يُعتبر كميل بيسارو (1830 – 1903) احد آباء الانطباعية الفرنسية الأوائل. وكان له تأثير دائم على فان غوخ وغوغان وسيزان. وفي سنواته الأخيرة ارتبط بعالَم جورج سورا والنُقطيّة باعتبارها التطوّر الطبيعي للانطباعية.
ورغم أن الكثيرين يعتبرون بيسارو انطباعيّا فرنسيّا، إلا انه ولد في جزر العذراء لأب برتغالي وأمّ من جمهورية الدومينيكان. ولم يذهب إلى باريس إلا في عام 1855 عندما قصدها لتعلّم الرسم حيث تتلمذ على يد كميل كورو وغوستاف كوربيه.
وقد تركت لوحات كورو وغيره من أعضاء مجموعة باربيزون عن الطبيعة انطباعا عميقا في نفس بيسارو. كان منجذبا بوضوح نحو رسم الطبيعة. وطوال العشر سنوات التالية، درس في كلّية الفنون الجميلة التي كانت تقدّم دروسا مجّانية في الرسم.
وفي عام 1857 شجّعه كورو على التخلّي عن أسلوب الرسم التقليدي وأن يرسم بدلا من ذلك في الهواء الطلق وفي الطبيعة المفتوحة. ورغم أن لوحاته المبكّرة كانت صدى لأسلوب كوربيه، إلا انه كان فيها روح انطباعية لا تخطئها العين.
وربّما بسبب تنوّع خلفيّته العرقية، فإن بيسارو كان دائما شخصا غريبا إلى حدّ ما عن الجماعة الانطباعية. ومثل العديد من الانطباعيين، ترك بيسارو بيته في الريف الفرنسي عند نشوب الحرب بين فرنسا وبروسيا وقصد لندن بمعيّة كلود مونيه. ونتيجة للحرب، تم تدمير العديد من لوحاته من قبل الجنود الغزاة البروسيين.
وأثناء إقامته في لندن، تعرّض بيسارو لتأثير رسّامي الطبيعة الانجليز مثل تيرنر وكونستابل. ورغم انه عاد بعد ذلك إلى فرنسا، إلا انه زار انجلترا مرارا في ما بعد حيث رسم عددا من معالمها الرئيسية.
ورغم أن الكثيرين يعتبرون بيسارو انطباعيّا فرنسيّا، إلا انه ولد في جزر العذراء لأب برتغالي وأمّ من جمهورية الدومينيكان. ولم يذهب إلى باريس إلا في عام 1855 عندما قصدها لتعلّم الرسم حيث تتلمذ على يد كميل كورو وغوستاف كوربيه.
وقد تركت لوحات كورو وغيره من أعضاء مجموعة باربيزون عن الطبيعة انطباعا عميقا في نفس بيسارو. كان منجذبا بوضوح نحو رسم الطبيعة. وطوال العشر سنوات التالية، درس في كلّية الفنون الجميلة التي كانت تقدّم دروسا مجّانية في الرسم.
وفي عام 1857 شجّعه كورو على التخلّي عن أسلوب الرسم التقليدي وأن يرسم بدلا من ذلك في الهواء الطلق وفي الطبيعة المفتوحة. ورغم أن لوحاته المبكّرة كانت صدى لأسلوب كوربيه، إلا انه كان فيها روح انطباعية لا تخطئها العين.
وربّما بسبب تنوّع خلفيّته العرقية، فإن بيسارو كان دائما شخصا غريبا إلى حدّ ما عن الجماعة الانطباعية. ومثل العديد من الانطباعيين، ترك بيسارو بيته في الريف الفرنسي عند نشوب الحرب بين فرنسا وبروسيا وقصد لندن بمعيّة كلود مونيه. ونتيجة للحرب، تم تدمير العديد من لوحاته من قبل الجنود الغزاة البروسيين.
وأثناء إقامته في لندن، تعرّض بيسارو لتأثير رسّامي الطبيعة الانجليز مثل تيرنر وكونستابل. ورغم انه عاد بعد ذلك إلى فرنسا، إلا انه زار انجلترا مرارا في ما بعد حيث رسم عددا من معالمها الرئيسية.
كان كميل بيسارو مهتمّا في الأساس برسم المناظر الطبيعية. لكن لوحاته تتضمّن أيضا رسومات لأشخاص وحيوانات. وقد كان بارعا على وجه الخصوص في اللون والتوليف.
في ثلاثينيات القرن الماضي، انضمّ بيسارو إلى جيل الرسّامين الأكثر شبابا مثل جورج سورا وبول سينياك في تبنّيهم للأساليب الانطباعية الجديدة. وعلى غرار العديد من الفنّانين والكتاب في عصره، أصبح بيسارو رسّاما فوضويّا. وتخلّى تدريجيا عن الانطباعية الجديدة مفضّلا عليها أسلوبا مكّنه بشكل أفضل من الإمساك بالأحاسيس التي تعبّر عنها الطبيعة.
وبينما استمرّ يرسم الطبيعة والفلاحين في المناطق الريفية، بدأ مغامرة جديدة تمثّلت في رسم طبيعة المدينة. وفي لوحاته عن باريس، حاول اكتشاف التأثيرات المتغيّرة للضوء والجوّ بينما عبّر عن حيوية المدينة الحديثة.
ومن بين جميع الانطباعيين كان بيسارو رسّاما محافظا إلى حدّ كبير. وبخلاف مونيه مثلا، لم يقم بتذويب أشجاره وتحويلها إلى كتل من الضوء النقيّ. كان حبّه للأشياء الصلبة والمتماسكة واضحا في كلّ تفصيل من لوحاته. فالضوء يفيض على أسطح الأشياء لكنّه لا يخفيها.
وفي لوحاته الريفية عن الحصاد والرعي، تتحوّل فرشاته الحسّاسة إلى بِرَك متوهّجة من اللون تعكس حركة الريح والسحب والحقول.
في إحدى تلك اللوحات، يرسم ضوء شمس الربيع الشاحبة وهي تضرب جذوع مجموعة من الأشجار التي تبدو وكأنها تتراجع إلى الوراء. وفي لوحة أخرى، يرسم بيسارو امرأة فلاحة من الصعب تمييزها عن الأرض المورقة من حولها بينما تنحني فوق نهر يبدو مثل طريق في مقدّمة اللوحة. وهذا مثال كلاسيكي على التصوير المثالي للطبيعة عند بيسارو والتي كان ينظر إليها كملاذ من متاعب وصخب المدينة.
في ثلاثينيات القرن الماضي، انضمّ بيسارو إلى جيل الرسّامين الأكثر شبابا مثل جورج سورا وبول سينياك في تبنّيهم للأساليب الانطباعية الجديدة. وعلى غرار العديد من الفنّانين والكتاب في عصره، أصبح بيسارو رسّاما فوضويّا. وتخلّى تدريجيا عن الانطباعية الجديدة مفضّلا عليها أسلوبا مكّنه بشكل أفضل من الإمساك بالأحاسيس التي تعبّر عنها الطبيعة.
وبينما استمرّ يرسم الطبيعة والفلاحين في المناطق الريفية، بدأ مغامرة جديدة تمثّلت في رسم طبيعة المدينة. وفي لوحاته عن باريس، حاول اكتشاف التأثيرات المتغيّرة للضوء والجوّ بينما عبّر عن حيوية المدينة الحديثة.
ومن بين جميع الانطباعيين كان بيسارو رسّاما محافظا إلى حدّ كبير. وبخلاف مونيه مثلا، لم يقم بتذويب أشجاره وتحويلها إلى كتل من الضوء النقيّ. كان حبّه للأشياء الصلبة والمتماسكة واضحا في كلّ تفصيل من لوحاته. فالضوء يفيض على أسطح الأشياء لكنّه لا يخفيها.
وفي لوحاته الريفية عن الحصاد والرعي، تتحوّل فرشاته الحسّاسة إلى بِرَك متوهّجة من اللون تعكس حركة الريح والسحب والحقول.
في إحدى تلك اللوحات، يرسم ضوء شمس الربيع الشاحبة وهي تضرب جذوع مجموعة من الأشجار التي تبدو وكأنها تتراجع إلى الوراء. وفي لوحة أخرى، يرسم بيسارو امرأة فلاحة من الصعب تمييزها عن الأرض المورقة من حولها بينما تنحني فوق نهر يبدو مثل طريق في مقدّمة اللوحة. وهذا مثال كلاسيكي على التصوير المثالي للطبيعة عند بيسارو والتي كان ينظر إليها كملاذ من متاعب وصخب المدينة.
التمعّن في لوحات بيسارو المألوفة عن فلاحين يعملون، ورؤيته الاجتماعية والسياسية المتطرّفة، كانت توحي بفردانية هذا الرسّام التي كان يعبّر عنها في حياته وفي فنّه.
ومن المهمّ تذكير القارئ بأهميّة أن ينظر إلى هذه اللوحات الجميلة بعينين ناقدتين. كما لا يجب أن ننسى أن الأعمال الانطباعية المحبوبة الآن كانت في أيّامها فنّا راديكاليا انتقدته وندّدت به المؤسّسة الفنّية آنذاك.
بالرغم من أن بيسارو لم يكن إنسانا متديّنا، إلا أن تربيته المحافظة أسهمت كثيرا في تشكيل وعيه الاجتماعي. وهو كان ينحدر من عائلة بورجوازية، إلا انه كان متماهيا مع الطبقة العاملة وكان يشير إلى نفسه دائما كـ "بورجوازي مفلس".
وعندما انتقل إلى باريس عاش فيها كمواطن يهودي وفوضوي. ورغم انه لم يكن محافظا على الطقوس الدينية وكان ضدّ فكرة الربّ أو الدين المنزل، إلا انه لم يُدر ظهره لليهودية بشكل كامل.
لكن من الواضح انه لم يكن يهتمّ كثيرا بالتقاليد الدينية. وعندما أراد ابنه مشورته بعد أن اشترطت عليه عائلة خطيبته اليهودية أن يخضع للختان إن هو أراد أن يتزوّج من ابنتهم، كان بيسارو قاطعا في نصيحته لابنه بأن يرفض الخضوع لطلبهم.
ومن المهمّ تذكير القارئ بأهميّة أن ينظر إلى هذه اللوحات الجميلة بعينين ناقدتين. كما لا يجب أن ننسى أن الأعمال الانطباعية المحبوبة الآن كانت في أيّامها فنّا راديكاليا انتقدته وندّدت به المؤسّسة الفنّية آنذاك.
بالرغم من أن بيسارو لم يكن إنسانا متديّنا، إلا أن تربيته المحافظة أسهمت كثيرا في تشكيل وعيه الاجتماعي. وهو كان ينحدر من عائلة بورجوازية، إلا انه كان متماهيا مع الطبقة العاملة وكان يشير إلى نفسه دائما كـ "بورجوازي مفلس".
وعندما انتقل إلى باريس عاش فيها كمواطن يهودي وفوضوي. ورغم انه لم يكن محافظا على الطقوس الدينية وكان ضدّ فكرة الربّ أو الدين المنزل، إلا انه لم يُدر ظهره لليهودية بشكل كامل.
لكن من الواضح انه لم يكن يهتمّ كثيرا بالتقاليد الدينية. وعندما أراد ابنه مشورته بعد أن اشترطت عليه عائلة خطيبته اليهودية أن يخضع للختان إن هو أراد أن يتزوّج من ابنتهم، كان بيسارو قاطعا في نصيحته لابنه بأن يرفض الخضوع لطلبهم.
اهتمام بيسارو بتطوير الحركة الفنّية ورغبته في الانفتاح على الأفكار والاتجاهات الجديدة جعل منه معلّما قويّا لفنّانين آخرين مهمّين. وقد سار هؤلاء على خطاه وتعلّموا من تقنياته بينما كانوا يواصلون مسيرتهم نحو البروز والعظمة.
صحيح أن لم يبع سوى القليل من لوحاته أثناء حياته. غير أن أعماله اليوم لا تُقدّر بثمن. ورغم دوره الأبويّ في الحركة الانطباعية، إلا أن بيسارو كان ذا رؤية واضحة وأسلوب لم يكن يشبه أسلوب احد. كان يعوّل على الحدس أكثر من الدراسة والتلقين.
كان بيسارو يبحث دائما عن أساليب جديدة للتعبير. وكان احد أكثر الرسّامين ابتكارا. وقد عُرف بتعاطفه وتواضعه. لكنه مرّ بمشاكل مزمنة نتيجة عدم قدرته على بيع لوحاته وإعاشة أولاده. كان يعول ثمانية أطفال توفّي ثلاثة منهم أثناء حياته. ومع ذلك لم يعرف اليأس إلى قلبه طريقا.
في نهايات حياته كان بيسارو يوزّع وقته بين باريس وبلدته روين. وعندما توفّي في نوفمبر عام 1903 عن ثلاثة وسبعين عاما، كان قد بدأ يحصل على بعض الاعتراف. واليوم يمكن رؤية لوحاته في بعض أشهر وأهمّ المتاحف العالمية وفي العديد من المجموعات الخاصّة حول العالم.
صحيح أن لم يبع سوى القليل من لوحاته أثناء حياته. غير أن أعماله اليوم لا تُقدّر بثمن. ورغم دوره الأبويّ في الحركة الانطباعية، إلا أن بيسارو كان ذا رؤية واضحة وأسلوب لم يكن يشبه أسلوب احد. كان يعوّل على الحدس أكثر من الدراسة والتلقين.
كان بيسارو يبحث دائما عن أساليب جديدة للتعبير. وكان احد أكثر الرسّامين ابتكارا. وقد عُرف بتعاطفه وتواضعه. لكنه مرّ بمشاكل مزمنة نتيجة عدم قدرته على بيع لوحاته وإعاشة أولاده. كان يعول ثمانية أطفال توفّي ثلاثة منهم أثناء حياته. ومع ذلك لم يعرف اليأس إلى قلبه طريقا.
في نهايات حياته كان بيسارو يوزّع وقته بين باريس وبلدته روين. وعندما توفّي في نوفمبر عام 1903 عن ثلاثة وسبعين عاما، كان قد بدأ يحصل على بعض الاعتراف. واليوم يمكن رؤية لوحاته في بعض أشهر وأهمّ المتاحف العالمية وفي العديد من المجموعات الخاصّة حول العالم.
Credits
camillepissarro.org
visual-arts-cork.com
camillepissarro.org
visual-arts-cork.com