:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الاثنين، يناير 18، 2010

خطوط وألوان



بيير اوغست رينوار، على شاطئ البحر، 1883


كان شاطئ فرنسا الشمالي قبلة الرسّامين الانطباعيين. وقد تحوّل الشاطئ بسرعة من كونه مكانا يؤوي الأسر الفقيرة التي تعيش على الأسماك والملاحة ليصبح قبلة لهواة قضاء العطلات من السيّاح والزوّار الذين كانوا يؤمّون المكان ابتداءً من النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
في صيف عام 1883 قضى رينوار حوالي شهر في بقعة ما من ذلك الشاطئ كان يراقب خلاله الصخور والمنحدرات الجبلية وأمواج البحر.
وأثناء إقامته هناك رسم خمس عشرة صورة من أشهرها هذه اللوحة التي يصوّر فيها ألين شاريغو عشيقته وزوجته المستقبلية.
وقد رسمها بحاجبين داكنين ووجه متورّد وجميل، وهي سمة مألوفة ومتكرّرة في لوحات رينوار.
كانت ألين ترافق رينوار في تلك الرحلة. وهي كانت موديله المفضّل، وقد رسمها في العديد من لوحاته.
كان رينوار وقتها يمرّ بأزمة فنّية. إذ كان ما يزال يحاول التوفيق بين العناصر المرغوبة في الانطباعية من ضوء وظلّ وما كان يعتبره أوجه نقص فيها.
هذه المعركة الجمالية التي خاضها رينوار بالإمكان رؤيتها في بعض مشاهده في تلك الفترة ومن بينها هذه اللوحة.
لاحظ مثلا كيف انه اعتمد أسلوبا كلاسيكيا في رسم تقاطيع وجه المرأة وتفاصيل الكرسي الذي تجلس عليه، في حين اختار للمنظر الطبيعي خلفية انطباعية خالصة.


جو جونز، العدالة الأمريكية، 1933


في هذه اللوحة يصوّر الفنان الأمريكي جو جونز حادثة اغتصاب وقتل امرأة سوداء على يد جماعة الكو كلاكس كلان، وهي حركة عنصرية ظهرت في منتصف القرن الماضي في الولايات المتحدة وكانت تقول بتفوّق وهيمنة البيض وتعبّر عن أفكارها بوسائل عنيفة.
في اللوحة تبدو المرأة ملقاة نصف عارية على أرضية منزلها. وإلى جوارها كلبها الذي يحدّق في حبل مربوط في أعلى شجرة ربّما أراده الرسّام رمزا لعدالة البيض.
وإلى اليسار، خلف جثّة المرأة، يقف مجموعة من أفراد العصابة المقنّعين وقد تسلّحوا بالسيوف ورسموا على صدروهم علامة الصليب. وفي الخلفية يظهر جانب من بيت المرأة وهو يحترق.
كانت لوحات جو جونز تُصنّف على أنها فنّ بروليتاري، بالنظر إلى مناصرته للفقراء والطبقات المسحوقة.
وقد عُرف عنه مناهضته للتمييز العنصري. لكنه في نهايات حياته تخلّى عن المبادئ الماركسية وأصبح يقتصد في رسم صراع الطبقات، وهي الفكرة التي كانت تهيمن على فنّه.
وبعض اللوحات التي رسمها قبيل وفاته تتضمّن مشاهد لشطآن وقرى وموانئ وغير ذلك من مظاهر الطبيعة.


خوسيه مالوا، منتجع شاطئ التفّاح، 1922


في الريف البرتغالي يقوم منتجع جميل اشتهر برماله الذهبية وبحره الصافي وبمطاعمه وحدائقه البديعة. وقد أصبح المنتجع مقصدا للسيّاح الذين يأتون إليه من أماكن بعيدة ومختلفة.
الرسّام البرتغالي خوسيه مالوا كان احد روّاد هذا المنتجع، إذ كان يتردّد عليه من وقت لآخر. وهو هنا يرسم نفسه بصحبة امرأة، قد تكون زوجته، بينما يقضيان وقتا في احد مقاهي المنتجع المشرف على البحر.
ألوان اللوحة خفيفة وأضواؤها ناعمة. وهي توصل إحساسا بالعفوية والحميمية وبأجواء العطلات.
مالوا ينتمي إلى جيل الرسّامين البرتغاليين الكبار. كما كان جزءا من حركة كانت تهتمّ برسم مناظر الطبيعة.
وقد درس الرسم في بلده وتنقّل بعد ذلك في أرجاء ايطاليا وألمانيا واسبانيا وعرض أعماله في بعض مدنها.
لوحته هذه أسهمت في زيادة شهرة هذا المكان وفي الترويج له خارج البرتغال.
ويمكن القول إن لوحات مالوا، بشكل عام، تقدّم صورة رومانسية عن واقع البرتغال في زمانه.