:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الجمعة، ديسمبر 13، 2024

خواطر في الأدب والفن


  • الوالد المَرْوَحي helicopter parent ، مصطلح يُطلق على الآباء الذين يكونون شديدي الانتباه وخائفين فوق اللزوم من تجارب أطفالهم ومشاكلهم، وخاصّة خارج المنزل وفي المؤسّسات التعليمية. ويطلَق على الوالدين هذا الوصف "أي المروحي" لأنهم يشبهون الطائرات المروحية او الهيليوكوبتر، فهم يحومون في الأعلى ويُشرفون على كلّ صغيرة وكبيرة تخصّ ابنهما، سواءً في المدرسة او الجامعة أو في أنشطة الحياة الاجتماعية الأخرى.
    ومصطلح "الوالد المَرْوَحي" أصبح متداولا منذ أواخر الثمانينات وتوسّع استخدامه في مستهلّ القرن الحالي، حيث يتّصل الآباء بمعلّمي أبنائهم مرارا لسؤالهم عن درجاتهم وانتظامهم وما الى ذلك. ويحدث أحيانا أن الآباء الحريصين كثيرا ما يستمرّون في متابعة ودعم أبنائهم حتى على مستوى الدراسات العليا، فتجدهم مثلا يصرّون على قبولهم في هذه الكلّية او تلك، بصرف النظر عن المعايير او الاستحقاق.
    هذا الأسلوب المفرط في التربية ينبع غالبا من قلق الوالدين من تعرّض أطفالهم للأذى أو من تعطّل نموّه. ويقول خبراء التربية ان مشاركة الوالدين في حياة الطفل قد تكون مفيدة للغاية لأنها تساعد على تفوّقه أكاديميّا وعاطفيّا وتعينه على بناء علاقات أفضل مع أقرانه. لكن تبيّن أن التسلّط الأبوي له آثار ضارّة على حياة المراهقين، لأنه يعيق النموّ المعرفي والعاطفي للطفل، في حين أنه من الضروري أحيانا أن يفشل الأطفال ويتعلّموا من أخطائهم من خلال التجربة والخطأ.
    وفي بعض الحالات كثيرا ما يواجه أطفال الآباء المروحيين مشاكل في التفاعل مع أقرانهم، لأنهم ببساطة لا يقدّرون التعايش الاجتماعي بسبب أنانيتهم وافتقارهم للثقة، نتيجة الحرص الزائد لوالديهم.
  • ❉ ❉ ❉

  • هذه اللوحة اسمها "تحيّة إلى يوهان سيباستيان باخ" للرسّام التكعيبي الفرنسي جورج براك. وهي لوحة ذكيّة من عدّة نواحٍ، بما في ذلك توقيع براك نفسه الذي ضمّنه الصورة وكأنه إشارة بارعة إلى التشابه بين لقب عائلته "براك" ولقب الموسيقيّ الباروكي الشهير.
    المعروف أن براك كثيرا ما كان يضمّن لوحاته صورا لآلات موسيقية أو إشارات إلى الموسيقى، وكان هو نفسه موسيقيّا موهوبا يعزف على الكمان والفلوت والأكورديون. لذا ليس من المستغرب أن يكرِّم من خلال هذه اللوحة أحد أعظم الموسيقيين، والذي كان ملحّن براك المفضّل.
    أبتكر براك مع بيكاسو أسلوبا في الرسم أصبح يُعرف بالتكعيبية التحليلية. وفيها تكون المساحة مضغوطة وتُختزل الألوان إلى البنّي الفاتح والرمادي، ولا تظهر التفاصيل التي يمكن التعرّف عليها إلا في لحظات عابرة.

  • سبق لبراك أن عمل في عدد من المهن التي تعلّم منها بعض التقنيات التي استخدمها لاحقا في فنّه، مثل تأثير حبيبات الخشب الوهمية الذي يظهر في الجانب الأيسر السفلي من اللوحة.
    تقول مونيكا باون إن المؤلّفات الموسيقية المتعدّدة الأصوات لباخ، والتي تقدّم الزخارف الموسيقية السائدة من خلال طبقات مختلفة من الآلات والأصوات، تتوازى مع الطريقة التي تقدِّم بها اللوحات التكعيبية نفس الأشياء من خلال مجموعة متنوّعة من الأفكار المجزّأة. كما تتوازى الابتكارات المختلفة لباخ مع الطريقة التي سعى بها براك إلى إنشاء أشكال مختلفة من المواضيع المتشابهة طوال حياته المهنية. وقد لاحظ أحد النقّاد أن نسج الأصوات معا في "فيوكاتfugues " باخ يعطي إحساسا بالبنية والخطوط والهندسة المعمارية في لوحة براك.
    وتضيف أن براك كان يعتقد أن الآلات الموسيقية تضيف بُعدا ملموسا للصورة المرئية. وكان يرى أن السمة المميّزة للآلة الموسيقية ككائن هي أنها تنبض بالحياة عند لمسها. وربّما شعرَ، مثل أيّ رسّام، بانفصال عن لوحاته لأنه لا يلمسها مباشرة في عملية الإبداع بالنظر الى أنه يستخدم فرشاة الرسم. وبهذه الطريقة، يمكن للموسيقى أن تسدّ هذه الفجوة الماديّة. لكن يبدو أن الموضوع الموسيقيّ يضيف طبقة إضافية من التجربة، هي تجربة السماع، التي تتجاوز الاستكشافات المكانية للتكعيبية.

    ❉ ❉ ❉

  • تقول أكاديمية أمريكية متخصّصة في التاريخ: لسنوات طوال، كنت أبدأ درس التاريخ الأمريكي بسؤال الطلاب: ما اسم الرجل الذي يقال إنه اكتشف أميركا؟". أحيانا يعترض بعض الطلاب على كلمة "اكتشف"، لكنهم جميعا يعرفون الرجل الذي أسأل عنه. "كريستوفر كولومبوس!".
    ثم أسأل: حسنا، من وجد عندما جاء إلى هنا؟". وعادة ما يجيب بعض الطلاب: الهنود". ثم أطلب منهم أن يذكروا بعض أسمائهم، فيكون الجواب الصمت. إننا جميعا نعرف اسم الرجل الذي جاء إلى هنا من أوروبّا، لكن لا أحد منّا يعرف أيّا من اسماء الأشخاص الذين كانوا هنا أوّلاً، وكان هناك مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين منهم. لماذا لا نسمع عنهم؟ هذا الجهل هو من صُنع التاريخ الذي يفرض الصمت، وهو ما يجعل حياة وقصص شعوب بأكملها غير مرئية وغير معلومة.
    وتقول أكاديمية أمريكية من قبيلة شايان الأصلية: بصفتنا شعوباً أمريكية أصلية تعيش في هذا المكان من الأرض، ليس لدينا أيّ سبب للاحتفال بغزو تسبّب في هلاك العديد من أبناء شعبنا، ولا يزال يتسبّب في الدمار حتى اليوم. في نهاية المطاف، لم يكتفِ كولومبوس بـ"الاكتشاف"، بل استولى على السلطة. فقد اختطف شعب التاينو واستعبدهم. كما أصدر أمرا بقطع أيديهم ومطاردتهم بالكلاب الشرسة إن فشلوا في تسليم حصّة الذهب التي طالب بها".
    وتضيف: لم تتضمّن الكتب المدرسية للشركات والسير الذاتية للأطفال عن كولومبوس أيّاً من هذا، بل كانت مليئة بالمعلومات المضلّلة والتشويه. ولكن المشكلة الأعمق كانت في النصّ الفرعي لقصّة كولومبوس. فقد أصبح أمرا جائزا وعاديّا أن تتنمّر الدول الكبرى على الدول الصغيرة وأن يهيمن البيض على الملوّنين، وأن يُحتفَل بالمستعمِرين دون الاهتمام برأي المستعمَرين، وأن يُنظر إلى التاريخ من وجهة نظر المنتصرين فقط".
  • ❉ ❉ ❉

  • لم يكن الفيلسوف الروماني شيشرون (106 - 44 قبل الميلاد) يعرف شيئا عن التسويق. لكن لو تمعنّا في أحد أقواله المشهورة، فسنعرف عنه فكرة مختلفة. فممّا يُنقل عنه قوله: إن كنتَ تريد إقناعي، فيجب عليك أن تفكّر بأفكاري وتشعر بمشاعري وتتحدّث بكلماتي".
    ولو حلّلنا هذا الكلام، فسندرك أن شيشرون يلعب هنا دور العميل أو الزبون ويتحدّث إلى البائع أو المسوّق. فهو يقول: إن كنت تريد إقناعي"، ولا يقول إبلاغي أو نصحي، ولكن جعلي أقتنع. ثم يقول "فيجب عليك"، وهذا جزء إلزامي وليس اختياريّا. وهو الطريقة الوحيدة المجدية. ثم: فكّر بأفكاري"، أي يجب أن تعرف ما يحدث في عالمي وكيف أنظر الى الأمور. ثم أن "تشعر بمشاعري"، أي أن تأخذ الأمر أبعد من ذلك، فتعرف ما يهمّني وما أريده وما أخشاه.
    ثم أن "تتحدّث بكلماتي"، أي أن تستخدم اللغة التي أفهمها وأعرفها، لغة جيلي ومهنتي وصناعتي، ولا تستخدم مصطلحات تقنية ولا اختصارات. لو أن كلّ مسؤول مبيعات دوّن هذه الحكمة الرائعة على بطاقة وتصرّف بناءً عليها في كلّ مرّة يتواصل فيها مع العملاء أو مع السوق، فإن مستوى أدائه لأعماله سيتحسّن كثيرا وسينعكس هذا على أداء ومكانة المنظّمة او الشركة ككلّ.

  • Credits
    georgesbraque.org
    albertis-window.com