بحسب كتاب التحوّلات لـ أوفيد، كانت أندروميدا ابنة لكلّ من الملك سيفيوس وزوجته الملكة كاسيوبيا اللذين كانا يحكمان مملكة كانت تقع بالقرب من مدينة يافا على شاطئ البحر المتوسّط.
وتذكر الأسطورة أن كاسيوبيا كانت امرأة معتدّة بجمالها. وقد بلغ من إعجابها بنفسها أن ادّعت في احد الأيّام أن جمالها يفوق جمال الناريدات، وهنّ مجموعة من حوريّات البحر الفاتنات.
الحوريّات لم يعجبهنّ غرور كاسيوبيا وافتنانها المفرط بجمالها. لذا طلبن من إله البحر بوسيدون أن يلقّنها درسا في التواضع. ونزولا عند رغبة الناريدات، أرسل بوسيدون وحش البحر الهائل سيتوس لإغراق سواحل المملكة.
الملك سيفيوس الذي روّعه منظر الفيضان وهو يهاجم أراضي المملكة، دفعته توسّلات الناس لاتخاذ إجراء سريع وحاسم لمعالجة المشكلة. فجمع عددا من سحرة البلاد واستشارهم في ما ينبغي فعله لوقف الخطر الداهم. وأبلغه السحرة أنه ما من طريقة لصدّ الوحش سوى أن يقدّم الملك له ابنته أندروميدا كقُربان.
وقد اُجبر سيفيوس في النهاية على أن ينفّذ مشورة السحرة. لذا تمّ ربط أندروميدا إلى صخرة على الشاطئ وتُركت هناك ليأكلها الوحش. لكن فجأة ظهر في الأفق البطل بيرسيوس فوق جواده المجنّح. وقد رأى أندروميدا مربوطة إلى الصخرة ومستسلمة لمصيرها المحتوم. كان بيرسيوس ما يزال يرتدي حذائي هيرمِس اللذين استخدمهما في مهمّة قطع رأس ميدوسا.
أوفيد يخبرنا أن بيرسيوس عندما لمح أندروميدا لأوّل مرّة وهي مصفّدة بالسلاسل ظنّها تمثالا من رخام لشدّة بياضها ولأنها كانت تقف ساكنة مثل تمثال. ولم يدرك أنها إنسان حقيقي إلا بعد أن هبّت الريح فحرّكت خصلات شعرها. وعندما سمع القصّة، عرض على والدها أن ينقذها من براثن الوحش، شرط أن يوافق على تزويجه منها.
تقول الأسطورة إن بيرسيوس انقضّ على الوحش وقتله وأنقذ أندروميدا. ثم وقع الاثنان في الحبّ وتزوّجا وأنجبا في ما بعد ستّة أطفال.
بالنسبة للقارئ الحديث، يمكن أن تكون أندروميدا نموذجا نسائيّا مخيّبا للآمال. فهي مجرّد فتاة سلبية بلا حول ولا قوّة تقع في محنة. وهي ليست أكثر من مكافأة لأفعال بيرسيوس البطولية. ويُفترض أن القصّة تعكس الفترة الزمنية القديمة التي ظهرت فيها.
من المثير للاهتمام أن نقارن بين أندروميدا وسايكي زوجة كيوبيد المُحبّة. من نواح عدّة، تبدو قصّة كلّ من المرأتين شبيهة بالأخرى. فكلاهما جميلة جدّا لدرجة أن ذلك الجمال يثير انزعاج الآلهة. في حالة سايكي، فإن ملامحها الجميلة تثير غضب فينوس إلهة الحبّ والجمال. ووالدا سايكي، أيضا، يتخليّان عن ابنتهما ليأكلها وحش. وبعد ذلك تأخذ القصّة منحى مختلفا.
الأمر اللافت بالنسبة لـ سايكي هو أنها بطلة قصّتها. إنها تقع في حبّ كيوبيد، تفقده ثم تحارب بقوّة كي تستعيده. وكيوبيد هو مكافأتها النهائية.
غير أن أندروميدا ليست هي نجمة العرض. إنها ليست حتى بطلة الأسطورة. ونحن غير متأكّدين ما إذا كانت تحبّ بيرسيوس حقّا. وأيضا ليس من الواضح ما إذا كانت راغبة فعلا في أن تتزوّجه فيما لو مُنحت حرّية الاختيار.
من بين كلّ حكايات السماء الليلية، فإن قصّة أندروميدا تتضمّن أكبر عدد من البروج أو تشكيلات النجوم. فهناك ما لا يقلّ عن ستّ شخصيّات في السماء. وكلّها تذكّرنا بقابليتنا للفناء وبمكاننا في الكون.
عندما تنتشر نسائم الخريف الباردة في الجوّ، فإن قصّة أندروميدا تحتلّ مركز الصدارة. ففي أواخر شهر سبتمبر، وعندما تتطلّع ناحية الشرق في بدايات الليل، سترى الوحش سيتوس كامناً في الفضاء الضحل فوق الأفق.
وفي منتصف الطريق إلى السماء، يلوح المربّع الكبير الذي يمثّل بيغاسوس أو الجواد المجنّح. وإلى يساره، تبدو أندروميدا بذراعين ممدودتين وسلاسل تطوّق خصرها. وخلفها، يظهر مربّع آخر في منتصف مجرّة درب التبّانة يمثّل شكل أمّها الملكة كاسيوبيا.
وأسفل الملكة مباشرة، يلوح طيف البطل بيرسيوس. وفوقه يجلس الملك سيفيوس مكلّلا بتاجه الملكيّ ليكمل الحكاية ويضفي على السماء هالة من المغامرة والرومانسية.
الجِرم الأكثر إثارة في برج أندروميدا هو مجرّة أندروميدا، المعروفة كذلك باسم M31. والسبب في أنها مثيرة ومذهلة هو أنها قريبة منّا جدّا، مع أن القرب في هذه الحالة صفة نسبية.
مجرّة أندروميدا تبعد عن الأرض مسافة نصف مليون سنة ضوئية. وهي مسافة كبيرة للغاية وبما يتعذّر على عقل الإنسان إدراكها. يمكننا فقط أن نقول إنها قريبة، لأن جميع المجرّات الأخرى، أي مئات البلايين من المجرّات، هي ابعد منها كثيرا. والسبب الوحيد في انه يمكن رؤيتها من خلال أجهزة الرصد هو أن لمعانها يواكبه تألّق مئات بلايين النجوم التي تحتويها.
ومن بين تلك الأعداد المهولة من المجرّات التي تملأ أضواؤها سماءنا الليلية، فإن مجرّة أندروميدا هي الوحيدة التي يمكن أن نراها بالعين المجرّدة. وعندما تعرف أين تنظر، فمن السهل تحديد موقعها في قبّة السماء.
في هذا الكون الذي يتمدّد بلا توقّف، ليس كلّ شيء يتحرّك بعيدا عمّا يجاوره. فمجرّتا درب التبّانة وأندروميدا تتحرّكان باتجاه بعضهما البعض بسرعة فائقة. ويتوقّع العلماء انه خلال بضع مئات ملايين السنين، ستلتحم المجرّتان ببعضهما لتكوّنا مجرّة واحدة. "مترجم".
وتذكر الأسطورة أن كاسيوبيا كانت امرأة معتدّة بجمالها. وقد بلغ من إعجابها بنفسها أن ادّعت في احد الأيّام أن جمالها يفوق جمال الناريدات، وهنّ مجموعة من حوريّات البحر الفاتنات.
الحوريّات لم يعجبهنّ غرور كاسيوبيا وافتنانها المفرط بجمالها. لذا طلبن من إله البحر بوسيدون أن يلقّنها درسا في التواضع. ونزولا عند رغبة الناريدات، أرسل بوسيدون وحش البحر الهائل سيتوس لإغراق سواحل المملكة.
الملك سيفيوس الذي روّعه منظر الفيضان وهو يهاجم أراضي المملكة، دفعته توسّلات الناس لاتخاذ إجراء سريع وحاسم لمعالجة المشكلة. فجمع عددا من سحرة البلاد واستشارهم في ما ينبغي فعله لوقف الخطر الداهم. وأبلغه السحرة أنه ما من طريقة لصدّ الوحش سوى أن يقدّم الملك له ابنته أندروميدا كقُربان.
وقد اُجبر سيفيوس في النهاية على أن ينفّذ مشورة السحرة. لذا تمّ ربط أندروميدا إلى صخرة على الشاطئ وتُركت هناك ليأكلها الوحش. لكن فجأة ظهر في الأفق البطل بيرسيوس فوق جواده المجنّح. وقد رأى أندروميدا مربوطة إلى الصخرة ومستسلمة لمصيرها المحتوم. كان بيرسيوس ما يزال يرتدي حذائي هيرمِس اللذين استخدمهما في مهمّة قطع رأس ميدوسا.
أوفيد يخبرنا أن بيرسيوس عندما لمح أندروميدا لأوّل مرّة وهي مصفّدة بالسلاسل ظنّها تمثالا من رخام لشدّة بياضها ولأنها كانت تقف ساكنة مثل تمثال. ولم يدرك أنها إنسان حقيقي إلا بعد أن هبّت الريح فحرّكت خصلات شعرها. وعندما سمع القصّة، عرض على والدها أن ينقذها من براثن الوحش، شرط أن يوافق على تزويجه منها.
تقول الأسطورة إن بيرسيوس انقضّ على الوحش وقتله وأنقذ أندروميدا. ثم وقع الاثنان في الحبّ وتزوّجا وأنجبا في ما بعد ستّة أطفال.
بالنسبة للقارئ الحديث، يمكن أن تكون أندروميدا نموذجا نسائيّا مخيّبا للآمال. فهي مجرّد فتاة سلبية بلا حول ولا قوّة تقع في محنة. وهي ليست أكثر من مكافأة لأفعال بيرسيوس البطولية. ويُفترض أن القصّة تعكس الفترة الزمنية القديمة التي ظهرت فيها.
من المثير للاهتمام أن نقارن بين أندروميدا وسايكي زوجة كيوبيد المُحبّة. من نواح عدّة، تبدو قصّة كلّ من المرأتين شبيهة بالأخرى. فكلاهما جميلة جدّا لدرجة أن ذلك الجمال يثير انزعاج الآلهة. في حالة سايكي، فإن ملامحها الجميلة تثير غضب فينوس إلهة الحبّ والجمال. ووالدا سايكي، أيضا، يتخليّان عن ابنتهما ليأكلها وحش. وبعد ذلك تأخذ القصّة منحى مختلفا.
الأمر اللافت بالنسبة لـ سايكي هو أنها بطلة قصّتها. إنها تقع في حبّ كيوبيد، تفقده ثم تحارب بقوّة كي تستعيده. وكيوبيد هو مكافأتها النهائية.
غير أن أندروميدا ليست هي نجمة العرض. إنها ليست حتى بطلة الأسطورة. ونحن غير متأكّدين ما إذا كانت تحبّ بيرسيوس حقّا. وأيضا ليس من الواضح ما إذا كانت راغبة فعلا في أن تتزوّجه فيما لو مُنحت حرّية الاختيار.
من بين كلّ حكايات السماء الليلية، فإن قصّة أندروميدا تتضمّن أكبر عدد من البروج أو تشكيلات النجوم. فهناك ما لا يقلّ عن ستّ شخصيّات في السماء. وكلّها تذكّرنا بقابليتنا للفناء وبمكاننا في الكون.
عندما تنتشر نسائم الخريف الباردة في الجوّ، فإن قصّة أندروميدا تحتلّ مركز الصدارة. ففي أواخر شهر سبتمبر، وعندما تتطلّع ناحية الشرق في بدايات الليل، سترى الوحش سيتوس كامناً في الفضاء الضحل فوق الأفق.
وفي منتصف الطريق إلى السماء، يلوح المربّع الكبير الذي يمثّل بيغاسوس أو الجواد المجنّح. وإلى يساره، تبدو أندروميدا بذراعين ممدودتين وسلاسل تطوّق خصرها. وخلفها، يظهر مربّع آخر في منتصف مجرّة درب التبّانة يمثّل شكل أمّها الملكة كاسيوبيا.
وأسفل الملكة مباشرة، يلوح طيف البطل بيرسيوس. وفوقه يجلس الملك سيفيوس مكلّلا بتاجه الملكيّ ليكمل الحكاية ويضفي على السماء هالة من المغامرة والرومانسية.
الجِرم الأكثر إثارة في برج أندروميدا هو مجرّة أندروميدا، المعروفة كذلك باسم M31. والسبب في أنها مثيرة ومذهلة هو أنها قريبة منّا جدّا، مع أن القرب في هذه الحالة صفة نسبية.
مجرّة أندروميدا تبعد عن الأرض مسافة نصف مليون سنة ضوئية. وهي مسافة كبيرة للغاية وبما يتعذّر على عقل الإنسان إدراكها. يمكننا فقط أن نقول إنها قريبة، لأن جميع المجرّات الأخرى، أي مئات البلايين من المجرّات، هي ابعد منها كثيرا. والسبب الوحيد في انه يمكن رؤيتها من خلال أجهزة الرصد هو أن لمعانها يواكبه تألّق مئات بلايين النجوم التي تحتويها.
ومن بين تلك الأعداد المهولة من المجرّات التي تملأ أضواؤها سماءنا الليلية، فإن مجرّة أندروميدا هي الوحيدة التي يمكن أن نراها بالعين المجرّدة. وعندما تعرف أين تنظر، فمن السهل تحديد موقعها في قبّة السماء.
في هذا الكون الذي يتمدّد بلا توقّف، ليس كلّ شيء يتحرّك بعيدا عمّا يجاوره. فمجرّتا درب التبّانة وأندروميدا تتحرّكان باتجاه بعضهما البعض بسرعة فائقة. ويتوقّع العلماء انه خلال بضع مئات ملايين السنين، ستلتحم المجرّتان ببعضهما لتكوّنا مجرّة واحدة. "مترجم".