من الأشياء التي أصبحت معروفة وبديهية أن الدين يؤثّر في الفنّ. وأوضح مثال على ذلك هو النفوذ الذي مارسته الكنيسة الكاثوليكية خلال العصور الوسطى على الرسّامين بحيث لا يرسمون سوى ما يرضى عنه رجال الاكليروس.
لكن الاقتصاد يمكن أيضا أن يلعب دورا مهمّا في الرسم. وهناك أمثلة كثيرة على هذا. وأحدها يمكن أن نستخلصه من بعض الأعمال الفنّية التي جاءتنا من عصر النهضة الايطالي.
في ذلك الوقت كثرت وراجت اللوحات التي تصوّر المادونات. وفيها تظهر العذراء دائما وهي ترتدي وشاحا ازرق اللون.
ترى ماذا وراء اختيار هذا اللون في اللباس أو الموضة؟ في الواقع، ليس هناك أيّ دليل في المراجع الدينية أو التاريخية يشير إلى أن المادونا كانت تفضّل لوناً بعينه. والسرّ في اختيار هذا اللون بالذات يكمن في خطوط التجارة الصعبة والخطيرة إلى أفغانستان.
وبداية، هذا اللون الذي يظهر على ملابس المادونات ليس الأزرق وإنّما اللازوردي. واللازورد في الأساس حجر غالي الثمن وذو تاريخ عظيم. وهو من بين أفضل ما يمكن أن يدخل في صناعة المجوهرات.
وهو يبدو، وكيفما استُخدم، مثل السماء الليلية، أزرق غامق ولامع. وقد كان مشهورا منذ آلاف السنين في اليونان وروما ومصر وفارس وبلاد ما وراء النهرين.
وبعض الحضارات القديمة اعتبرته حجرا مقدّسا، لأنها كانت تعتقد أن له قوى سحرية وغامضة. ومن اللازورد يُستخلص اللون المسمّى بالالترامارين، وهو لون نفيس للغاية وباهظ السعر بسبب جماله ولمعانه الأخّاذ.
وأفضل أنواع اللازورد موجودة في جبال أفغانستان، والناس هناك يعرفونه منذ أكثر من خمسة آلاف عام. لكن هناك مخزونا منه في بلدان أخرى مثل روسيا وشيلي وايطاليا وباكستان.
ومن الناحية الفنّية هو ليس "كريستال"، بل حجر. ويقال أن من أسباب كونه غالي الثمن الاعتقاد الشعبيّ بأنه يكشف عن حقيقة الإنسان الداخلية ويزيد الوعي بالذات ويساعد المرء على التعبير عن ذاته ويوفّر منظورا أوضح عن الحياة.
وعلى المستوى الروحيّ، يقال انه يحسّن نوعية الأحلام ويعمّق إحساس الإنسان بالسلام والصفاء. وبالإضافة إلى جماله ومزاياه التاريخية والميتافيزيقية، فهو مفضّل لقدراته الشفائية. يقال مثلا انه ينفع في علاج التوحّد وآلام المفاصل والغدد والقصبة الهوائية والدورة الدموية والشقيقة، وذلك بعد تسخينه في حرارة الشمس.
وبعض المصادر تشير إلى أن الفرس سيطروا على تجارة اللازورد منذ القدم. وقد استخدموا الصبغة الزرقاء المستخلصة منه في رسم المنمنمات التي زيّنوا بها بعض كتبهم المشهورة مثل ليلى والمجنون ومخطوطة الشاعر نظامي.
الرسّامون في أوربا القرون الوسطى كانت لديهم القليل من الأصباغ الزرقاء الساطعة. وهذا النقص تمّت معالجته عندما بدأ اللون اللازوردي يصل إلى أوربّا من جبال آسيا.
وفقط الرسّامون المهمّون والموسرون هم الذين كان بإمكانهم أن يتحمّلوا سعره ويشتروه ويستخدموه في أعمالهم. وكثيرا ما كان رعاتهم يحرّصونهم على توظيف هذا اللون، خاصّة عندما يكون موضوع اللوحة دينيّا، والمكان المفضّل لاستخدامه كان رداء المادونا.
في ذلك العصر، أي عصر النهضة، كان اللازورد أغلى من الذهب. وقد وظّفه فنّانون مثل ميكيل انجيلو ودافنشي ورافائيل في لوحاتهم لأنه يضفي على الرسم هالة من القداسة والغموض. ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، بدأ الكيميائيون استخلاص طرق عديدة لتخليق لون صناعيّ شبيه باللازورد الحقيقيّ. وقد نجحوا في ذلك إلى حدّ كبير، لكن يبقى للّون الطبيعي قيمته وجاذبيّته الخاصّة.
لكن الاقتصاد يمكن أيضا أن يلعب دورا مهمّا في الرسم. وهناك أمثلة كثيرة على هذا. وأحدها يمكن أن نستخلصه من بعض الأعمال الفنّية التي جاءتنا من عصر النهضة الايطالي.
في ذلك الوقت كثرت وراجت اللوحات التي تصوّر المادونات. وفيها تظهر العذراء دائما وهي ترتدي وشاحا ازرق اللون.
ترى ماذا وراء اختيار هذا اللون في اللباس أو الموضة؟ في الواقع، ليس هناك أيّ دليل في المراجع الدينية أو التاريخية يشير إلى أن المادونا كانت تفضّل لوناً بعينه. والسرّ في اختيار هذا اللون بالذات يكمن في خطوط التجارة الصعبة والخطيرة إلى أفغانستان.
وبداية، هذا اللون الذي يظهر على ملابس المادونات ليس الأزرق وإنّما اللازوردي. واللازورد في الأساس حجر غالي الثمن وذو تاريخ عظيم. وهو من بين أفضل ما يمكن أن يدخل في صناعة المجوهرات.
وهو يبدو، وكيفما استُخدم، مثل السماء الليلية، أزرق غامق ولامع. وقد كان مشهورا منذ آلاف السنين في اليونان وروما ومصر وفارس وبلاد ما وراء النهرين.
وبعض الحضارات القديمة اعتبرته حجرا مقدّسا، لأنها كانت تعتقد أن له قوى سحرية وغامضة. ومن اللازورد يُستخلص اللون المسمّى بالالترامارين، وهو لون نفيس للغاية وباهظ السعر بسبب جماله ولمعانه الأخّاذ.
وأفضل أنواع اللازورد موجودة في جبال أفغانستان، والناس هناك يعرفونه منذ أكثر من خمسة آلاف عام. لكن هناك مخزونا منه في بلدان أخرى مثل روسيا وشيلي وايطاليا وباكستان.
ومن الناحية الفنّية هو ليس "كريستال"، بل حجر. ويقال أن من أسباب كونه غالي الثمن الاعتقاد الشعبيّ بأنه يكشف عن حقيقة الإنسان الداخلية ويزيد الوعي بالذات ويساعد المرء على التعبير عن ذاته ويوفّر منظورا أوضح عن الحياة.
وعلى المستوى الروحيّ، يقال انه يحسّن نوعية الأحلام ويعمّق إحساس الإنسان بالسلام والصفاء. وبالإضافة إلى جماله ومزاياه التاريخية والميتافيزيقية، فهو مفضّل لقدراته الشفائية. يقال مثلا انه ينفع في علاج التوحّد وآلام المفاصل والغدد والقصبة الهوائية والدورة الدموية والشقيقة، وذلك بعد تسخينه في حرارة الشمس.
وبعض المصادر تشير إلى أن الفرس سيطروا على تجارة اللازورد منذ القدم. وقد استخدموا الصبغة الزرقاء المستخلصة منه في رسم المنمنمات التي زيّنوا بها بعض كتبهم المشهورة مثل ليلى والمجنون ومخطوطة الشاعر نظامي.
الرسّامون في أوربا القرون الوسطى كانت لديهم القليل من الأصباغ الزرقاء الساطعة. وهذا النقص تمّت معالجته عندما بدأ اللون اللازوردي يصل إلى أوربّا من جبال آسيا.
وفقط الرسّامون المهمّون والموسرون هم الذين كان بإمكانهم أن يتحمّلوا سعره ويشتروه ويستخدموه في أعمالهم. وكثيرا ما كان رعاتهم يحرّصونهم على توظيف هذا اللون، خاصّة عندما يكون موضوع اللوحة دينيّا، والمكان المفضّل لاستخدامه كان رداء المادونا.
في ذلك العصر، أي عصر النهضة، كان اللازورد أغلى من الذهب. وقد وظّفه فنّانون مثل ميكيل انجيلو ودافنشي ورافائيل في لوحاتهم لأنه يضفي على الرسم هالة من القداسة والغموض. ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، بدأ الكيميائيون استخلاص طرق عديدة لتخليق لون صناعيّ شبيه باللازورد الحقيقيّ. وقد نجحوا في ذلك إلى حدّ كبير، لكن يبقى للّون الطبيعي قيمته وجاذبيّته الخاصّة.
Credits
arthistory.net
arthistory.net