الصورة الشائعة عن يوحنّا المعمدان، كما تعكسها الأدبيات المسيحية، هي صورة رجل بسيط ومتقشّف قضى معظم حياته في الصحراء يسابق الحيوانات البرّية ويتغذّى على الجراد والعسل. لكن ليوناردو دافنشي يرسم الرجل بطريقة مدهشة وصادمة. كما أن صورته هنا مختلفة كليّا عن بقيّة الأعمال الفنية التي تناولت هذه الشخصية.
دافنشي يرسم يوحنّا المعمدان في الصحراء بشعر مجعّد وهو يرتدي جلود الحيوانات ويبتسم بطريقة غريبة تذكّر إلى حدّ ما بأشهر لوحات دافنشي "الموناليزا". وفي يد الرجل اليسرى ثمّة قضيب حديدي في نهايته صليب. بعض مؤرّخي الفنّ يعتقدون أن الصليب وجلد الحيوان أضيفا إلى اللوحة في مرحلة تالية من قبل رسّام آخر.
في اللوحة يظهر القدّيس وقد أضاءه نور من مصدر خارج اللوحة، بينما تخلع الظلال الرقيقة على بشرته مظهرا ناعما ورقيقا. وقد عمد ليوناردو إلى وضع الشخصية في الظلال لتكثيف الإحساس بعزلته عن العالم الحقيقي والتأكيد على ارتباطه بالسماء.
غير أن أهمّ ملمح في هذه اللوحة هو حركة إصبع القدّيس المشيرة إلى السماء. هذه الجزئية طالما أثارت جدلا واسعا بين أوساط المؤرّخين ونقاد الفنّ وأصبحت لكثرة الحديث عنها وغموض معناها تُسمّى "إيماءة يوحنّا". البعض قالوا أن ليس هناك من دلالة دينية للإصبع المرفوع. والبعض الآخر ذهبوا إلى أن الإصبع هي علامة على مجيء المسيح. بينما قال آخرون أن ليوناردو كان يشير إلى أن القوانين التي تحكم الأرض هي نفسها التي تحكم السماء.
وأيّا ما كان المعنى الكامن وراء الإصبع المرفوع في الصورة، فإن هذه الإيماءة استُنسخت عديدا من المرّات من قبل فنّانين كثر جاءوا بعد دافنشي.
بعض مؤرّخي الحركات السرّية يقولون إن ليوناردو كان ساحرا. كما تردّد في بعض الأوقات انه كان زعيما لإحدى الجمعيات السرّية بعد أن تسلّم هذا المنصب من سيّده السابق.
وهناك أيضا من يشير إلى تأثير نوعية التعليم الذي تلقاه الرسّام في فلورنسا خلال عصر النهضة الذي ترافق مع تجدّد الاهتمام بالأفكار الأفلاطونية وبالكيمياء القديمة التي تؤكّد على دور السحر وبعض الإشارات والحركات الطقوسية. طبعا مثل هذه المقولات تظلّ مجرّد تكهّنات في غياب أدلّة واضحة تؤكّدها أو تنفيها.
هناك احتمال بأن أحدا لم يكلّف دافنشي برسم هذه اللوحة، بل قد يكون رسمها لدواعي المتعة الشخصية فحسب. وهي كانت إحدى ثلاث لوحات احتفظ بها حتى نهايات حياته.
لوحة يوحنّا المعمدان كثيرا ما أثارت ردود فعل معادية بسبب طريقة تناولها للموضوع. وأحد الأشياء المزعجة فيها هو أن ملامح القدّيس تبدو اندروجينية أو خنثوية إلى حدّ ما. وقد عُرف عن ليوناردو رسم مثل هذه الأشكال في لوحاته. وقيل إن في هذا تماهياً مع بعض أفكار الكيمياء القديمة التي تقول بامتزاج الجنسين بحيث يسموان فوق نموذج ثنائية الذكر والأنثى.
وهناك من قال إن دافنشي أراد بلوحته الإيحاء بأن يوحنّا هو المسيح الحقيقي نفسه. وهو اعتقاد تؤمن به المندائية، وهي جماعة دينية أصلها من العراق. وقد تعرّض أتباع هذه الفرقة على مدى زمن طويل لكثير من الظلم والاضطهاد.
هذه اللوحة ليست أفضل لوحات دافنشي من الناحية الفنّية. كما أن تأثيره فيها لا يبدو واضحا كثيرا بسبب الشلل الذي أصاب ذراعه الأيمن وتقدّمه في السنّ آنذاك، فضلا عن آثار عمليات الترميم التي أجريت على اللوحة في فترات مختلفة.
دافنشي يرسم يوحنّا المعمدان في الصحراء بشعر مجعّد وهو يرتدي جلود الحيوانات ويبتسم بطريقة غريبة تذكّر إلى حدّ ما بأشهر لوحات دافنشي "الموناليزا". وفي يد الرجل اليسرى ثمّة قضيب حديدي في نهايته صليب. بعض مؤرّخي الفنّ يعتقدون أن الصليب وجلد الحيوان أضيفا إلى اللوحة في مرحلة تالية من قبل رسّام آخر.
في اللوحة يظهر القدّيس وقد أضاءه نور من مصدر خارج اللوحة، بينما تخلع الظلال الرقيقة على بشرته مظهرا ناعما ورقيقا. وقد عمد ليوناردو إلى وضع الشخصية في الظلال لتكثيف الإحساس بعزلته عن العالم الحقيقي والتأكيد على ارتباطه بالسماء.
غير أن أهمّ ملمح في هذه اللوحة هو حركة إصبع القدّيس المشيرة إلى السماء. هذه الجزئية طالما أثارت جدلا واسعا بين أوساط المؤرّخين ونقاد الفنّ وأصبحت لكثرة الحديث عنها وغموض معناها تُسمّى "إيماءة يوحنّا". البعض قالوا أن ليس هناك من دلالة دينية للإصبع المرفوع. والبعض الآخر ذهبوا إلى أن الإصبع هي علامة على مجيء المسيح. بينما قال آخرون أن ليوناردو كان يشير إلى أن القوانين التي تحكم الأرض هي نفسها التي تحكم السماء.
وأيّا ما كان المعنى الكامن وراء الإصبع المرفوع في الصورة، فإن هذه الإيماءة استُنسخت عديدا من المرّات من قبل فنّانين كثر جاءوا بعد دافنشي.
بعض مؤرّخي الحركات السرّية يقولون إن ليوناردو كان ساحرا. كما تردّد في بعض الأوقات انه كان زعيما لإحدى الجمعيات السرّية بعد أن تسلّم هذا المنصب من سيّده السابق.
وهناك أيضا من يشير إلى تأثير نوعية التعليم الذي تلقاه الرسّام في فلورنسا خلال عصر النهضة الذي ترافق مع تجدّد الاهتمام بالأفكار الأفلاطونية وبالكيمياء القديمة التي تؤكّد على دور السحر وبعض الإشارات والحركات الطقوسية. طبعا مثل هذه المقولات تظلّ مجرّد تكهّنات في غياب أدلّة واضحة تؤكّدها أو تنفيها.
هناك احتمال بأن أحدا لم يكلّف دافنشي برسم هذه اللوحة، بل قد يكون رسمها لدواعي المتعة الشخصية فحسب. وهي كانت إحدى ثلاث لوحات احتفظ بها حتى نهايات حياته.
لوحة يوحنّا المعمدان كثيرا ما أثارت ردود فعل معادية بسبب طريقة تناولها للموضوع. وأحد الأشياء المزعجة فيها هو أن ملامح القدّيس تبدو اندروجينية أو خنثوية إلى حدّ ما. وقد عُرف عن ليوناردو رسم مثل هذه الأشكال في لوحاته. وقيل إن في هذا تماهياً مع بعض أفكار الكيمياء القديمة التي تقول بامتزاج الجنسين بحيث يسموان فوق نموذج ثنائية الذكر والأنثى.
وهناك من قال إن دافنشي أراد بلوحته الإيحاء بأن يوحنّا هو المسيح الحقيقي نفسه. وهو اعتقاد تؤمن به المندائية، وهي جماعة دينية أصلها من العراق. وقد تعرّض أتباع هذه الفرقة على مدى زمن طويل لكثير من الظلم والاضطهاد.
هذه اللوحة ليست أفضل لوحات دافنشي من الناحية الفنّية. كما أن تأثيره فيها لا يبدو واضحا كثيرا بسبب الشلل الذي أصاب ذراعه الأيمن وتقدّمه في السنّ آنذاك، فضلا عن آثار عمليات الترميم التي أجريت على اللوحة في فترات مختلفة.