في الكتب الهندية القديمة إشارات متكرّرة عن شجرة يقال أنها موجودة في الجنّة.
ومهمّة الشجرة هي تحقيق الأماني والرغبات وتحويل الأفكار إلى حقيقة.
وفي الجنّة أعداد كثيرة من هذه الشجرة. ما عليك سوى أن تجلس تحت إحداها وتطلق لمخيّلتك العنان وتتمنّى ما يحلو لك. وفي الحال تتحقق أمنيتك أو رغبتك. لكنّ المشكلة أن تلك الشجرة السخيّة لا تحقق الأماني فقط، وإنما تحوّل كلّ ما يعبر رأسك من أفكار أو تخيّلات أو هواجس إلى واقع.
ويظهر أن فلاسفة الهند القدماء أرادوا أن تكون الشجرة رمزا لعقل الإنسان المبدع بأفكاره وتصوّراته.
تقول إحدى الحكايات إن رجلا كان مسافرا في طريق عندما دخل الجنّة مصادفة. ولأنه كان منهكا من أثر الترحال الطويل فقد غالبه النعاس ونام تحت إحدى تلك الأشجار.
وعندما استيقظ أحسّ بالجوع وقال: لو أن عندي بعض الطعام لآكله.
وفي الحال ظهر الطعام من أكثر من ناحية وامتلأ المكان بأصناف شتّى من أطايب الأطعمة والفاكهة.
وبدأ الرجل يأكل إلى أن شبع. ثم واتته فكرة أخرى وقال: لو أن عندي شيئا من الشراب لأطفئ به ظمأي.
وما هي إلا لحظات حتى امتلأ المكان بكؤوس النبيذ وعصير الفواكه المختلفة. وعندما أخذ الرجل كفايته من الشراب تمدّد في ظلّ تلك الشجرة مستمتعا بنسيم الجنّة العليل ومناظرها البهيّة.
وبينما هو على تلك الحال أخذ يفكّر في هذا الذي حدث له. وتساءل: ما الذي يحدث؟ هل كنت أحلم؟ هل كان هذا مجرّد خيال أو حلم يقظة؟ أم أن هناك أشباحا لا أراها، تخادعني وتتلاعب بعقلي؟ وظهرت له الأشباح فجأة. كانت شرسة وقبيحة المنظر. وبدأ الرجل يرتجف من شدّة الخوف.
ثم قال: أنا متأكّد الآن بأنني سأقتل. هذه المخلوقات الرهيبة ستقتلني!
وقُتِل..!
هذه القصّة جدّ معبّرة وتتضمّن دروسا بالغة الأهمية.
إنها تقول بطريقة غير مباشرة إنّ ما يمرّ بالإنسان من أحداث وتجارب هي في النهاية من صنع عقله وتفكيره هو.
فنوعية أفكارك هي التي تخلق جنّتك أو نارك، سعادتك أو تعاستك.
بل إن نوعيّة أفكار الإنسان يمكن أن تحوّل جنّته إلى نار، وناره إلى نعيم.
هذا الرجل، أي بطل القصّة، كانت له عينان تمنحانه الدهشة ومتعة الاكتشاف، لكنْ كان ينقصه اللسان الذي يعبّر به عن شكره لله.
ومن العبر الأخرى التي تقدّمها القصّة أن التعاسة هي إحساس وليست قدرا محتّما.
الفلسفة البوذية تقول شيئا قريبا من هذا. فهي تؤكّد على ألا حاجة للإنسان أن يخلق جنّة أو نارا، لأنّ كلّ إنسان ساحر ومبدع على طريقته وباستطاعته أن يصوغ عالمه الخاصّ وفقا لمشيئته، وبذا يرتاح الخالق من عناء المهمّة ويعتكف. إن أفضل ما يمكن أن يفعله الإنسان هو أن يبحث عمّا يريده فعلا وليس عمّا كان يفكّر أنه سيجده.
ومهمّة الشجرة هي تحقيق الأماني والرغبات وتحويل الأفكار إلى حقيقة.
وفي الجنّة أعداد كثيرة من هذه الشجرة. ما عليك سوى أن تجلس تحت إحداها وتطلق لمخيّلتك العنان وتتمنّى ما يحلو لك. وفي الحال تتحقق أمنيتك أو رغبتك. لكنّ المشكلة أن تلك الشجرة السخيّة لا تحقق الأماني فقط، وإنما تحوّل كلّ ما يعبر رأسك من أفكار أو تخيّلات أو هواجس إلى واقع.
ويظهر أن فلاسفة الهند القدماء أرادوا أن تكون الشجرة رمزا لعقل الإنسان المبدع بأفكاره وتصوّراته.
تقول إحدى الحكايات إن رجلا كان مسافرا في طريق عندما دخل الجنّة مصادفة. ولأنه كان منهكا من أثر الترحال الطويل فقد غالبه النعاس ونام تحت إحدى تلك الأشجار.
وعندما استيقظ أحسّ بالجوع وقال: لو أن عندي بعض الطعام لآكله.
وفي الحال ظهر الطعام من أكثر من ناحية وامتلأ المكان بأصناف شتّى من أطايب الأطعمة والفاكهة.
وبدأ الرجل يأكل إلى أن شبع. ثم واتته فكرة أخرى وقال: لو أن عندي شيئا من الشراب لأطفئ به ظمأي.
وما هي إلا لحظات حتى امتلأ المكان بكؤوس النبيذ وعصير الفواكه المختلفة. وعندما أخذ الرجل كفايته من الشراب تمدّد في ظلّ تلك الشجرة مستمتعا بنسيم الجنّة العليل ومناظرها البهيّة.
وبينما هو على تلك الحال أخذ يفكّر في هذا الذي حدث له. وتساءل: ما الذي يحدث؟ هل كنت أحلم؟ هل كان هذا مجرّد خيال أو حلم يقظة؟ أم أن هناك أشباحا لا أراها، تخادعني وتتلاعب بعقلي؟ وظهرت له الأشباح فجأة. كانت شرسة وقبيحة المنظر. وبدأ الرجل يرتجف من شدّة الخوف.
ثم قال: أنا متأكّد الآن بأنني سأقتل. هذه المخلوقات الرهيبة ستقتلني!
وقُتِل..!
هذه القصّة جدّ معبّرة وتتضمّن دروسا بالغة الأهمية.
إنها تقول بطريقة غير مباشرة إنّ ما يمرّ بالإنسان من أحداث وتجارب هي في النهاية من صنع عقله وتفكيره هو.
فنوعية أفكارك هي التي تخلق جنّتك أو نارك، سعادتك أو تعاستك.
بل إن نوعيّة أفكار الإنسان يمكن أن تحوّل جنّته إلى نار، وناره إلى نعيم.
هذا الرجل، أي بطل القصّة، كانت له عينان تمنحانه الدهشة ومتعة الاكتشاف، لكنْ كان ينقصه اللسان الذي يعبّر به عن شكره لله.
ومن العبر الأخرى التي تقدّمها القصّة أن التعاسة هي إحساس وليست قدرا محتّما.
الفلسفة البوذية تقول شيئا قريبا من هذا. فهي تؤكّد على ألا حاجة للإنسان أن يخلق جنّة أو نارا، لأنّ كلّ إنسان ساحر ومبدع على طريقته وباستطاعته أن يصوغ عالمه الخاصّ وفقا لمشيئته، وبذا يرتاح الخالق من عناء المهمّة ويعتكف. إن أفضل ما يمكن أن يفعله الإنسان هو أن يبحث عمّا يريده فعلا وليس عمّا كان يفكّر أنه سيجده.