في اللوحة التي فوق، يصوّر الرسّام الفرنسي كميل كورو اللحظة المأساوية التي قاد فيها أورفيوس خطيبته يوريديسي خارج العالم السفلي. ويظهر الاثنان ملفوفين بأجواء ناعمة وحالمة، تحيطها طبيعة خضراء يغلّفها الضباب، بينما يقف بالقرب منهما بضعة أشخاص غامضين يمثّلون على الأرجح بعض ساكني العالم السفلي.
كان أورفيوس موسيقيّا وشاعرا يونانيّا. ورغم أن قصّته قديمة جدّا، إلا أنه ما يزال، حتى يومنا هذا، يتمشّى بيننا كموسيقيّ متجوّل، يذكّرنا بشيء ما، يربّت برفق على أكتافنا، رافضا أن يُنسى، ويعلّمنا عن حياة مليئة بالغموض والحبّ والفقد والحكمة.
عاش أورفيوس، كما يُعتقد، في الجيل الذي سبق حرب طروادة. وأظهرت أسطورته أن الإغريق يؤمنون بقوّة الموسيقى والشعر. وكان قد تلقّى من الإله أبولّو آلة موسيقية عبارة عن قيثارة. ومع مرور الوقت، كبر الشابّ ليصبح معلّما في الغناء والموسيقى. وفي عزلته، كان يعزف أعذب الموسيقى التي تحرّك الروح، فتعكس آلام قلبه وأوجاعه. وكانت براعته الفنيّة هي التطهير الذي يلجأ إليه لفهم عزلته والتعامل معها.
وعندما كان أورفيوس يعزف على قيثارته، كان يسحر كلّ من يستمع إليه. وكانت حتى الأشجار والحجارة تتناغم مع موسيقاه والحيوانات تصمت عندما يعزف. وكانت الأنهار تغيّر اتجاه جريانها وأمواج البحر تهدأ عند سماع عزفه الساحر.
وقد أراد أورفيوس الزواج من الحورية يوريديسي التي كان يحبّها بشدّة. ولكن في يوم زفافهما، ركضت يوريديسي عبر حقل ودَاست على ثعبان سامّ فلدغها وماتت على الفور. وتلقّى أورفيوس الخبر الأليم وصُدم بقوّة ثم سقط في حزن عميق وتوقّف عن العزف والغناء.
ومرّت الأيّام وحزنه يزداد الى أن قرّر الانطلاق في رحلة خطرة لإقناع هيديز ملك العالم السفلي بإعادة حبيبته من عالم الأموات. وكان هذا أمرا غير مسبوق، لأن العالم السفلي كان مكانا صعبا ومَلكُه أكثر صعوبة، ولم يحدث أبدا أن غادرت أيّ روح بعد عبورها نهر "ستيكس".
وفي طريق أورفيوس إلى العالم السفلي، كان يغنّي ويعزف على قيثارته. وكالعادة، كان غناؤه جميلاً لدرجة أن الأرض ذاتها التي أسرها سحر موسيقاه انفتحت وسمحت له بالنزول إلى العالم السفلي. وهناك التقى شيرون، البحّار الذي سيساعده في عبور نهر "ستيكس" الذي يفصل أرض الحياة عن أرض الموت. وسمح له سيربيروس، الوحش ذو الرؤوس الأربعة، الذي أسره سحر موسيقاه، بالدخول دون أيّ جهد إلى عالم لم يدخله إنسان حيّ من قبل.
وفي العالم السفلي، التقى أورفيوس كلا من هيديز وبيرسيفوني وطلب منهما أن يعيدا يوريديسي إلى عالم الحياة. وعندما لاحظا حبّه الكبير لها، تعاطفا معه وقرّرا أن يساعداه لمرّة واحدة. فسمحا له باستعادة حبيبته، ولكن بشرط أن يسبقها وألا يدير رأسه نحوها حتى يخرجا من العالم السفلي تماما.
كان أورفيوس موسيقيّا وشاعرا يونانيّا. ورغم أن قصّته قديمة جدّا، إلا أنه ما يزال، حتى يومنا هذا، يتمشّى بيننا كموسيقيّ متجوّل، يذكّرنا بشيء ما، يربّت برفق على أكتافنا، رافضا أن يُنسى، ويعلّمنا عن حياة مليئة بالغموض والحبّ والفقد والحكمة.
عاش أورفيوس، كما يُعتقد، في الجيل الذي سبق حرب طروادة. وأظهرت أسطورته أن الإغريق يؤمنون بقوّة الموسيقى والشعر. وكان قد تلقّى من الإله أبولّو آلة موسيقية عبارة عن قيثارة. ومع مرور الوقت، كبر الشابّ ليصبح معلّما في الغناء والموسيقى. وفي عزلته، كان يعزف أعذب الموسيقى التي تحرّك الروح، فتعكس آلام قلبه وأوجاعه. وكانت براعته الفنيّة هي التطهير الذي يلجأ إليه لفهم عزلته والتعامل معها.
وعندما كان أورفيوس يعزف على قيثارته، كان يسحر كلّ من يستمع إليه. وكانت حتى الأشجار والحجارة تتناغم مع موسيقاه والحيوانات تصمت عندما يعزف. وكانت الأنهار تغيّر اتجاه جريانها وأمواج البحر تهدأ عند سماع عزفه الساحر.
وقد أراد أورفيوس الزواج من الحورية يوريديسي التي كان يحبّها بشدّة. ولكن في يوم زفافهما، ركضت يوريديسي عبر حقل ودَاست على ثعبان سامّ فلدغها وماتت على الفور. وتلقّى أورفيوس الخبر الأليم وصُدم بقوّة ثم سقط في حزن عميق وتوقّف عن العزف والغناء.
ومرّت الأيّام وحزنه يزداد الى أن قرّر الانطلاق في رحلة خطرة لإقناع هيديز ملك العالم السفلي بإعادة حبيبته من عالم الأموات. وكان هذا أمرا غير مسبوق، لأن العالم السفلي كان مكانا صعبا ومَلكُه أكثر صعوبة، ولم يحدث أبدا أن غادرت أيّ روح بعد عبورها نهر "ستيكس".
وفي طريق أورفيوس إلى العالم السفلي، كان يغنّي ويعزف على قيثارته. وكالعادة، كان غناؤه جميلاً لدرجة أن الأرض ذاتها التي أسرها سحر موسيقاه انفتحت وسمحت له بالنزول إلى العالم السفلي. وهناك التقى شيرون، البحّار الذي سيساعده في عبور نهر "ستيكس" الذي يفصل أرض الحياة عن أرض الموت. وسمح له سيربيروس، الوحش ذو الرؤوس الأربعة، الذي أسره سحر موسيقاه، بالدخول دون أيّ جهد إلى عالم لم يدخله إنسان حيّ من قبل.
وفي العالم السفلي، التقى أورفيوس كلا من هيديز وبيرسيفوني وطلب منهما أن يعيدا يوريديسي إلى عالم الحياة. وعندما لاحظا حبّه الكبير لها، تعاطفا معه وقرّرا أن يساعداه لمرّة واحدة. فسمحا له باستعادة حبيبته، ولكن بشرط أن يسبقها وألا يدير رأسه نحوها حتى يخرجا من العالم السفلي تماما.
وافق أورفيوس وبدأ الاثنان رحلة عودتهما بهدوء، أورفيوس أوّلاً وخلفه يوريديسي. وبعد أن قطعا مسافة، وفي لحظة شكّ، استدار أورفيوس ليضمن أن زوجته تتبعه، فأخلّ بالشرط الذي قطعه على نفسه وفقدها مرّة واحدة وإلى الأبد.
عندما نظر أورفيوس إلى الوراء، كان يعصي ربّ العالم السفلي. وقد خسر يوريديسي عقابا له، مع أنه فعل ذلك لأنه لم يسمعها، إذ كيف يمكنك أن تسمع روحا تتبعك؟ّ! لكن بما أنه لم يفِ بالاتفاق الذي أبرمه مع سيّد أرض الموتى، كان لا بدّ من أن يدفع الثمن، وهو استعادة روح يوريديسي بعد أن سُمح لها بمغادرة العالم السفلي.
بعد مقتل أورفيوس فيما بعد، دفنته الآلهة في ليبيثرا حيث كانت البلابل تغرّد بعذوبة فوق قبره. وأصبحت قيثارته اسما لكوكبة القيثارة (Lyra Constellation) التي تقع في نصف الكرة السماوية الشمالي. وفي العصر الحديث، رسم قصّته العديد من الفنّانين وألّف موسيقيّون أعمالا كثيرة استوحوها من هذه الأسطورة.
قصّة أورفيوس هي عن النور والظلام وعن الحياة والموت وعن حقائق الوجود البسيطة. ويمكن أن تكون القصّة استعارة للفنّان الذي يبحث عن الجمال لكنه يفقده حتى عندما يلمحه بسرعة. ويمكن أيضا أن تكون رمزا لقوّة الحبّ وكيف يمكنه أن يُلهم الأفراد خوض تحديّات عظيمة ومواجهة المجهول. كما تتحدّث القصّة عن قدرة الفنّ والإبداع على تجاوز الحدود واستدعاء المشاعر العميقة وربطنا بالعالم.
كما تتناول فكرة الفقد والحزن، والمدى الذي قد نذهب إليه من أجل استعادة ما فقدناه. وهي أيضا عن هشاشة الأمل وكيف أن الشكّ والخوف يمكن أن يقوّضا أهدافنا ويؤدّيا إلى عواقب وخيمة. كما تشير الأسطورة الى محدودية تحكّم الانسان وعجزه عن تغيير مسار القدَر أو التصرّف في مواجهة إرادة قوى أعظم منه.
من جهة أخرى، يمكن اعتبار ذهاب أورفيوس ونزوله إلى العالم السفلي رحلة إلى الذات ومواجهة تعقيدات المخاوف والعواطف الداخلية والتحدّيات الوجودية والخروج منها بفهم وحكمة أكبر. كما تثير الأسطورة تساؤلات عمّا يمكننا التخلّي عنه من أجل أولئك الذين نهتم بهم ونحبّهم.
إن الأساطير عبارة عن لغة ورموز واستعارات وليس فيها مصادفات أو أحداث تقع كيفما اتفق. وحقيقة أن اسم أورفيوس يعني "ظلام الليل" يمكن أن يعلّمنا شيئا عن هذه الحركة بين الظلام والنور، التي قد تكون استعارة لرحلة البذرة على الأرض من النور إلى الظلام، ثم العودة إلى النور مرّة أخرى. فبعد أن تنبعث البذرة من ثمرة إلى ظلمة الأرض، تعود إلى النور بقوّتها الخاصّة.
والدورات العظيمة التي تمرّ بها الطبيعة تتكرّر مراراً، فتُلهِمُنا وتعلّمُنا. وهي تمسّ واحدة من أعظم معضلات الظرف الإنساني: الحياة والموت. فنحن نأتي إلى هذا العالم ونتعلّم طرقه ونبني علاقات ونكوّن ذكريات. ثم، في وقت ما ودون أيّ استعداد مسبق، يتعيّن علينا أن نترك كلّ هذا وراءنا.
لكن الحياة ليست سيّئة ولا جيّدة. إنها مجرّد حياة. وإذا تأمّلناها عن قرب، فقد تروي لنا قصّة عظيمة عنّا؛ عن هويّة الإنسان، هذا الكائن الذي جاء إلى هذا العالم ووقع في حبّ انعكاسه، إلى الحدّ الذي جعله يعتقد أن هذا الانعكاس هو نفسه.
عندما نظر أورفيوس إلى الوراء، كان يعصي ربّ العالم السفلي. وقد خسر يوريديسي عقابا له، مع أنه فعل ذلك لأنه لم يسمعها، إذ كيف يمكنك أن تسمع روحا تتبعك؟ّ! لكن بما أنه لم يفِ بالاتفاق الذي أبرمه مع سيّد أرض الموتى، كان لا بدّ من أن يدفع الثمن، وهو استعادة روح يوريديسي بعد أن سُمح لها بمغادرة العالم السفلي.
بعد مقتل أورفيوس فيما بعد، دفنته الآلهة في ليبيثرا حيث كانت البلابل تغرّد بعذوبة فوق قبره. وأصبحت قيثارته اسما لكوكبة القيثارة (Lyra Constellation) التي تقع في نصف الكرة السماوية الشمالي. وفي العصر الحديث، رسم قصّته العديد من الفنّانين وألّف موسيقيّون أعمالا كثيرة استوحوها من هذه الأسطورة.
قصّة أورفيوس هي عن النور والظلام وعن الحياة والموت وعن حقائق الوجود البسيطة. ويمكن أن تكون القصّة استعارة للفنّان الذي يبحث عن الجمال لكنه يفقده حتى عندما يلمحه بسرعة. ويمكن أيضا أن تكون رمزا لقوّة الحبّ وكيف يمكنه أن يُلهم الأفراد خوض تحديّات عظيمة ومواجهة المجهول. كما تتحدّث القصّة عن قدرة الفنّ والإبداع على تجاوز الحدود واستدعاء المشاعر العميقة وربطنا بالعالم.
كما تتناول فكرة الفقد والحزن، والمدى الذي قد نذهب إليه من أجل استعادة ما فقدناه. وهي أيضا عن هشاشة الأمل وكيف أن الشكّ والخوف يمكن أن يقوّضا أهدافنا ويؤدّيا إلى عواقب وخيمة. كما تشير الأسطورة الى محدودية تحكّم الانسان وعجزه عن تغيير مسار القدَر أو التصرّف في مواجهة إرادة قوى أعظم منه.
من جهة أخرى، يمكن اعتبار ذهاب أورفيوس ونزوله إلى العالم السفلي رحلة إلى الذات ومواجهة تعقيدات المخاوف والعواطف الداخلية والتحدّيات الوجودية والخروج منها بفهم وحكمة أكبر. كما تثير الأسطورة تساؤلات عمّا يمكننا التخلّي عنه من أجل أولئك الذين نهتم بهم ونحبّهم.
إن الأساطير عبارة عن لغة ورموز واستعارات وليس فيها مصادفات أو أحداث تقع كيفما اتفق. وحقيقة أن اسم أورفيوس يعني "ظلام الليل" يمكن أن يعلّمنا شيئا عن هذه الحركة بين الظلام والنور، التي قد تكون استعارة لرحلة البذرة على الأرض من النور إلى الظلام، ثم العودة إلى النور مرّة أخرى. فبعد أن تنبعث البذرة من ثمرة إلى ظلمة الأرض، تعود إلى النور بقوّتها الخاصّة.
والدورات العظيمة التي تمرّ بها الطبيعة تتكرّر مراراً، فتُلهِمُنا وتعلّمُنا. وهي تمسّ واحدة من أعظم معضلات الظرف الإنساني: الحياة والموت. فنحن نأتي إلى هذا العالم ونتعلّم طرقه ونبني علاقات ونكوّن ذكريات. ثم، في وقت ما ودون أيّ استعداد مسبق، يتعيّن علينا أن نترك كلّ هذا وراءنا.
لكن الحياة ليست سيّئة ولا جيّدة. إنها مجرّد حياة. وإذا تأمّلناها عن قرب، فقد تروي لنا قصّة عظيمة عنّا؛ عن هويّة الإنسان، هذا الكائن الذي جاء إلى هذا العالم ووقع في حبّ انعكاسه، إلى الحدّ الذي جعله يعتقد أن هذا الانعكاس هو نفسه.
Credits
greek.mythologyworldwide.com
theacropolitan.in
greek.mythologyworldwide.com
theacropolitan.in