيارة له إلى أوربّا شملت فرنسا وايطاليا، ثم اسبانيا التي رسم فيها بعضا من أفضل لوحاته.
كان الرسّام على علاقة ودّية مع الفنّان المشهور فالانتين سيروف. وقد سافرا معا في الفترة ما بين عامي 1888 و 1894 إلى أراضي القوقاز وآسيا الوسطى.
وفي أوائل سنوات القرن العشرين، عمل بنشاط على تصاميم الأزياء الخاصّة بعروض التمثيل في مسرح البولشوي ومسرح ماريانسكي. وأثناء الحرب العالمية الأولى عمل كوروفين كمستشار لعمليات التمويه في مقرّ الجيش الروسي.
وقد اشتهر الرسّام بتنوّع موضوعات لوحاته، فرسم الأشخاص والحياة الصامتة والمناظر الطبيعية في الريف والمدينة. وممّا لا شكّ فيه أن السنوات الأولى من القرن العشرين شهدت ذروة مسيرته الإبداعية. وفي عام 1905، نال لقب أكاديمي في الرسم. وفي الفترة من 1909 إلى 1913 زاول التدريس في كلّية موسكو للرسم.
وبعد ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا شارك الرسّام بفاعلية في جهود المحافظة على الآثار الفنّية وتنظيم المزادات والمعارض لصالح السجناء السياسيين المفرج عنهم، واستمرّ يتعاون مع المسرح. لكن في عام 1923، وبناءً على نصيحة صديق، غادر كوروفين روسيا إلى غير رجعة وانتهى به المطاف في فرنسا التي قضى فيها الخمسة عشر عاما الأخيرة من حياته.
وفي باريس التقى الانطباعيين الفرنسيين الذين كان لهم تأثير قويّ على فنّه.
وقد لخّص الرسّام ذات مرّة مفهومه للإبداع بقوله: إن غاية الفنّ هي أن يؤثّر جماليا على المتلقّي، دونما حاجة إلى محاضرات أو دروس أخلاقية".
عندما كان كوروفين يعيش في المهجر، اثبت مواهبه الأدبية من خلال كتابة القصص القصيرة والمذكّرات. وقد نشر مذكّراته في الصحف الروسية الصادرة في باريس، وزيّنها برسومات عن روسيا وطبيعتها وناسها وعن معلّميه وأصدقائه. صحيح انه أحبّ باريس كثيرا. غير انه أحبّها كضيف وظلّ يشعر فيها بالغربة، في حين كان يراوده الحنين الدائم لأرض الوطن.
كان كوروفين ينفر دائما من محاولات تصنيفه ضمن مدرسة أو حركة فنّية بعينها. ومع ذلك أصبح أوّل رسّام انطباعي في روسيا.
وكان يدرك أن الطبيعة الروسية تتطلّب نمطا مختلفا من الانطباعية يُبرز جمال هذه الطبيعة ودفئها. والكثير من مناظره يعطي انطباعا عن طبيعة حميمة ومضيافة.
في لوحة الشتاء، مثلا، نرى طبيعة ثلجية يظهر فيه حصان وباب بيت مفتوح. ثمّة تناغم وحميمية ما بين الإنسان والطبيعة. في صور كوروفين، بشكل عام، يتوحّد الإنسان والطبيعة معا. كما أن جمال كلّ منها يكمّل الآخر. وهذه اللوحة ليست رفضا للانطباعية. ولكنّها بحث عن بديل روسيّ منها.
رحلة الرسّام إلى شمال روسيا في العام 1894 شكّلت فترة مهمّة في تطوّره الإبداعي، إذ حرّرته من تأثيرات الرسّامين الآخرين وسمحت له بأن يعثر على أسلوبه الخاصّ.
افتتان كوروفين بالمواضيع الروسية تعكسه لوحته بعنوان قصيدة رعوية. العنصر الفولكلوري والتوليف المتوازن على نحو سلس لهذه اللوحة يستدعي إلى الذهن أعمال فيكتور فاسنيتسوف الذي كان كوروفين معجبا به.
في البورتريه الذي رسمه للفنّانة تاتيانا ليوباتوفيتش، يُبرز الرسّام الطابع الشعري للمغنّية المشهورة. المرأة تجلس وظهرها إلى النافذة مع خلفية خضراء بينما ترتدي فستانا ابيض وتحمل في يديها كتابا. البنفسجي الزاحف والبقع الوردية اللون التي يعكسها ضوء الشمس على ثوب المرأة يضفيان على شخصيّتها جاذبية وفتنة.
كان كوروفين عاشقا للألوان بالفطرة. وقد جعل اللون وسيلة التعبير الأساسية في لوحاته. كتب ذات مرّة: الألوان والشكل يجتمعان ليعطيا تناغما جماليا. الألوان يمكن أن تكون احتفالا للعين. والعينان تحدّثان الروح عن الفرح والبهجة".
باريس، بأضوائها الساطعة وعرباتها وإعلاناتها المبهرجة، كانت احد الموضوعات المفضّلة لـ كوروفين. وفي بعض تلك اللوحات، مثل باريس في الليل ومقهى باريسي ومهرجان ليلي وغيرها، يستطيع الناظر أن يلمس طريقته الحرّة في الرسم وسعيه الحثيث في إظهار ثراء الألوان.
عرف كوروفين الرسم الغربي بشكل جيّد وأعجب بإنجازات الانطباعيين. وهو في لوحاته يضفي على الأشياء خاصّية لمس وينقل حالات عاطفية. كتب عنه احد تلاميذه يقول: كان عاطفيا على نحو غير عاديّ. وكان يتحلّى بالصبر في عمله. ولطالما اظهر حماسة منقطعة النظير في تصوير كلّ ما تقع عليه عيناه: ذوبان الجليد على ضفاف الأنهر، فتاة في ثوب أبيض إلى جانب أريكة أرجوانية، أزهار في الشمس أمام بحر أزرق، منطقة نائية من بلدة ريفية، أضواء ليالي باريس، فينيسيا أو طاشكند أو اركانغيلسك.
في كلّ شيء كان كوروفين يجد شعرا. وهو عندما يرسم منظرا يُكسبه حياة جديدة ويخلع عليه شيئا من إحساسه الشعري. ويمكن اعتبار مناظره تجسيدا للسعادة والفرح بالحياة. كانت كلّ الألوان في هذا العالم تخطب ودّه وتأتي إليه طائعة مبتسمة".
ذكرى كوروفين محفوظة في أعماله المنتشرة في عدد من المتاحف الروسية. وقد تحوّل بيته الصيفي في غورزوف بـ أوكرانيا إلى مركز فنّي يحمل اسمه. والمعروف أن كوروفين عاش هناك ما بين عامي 1910 و1917 ورسم الكثير من لوحاته الرائعة التي تمجّد جمال الطبيعة في غورزوف وشبه جزيرة القرم.
في السنوات الأخيرة من حياته، عمل كونستانتين كوروفين في تصميم العديد من الأعمال المسرحية في أوروبّا وأمريكا وآسيا وأستراليا. وقد توفّي في فرنسا في سبتمبر من عام 1939 ودُفن إلى جوار زوجته في المقبرة الروسية في باريس.
رحلة الرسّام إلى شمال روسيا في العام 1894 شكّلت فترة مهمّة في تطوّره الإبداعي، إذ حرّرته من تأثيرات الرسّامين الآخرين وسمحت له بأن يعثر على أسلوبه الخاصّ.
افتتان كوروفين بالمواضيع الروسية تعكسه لوحته بعنوان قصيدة رعوية. العنصر الفولكلوري والتوليف المتوازن على نحو سلس لهذه اللوحة يستدعي إلى الذهن أعمال فيكتور فاسنيتسوف الذي كان كوروفين معجبا به.
في البورتريه الذي رسمه للفنّانة تاتيانا ليوباتوفيتش، يُبرز الرسّام الطابع الشعري للمغنّية المشهورة. المرأة تجلس وظهرها إلى النافذة مع خلفية خضراء بينما ترتدي فستانا ابيض وتحمل في يديها كتابا. البنفسجي الزاحف والبقع الوردية اللون التي يعكسها ضوء الشمس على ثوب المرأة يضفيان على شخصيّتها جاذبية وفتنة.
كان كوروفين عاشقا للألوان بالفطرة. وقد جعل اللون وسيلة التعبير الأساسية في لوحاته. كتب ذات مرّة: الألوان والشكل يجتمعان ليعطيا تناغما جماليا. الألوان يمكن أن تكون احتفالا للعين. والعينان تحدّثان الروح عن الفرح والبهجة".
باريس، بأضوائها الساطعة وعرباتها وإعلاناتها المبهرجة، كانت احد الموضوعات المفضّلة لـ كوروفين. وفي بعض تلك اللوحات، مثل باريس في الليل ومقهى باريسي ومهرجان ليلي وغيرها، يستطيع الناظر أن يلمس طريقته الحرّة في الرسم وسعيه الحثيث في إظهار ثراء الألوان.
عرف كوروفين الرسم الغربي بشكل جيّد وأعجب بإنجازات الانطباعيين. وهو في لوحاته يضفي على الأشياء خاصّية لمس وينقل حالات عاطفية. كتب عنه احد تلاميذه يقول: كان عاطفيا على نحو غير عاديّ. وكان يتحلّى بالصبر في عمله. ولطالما اظهر حماسة منقطعة النظير في تصوير كلّ ما تقع عليه عيناه: ذوبان الجليد على ضفاف الأنهر، فتاة في ثوب أبيض إلى جانب أريكة أرجوانية، أزهار في الشمس أمام بحر أزرق، منطقة نائية من بلدة ريفية، أضواء ليالي باريس، فينيسيا أو طاشكند أو اركانغيلسك.
في كلّ شيء كان كوروفين يجد شعرا. وهو عندما يرسم منظرا يُكسبه حياة جديدة ويخلع عليه شيئا من إحساسه الشعري. ويمكن اعتبار مناظره تجسيدا للسعادة والفرح بالحياة. كانت كلّ الألوان في هذا العالم تخطب ودّه وتأتي إليه طائعة مبتسمة".
ذكرى كوروفين محفوظة في أعماله المنتشرة في عدد من المتاحف الروسية. وقد تحوّل بيته الصيفي في غورزوف بـ أوكرانيا إلى مركز فنّي يحمل اسمه. والمعروف أن كوروفين عاش هناك ما بين عامي 1910 و1917 ورسم الكثير من لوحاته الرائعة التي تمجّد جمال الطبيعة في غورزوف وشبه جزيرة القرم.
في السنوات الأخيرة من حياته، عمل كونستانتين كوروفين في تصميم العديد من الأعمال المسرحية في أوروبّا وأمريكا وآسيا وأستراليا. وقد توفّي في فرنسا في سبتمبر من عام 1939 ودُفن إلى جوار زوجته في المقبرة الروسية في باريس.