في القترة ما بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ظهر في اسبانيا ثلاثة موسيقيّين كبار، هم مانويل دي فايا وانريكي غرانادوس وإسحاق ألبينيث. والأخير كان أكثرهم شهرة. وهو معروف، خاصّة، بقطعته المشهورة استورياس "أو ليجندا كما تُسمّى أحيانا". وقد أصبحت هذه المعزوفة واحدة من أهمّ الأعمال الكلاسيكية التي تُعزف على الغيتار. والغريب أن هذه الموسيقى كُتبت أساسا لآلة البيانو ونُشرت لأوّل مرّة في برشلونة عام 1892 كمقدّمة لمجموعة من ثلاث حركات بعنوان أناشيد من اسبانيا.
أمّا اسم أستورياس، أو ليجندا "التي تعني بالاسبانية: أسطورة" فقد أطلق على القطعة بعد وفاة ألبينيث، وذلك من قبل الناشر الألماني هوفماستر، الذي أدرجها في النسخة الكاملة من السويت الاسباني.
وعلى الرغم من الاسم الجديد، إلا أن المعزوفة لا توحي بالموسيقى الشعبية لمنطقة استورياس الواقعة شمال إسبانيا، بل يمكن اعتبارها جزءا من تقاليد الفلامنكو الأندلسية. والموسيقى مشهورة بلحنها الحسّاس والمعقّد وبالتغيّرات الديناميكية المفاجئة فيها. وأوّل استنساخ لها بآلة الغيتار كان على يد غارسيا فورتيا، على الرغم من أن استنساخ اندريس سيغوفيا يُعتبر الأكثر شهرة وتأثيرا.
كان سيغوفيا أشهر عازفي الغيتار في زمانه. وكانت استورياس قطعته المفضّلة. وكلّ عازفي الغيتار الذين أتوا بعده ترسّموا خطاه وقلّدوا أسلوبه الفخم في عزف هذه الموسيقى التي أصبحت علامة مميّزة لموسيقى الغيتار الاسباني.
ورغم الطبيعة الرقيقة والتذكّرية للموسيقى، إلا أن إيقاعها الحزين إلى حدّ ما، ألهم عددا من القصص المثيرة مثل العواصف الرعدية المذكورة في الإنجيل والزلازل المدمّرة التي تظهر صورها عادة على الألبومات التي تضمّ تسجيلاتها.
السويت الإسباني هو عبارة عن مجموعة من الألحان ذات الإيقاع السريع التي كتبها ألبينيث عام 1886م، والتي تمّ تجميعها معا في عمل واحد عام 1887 تكريما لملكة إسبانيا. ومثل الكثير من أعمال البيانو التي ألفها ألبينيث، فإن هذه القطع عبارة عن صور موسيقية من مختلف مناطق اسبانيا مثل كاتالونيا وإشبيلية وقادش وأستورياس وأراغون وقشتالة.
ويُرجّح أن ألبينيث كتب هذه الألحان أثناء إقامته في لندن في وقت مبكّر من عام 1890م. وهي تعكس بوضوح حنين الموسيقيّ إلى موطنه. ألبينيث كان يعتبر نفسه متحدّرا من أصول مغربية. وأكثر أصول موسيقاه مستوحاة من قصر الحمراء المطلّ على مدينة غرناطة الأندلسية. من هذا المكان الذي زاره في مناسبات عدّة، يتخيّل المؤلّف أغاني المساء ورقصات موسيقى الغجر التي يصاحبها عزف غيتار.
ذات مرّة كتب ألبينيث واصفا إحدى معزوفاته الليلية بقوله: بين رائحة الزهور وظلال أشجار السرو والثلوج في الجبال، أكتب معزوفة ليلية حزينة لدرجة اليأس. أتطلّع إلى غرناطة العربية. غرناطة التي تعني لي كلّ شيء: الفنّ والجمال والعاطفة".
بعض مؤلّفات ألبينيث يمكن اعتبارها استجابة للصدام الدينيّ بين العرب والمسيحيين في إسبانيا. وأنت تسمعها لا بدّ وأن تستذكر المعمار الأندلسي المتجسّد في الجوامع المذهلة في غرناطة وقرطبة واشبيلية، والتي حُوّل بعضها في ما بعد إلى كاتدرائيات كاثوليكية.
كان تأثير ألبينيث على الموسيقى الإسبانية كبيرا. وقد ظهرت عبقريّته في وقت مبكّر. ويقال انه بدأ العزف على البيانو وهو في سنّ الرابعة. وفي شبابه، ذهب إلى لايبزيغ بألمانيا لدراسة موسيقى فرانز ليست. ثم ذهب إلى لندن واستقرّ بعد ذلك في باريس، حيث كرّس نفسه للتأليف الموسيقيّ.
وقد وصف ألبينيث مرّة موسيقاه بأنها تشبه منحوتات قصر الحمراء ومشغولات الأرابيسك التي تتداخل فيها الصور وتتحوّر وتتحوّل لتأخذ أشكال الهواء والشمس والعصافير في الحدائق. "في موسيقاي القليل من العلم والقليل من الأفكار العظيمة، القليل من الخطايا والكثير من العاطفة. لكنّ فيها ألوانا أكثر وضوء شمس ونكهة زيتون".
أمّا اسم أستورياس، أو ليجندا "التي تعني بالاسبانية: أسطورة" فقد أطلق على القطعة بعد وفاة ألبينيث، وذلك من قبل الناشر الألماني هوفماستر، الذي أدرجها في النسخة الكاملة من السويت الاسباني.
وعلى الرغم من الاسم الجديد، إلا أن المعزوفة لا توحي بالموسيقى الشعبية لمنطقة استورياس الواقعة شمال إسبانيا، بل يمكن اعتبارها جزءا من تقاليد الفلامنكو الأندلسية. والموسيقى مشهورة بلحنها الحسّاس والمعقّد وبالتغيّرات الديناميكية المفاجئة فيها. وأوّل استنساخ لها بآلة الغيتار كان على يد غارسيا فورتيا، على الرغم من أن استنساخ اندريس سيغوفيا يُعتبر الأكثر شهرة وتأثيرا.
كان سيغوفيا أشهر عازفي الغيتار في زمانه. وكانت استورياس قطعته المفضّلة. وكلّ عازفي الغيتار الذين أتوا بعده ترسّموا خطاه وقلّدوا أسلوبه الفخم في عزف هذه الموسيقى التي أصبحت علامة مميّزة لموسيقى الغيتار الاسباني.
ورغم الطبيعة الرقيقة والتذكّرية للموسيقى، إلا أن إيقاعها الحزين إلى حدّ ما، ألهم عددا من القصص المثيرة مثل العواصف الرعدية المذكورة في الإنجيل والزلازل المدمّرة التي تظهر صورها عادة على الألبومات التي تضمّ تسجيلاتها.
السويت الإسباني هو عبارة عن مجموعة من الألحان ذات الإيقاع السريع التي كتبها ألبينيث عام 1886م، والتي تمّ تجميعها معا في عمل واحد عام 1887 تكريما لملكة إسبانيا. ومثل الكثير من أعمال البيانو التي ألفها ألبينيث، فإن هذه القطع عبارة عن صور موسيقية من مختلف مناطق اسبانيا مثل كاتالونيا وإشبيلية وقادش وأستورياس وأراغون وقشتالة.
ويُرجّح أن ألبينيث كتب هذه الألحان أثناء إقامته في لندن في وقت مبكّر من عام 1890م. وهي تعكس بوضوح حنين الموسيقيّ إلى موطنه. ألبينيث كان يعتبر نفسه متحدّرا من أصول مغربية. وأكثر أصول موسيقاه مستوحاة من قصر الحمراء المطلّ على مدينة غرناطة الأندلسية. من هذا المكان الذي زاره في مناسبات عدّة، يتخيّل المؤلّف أغاني المساء ورقصات موسيقى الغجر التي يصاحبها عزف غيتار.
ذات مرّة كتب ألبينيث واصفا إحدى معزوفاته الليلية بقوله: بين رائحة الزهور وظلال أشجار السرو والثلوج في الجبال، أكتب معزوفة ليلية حزينة لدرجة اليأس. أتطلّع إلى غرناطة العربية. غرناطة التي تعني لي كلّ شيء: الفنّ والجمال والعاطفة".
بعض مؤلّفات ألبينيث يمكن اعتبارها استجابة للصدام الدينيّ بين العرب والمسيحيين في إسبانيا. وأنت تسمعها لا بدّ وأن تستذكر المعمار الأندلسي المتجسّد في الجوامع المذهلة في غرناطة وقرطبة واشبيلية، والتي حُوّل بعضها في ما بعد إلى كاتدرائيات كاثوليكية.
كان تأثير ألبينيث على الموسيقى الإسبانية كبيرا. وقد ظهرت عبقريّته في وقت مبكّر. ويقال انه بدأ العزف على البيانو وهو في سنّ الرابعة. وفي شبابه، ذهب إلى لايبزيغ بألمانيا لدراسة موسيقى فرانز ليست. ثم ذهب إلى لندن واستقرّ بعد ذلك في باريس، حيث كرّس نفسه للتأليف الموسيقيّ.
وقد وصف ألبينيث مرّة موسيقاه بأنها تشبه منحوتات قصر الحمراء ومشغولات الأرابيسك التي تتداخل فيها الصور وتتحوّر وتتحوّل لتأخذ أشكال الهواء والشمس والعصافير في الحدائق. "في موسيقاي القليل من العلم والقليل من الأفكار العظيمة، القليل من الخطايا والكثير من العاطفة. لكنّ فيها ألوانا أكثر وضوء شمس ونكهة زيتون".