قد يكون الرسّام الاستشراقي الفرنسي من أصل هولندي جان باتيست فانمور موضوع هذا الكتاب. لكن قيمة الفنّان تكمن في السياق الذي تضعه فيه المؤلّفة والكاتبة أولغا نيفيدوفا.
ووجهة نظرها حول فانمور واضحة ومباشرة، إذ يندر أن تَرَك رسّام آخر سجلا كاملا ومفصّلا عن اسطنبول يضاهي ذلك الذي تركه جان فانمور. كان هذا الرسّام واحدا من أهمّ فنّاني الاستشراق. وقد عمل مع عدد من البعثات الدبلوماسية الفرنسية في إسطنبول.
وفانمور هو الذي مهّد الطريق أمام من جاءوا بعده من الرسّامين الأوروبيين الذين اهتمّوا بتصوير مظاهر الحياة في تركيا العثمانية. ولتوضيح هذه النقطة، تقول المؤلّفة إنها تقدّم من خلال الكتاب دراسة توضيحية عن طريقة تصوير الأوروبيين للشرق، بدءا من لوحات عصر النهضة الأوروبية إلى الأعمال الفنّية المعاصرة.
نيفيدوفا تلقي في كتابها ضوءا إضافيّا على "الفنّ الاستشراقي"، من خلال استعراضها لأعمال فنّانين آخرين كانوا مرتبطين بالبعثات الدبلوماسية الأوروبّية في تركيا.
الاستشراق هو نوع من الفنّ كان يتمّ تناوله غالبا من خلال عدسات القوى الاستعمارية. وكان يُعنى بإبراز جوانب مختلفة من الحياة الثقافية لبلاد الشرق، كالآداب والفنون الجميلة والهندسة المعمارية والموسيقى والفلسفة.
النظرة إلى الشرق، سواء كانت إيجابية أو سلبية، كانت تعتمد على الخيال أو الحقائق التاريخية. وقد ولّدت هذه النظرة في وعي الغربيين صورا غريبة عن حياة وثقافة الشعوب الشرقية.
ولد جان باتيست فانمور في هولندا عام 1671، وجاء إلى اسطنبول في عام 1699، عندما كان في سنّ الثامنة عشرة، ليعمل ضمن حاشية السفير الفرنسي هناك. وبحسب المعلومات المتوافرة، لم يترك المدينة حتى وفاته في عام 1737. وبين هذين التاريخين رسم مئات الصور، التي تكشف عنه كفنّان بارز وديبلوماسي بارع.
الإرث المهم الذي تركه الرسّام من خلال مجموعة لوحاته يمكن اعتباره سجلا مصوّرا عن حياة العثمانيين في القرن الثامن عشر، من الاحتفالات الدبلوماسية في بلاط اسطنبول إلى الأحداث اليومية للمجتمع المتعدّد الأديان والجنسيات.
كانت الإمبراطورية العثمانية آنذاك في أوج قوّتها ونفوذها، لدرجة أن معظم السفراء الأجانب كانوا يحرصون على اخذ صور تذكارية لهم مع السلطان ومع الوزير الأعظم. وقد رسم فانمور العديد من اللوحات للسفراء الفرنسيين وللناس العاديين. ومكافأة له على جهوده، حصل في عام 1725 على منصب فريد من نوعه، وهو رسّام ملك فرنسا في بلاد الشرق.
ولاء فانمور لم يكن مقتصرا على فرنسا. فقد منحه السفير الهولندي شرفا خاصّا عندما أدرج اسمه ضمن عدد قليل جدّا من الأفراد الذين سمح لهم بمرافقته إلى الديوان وغرفة العرش في قصر توب كابي عندما قدّم أوراق اعتماده هناك في سبتمبر من عام 1727.
أهمّية هذا الكتاب هي انه يأتي في لحظة حاسمة من تاريخ العلاقات بين الغرب والإسلام، لأنه يوفّر السياق والخلفية الضرورية لفهم هذا الجزء من العالم على نحو أفضل ولإثراء النقاشات المكثّفة الجارية حاليا حول هذا الموضوع.
كما لا بدّ وأن يثير الكتاب اهتمام الخبراء في دراسات الشرق الأوسط ودراسات ما بعد الاستعمار والمعنيين بأنثروبولوجيا وتاريخ وثقافة هذه المنطقة.
أولغا نيفيدوفا تعمل مستشارة في الفنّ ومتخصّصة في حركة الفنّ الاستشراقي. كما أنها عضو في الجمعية الدولية لمؤرّخي الفنّ وفي الرابطة الدولية لنقّاد الفنّ. وقد تلقّت تعليمها في روسيا والكويت وسافرت على نطاق واسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط. كما عملت كمحاضرة في مواضيع مختلفة وكتبت عددا من المقالات عن الحركة الاستشراقية والتي نُشرت في مجلات عالمية عديدة.
ووجهة نظرها حول فانمور واضحة ومباشرة، إذ يندر أن تَرَك رسّام آخر سجلا كاملا ومفصّلا عن اسطنبول يضاهي ذلك الذي تركه جان فانمور. كان هذا الرسّام واحدا من أهمّ فنّاني الاستشراق. وقد عمل مع عدد من البعثات الدبلوماسية الفرنسية في إسطنبول.
وفانمور هو الذي مهّد الطريق أمام من جاءوا بعده من الرسّامين الأوروبيين الذين اهتمّوا بتصوير مظاهر الحياة في تركيا العثمانية. ولتوضيح هذه النقطة، تقول المؤلّفة إنها تقدّم من خلال الكتاب دراسة توضيحية عن طريقة تصوير الأوروبيين للشرق، بدءا من لوحات عصر النهضة الأوروبية إلى الأعمال الفنّية المعاصرة.
نيفيدوفا تلقي في كتابها ضوءا إضافيّا على "الفنّ الاستشراقي"، من خلال استعراضها لأعمال فنّانين آخرين كانوا مرتبطين بالبعثات الدبلوماسية الأوروبّية في تركيا.
الاستشراق هو نوع من الفنّ كان يتمّ تناوله غالبا من خلال عدسات القوى الاستعمارية. وكان يُعنى بإبراز جوانب مختلفة من الحياة الثقافية لبلاد الشرق، كالآداب والفنون الجميلة والهندسة المعمارية والموسيقى والفلسفة.
النظرة إلى الشرق، سواء كانت إيجابية أو سلبية، كانت تعتمد على الخيال أو الحقائق التاريخية. وقد ولّدت هذه النظرة في وعي الغربيين صورا غريبة عن حياة وثقافة الشعوب الشرقية.
ولد جان باتيست فانمور في هولندا عام 1671، وجاء إلى اسطنبول في عام 1699، عندما كان في سنّ الثامنة عشرة، ليعمل ضمن حاشية السفير الفرنسي هناك. وبحسب المعلومات المتوافرة، لم يترك المدينة حتى وفاته في عام 1737. وبين هذين التاريخين رسم مئات الصور، التي تكشف عنه كفنّان بارز وديبلوماسي بارع.
الإرث المهم الذي تركه الرسّام من خلال مجموعة لوحاته يمكن اعتباره سجلا مصوّرا عن حياة العثمانيين في القرن الثامن عشر، من الاحتفالات الدبلوماسية في بلاط اسطنبول إلى الأحداث اليومية للمجتمع المتعدّد الأديان والجنسيات.
كانت الإمبراطورية العثمانية آنذاك في أوج قوّتها ونفوذها، لدرجة أن معظم السفراء الأجانب كانوا يحرصون على اخذ صور تذكارية لهم مع السلطان ومع الوزير الأعظم. وقد رسم فانمور العديد من اللوحات للسفراء الفرنسيين وللناس العاديين. ومكافأة له على جهوده، حصل في عام 1725 على منصب فريد من نوعه، وهو رسّام ملك فرنسا في بلاد الشرق.
ولاء فانمور لم يكن مقتصرا على فرنسا. فقد منحه السفير الهولندي شرفا خاصّا عندما أدرج اسمه ضمن عدد قليل جدّا من الأفراد الذين سمح لهم بمرافقته إلى الديوان وغرفة العرش في قصر توب كابي عندما قدّم أوراق اعتماده هناك في سبتمبر من عام 1727.
أهمّية هذا الكتاب هي انه يأتي في لحظة حاسمة من تاريخ العلاقات بين الغرب والإسلام، لأنه يوفّر السياق والخلفية الضرورية لفهم هذا الجزء من العالم على نحو أفضل ولإثراء النقاشات المكثّفة الجارية حاليا حول هذا الموضوع.
كما لا بدّ وأن يثير الكتاب اهتمام الخبراء في دراسات الشرق الأوسط ودراسات ما بعد الاستعمار والمعنيين بأنثروبولوجيا وتاريخ وثقافة هذه المنطقة.
أولغا نيفيدوفا تعمل مستشارة في الفنّ ومتخصّصة في حركة الفنّ الاستشراقي. كما أنها عضو في الجمعية الدولية لمؤرّخي الفنّ وفي الرابطة الدولية لنقّاد الفنّ. وقد تلقّت تعليمها في روسيا والكويت وسافرت على نطاق واسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط. كما عملت كمحاضرة في مواضيع مختلفة وكتبت عددا من المقالات عن الحركة الاستشراقية والتي نُشرت في مجلات عالمية عديدة.