على مدى ثلاثين عاما (من 1930 إلى 1960)، ظهرت شاعرتان في بلدين مختلفين وثقافتين مختلفتين. وقد شاركتا بشكل مدهش في نفس الاهتمامات والموضوعات.
وكلاهما كانتا شخصيّتين معروفتين في زمنهما وأظهرتا شجاعة فائقة في التعبير عن نفسيهما وفي تقويض المحرّمات. ولأنهما عاشتا في حقبة مضطربة، أي في زمن ما بعد الحرب، فقد كانتا رائدتين للكتابة النسوية.
الأولى هي الشاعرة سيلفيا بلاث التي ولدت في 27 أكتوبر 1932 في بوسطن، ماساشوستس.
عندما كانت بلاث تدرس في الجامعة، عانت من انهيار عصبيّ وحاولت الانتحار بعد ستّة أشهر من العلاج، إلا أنها شُفيت وعادت إلى كلّيّتها وتخرّجت في عام 1955.
وقد سافرت بلاث إلى إنجلترا والتقت الشاعر الإنجليزي تيد هيوز وتزوّجته في يونيو من عام 1656.
وفي عام 1962، وبعد أن علمت عن علاقته بامرأة أخرى، انفصلت عنه. ثم كتبت شعرا يُعترف به اليوم على انه أصليّ بشكل مذهل في غضبه، وذو ألوان حيّة بتصويره لأشعّة الشمس والطاقة والحياة، جنبا إلى جنب مع الإغراء الذي يثير اليأس والخواء والظلام.
وفي عام 1963، أقدمت سيلفيا بلاث على الانتحار بعد أن استنشقت الغاز من موقد المطبخ في بيتها.
وفي نفس الوقت في إيران، كانت الشاعرة فوروغ فرخزاد قد بدأت كتابة بعض قصائدها.
ولدت فرخزاد في يناير من عام 1935 في طهران، وتعلّمت في المدارس الحكومية حتى الصفّ التاسع. وتلقّت بعض التدريب في مجال الخياطة والرسم، ثمّ تزوّجت عندما بلغت السابعة عشرة من عمرها.
وبعد عام أنجبت طفلها الوحيد كاميار. لكن زواجها انتهى بالفشل، وتخلّت فوروغ عن ابنها لصالح عائلة زوجها السابق من أجل أن تواصل كتابة الشعر وتختطّ لنفسها طريقا مستقلا في الحياة.
وفي عام 1952، نشرت فرخزاد أوّل ديوان لها بعنوان "الأسير". وتتضمّن سلسلة أشعارها الناضجة قصائد مثل الجدار، تمرّد، ميلاد آخر، بالإضافة إلى عدد من القصائد الأخرى التي نُشرت بعد وفاتها.
وقد درست فوروغ الإنتاج السينمائيّ على يد المفكّر والمخرج السينمائيّ الإيرانيّ إبراهيم غولستان وحصلت على جائزة الأفلام الوثائقية عن فيلمها حول مستعمرة المجذومين في تبريز.
وفي عام 1967، وبينما كانت تخطّط للعب دور أوّل في مسرحية لبرنارد شو في طهران، قُتلت فجأة متأثّرة بجروح لحقت بها في حادث تحطّم سيّارتها.
كلا الشاعرتين، بلاث وفرخزاد، تنتميان إلى مدرسة الشعر الاعترافي، وقصائدهما تكشف عن لحظات حميمة من حياتهما. ومثل معظم الشعراء الاعترافيين، فإنهما تركّزان خاصّة على لحظات مؤلمة أو تجارب مريرة ذات صلة غالبا بمشاكل تاريخية أو ثقافية.
في عام 2001، صاغ عالم النفس جيمس كوفمان مصطلح "تأثير سيلفيا بلاث" مشيرا إلى ظاهرة أن الشعراء، وخصوصا الإناث، هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية من زملائهنّ الشعراء الذكور.
ولم تكن فوروغ فرخزاد أو سيلفيا بلاث استثناءً. فقد عانتا من الانهيار العصبيّ الذي أدّى بهما إلى الإقدام على الانتحار. في قصيدتها "سيّدة لازاروس"، تتحدّث سيلفيا بلاث عن فنّ الموت، وتزعم أنها بارعة بشكل استثنائيّ في ممارسة الانتحار.
وتقول بلاث في قصيدة بعنوان "أبي" موجّهة كلامها إلى والدها: أبي، لقد كان عليّ أن أقتلك، لكنّك متّ قبل أن تواتيني الفرصة". هذه هي سيلفيا بلاث وهي تتحدّث عن والدها النازيّ. وما من شكّ في أن "أبي" قصيدة آثمة لأنها تجرؤ على التفكير في أمر لا يمكن تصوّره.
والقصيدة تمثّل غياب التواصل والإحساس بالعجز. فالابنة، أو الشاعرة، كانت ضحيّة رغبتها في قتل والدها هربا من السلبية التي فُرضت عليها فرضا. وقد عانت سيلفيا من عدم كفاية المودّة الأبويّة، وكذلك حصل نفس الشيء لفرخزاد.
في إحدى رسائلها، تلقي فوروغ باللوم على أبيها لأنه لم يفهم شخصيّتها وأجبرها على أن تقوم بكلّ شيء، سواءً كان جيّدا أو سيّئا.
وكلاهما كانتا شخصيّتين معروفتين في زمنهما وأظهرتا شجاعة فائقة في التعبير عن نفسيهما وفي تقويض المحرّمات. ولأنهما عاشتا في حقبة مضطربة، أي في زمن ما بعد الحرب، فقد كانتا رائدتين للكتابة النسوية.
الأولى هي الشاعرة سيلفيا بلاث التي ولدت في 27 أكتوبر 1932 في بوسطن، ماساشوستس.
عندما كانت بلاث تدرس في الجامعة، عانت من انهيار عصبيّ وحاولت الانتحار بعد ستّة أشهر من العلاج، إلا أنها شُفيت وعادت إلى كلّيّتها وتخرّجت في عام 1955.
وقد سافرت بلاث إلى إنجلترا والتقت الشاعر الإنجليزي تيد هيوز وتزوّجته في يونيو من عام 1656.
وفي عام 1962، وبعد أن علمت عن علاقته بامرأة أخرى، انفصلت عنه. ثم كتبت شعرا يُعترف به اليوم على انه أصليّ بشكل مذهل في غضبه، وذو ألوان حيّة بتصويره لأشعّة الشمس والطاقة والحياة، جنبا إلى جنب مع الإغراء الذي يثير اليأس والخواء والظلام.
وفي عام 1963، أقدمت سيلفيا بلاث على الانتحار بعد أن استنشقت الغاز من موقد المطبخ في بيتها.
وفي نفس الوقت في إيران، كانت الشاعرة فوروغ فرخزاد قد بدأت كتابة بعض قصائدها.
ولدت فرخزاد في يناير من عام 1935 في طهران، وتعلّمت في المدارس الحكومية حتى الصفّ التاسع. وتلقّت بعض التدريب في مجال الخياطة والرسم، ثمّ تزوّجت عندما بلغت السابعة عشرة من عمرها.
وبعد عام أنجبت طفلها الوحيد كاميار. لكن زواجها انتهى بالفشل، وتخلّت فوروغ عن ابنها لصالح عائلة زوجها السابق من أجل أن تواصل كتابة الشعر وتختطّ لنفسها طريقا مستقلا في الحياة.
وفي عام 1952، نشرت فرخزاد أوّل ديوان لها بعنوان "الأسير". وتتضمّن سلسلة أشعارها الناضجة قصائد مثل الجدار، تمرّد، ميلاد آخر، بالإضافة إلى عدد من القصائد الأخرى التي نُشرت بعد وفاتها.
وقد درست فوروغ الإنتاج السينمائيّ على يد المفكّر والمخرج السينمائيّ الإيرانيّ إبراهيم غولستان وحصلت على جائزة الأفلام الوثائقية عن فيلمها حول مستعمرة المجذومين في تبريز.
وفي عام 1967، وبينما كانت تخطّط للعب دور أوّل في مسرحية لبرنارد شو في طهران، قُتلت فجأة متأثّرة بجروح لحقت بها في حادث تحطّم سيّارتها.
كلا الشاعرتين، بلاث وفرخزاد، تنتميان إلى مدرسة الشعر الاعترافي، وقصائدهما تكشف عن لحظات حميمة من حياتهما. ومثل معظم الشعراء الاعترافيين، فإنهما تركّزان خاصّة على لحظات مؤلمة أو تجارب مريرة ذات صلة غالبا بمشاكل تاريخية أو ثقافية.
في عام 2001، صاغ عالم النفس جيمس كوفمان مصطلح "تأثير سيلفيا بلاث" مشيرا إلى ظاهرة أن الشعراء، وخصوصا الإناث، هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية من زملائهنّ الشعراء الذكور.
ولم تكن فوروغ فرخزاد أو سيلفيا بلاث استثناءً. فقد عانتا من الانهيار العصبيّ الذي أدّى بهما إلى الإقدام على الانتحار. في قصيدتها "سيّدة لازاروس"، تتحدّث سيلفيا بلاث عن فنّ الموت، وتزعم أنها بارعة بشكل استثنائيّ في ممارسة الانتحار.
وتقول بلاث في قصيدة بعنوان "أبي" موجّهة كلامها إلى والدها: أبي، لقد كان عليّ أن أقتلك، لكنّك متّ قبل أن تواتيني الفرصة". هذه هي سيلفيا بلاث وهي تتحدّث عن والدها النازيّ. وما من شكّ في أن "أبي" قصيدة آثمة لأنها تجرؤ على التفكير في أمر لا يمكن تصوّره.
والقصيدة تمثّل غياب التواصل والإحساس بالعجز. فالابنة، أو الشاعرة، كانت ضحيّة رغبتها في قتل والدها هربا من السلبية التي فُرضت عليها فرضا. وقد عانت سيلفيا من عدم كفاية المودّة الأبويّة، وكذلك حصل نفس الشيء لفرخزاد.
في إحدى رسائلها، تلقي فوروغ باللوم على أبيها لأنه لم يفهم شخصيّتها وأجبرها على أن تقوم بكلّ شيء، سواءً كان جيّدا أو سيّئا.
تقول ناقدة فرنسية: لقد حبَسَ الرجال النساء بين أسطورتين مرعبتين: بين ميدوسا و"أبيس" أو الهاوية. والهاوية تشير إلى دلالات ومضامين وصف فرويد للمرأة على أنها "القارّة المظلمة"، أي المليئة بالغموض الذي يستعصي على التحليل والفهم.
أما الأسطورة الأخرى التي تشبّه المرأة بميدوسا، فما عليك إلا أن تنظر إلى ميدوسا في الرسم لتتأمّل ملامحها. إنها ليست قاتلة، بل هي جميلة وتضحك.
كانت كلّ من سيلفيا بلاث وفوروغ فرخزاد أمّين. وقد أثّرت أمومتهما على قصائدهما التي تتضمّن موضوعات عن الأمومة والحمل.
في قصيدة "من أجلك" لفرخزاد، وفي قصائد مثل "استعارات" و"أغنية الصباح" و"ثلاث نساء" لبلاث، نرى أن هذه القصائد موجّهة نحو الأمومة. وقد كتبت فوروغ قصيدتها هذه في أواخر شهر يوليو من عام 1957 وأهدتها إلى طفلها كاميار، وكانت تلك آخر تهويدة من الشاعرة الأمّ إلى ابنها. كانت قد قرّرت أن تترك طفلها خلافا للأعراف المجتمعية كي تتابع وظيفتها الأدبية.
"إسمحوا لظلّي أنا المتجوّلة التائهة
بأن ينفصل عن ظلّكم
وعندما يلاقي بعضنا بعضا ذات يوم
لن يقف بيننا سوى الله".
قصيدة "استعارات" لسيلفيا بلاث تدور حول امرأة تشعر بعدم أهميّتها ولا تهتمّ بحملها. والقصيدة تستخدم استعارات غنيّة لجعل القارئ يرى ويشعر ويفهم ما تقصده الشاعرة بطريقة أكثر وضوحا.
وفي قصيدة "أغنية الصباح"، تعبّر بلاث عن موقفها إزاء قدوم مولودها الجديد. وعلى الرغم من أن الطفل هو ثمرة للحبّ، إلا انك تلمس نبرتها السوداوية في القصيدة كلّها.
أما قصيدة "ثلاث نساء" التي يعتبرها النقّاد من القصائد الاجتماعية المهمّة لبلاث فتتناول معضلات أجساد النساء وخياراتهنّ في مجتمع ذكوريّ.
في معرفتها بالعقل اللاواعي وبالقوى الكامنة في اللغة، وفي توحّدها مع الجسد والأمومة، فإن فوروغ فرخزاد لا يمكن مقارنتها مع أيّ امرأة أخرى. ومع لغة جسد غير مألوفة، تحاول الشاعرة سدّ الفجوة بين الجسد والروح. والجسد هو نقطة التحوّل في البحث عن الذات الكامنة.
اختيار فرخزاد للمصطلحات بأشكالها وأماكنها الجديدة يخدم نظرتها الجديدة للجسد. كما أن جهدها مكرّس لتغيير المواصفات الميثية للغة ولإدخال لغة جديدة. والجهد لخلق هذه اللغة هو أوضح ما يكون في قصيدتها "خطيئة".
وبلاث و فرخزاد، كلاهما، تحتفلان بالموت، ترحّبان به، تتوقان إليه وتحتضانه بإقدامهما على الانتحار. وهما تعتبران أن الموت فعل يمكن للشاعرة الأنثى من خلاله أن تحقّق مكانا وصوتا لها ضمن المجال الذكوريّ للغة.
إن فعل الكتابة هو التماهي مع الأبويّ، ولكن فعل الكتابة الشعرية، التي هي لغة الثورة، يجعل الرغبة في الموت أمرا لا مفرّ منه.
وموت فرخزاد صدم الإيرانيين الذين رأوا فيه مأساة مفاجئة ولا معنى لها لفنّانة كانت ما تزال شابّة ونامية. لكنّها اختزلت حياتها قبل أن تبلغ النضوج والانجاز.
وقد ادّعى البعض أن الشاعرة حطّمت سيّارتها عمدا لتتخلّص من حياتها القديمة وتبدأ حياة جديدة. ويشير هؤلاء إلى مقطع من قصيدتها "دعنا نؤمن بافتتاح الموسم البارد"، والتي بدا أنها كانت نبوءة بالوقت واليوم والطقس والموسم الذي ستموت فيه لكي "تولد من جديد" كما يقول عنوان قصيدة أخرى لها.
والقصيدة تسرد التفاصيل الدقيقة لوفاتها، فالشاعرة ماتت بعد الساعة الرابعة عصرا بوقت قصير من يوم الرابع عشر من أكتوبر، وكانت الثلوج تتساقط بغزارة أثناء مراسم دفنها، تماما كما كانت قد تنبّأت وكتبت.
الأحداث الفعلية لحياة الشاعرة من هذا المنظور تكشف عن حقيقة أن حبّها للحرّيّة قويّ جدّا، لدرجة أنه يتوّج الرغبة في تجريد الجسد من وجوده الجميل لكي تحيي الموسم الآخر لقصيدتها.
أما الأسطورة الأخرى التي تشبّه المرأة بميدوسا، فما عليك إلا أن تنظر إلى ميدوسا في الرسم لتتأمّل ملامحها. إنها ليست قاتلة، بل هي جميلة وتضحك.
كانت كلّ من سيلفيا بلاث وفوروغ فرخزاد أمّين. وقد أثّرت أمومتهما على قصائدهما التي تتضمّن موضوعات عن الأمومة والحمل.
في قصيدة "من أجلك" لفرخزاد، وفي قصائد مثل "استعارات" و"أغنية الصباح" و"ثلاث نساء" لبلاث، نرى أن هذه القصائد موجّهة نحو الأمومة. وقد كتبت فوروغ قصيدتها هذه في أواخر شهر يوليو من عام 1957 وأهدتها إلى طفلها كاميار، وكانت تلك آخر تهويدة من الشاعرة الأمّ إلى ابنها. كانت قد قرّرت أن تترك طفلها خلافا للأعراف المجتمعية كي تتابع وظيفتها الأدبية.
"إسمحوا لظلّي أنا المتجوّلة التائهة
بأن ينفصل عن ظلّكم
وعندما يلاقي بعضنا بعضا ذات يوم
لن يقف بيننا سوى الله".
قصيدة "استعارات" لسيلفيا بلاث تدور حول امرأة تشعر بعدم أهميّتها ولا تهتمّ بحملها. والقصيدة تستخدم استعارات غنيّة لجعل القارئ يرى ويشعر ويفهم ما تقصده الشاعرة بطريقة أكثر وضوحا.
وفي قصيدة "أغنية الصباح"، تعبّر بلاث عن موقفها إزاء قدوم مولودها الجديد. وعلى الرغم من أن الطفل هو ثمرة للحبّ، إلا انك تلمس نبرتها السوداوية في القصيدة كلّها.
أما قصيدة "ثلاث نساء" التي يعتبرها النقّاد من القصائد الاجتماعية المهمّة لبلاث فتتناول معضلات أجساد النساء وخياراتهنّ في مجتمع ذكوريّ.
في معرفتها بالعقل اللاواعي وبالقوى الكامنة في اللغة، وفي توحّدها مع الجسد والأمومة، فإن فوروغ فرخزاد لا يمكن مقارنتها مع أيّ امرأة أخرى. ومع لغة جسد غير مألوفة، تحاول الشاعرة سدّ الفجوة بين الجسد والروح. والجسد هو نقطة التحوّل في البحث عن الذات الكامنة.
اختيار فرخزاد للمصطلحات بأشكالها وأماكنها الجديدة يخدم نظرتها الجديدة للجسد. كما أن جهدها مكرّس لتغيير المواصفات الميثية للغة ولإدخال لغة جديدة. والجهد لخلق هذه اللغة هو أوضح ما يكون في قصيدتها "خطيئة".
وبلاث و فرخزاد، كلاهما، تحتفلان بالموت، ترحّبان به، تتوقان إليه وتحتضانه بإقدامهما على الانتحار. وهما تعتبران أن الموت فعل يمكن للشاعرة الأنثى من خلاله أن تحقّق مكانا وصوتا لها ضمن المجال الذكوريّ للغة.
إن فعل الكتابة هو التماهي مع الأبويّ، ولكن فعل الكتابة الشعرية، التي هي لغة الثورة، يجعل الرغبة في الموت أمرا لا مفرّ منه.
وموت فرخزاد صدم الإيرانيين الذين رأوا فيه مأساة مفاجئة ولا معنى لها لفنّانة كانت ما تزال شابّة ونامية. لكنّها اختزلت حياتها قبل أن تبلغ النضوج والانجاز.
وقد ادّعى البعض أن الشاعرة حطّمت سيّارتها عمدا لتتخلّص من حياتها القديمة وتبدأ حياة جديدة. ويشير هؤلاء إلى مقطع من قصيدتها "دعنا نؤمن بافتتاح الموسم البارد"، والتي بدا أنها كانت نبوءة بالوقت واليوم والطقس والموسم الذي ستموت فيه لكي "تولد من جديد" كما يقول عنوان قصيدة أخرى لها.
والقصيدة تسرد التفاصيل الدقيقة لوفاتها، فالشاعرة ماتت بعد الساعة الرابعة عصرا بوقت قصير من يوم الرابع عشر من أكتوبر، وكانت الثلوج تتساقط بغزارة أثناء مراسم دفنها، تماما كما كانت قد تنبّأت وكتبت.
الأحداث الفعلية لحياة الشاعرة من هذا المنظور تكشف عن حقيقة أن حبّها للحرّيّة قويّ جدّا، لدرجة أنه يتوّج الرغبة في تجريد الجسد من وجوده الجميل لكي تحيي الموسم الآخر لقصيدتها.
Credits
sylviaplath.info
forughfarrokhzad.org
english.arts.cornell.edu
sylviaplath.info
forughfarrokhzad.org
english.arts.cornell.edu