على ضوء شمعة واهنة، كان يجلس طفل صغير يحتضن كوب حليبه الساخن قبل النوم ويحاول في الوقت نفسه اتقاء وهج النار المنبعثة من المدفأة إلى جواره.
كلّ ما كان يسمعه كان عويل رياح الشتاء المتجمّدة وهي تبحث لها عن شقوق لتختبئ فيها.
ومع انه كان يستطيع مشاهدة تساقط حبّات الثلج عبر النافذة، فإن عينيه كانتا تفضّلان متابعة ألسنة اللهب وهي ترتفع إلى فوق لأنها تذكّره بصور وأخيلة من الحكايات التي كانت تقصّها عليه أمّه.
كلّنا نختزن في ذاكرتنا مثل هذه الصور عن ليالي الشتاء. لكنّها أصبحت نادرة هذه الأيام مع وجود التكنولوجيا الحديثة وتطوّر وسائل التدفئة وتوافر الأبواب والشبابيك التي تُغلق بإحكام لتوفّر أجواءً دافئة ومريحة داخل البيوت.
قبل أكثر من مائة عام كانت هذه الصور شائعة جدّا، خاصّة بالنسبة لطفل فنلندي مثل جان سيبيليوس. ومع ذلك فقد وجد فيها فائدة غريبة. الفصول في فنلندا واضحة المعالم جدّا. فالربيع، مثلا، يبدأ فجأة في اللحظة التي تتصدّع فيها الأرض ليسيل الجليد ولتأخذ الأرض بعدها شكلها الأوّل.
مثل هذه الأطوار المتغيّرة التي يمرّ بها الطقس تُعتبر مسألة مألوفة ما لم تمعن النظر جيّدا في التأثير الشعوري العميق للطبيعة. وهو ما كان يفعله سيبيليوس الذي طالما سجّل انطباعاته عن حالات الطبيعة في عدد لا يحصى من الملاحظات.
الطبيعة بالنسبة إليه كانت ترمز إلى تجدّد الحياة التي كان يحبّها والتي ظلّت حاضرة في كلّ نوتة وفي كلّ لحن كان يؤلّفه.
كلّ ما كان يسمعه كان عويل رياح الشتاء المتجمّدة وهي تبحث لها عن شقوق لتختبئ فيها.
ومع انه كان يستطيع مشاهدة تساقط حبّات الثلج عبر النافذة، فإن عينيه كانتا تفضّلان متابعة ألسنة اللهب وهي ترتفع إلى فوق لأنها تذكّره بصور وأخيلة من الحكايات التي كانت تقصّها عليه أمّه.
كلّنا نختزن في ذاكرتنا مثل هذه الصور عن ليالي الشتاء. لكنّها أصبحت نادرة هذه الأيام مع وجود التكنولوجيا الحديثة وتطوّر وسائل التدفئة وتوافر الأبواب والشبابيك التي تُغلق بإحكام لتوفّر أجواءً دافئة ومريحة داخل البيوت.
قبل أكثر من مائة عام كانت هذه الصور شائعة جدّا، خاصّة بالنسبة لطفل فنلندي مثل جان سيبيليوس. ومع ذلك فقد وجد فيها فائدة غريبة. الفصول في فنلندا واضحة المعالم جدّا. فالربيع، مثلا، يبدأ فجأة في اللحظة التي تتصدّع فيها الأرض ليسيل الجليد ولتأخذ الأرض بعدها شكلها الأوّل.
مثل هذه الأطوار المتغيّرة التي يمرّ بها الطقس تُعتبر مسألة مألوفة ما لم تمعن النظر جيّدا في التأثير الشعوري العميق للطبيعة. وهو ما كان يفعله سيبيليوس الذي طالما سجّل انطباعاته عن حالات الطبيعة في عدد لا يحصى من الملاحظات.
الطبيعة بالنسبة إليه كانت ترمز إلى تجدّد الحياة التي كان يحبّها والتي ظلّت حاضرة في كلّ نوتة وفي كلّ لحن كان يؤلّفه.
كانت الطبيعة تميّز موسيقى سيبيليوس حتى قبل ظهور موسيقاه الوطنية التي ألّفها كردّ فعل على تهديدات روسيا ضدّ بلده، وهي المقطوعات التي حوّلته في عيون الفنلنديين إلى بطل قومي.
في السنوات العشر الأولى من القرن التاسع عشر اخذ أسلوب سيبيليوس في التبلور، فتراجع تأثير كلّ من تشايكوفيتشايكوفسكي سكي وإدفارد غريغ على موسيقاه وأصبحت صوره الموسيقية انعكاسا لما كان يراه ويلاحظه من مظاهر تنوّع وثراء الطبيعة الفنلندية.
وأنت تسمع موسيقى جان سيبيليوس لا بدّ وأن تستحضر صورا للثلج والنار والضباب والغيم والبحيرات الساكنة في أمسيات اسكندينافيا الملفوفة بالصمت والبرد والظلام.
كونشيرتو الكمان يمكن اعتباره العمل الموسيقي الأشهر الذي كان علامة على نضج سيبيليوس الفنّي والموسيقي وانتقاله من الموسيقى القومية إلى موسيقى الطبيعة.
وقد أهدى الكونشيرتو إلى صديقه عازف الكمان فيلي بيرميستر الذي عزف الكمان المنفرد في أوّل حفل قُدّم فيه الكونشيرتو.
هذا الكونشيرتو هو الوحيد الذي ألفه سيبيليوس. ومع ذلك أصبح واحدا من أشهر الأعمال المؤلفة للكمان في العالم. في هذا العمل براعة وتفرّد وتجديد. ويكفي للتدليل على أهميّته وشهرته انه يتعيّن على كل عازف كمان يريد أن يثبت موهبته أن يتقن عزف هذا الكونشيرتو بما ينطوي عليه من صعوبة وتعقيد.
ويقال أحيانا انه يشبه في قيمته الموسيقية كونشيرتو الكمان لـ تشايكوفسكي.
وقد وُصف بأنه يتضمّن أنغاما عريضة كما يغلب على موسيقاه طابع الحزن والشجن، مع أن فيه أيضا لحظات إشراق وجذل.
في السنوات العشر الأولى من القرن التاسع عشر اخذ أسلوب سيبيليوس في التبلور، فتراجع تأثير كلّ من تشايكوفيتشايكوفسكي سكي وإدفارد غريغ على موسيقاه وأصبحت صوره الموسيقية انعكاسا لما كان يراه ويلاحظه من مظاهر تنوّع وثراء الطبيعة الفنلندية.
وأنت تسمع موسيقى جان سيبيليوس لا بدّ وأن تستحضر صورا للثلج والنار والضباب والغيم والبحيرات الساكنة في أمسيات اسكندينافيا الملفوفة بالصمت والبرد والظلام.
كونشيرتو الكمان يمكن اعتباره العمل الموسيقي الأشهر الذي كان علامة على نضج سيبيليوس الفنّي والموسيقي وانتقاله من الموسيقى القومية إلى موسيقى الطبيعة.
وقد أهدى الكونشيرتو إلى صديقه عازف الكمان فيلي بيرميستر الذي عزف الكمان المنفرد في أوّل حفل قُدّم فيه الكونشيرتو.
هذا الكونشيرتو هو الوحيد الذي ألفه سيبيليوس. ومع ذلك أصبح واحدا من أشهر الأعمال المؤلفة للكمان في العالم. في هذا العمل براعة وتفرّد وتجديد. ويكفي للتدليل على أهميّته وشهرته انه يتعيّن على كل عازف كمان يريد أن يثبت موهبته أن يتقن عزف هذا الكونشيرتو بما ينطوي عليه من صعوبة وتعقيد.
ويقال أحيانا انه يشبه في قيمته الموسيقية كونشيرتو الكمان لـ تشايكوفسكي.
وقد وُصف بأنه يتضمّن أنغاما عريضة كما يغلب على موسيقاه طابع الحزن والشجن، مع أن فيه أيضا لحظات إشراق وجذل.