روبن ووترفيلد مترجم وباحث وأستاذ للفلسفة اليونانية القديمة. وكتابه "لماذا مات سقراط: تبديد الأساطير" هو سرد كاشف ومفصّل عن الأسباب والتداعيات التي أطاحت بالفيلسوف الأهمّ والأشهر في العالم.
في الكتاب، يحاول المؤلّف رسم صورة لمجتمع أثينا خلال السنوات الثلاثين التي سبقت محاكمة سقراط والتي انتهت بإعدامه في العام 399 قبل الميلاد.
الصورة التي لدينا اليوم عن المحاكمة وعن الرجل نقلها أتباع سقراط المباشرون، أي أفلاطون وزينوفون الرواقيّ، وتكرّست في العديد من الأعمال الأدبيّة والفنّية من ذلك العصر. وهي صورة لرجل نبيل يهمّ بتناول كأس من الشراب السامّ بعد أن حكمت عليه ديمقراطية أثينا القديمة بالإعدام ظلماً.
لكن ووترفيلد يشير إلى أن هذه الصورة ليست حقيقية تماما بعد أن خالطها الكثير من الخرافات والأساطير التي سرعان ما تحوّلت بالتواتر إلى حقائق تاريخية لا تقبل الشكّ. وربّما لهذا السبب ما تزال قصّة حياة وموت سقراط تفتن الناس وتثير كثيرا من الجدل والتكهّنات.
كانت المحاكمة في جزء منها استجابة لعصر مضطرب. فقد كانت أثينا في ذلك الوقت تعاني من آثار هزيمتها في الحرب مع سبارتا وتمرّ بتغييرات اجتماعية عاصفة. فرَق القتل والمصادرات، ومن ثمّ الحرب الأهلية كانت بعض أعراض الطغيان المدعوم من سبارتا. ثم لم يلبث أن انتشر وباء التيفويد الذي أدّى إلى مقتل حوالي ربع سكّان المدينة. لكن مع نجاح الأثينيين في استعادة الديمقراطية أخيرا، بدأت عملية تسوية حسابات. والمؤسف أن بعض أفراد الدائرة المقرّبة من سقراط لم يكونوا بعيدين تماما عن تلك المشاكل. لذا بادر الديمقراطيون الجدد إلى توجيه التهم له بالمعصية وإفساد الشباب والدعوة لعبادة آلهة جديدة.
ووترفيلد درس العديد من المصادر اليونانية الفعلية من تلك الفترة. وهو يرى أن تهمتي المعصية وإفساد شباب أثينا كانتا بالفعل كافيتين لإصدار حكم بالموت على سقراط. غير أن الادّعاء اتّهمه بما هو أكثر. فقد رأى أن سقراط لم يكن مجرّد شخص ملحد ومعلّم روحيّ لطائفة غريبة. لكنّه كان أيضا شخصا نخبويّا أحاط نفسه بشخصيّات غير محبوبة سياسيّا. وكان هو من درّس وعلّم أولئك الأشخاص الذين اعتُبروا مسئولين مباشرة عن الهزيمة في الحرب.
وكانت مزاعم المحكمة تلك لا تخلو من حقيقة. فـ أفلاطون وزينوفون اللذان كانا من أقرب أصدقاء سقراط، كانا يؤلّهانه كمعلّم وموجّه. بينما تسبّب كلّ من آلسيباياديز وكرايتياس، اللذين كانا هما أيضا قريبين جدّا من سقراط، في دفع أثينا إلى شفا كارثة عسكرية. وقد وظّفت المحكمة كلام هذين الأخيرين وأفعالهما ووضعتها في سياق سياسيّ يدفع باتجاه تأكيد التهم وتثبيت الحكم.
يتوقّف ووترفيلد مطوّلا ليصف هاتين الشخصيّتين وغيرهما من الشخصيّات الطموحة والمنعدمة الضمير التي هيمنت على الحياة العامّة في ذلك العصر. كان آلسيباياديز أحد جنرالات أثينا البارزين وكان مشهورا بوسامته وبكثرة خيوله وبثرائه وإفراطه في السُكْر. وقد فّرّ إلى سبارتا ثمّ إلى بلاد فارس، وأخيرا دبّر مؤامرة ضدّ الديمقراطية في عام 411 قبل الميلاد. وكان سقراط على علاقة غراميّة مع آلسيباياديز استمرّت عدّة سنوات. في ذلك الوقت، كان أمرا طبيعيا أن يصطفي الأستاذ واحدا من تلاميذه ويقيم معه علاقة حميمة. غير أن سقراط وآلسيباياديز كانا شريكين غير محتملين: الأوّل فيلسوف عجوز ودميم إلى حدّ ما، والثاني شابّ ارستقراطيّ ساحر وطموح ومتكبّر.
أما كرايتياس الذي سبق له هو أيضا أن تتلمذ على يد سقراط فقد أصبح في ما بعد احد أعضاء الطغمة التي استولت على السلطة بعد ذلك بثلاث سنوات. وعندما كان في السلطة، حكم كرايتياس على المئات من أهل أثينا بالموت بإجبارهم على تناول السمّ، كما دفع بآخرين غيرهم للذهاب إلى المنفى.
والنقطة التي يثيرها المؤلّف هي أن موت سقراط كان احد أسبابه هو علاقته المثيرة والفاحشة مع هذين الشخصين اللذين كانا من أعنف وأكثر أعداء الديمقراطية في زمانه. وليس هناك من شكّ في أن ارتباط سقراط بـ آلسيباياديز على وجه الخصوص وُظّف ضدّه في المحكمة. وهذه ليست نظرية ووترفيلد وحده، بل كان هذا الرأي رائجا على نطاق واسع في أثينا القديمة أيضا.
بحلول العام 399 قبل الميلاد، كان كلّ من كرايتياس وآلسيباياديز قد قُتلا. وكان على المحكمة أن تبتّ في المهمّة التي لم تُنجز بعد، أي التخلّص من سقراط نفسه.
لقد اعتُبر سقراط شرّا ينبغي إزاحته لأنه بدا وكأنه يؤمن بالحكم عن طريق الخبرة ويفضّل الحكم الأوليغاركي "أي حكم الأقليّة الديكتاتورية" على الديمقراطية التقليدية، ومن ثمّ عُدّ مسئولا عن نتيجة الحرب مع سبارتا التي دامت ما يقارب الثلاثين عاما. لذا كانت إدانته والحكم عليه بالموت أمرا لا مفرّ منه.
ومن سوء حظّ سقراط، أن قائمة المتعاطفين معه كانت تضمّ أيضا جماعات وفرَقاً محتقرَة ومنبوذة اجتماعيّا. وقد استغلّت المحكمة هذا العامل الإضافي في تثبيت الحكم. الكلبيّون، مثلا، كانوا قد نصّبوا سقراط معلّما لهم. وكان هؤلاء معروفين بابتذالهم وجموح أفكارهم. كما كانوا يسخرون من القانون علنا ويرفضون اعتبار أنفسهم مواطنين.
الآباء الطيّبون وأرباب الأسر المحافظة الذين وجدوا سقراط مذنبا بتهمة "إفساد الشباب" لم يكونوا خائفين كثيرا من مغازلات الفيلسوف ونزواته، بقدر ما كانوا قلقين من احتمال أن يتحوّل أبناؤهم إلى كلبيّين ساخرين.
كانت أثينا آنذاك في حالة اضطراب ومجتمعها غارقا في المشاعر الدينية، لدرجة أن أيّ مصيبة تحلّ يمكن أن تُفسّر على أنها علامة تحذير من الآلهة. وكانت خسارة الحرب تعني أن الآلهة غاضبة، ولم يكن سقراط سوى القربان أو كبش الفداء المناسب. ترى مَن غيره يمكن أن يكون مسئولا عن الهزيمة وهو الذي كان يدرّس الشباب ويحرّضهم على أن يتمردّوا على آبائهم ويشكّكوا في القيم القديمة؟
الدين في أثينا كان شأنا عامّا ومرتبطا ارتباطا وثيقا بقيم المدينة. وكانت المعصية أو انعدام التقوى تُعرّف وفقا لمعايير المجتمع، تماما مثلما نعرّف هذه الأيّام مفردات مثل الفحش أو الفجور.
من الناحية الفنّية، صُنّفت المحاكمة تحت فئة "المحاكمات المقرّرة"، أي التي تفترض وجود درجات مختلفة ومتفاوتة من الذنب. فإذا وُجد المدّعى عليه مذنبا، فإن المدّعي العام يقترح عقوبة، بينما يحقّ للمدّعى عليه أن يقترح عقوبة اقلّ. ثم تكون هناك جولة ثانية من التصويت.
ولكي نفهم لماذا مات سقراط، من المهمّ أن ننظر في عوامل أخرى، من بينها سلوك سقراط نفسه. إذ يشير أفلاطون إلى أن سقراط هو من وضع خطّة موته لأنه لم يقل شيئا في دفاعه عن نفسه. وهذا الكلام لا يخلو من حقيقة. فقد سخر من إجراءات المحكمة، وبدلا من أن يقترح دفع غرامة أو الذهاب إلى المنفى، أصرّ على أنه يريد عشاءَ مجانيّا على نفقة الدولة! الكثيرون ممّن كتبوا عن سقراط آنذاك ونُشرت كتبهم بعد وفاته، ومن بينهم أفلاطون وزينوفون، احتاروا في تفسير ذلك التصرّف الغريب.
في الصفحات الأخيرة من كتابه الذي يتناول فيه وقائع المحاكمة، يقدّم أفلاطون شرحا مذهلا عن تأثيرات السمّ على جسد سقراط. ويصف الشلل الصاعد ببطء، بدءا من القدمين ثم الساقين وحتى الصدر، بينما يظلّ عقل سقراط صافيا متنبّها إلى أن يصل الموت بهدوء. رواية أفلاطون عن الحادثة غنيّة بقوّتها الانفعالية وبتفاصيلها الإكلينيكية الدقيقة.
في الكتاب، يحاول المؤلّف رسم صورة لمجتمع أثينا خلال السنوات الثلاثين التي سبقت محاكمة سقراط والتي انتهت بإعدامه في العام 399 قبل الميلاد.
الصورة التي لدينا اليوم عن المحاكمة وعن الرجل نقلها أتباع سقراط المباشرون، أي أفلاطون وزينوفون الرواقيّ، وتكرّست في العديد من الأعمال الأدبيّة والفنّية من ذلك العصر. وهي صورة لرجل نبيل يهمّ بتناول كأس من الشراب السامّ بعد أن حكمت عليه ديمقراطية أثينا القديمة بالإعدام ظلماً.
لكن ووترفيلد يشير إلى أن هذه الصورة ليست حقيقية تماما بعد أن خالطها الكثير من الخرافات والأساطير التي سرعان ما تحوّلت بالتواتر إلى حقائق تاريخية لا تقبل الشكّ. وربّما لهذا السبب ما تزال قصّة حياة وموت سقراط تفتن الناس وتثير كثيرا من الجدل والتكهّنات.
كانت المحاكمة في جزء منها استجابة لعصر مضطرب. فقد كانت أثينا في ذلك الوقت تعاني من آثار هزيمتها في الحرب مع سبارتا وتمرّ بتغييرات اجتماعية عاصفة. فرَق القتل والمصادرات، ومن ثمّ الحرب الأهلية كانت بعض أعراض الطغيان المدعوم من سبارتا. ثم لم يلبث أن انتشر وباء التيفويد الذي أدّى إلى مقتل حوالي ربع سكّان المدينة. لكن مع نجاح الأثينيين في استعادة الديمقراطية أخيرا، بدأت عملية تسوية حسابات. والمؤسف أن بعض أفراد الدائرة المقرّبة من سقراط لم يكونوا بعيدين تماما عن تلك المشاكل. لذا بادر الديمقراطيون الجدد إلى توجيه التهم له بالمعصية وإفساد الشباب والدعوة لعبادة آلهة جديدة.
ووترفيلد درس العديد من المصادر اليونانية الفعلية من تلك الفترة. وهو يرى أن تهمتي المعصية وإفساد شباب أثينا كانتا بالفعل كافيتين لإصدار حكم بالموت على سقراط. غير أن الادّعاء اتّهمه بما هو أكثر. فقد رأى أن سقراط لم يكن مجرّد شخص ملحد ومعلّم روحيّ لطائفة غريبة. لكنّه كان أيضا شخصا نخبويّا أحاط نفسه بشخصيّات غير محبوبة سياسيّا. وكان هو من درّس وعلّم أولئك الأشخاص الذين اعتُبروا مسئولين مباشرة عن الهزيمة في الحرب.
وكانت مزاعم المحكمة تلك لا تخلو من حقيقة. فـ أفلاطون وزينوفون اللذان كانا من أقرب أصدقاء سقراط، كانا يؤلّهانه كمعلّم وموجّه. بينما تسبّب كلّ من آلسيباياديز وكرايتياس، اللذين كانا هما أيضا قريبين جدّا من سقراط، في دفع أثينا إلى شفا كارثة عسكرية. وقد وظّفت المحكمة كلام هذين الأخيرين وأفعالهما ووضعتها في سياق سياسيّ يدفع باتجاه تأكيد التهم وتثبيت الحكم.
يتوقّف ووترفيلد مطوّلا ليصف هاتين الشخصيّتين وغيرهما من الشخصيّات الطموحة والمنعدمة الضمير التي هيمنت على الحياة العامّة في ذلك العصر. كان آلسيباياديز أحد جنرالات أثينا البارزين وكان مشهورا بوسامته وبكثرة خيوله وبثرائه وإفراطه في السُكْر. وقد فّرّ إلى سبارتا ثمّ إلى بلاد فارس، وأخيرا دبّر مؤامرة ضدّ الديمقراطية في عام 411 قبل الميلاد. وكان سقراط على علاقة غراميّة مع آلسيباياديز استمرّت عدّة سنوات. في ذلك الوقت، كان أمرا طبيعيا أن يصطفي الأستاذ واحدا من تلاميذه ويقيم معه علاقة حميمة. غير أن سقراط وآلسيباياديز كانا شريكين غير محتملين: الأوّل فيلسوف عجوز ودميم إلى حدّ ما، والثاني شابّ ارستقراطيّ ساحر وطموح ومتكبّر.
أما كرايتياس الذي سبق له هو أيضا أن تتلمذ على يد سقراط فقد أصبح في ما بعد احد أعضاء الطغمة التي استولت على السلطة بعد ذلك بثلاث سنوات. وعندما كان في السلطة، حكم كرايتياس على المئات من أهل أثينا بالموت بإجبارهم على تناول السمّ، كما دفع بآخرين غيرهم للذهاب إلى المنفى.
والنقطة التي يثيرها المؤلّف هي أن موت سقراط كان احد أسبابه هو علاقته المثيرة والفاحشة مع هذين الشخصين اللذين كانا من أعنف وأكثر أعداء الديمقراطية في زمانه. وليس هناك من شكّ في أن ارتباط سقراط بـ آلسيباياديز على وجه الخصوص وُظّف ضدّه في المحكمة. وهذه ليست نظرية ووترفيلد وحده، بل كان هذا الرأي رائجا على نطاق واسع في أثينا القديمة أيضا.
بحلول العام 399 قبل الميلاد، كان كلّ من كرايتياس وآلسيباياديز قد قُتلا. وكان على المحكمة أن تبتّ في المهمّة التي لم تُنجز بعد، أي التخلّص من سقراط نفسه.
لقد اعتُبر سقراط شرّا ينبغي إزاحته لأنه بدا وكأنه يؤمن بالحكم عن طريق الخبرة ويفضّل الحكم الأوليغاركي "أي حكم الأقليّة الديكتاتورية" على الديمقراطية التقليدية، ومن ثمّ عُدّ مسئولا عن نتيجة الحرب مع سبارتا التي دامت ما يقارب الثلاثين عاما. لذا كانت إدانته والحكم عليه بالموت أمرا لا مفرّ منه.
ومن سوء حظّ سقراط، أن قائمة المتعاطفين معه كانت تضمّ أيضا جماعات وفرَقاً محتقرَة ومنبوذة اجتماعيّا. وقد استغلّت المحكمة هذا العامل الإضافي في تثبيت الحكم. الكلبيّون، مثلا، كانوا قد نصّبوا سقراط معلّما لهم. وكان هؤلاء معروفين بابتذالهم وجموح أفكارهم. كما كانوا يسخرون من القانون علنا ويرفضون اعتبار أنفسهم مواطنين.
الآباء الطيّبون وأرباب الأسر المحافظة الذين وجدوا سقراط مذنبا بتهمة "إفساد الشباب" لم يكونوا خائفين كثيرا من مغازلات الفيلسوف ونزواته، بقدر ما كانوا قلقين من احتمال أن يتحوّل أبناؤهم إلى كلبيّين ساخرين.
كانت أثينا آنذاك في حالة اضطراب ومجتمعها غارقا في المشاعر الدينية، لدرجة أن أيّ مصيبة تحلّ يمكن أن تُفسّر على أنها علامة تحذير من الآلهة. وكانت خسارة الحرب تعني أن الآلهة غاضبة، ولم يكن سقراط سوى القربان أو كبش الفداء المناسب. ترى مَن غيره يمكن أن يكون مسئولا عن الهزيمة وهو الذي كان يدرّس الشباب ويحرّضهم على أن يتمردّوا على آبائهم ويشكّكوا في القيم القديمة؟
الدين في أثينا كان شأنا عامّا ومرتبطا ارتباطا وثيقا بقيم المدينة. وكانت المعصية أو انعدام التقوى تُعرّف وفقا لمعايير المجتمع، تماما مثلما نعرّف هذه الأيّام مفردات مثل الفحش أو الفجور.
من الناحية الفنّية، صُنّفت المحاكمة تحت فئة "المحاكمات المقرّرة"، أي التي تفترض وجود درجات مختلفة ومتفاوتة من الذنب. فإذا وُجد المدّعى عليه مذنبا، فإن المدّعي العام يقترح عقوبة، بينما يحقّ للمدّعى عليه أن يقترح عقوبة اقلّ. ثم تكون هناك جولة ثانية من التصويت.
ولكي نفهم لماذا مات سقراط، من المهمّ أن ننظر في عوامل أخرى، من بينها سلوك سقراط نفسه. إذ يشير أفلاطون إلى أن سقراط هو من وضع خطّة موته لأنه لم يقل شيئا في دفاعه عن نفسه. وهذا الكلام لا يخلو من حقيقة. فقد سخر من إجراءات المحكمة، وبدلا من أن يقترح دفع غرامة أو الذهاب إلى المنفى، أصرّ على أنه يريد عشاءَ مجانيّا على نفقة الدولة! الكثيرون ممّن كتبوا عن سقراط آنذاك ونُشرت كتبهم بعد وفاته، ومن بينهم أفلاطون وزينوفون، احتاروا في تفسير ذلك التصرّف الغريب.
في الصفحات الأخيرة من كتابه الذي يتناول فيه وقائع المحاكمة، يقدّم أفلاطون شرحا مذهلا عن تأثيرات السمّ على جسد سقراط. ويصف الشلل الصاعد ببطء، بدءا من القدمين ثم الساقين وحتى الصدر، بينما يظلّ عقل سقراط صافيا متنبّها إلى أن يصل الموت بهدوء. رواية أفلاطون عن الحادثة غنيّة بقوّتها الانفعالية وبتفاصيلها الإكلينيكية الدقيقة.
Credits
en.wikipedia.org
en.wikipedia.org