هناك عوامل عدّة أسهمت في تشكيل الموسيقى العربية على مرّ القرون. وأهمّ تلك العوامل تأثّرها بموسيقى ما وراء النهرين وفارس واليونان القديمة واسبانيا وإيران. وهناك عامل آخر لا يقلّ أهمّية ويتمثّل في أن كثيرا من عناصر الموسيقى العربية تداخلت وتمازجت مع الموسيقى التركية زمن الإمبراطورية العثمانية.
الموسيقى التركية في ذلك الوقت أنتجت عددا من الأعلام الذين تجاوزت انجازاتهم تركيا ووصلت إلى العالم العربيّ وإيران وبعض بلدان آسيا الوسطى الناطقة بالتركية والفارسية.
ومن أشهر أولئك الأعلام تاتيوس أفندي الذي ما تزال أعماله وابتكاراته الموسيقية تحظى بشهرة واسعة وما يزال الناس يتذكّرونها إلى اليوم. ولد تاتيوس أفندي في اسطنبول عام 1858 لعائلة ارمنية تُدعى موناكيان. وبعد أن أنهى دراسته الابتدائية بدأ في تعلّم صناعة المشغولات الفضّية. ثم أصبح يبدي اهتماما بالموسيقى. لذا ترك عمله واشترى آلة قانون مستعملة ثم بدأ تعلّم العزف عليها بمساعدة عمّه الموسيقيّ. وفي ما بعد تعلّم العزف على الكمان وأتقن أساليب الغناء وعزف بصحبة ألمع الموسيقيين في زمانه.
معزوفات تاتيوس أفندي الكثيرة والمشهورة تعكس تنوّع التراث الموسيقيّ التركي كما تشهد بمعرفته الواسعة ببنية الموسيقى التراثية التركية. كان مشهورا خاصّة ببراعته في تدوين النوتة بمجرّد سماعه للموسيقى. وقد تتلمذ على يديه عدد من أشهر الموسيقيين مثل منير مظهر ومصطفى سونار وعبدالقادر توري وغيرهم.
قضى تاتيوس أفندي سنواته الأخيرة مريضا ووحيدا. كانت صحّته تتدهور بسرعة بسبب إسرافه في تناول الكحول. ومات متأثّرا بتليّف الكبد في مارس 1913م ودُفن في المقبرة الأرمنية في اسطنبول.
أشهر أعماله المحفوظة إلى اليوم هي مجموعة البشارف والسوزناك والمقامات، بالإضافة إلى العديد من الأغاني. والكثير من أعماله تُدرّس في معاهد الموسيقية العربية وتُعزف بانتظام مثل سماعي كرد حجاز كار وسماعي رست وغيرهما. لكن بعض أعماله الأخرى فُقدت لأنها لم تدوّن ونُسيت مع مرور الزمن.
الموسيقى التركية في ذلك الوقت أنتجت عددا من الأعلام الذين تجاوزت انجازاتهم تركيا ووصلت إلى العالم العربيّ وإيران وبعض بلدان آسيا الوسطى الناطقة بالتركية والفارسية.
ومن أشهر أولئك الأعلام تاتيوس أفندي الذي ما تزال أعماله وابتكاراته الموسيقية تحظى بشهرة واسعة وما يزال الناس يتذكّرونها إلى اليوم. ولد تاتيوس أفندي في اسطنبول عام 1858 لعائلة ارمنية تُدعى موناكيان. وبعد أن أنهى دراسته الابتدائية بدأ في تعلّم صناعة المشغولات الفضّية. ثم أصبح يبدي اهتماما بالموسيقى. لذا ترك عمله واشترى آلة قانون مستعملة ثم بدأ تعلّم العزف عليها بمساعدة عمّه الموسيقيّ. وفي ما بعد تعلّم العزف على الكمان وأتقن أساليب الغناء وعزف بصحبة ألمع الموسيقيين في زمانه.
معزوفات تاتيوس أفندي الكثيرة والمشهورة تعكس تنوّع التراث الموسيقيّ التركي كما تشهد بمعرفته الواسعة ببنية الموسيقى التراثية التركية. كان مشهورا خاصّة ببراعته في تدوين النوتة بمجرّد سماعه للموسيقى. وقد تتلمذ على يديه عدد من أشهر الموسيقيين مثل منير مظهر ومصطفى سونار وعبدالقادر توري وغيرهم.
قضى تاتيوس أفندي سنواته الأخيرة مريضا ووحيدا. كانت صحّته تتدهور بسرعة بسبب إسرافه في تناول الكحول. ومات متأثّرا بتليّف الكبد في مارس 1913م ودُفن في المقبرة الأرمنية في اسطنبول.
أشهر أعماله المحفوظة إلى اليوم هي مجموعة البشارف والسوزناك والمقامات، بالإضافة إلى العديد من الأغاني. والكثير من أعماله تُدرّس في معاهد الموسيقية العربية وتُعزف بانتظام مثل سماعي كرد حجاز كار وسماعي رست وغيرهما. لكن بعض أعماله الأخرى فُقدت لأنها لم تدوّن ونُسيت مع مرور الزمن.
ولا يقلّ شهرة عن تاتيوس أفندي زميله ومعاصره الموسيقيّ الكبير جميل بيه الطنبوري. كان مشهورا ببراعته في العزف على آلة الطنبور، ومن اسمها اكتسب كُنيته. كما اشتهر أيضا بتقاسيمه وارتجالاته وبإلمامه الكبير بفنّ المقامات في الموسيقى العثمانية الكلاسيكية.
ولد جميل بيه الطنبوري في اسطنبول عام 1873م. وكانت أولى دروسه الموسيقية على آلتي الكمان والقانون. وبعد انتهائه من الدراسة الإعدادية، كرّس كلّ وقته لتعلّم الموسيقى. وعندما بلغ العشرين من عمره أصبح اسمه مشهورا بين عازفي الطنبور في اسطنبول. وقد عُرف جميل بيه بابتكاراته الموسيقية الكثيرة شكلا ومضمونا، وببراعته في العزف على مجموعة من الآلات الموسيقية دفعة واحدة مثل التشيللو والقانون والكمان.
وكان لأعماله تأثير كبير على أجيال عديدة من الموسيقيين الأتراك والعرب. البشارف والمقامات "أو الفصول كما تُسمّى بالتركية" والمعزوفات والتقاسيم والسماعيّات واللونغات الكثيرة التي ألّفها ما تزال تُعزف إلى اليوم. وهي تنمّ عن ذوق رفيع ويتطلّب عزفها الكثير من الموهبة والإتقان. ولا يكاد يخلو كتاب من كتب الموسيقى العربية الأكاديمية من وصف وتحليل لأعماله المعروفة والمشهورة مثل سماعي فرح فازا و سماعي شد عربان "ومعنى الكلمة ضبط الأوتار على النغمات العربية دون غيرها" و لونغا نكريز و سماعي حسيني و سماعي محيّر . ومعظم أعماله حُفظت بعد وفاته، لكنه رحل قبل أن يكمل بعضها الآخر.
كان جميل بيه الطنبوري إنسانا حسّاسا وعصبيّا جدّا. وقد عانى كثيرا من آثار إدمان الكحول، خاصّة عند نهايات حياته. وكانت وفاته في يوليو من عام 1916 عن 45 عاما.
وأختم هذا الموضوع بقطعة موسيقية أخرى من التراث بعنوان سماعي بيات "الفيديو الثاني فوق". هذه المعزوفة شائعة ومشهورة كثيرا. وكنت أظنّ في ما مضى أنها لـ جميل بيه الطنبوري. لكن اكتشف مؤخّرا فقط أنها للموسيقي المصريّ إبراهيم العريان الذي عاش في بدايات القرن الماضي. وللأسف لا يُعرف عن حياته أو عن أعماله الأخرى الشيء الكثير. هذه المقطوعة الجميلة والواسعة الانتشار ظلّت تُعزف مرارا وتكرارا وهي تُعتبر من التحف الموسيقية الخالدة التي لا تتقادم ولا تبلى بمرور الزمن.
ولد جميل بيه الطنبوري في اسطنبول عام 1873م. وكانت أولى دروسه الموسيقية على آلتي الكمان والقانون. وبعد انتهائه من الدراسة الإعدادية، كرّس كلّ وقته لتعلّم الموسيقى. وعندما بلغ العشرين من عمره أصبح اسمه مشهورا بين عازفي الطنبور في اسطنبول. وقد عُرف جميل بيه بابتكاراته الموسيقية الكثيرة شكلا ومضمونا، وببراعته في العزف على مجموعة من الآلات الموسيقية دفعة واحدة مثل التشيللو والقانون والكمان.
وكان لأعماله تأثير كبير على أجيال عديدة من الموسيقيين الأتراك والعرب. البشارف والمقامات "أو الفصول كما تُسمّى بالتركية" والمعزوفات والتقاسيم والسماعيّات واللونغات الكثيرة التي ألّفها ما تزال تُعزف إلى اليوم. وهي تنمّ عن ذوق رفيع ويتطلّب عزفها الكثير من الموهبة والإتقان. ولا يكاد يخلو كتاب من كتب الموسيقى العربية الأكاديمية من وصف وتحليل لأعماله المعروفة والمشهورة مثل سماعي فرح فازا و سماعي شد عربان "ومعنى الكلمة ضبط الأوتار على النغمات العربية دون غيرها" و لونغا نكريز و سماعي حسيني و سماعي محيّر . ومعظم أعماله حُفظت بعد وفاته، لكنه رحل قبل أن يكمل بعضها الآخر.
كان جميل بيه الطنبوري إنسانا حسّاسا وعصبيّا جدّا. وقد عانى كثيرا من آثار إدمان الكحول، خاصّة عند نهايات حياته. وكانت وفاته في يوليو من عام 1916 عن 45 عاما.
وأختم هذا الموضوع بقطعة موسيقية أخرى من التراث بعنوان سماعي بيات "الفيديو الثاني فوق". هذه المعزوفة شائعة ومشهورة كثيرا. وكنت أظنّ في ما مضى أنها لـ جميل بيه الطنبوري. لكن اكتشف مؤخّرا فقط أنها للموسيقي المصريّ إبراهيم العريان الذي عاش في بدايات القرن الماضي. وللأسف لا يُعرف عن حياته أو عن أعماله الأخرى الشيء الكثير. هذه المقطوعة الجميلة والواسعة الانتشار ظلّت تُعزف مرارا وتكرارا وهي تُعتبر من التحف الموسيقية الخالدة التي لا تتقادم ولا تبلى بمرور الزمن.