أكثر الناس يعرفون هيرمان هيسّه كروائيّ وكاتب كبير. لكن القليلين هم من يعرفون أن صاحب "ذئب السهوب" و"سيدهارتا" وغيرهما من الأعمال الروائية العظيمة كان أيضا رسّاما.
تجربة هيسّه في الرسم لعبت دورا مهمّا في تطوير لغته البصرية وفي تشكيل رؤيته وفهمه لوظيفة الفنّ وعلاقته بالأدب. وقد بدأ تحوّله إلى الرسم في مطلع أربعينات القرن الماضي في وقت كان يمرّ فيه بضغوط نفسية شديدة.
أثناء الحرب العالمية الأولى، اتهمت الصحافة الألمانية هيسّه بأنه خائن لبلاده بسبب آرائه السلمية. كما تمّ حظر كتبه في ألمانيا. ومع ذلك واصل العمل من أجل السلام ونشر وثائق مناهضة للحرب تحت اسم مستعار هو اميل سنكلير.
وبحلول عام 1917، أصبح هيرمان هيسّه منهكا بسبب الحرب والمشاكل الأسرية والصراعات الداخلية. وقد أرسله طبيبه الخاصّ إلى مصحّة نفسية، والتقى هناك بالدكتور جوزيف لانغ، وهو احد تلاميذ عالم النفس المشهور كارل يونغ. وعرّف لانغ هيسّه على الحكمة الباطنية للأديان القديمة ونصحه بالرسم. في ذلك الوقت، كتب هيسّه روايته ديميان، التي تكشف عن تأثره بتجربته في المصحّة النفسية.
وفي عام 1919، انتقل الكاتب إلى قرية صغيرة في مونتاغنولا الواقعة في كانتون تيتشينو السويسري الذي يتحدّث سكّانه اللغة الايطالية. "عندما أتيت إلى مونتاغنولا للمرّة الأولى، بعد 41 عاما من البحث عن ملجأ، استأجرت شقّة صغيرة لها شرفة تزيّنها أزهار الماغنوليا وشجرة أرجوان عملاقة. كنت آنذاك في أفضل سنوات حياتي وكان عقلي مهيّئا لبدء حياة جديدة، على الرغم من أن أربع سنوات من الحرب تركتني مهزوما ومفلسا".
عندما انتقل هيسّه إلى مونتاغنولا كان في الثانية والأربعين من عمره. وقد وجد فيها مكانا مثاليّا لمداواة الجراح والمشاكل التي كان يعاني منها في حياته ولإثارة حماسه في أن يكتب ويرسم. جوّ القرية الهادئة والوديعة والجمال الطبيعي للغابة المجاورة لبيته أثّرا عليه بشكل غريب. كانت الحرب العالمية الأولى تقترب من نهايتها، وكان في أزمة لأنه ترك خلفه عائلته التي كان يحبّها.
وبعد وقت قصير من وصوله إلى مونتاغنولا، نشر الكاتب مجموعته "ثلاث قصص قصيرة". وأظهر ذلك العمل أن هيسّه كان شاعرا يكتب بعيني رسّام. وبحلول عام 1920، كان قد أنجز رسم لوحات عديدة ونظّم معارض لرسوماته في بازل ولوغانو بـ سويسرا.
تجربة هيسّه في الرسم لعبت دورا مهمّا في تطوير لغته البصرية وفي تشكيل رؤيته وفهمه لوظيفة الفنّ وعلاقته بالأدب. وقد بدأ تحوّله إلى الرسم في مطلع أربعينات القرن الماضي في وقت كان يمرّ فيه بضغوط نفسية شديدة.
أثناء الحرب العالمية الأولى، اتهمت الصحافة الألمانية هيسّه بأنه خائن لبلاده بسبب آرائه السلمية. كما تمّ حظر كتبه في ألمانيا. ومع ذلك واصل العمل من أجل السلام ونشر وثائق مناهضة للحرب تحت اسم مستعار هو اميل سنكلير.
وبحلول عام 1917، أصبح هيرمان هيسّه منهكا بسبب الحرب والمشاكل الأسرية والصراعات الداخلية. وقد أرسله طبيبه الخاصّ إلى مصحّة نفسية، والتقى هناك بالدكتور جوزيف لانغ، وهو احد تلاميذ عالم النفس المشهور كارل يونغ. وعرّف لانغ هيسّه على الحكمة الباطنية للأديان القديمة ونصحه بالرسم. في ذلك الوقت، كتب هيسّه روايته ديميان، التي تكشف عن تأثره بتجربته في المصحّة النفسية.
وفي عام 1919، انتقل الكاتب إلى قرية صغيرة في مونتاغنولا الواقعة في كانتون تيتشينو السويسري الذي يتحدّث سكّانه اللغة الايطالية. "عندما أتيت إلى مونتاغنولا للمرّة الأولى، بعد 41 عاما من البحث عن ملجأ، استأجرت شقّة صغيرة لها شرفة تزيّنها أزهار الماغنوليا وشجرة أرجوان عملاقة. كنت آنذاك في أفضل سنوات حياتي وكان عقلي مهيّئا لبدء حياة جديدة، على الرغم من أن أربع سنوات من الحرب تركتني مهزوما ومفلسا".
عندما انتقل هيسّه إلى مونتاغنولا كان في الثانية والأربعين من عمره. وقد وجد فيها مكانا مثاليّا لمداواة الجراح والمشاكل التي كان يعاني منها في حياته ولإثارة حماسه في أن يكتب ويرسم. جوّ القرية الهادئة والوديعة والجمال الطبيعي للغابة المجاورة لبيته أثّرا عليه بشكل غريب. كانت الحرب العالمية الأولى تقترب من نهايتها، وكان في أزمة لأنه ترك خلفه عائلته التي كان يحبّها.
وبعد وقت قصير من وصوله إلى مونتاغنولا، نشر الكاتب مجموعته "ثلاث قصص قصيرة". وأظهر ذلك العمل أن هيسّه كان شاعرا يكتب بعيني رسّام. وبحلول عام 1920، كان قد أنجز رسم لوحات عديدة ونظّم معارض لرسوماته في بازل ولوغانو بـ سويسرا.
في عام 1922، نشر هيسّه روايته المشهورة سيدهارتا التي تُعتبر إحدى أشهر الروايات الغربية التي تجري أحداثها في الهند. وتتناول الرواية فكرة بحث الإنسان عن الاستنارة الروحية. وقد كرّم الهنود هيسّه بإنشاء جمعية أدبية تحمل اسمه وتضطلع بمهمّة ترجمة روايته تلك إلى كافّة اللغات الهندية. كما تحوّلت الرواية في ما بعد إلى فيلم سينمائي هندي.
ولم يمض وقت طويل حتى كتب هيسّه روايته الأخرى التي لا تقلّ شهرة ذئب السهوب. وفي عام 1927، واصل الكتابة والرسم، على الرغم من أن كتاباته كانت ما تزال ممنوعة في بلده ألمانيا.
وأثناء الحرب، فتح هيسّه منزله للمثقفين المهاجرين الذين كانوا قد اضطرّوا إلى الفرار من ألمانيا النازية. وفي عام 1942، أكمل كتابة روايته لعبة الكريّات الزجاجية التي حاول فيها استكشاف تأثير النضال الروحي ضدّ السلطة الهمجية والتوفيق ما بين الروح والطبيعة. وفي عام 1946، حصل على جائزة نوبل للأدب بالإضافة إلى جائزة غوته.
أصبح هيرمان هيسّه مواطنا سويسريا وهو في السابعة والأربعين. كان يحسّ بأن مونتاغنولا تقع على مفترق الطرق الدولية. وعلى الرغم من أن الناس فيها يفكّرون بطريقة سويسرية، إلا انه كان يشعر بتأثير العيش على الحدود مع ايطاليا وبأنه على اتصال مع العالم بأسره.
في التاسع من أغسطس 1962 توفي هيرمان هيسّه في منزله في مونتاغنولا وهو في سنّ الخامسة والثمانين متأثّرا بإصابته بسكتة دماغية. وعندما توفّي كان قد كتب، بالإضافة إلى رواياته ومجموعاته الشعرية، حوالي 3000 مراجعة أدبية ونقدية و 35000 رسالة شخصية. كما أتمّ رسم حوالي 3500 لوحة مائية معظمها للأماكن التي كان قد عاش فيها وأحبّها. وقد صوّر في بعض تلك اللوحات أسطح البيوت القديمة المبنيّة من الحجر، وأسوار الحدائق وأشجار الكستناء والجبال. وتكشف لوحاته عن حماسة التعبيري وعن بعض الملامح الوحشية والتكعيبية.
وفي احد شوارع مونتاغنولا المنحدرة والضيّقة، تمّ بناء متحف صغير تكريما لـ هيسّه وللسنوات الثلاث والأربعين التي قضاها فيها. ومعروضات المتحف توفّر فكرة عن حياة كاتب عبقريّ كان متأثّرا كثيرا بروح هذا المكان. المتحف يحتوي على مجموعة من الكتب التي كان يحتفظ بها لـ غوته وجان بول اللذين كان يعتبرهما كاتبيه المفضّلين. كما يتضمّن مجموعة من الرسائل التي تلقّاها هيرمان هيسّه من مجموعة كبيرة من الشخصيّات المعروفة آنذاك، مثل توماس مان وسيغموند فرويد وكونراد أديناور وغيرهم. "مترجم".
ولم يمض وقت طويل حتى كتب هيسّه روايته الأخرى التي لا تقلّ شهرة ذئب السهوب. وفي عام 1927، واصل الكتابة والرسم، على الرغم من أن كتاباته كانت ما تزال ممنوعة في بلده ألمانيا.
وأثناء الحرب، فتح هيسّه منزله للمثقفين المهاجرين الذين كانوا قد اضطرّوا إلى الفرار من ألمانيا النازية. وفي عام 1942، أكمل كتابة روايته لعبة الكريّات الزجاجية التي حاول فيها استكشاف تأثير النضال الروحي ضدّ السلطة الهمجية والتوفيق ما بين الروح والطبيعة. وفي عام 1946، حصل على جائزة نوبل للأدب بالإضافة إلى جائزة غوته.
أصبح هيرمان هيسّه مواطنا سويسريا وهو في السابعة والأربعين. كان يحسّ بأن مونتاغنولا تقع على مفترق الطرق الدولية. وعلى الرغم من أن الناس فيها يفكّرون بطريقة سويسرية، إلا انه كان يشعر بتأثير العيش على الحدود مع ايطاليا وبأنه على اتصال مع العالم بأسره.
في التاسع من أغسطس 1962 توفي هيرمان هيسّه في منزله في مونتاغنولا وهو في سنّ الخامسة والثمانين متأثّرا بإصابته بسكتة دماغية. وعندما توفّي كان قد كتب، بالإضافة إلى رواياته ومجموعاته الشعرية، حوالي 3000 مراجعة أدبية ونقدية و 35000 رسالة شخصية. كما أتمّ رسم حوالي 3500 لوحة مائية معظمها للأماكن التي كان قد عاش فيها وأحبّها. وقد صوّر في بعض تلك اللوحات أسطح البيوت القديمة المبنيّة من الحجر، وأسوار الحدائق وأشجار الكستناء والجبال. وتكشف لوحاته عن حماسة التعبيري وعن بعض الملامح الوحشية والتكعيبية.
وفي احد شوارع مونتاغنولا المنحدرة والضيّقة، تمّ بناء متحف صغير تكريما لـ هيسّه وللسنوات الثلاث والأربعين التي قضاها فيها. ومعروضات المتحف توفّر فكرة عن حياة كاتب عبقريّ كان متأثّرا كثيرا بروح هذا المكان. المتحف يحتوي على مجموعة من الكتب التي كان يحتفظ بها لـ غوته وجان بول اللذين كان يعتبرهما كاتبيه المفضّلين. كما يتضمّن مجموعة من الرسائل التي تلقّاها هيرمان هيسّه من مجموعة كبيرة من الشخصيّات المعروفة آنذاك، مثل توماس مان وسيغموند فرويد وكونراد أديناور وغيرهم. "مترجم".