إحدى مزايا كون الإنسان رسّاما هي أن وظيفته تسمح له بالتعامل مع الطبقات العليا في المجتمع. وفي حين انه لم يعد من الضروريّ أن تكون غنيّا كي تشتري فنّا جيّدا، إلا أن امتلاكك قدرا معقولا من الدخل هو شرط مسبق لاقتناء الفنون الجميلة. وبطبيعة الحال، كلّما كان الفنّان مبدعا، كلّما استطاع اجتذاب فئات أفضل من الزبائن.
هذه الحقيقة لم تكن غائبة عن ذهن فنّان شابّ وطموح يُدعى جوشوا رينولدز. فقد أتمّ في عامين فقط تدريبا مهنيّا يدوم عادة أربع سنوات في الظروف العاديّة. كان رينولدز في بداياته يعيش في ديفونشاير، بالقرب من قاعدة للبحرية الملكية البريطانية. وقد اعتاد أن يرسم لوحات للضبّاط الشبّان أثناء رسوّ سفنهم في الميناء.
كان رينولدز شخصا متواضعا. وكان عمله يتراوح بين الجيّد والرديء، رغم انه حتى أفضل أعماله لم تكن استثنائية. ولكن ما كان لهذا الشابّ أن يصبح شيئا لو لم يكن متّصفا بالمثابرة والعزيمة.
وقد رسم أوّل بورتريه في سنّ الثانية عشرة على قماش شِراع، مستخدما طلاءً من حوض بناء السفن المحليّة. وأنهى تعليمه النظامي في سنّ مبكرة عندما غادر عائلته قاصدا لندن. وفي سنّ الثالثة والعشرين استقلّ سفينة تابعة للبحرية البريطانية وذهب إلى ايطاليا، حيث درس باهتمام أعمال رافائيل وغيره من كبار الرسّامين الإيطاليين.
وعندما عاد إلى انجلترا، بدأ يرسم صورا لأطفال العائلات الارستقراطية. ورغم انه ظلّ عازبا طوال حياته، إلا أن لوحاته من تلك الفترة تشير إلى انه كان يفهم الأطفال ويحبّهم كثيرا. الشقاوة والمرح والبراءة التي كان يمسك بها في الوجوه تضيء كلّ واحدة من صوره التي رسمها لأطفال.
في لوحته بعنوان "سامويل الرضيع"، يوظّف رينولدز مجموعة من الخصائص التي طبعت فنّه: تأثّره الملحوظ بالمدرسة الايطالية في الرسم، استلهامه للمواضيع التي تشيع البهجة والبراءة، أسلوبه الجميل في التلوين وصنعته البارعة التي تعكس أفكاره وتصوّراته.
غير أن رينولدز كان يتوق لأشياء أفضل. وفي عام 1760، ومع ارتقاء جورج الثالث سدّة العرش في انجلترا، أسّس الفنّان مع 69 من زملائه الآخرين ما يمكن وصفه بالنسخة الانكليزية من صالون باريس.
وكانت اللوحة التي رسمها رينولدز لأميرال انجليزي يُدعى لورد كيبيل من بين أوّل اللوحات التي عُرضت آنذاك. وقفة الأميرال في اللوحة استعارها الرسّام من التمثال الروماني المعروف باسم أبوللو بيلفيديري الذي كان رينولدز قد رآه ودرسه في روما.
وبعد هذا النجاح، اشترى رينولدز قصرا في ضاحية ليستر فيلدز الفارهة في لندن. وأصبح يرسم ما يزيد على 150 لوحة في السنة، مستعيناً بأفراد مساعدين لرسم الخلفيات والملابس في الصور.
كما استعان بعدد من أصدقائه الأدباء لمساعدته في اكتساب التعليم الكلاسيكيّ الذي افتقده وهو طفل. وقد وظّف هؤلاء علاقاتهم لتعزيز موهبة رينولدز والترويج له في أوساط الفنّ. وتكرّست مكانته أكثر في ما بعد عندما ساعد في تأسيس الأكاديمية الملكية للفنّ، والتي أدارها شخصيا حوالي عشرين عاما وحتّى وفاته. ويعود الفضل لـ رينولدز في تحمّل الأكاديمية المسؤولية الكبرى عن رفع مكانة الفنّ والفنّانين في انجلترا إلى ما هي عليه اليوم.
لم يتزوّج جوشوا رينولدز طيلة حياته، لأنه كان يرى أن النساء اللاتي كان يألفهنّ سرعان ما يصبحن غير مباليات أو مكترثات. وفي عام 1789، بدأ يفقد بصره تدريجيّا. ثم نصحه أطبّاؤه بالتوقّف عن الرسم نهائيا. وتوفّي في فبراير من عام 1792 بعد إصابته بمرض في الكبد.
هذه الحقيقة لم تكن غائبة عن ذهن فنّان شابّ وطموح يُدعى جوشوا رينولدز. فقد أتمّ في عامين فقط تدريبا مهنيّا يدوم عادة أربع سنوات في الظروف العاديّة. كان رينولدز في بداياته يعيش في ديفونشاير، بالقرب من قاعدة للبحرية الملكية البريطانية. وقد اعتاد أن يرسم لوحات للضبّاط الشبّان أثناء رسوّ سفنهم في الميناء.
كان رينولدز شخصا متواضعا. وكان عمله يتراوح بين الجيّد والرديء، رغم انه حتى أفضل أعماله لم تكن استثنائية. ولكن ما كان لهذا الشابّ أن يصبح شيئا لو لم يكن متّصفا بالمثابرة والعزيمة.
وقد رسم أوّل بورتريه في سنّ الثانية عشرة على قماش شِراع، مستخدما طلاءً من حوض بناء السفن المحليّة. وأنهى تعليمه النظامي في سنّ مبكرة عندما غادر عائلته قاصدا لندن. وفي سنّ الثالثة والعشرين استقلّ سفينة تابعة للبحرية البريطانية وذهب إلى ايطاليا، حيث درس باهتمام أعمال رافائيل وغيره من كبار الرسّامين الإيطاليين.
وعندما عاد إلى انجلترا، بدأ يرسم صورا لأطفال العائلات الارستقراطية. ورغم انه ظلّ عازبا طوال حياته، إلا أن لوحاته من تلك الفترة تشير إلى انه كان يفهم الأطفال ويحبّهم كثيرا. الشقاوة والمرح والبراءة التي كان يمسك بها في الوجوه تضيء كلّ واحدة من صوره التي رسمها لأطفال.
في لوحته بعنوان "سامويل الرضيع"، يوظّف رينولدز مجموعة من الخصائص التي طبعت فنّه: تأثّره الملحوظ بالمدرسة الايطالية في الرسم، استلهامه للمواضيع التي تشيع البهجة والبراءة، أسلوبه الجميل في التلوين وصنعته البارعة التي تعكس أفكاره وتصوّراته.
غير أن رينولدز كان يتوق لأشياء أفضل. وفي عام 1760، ومع ارتقاء جورج الثالث سدّة العرش في انجلترا، أسّس الفنّان مع 69 من زملائه الآخرين ما يمكن وصفه بالنسخة الانكليزية من صالون باريس.
وكانت اللوحة التي رسمها رينولدز لأميرال انجليزي يُدعى لورد كيبيل من بين أوّل اللوحات التي عُرضت آنذاك. وقفة الأميرال في اللوحة استعارها الرسّام من التمثال الروماني المعروف باسم أبوللو بيلفيديري الذي كان رينولدز قد رآه ودرسه في روما.
وبعد هذا النجاح، اشترى رينولدز قصرا في ضاحية ليستر فيلدز الفارهة في لندن. وأصبح يرسم ما يزيد على 150 لوحة في السنة، مستعيناً بأفراد مساعدين لرسم الخلفيات والملابس في الصور.
كما استعان بعدد من أصدقائه الأدباء لمساعدته في اكتساب التعليم الكلاسيكيّ الذي افتقده وهو طفل. وقد وظّف هؤلاء علاقاتهم لتعزيز موهبة رينولدز والترويج له في أوساط الفنّ. وتكرّست مكانته أكثر في ما بعد عندما ساعد في تأسيس الأكاديمية الملكية للفنّ، والتي أدارها شخصيا حوالي عشرين عاما وحتّى وفاته. ويعود الفضل لـ رينولدز في تحمّل الأكاديمية المسؤولية الكبرى عن رفع مكانة الفنّ والفنّانين في انجلترا إلى ما هي عليه اليوم.
لم يتزوّج جوشوا رينولدز طيلة حياته، لأنه كان يرى أن النساء اللاتي كان يألفهنّ سرعان ما يصبحن غير مباليات أو مكترثات. وفي عام 1789، بدأ يفقد بصره تدريجيّا. ثم نصحه أطبّاؤه بالتوقّف عن الرسم نهائيا. وتوفّي في فبراير من عام 1792 بعد إصابته بمرض في الكبد.