تنتشر بين فضاءات العوالم البعيدة أعداد لا تُحصى من الكواكب والنجوم المدهشة والغريبة. من هذه العوالم كوكب مفروشة أرضه بالألماس. وآخر تنوء أرضه وسماؤه تحت وابل لا يتوقّف من النيران والبراكين الثائرة آناء الليل والنهار. وثالث تغطّي سطحه طبقة رقيقة من الثلج الناصع البياض الذي يقول العلماء إن تأثيره الحامضي يمكن أن يذيب في ثوانٍ ليس اللحم فقط، وإنّما العظام أيضا.
وفي هذا الموضوع نتوقّف قليلا في احد أكثر العوالم البعيدة إثارة للفضول. وربّما لو كان السفر إلى الفضاء ممكنا أو متيسّرا هذه الأيّام، لأصبح هذا الكوكب المسمّى "إتش دي 69830 سي" أفضل مكان يمكن أن يذهب إليه البشر من محبّي الرحلات الرومانسية لقضاء بعض الوقت للراحة والاستجمام.
المنظر الخرافيّ والرائع للسماء الليلية لهذا الكوكب، الذي يقع خارج المجموعة الشمسية وفي كوكبة تُدعى الملاح الشمالي، يجعله المكان الأكثر رومانتيكية وجاذبية في الكون.
والسبب في أن السماء الليلية لهذا الكوكب مختلفة هو قربه من حزام الكويكبات العملاقة الذي يدور حوله. لذا تمطر سماؤه زخّات ثقيلة من الشهب كلّ ليلة، ما يجعل النظر إلى سمائه في الليل نوعا من المتعة النادرة.
ولو وقفت على ارض هذا الكوكب ليلا ونظرت باتجاه السماء، فستبدو من فوقك أكثر سطوعا وإشراقا بألف مرّة ممّا تبدو عليه عندما تنظر إليها وأنت واقف على الأرض. وسترى شعاعا متوهّجا من الضوء الذي لا يترك السماء لحظة واحدة وكأنه وابل من قصف النجوم نتيجة انعكاس الغبار الساخن الناتج عن اصطدامات الكويكبات والشهب في سماء الكوكب.
لكن هل يمكن تخيّل العيش على كوكب يوفّر مثل هذا المنظر المذهل مع عواصف نيزكية ضخمة كلّ ليلة؟
يقول العلماء إن العيش على مقربة من مثل هذا الحطام الصخريّ قد يشكّل تهديدا للسلامة. صحيح أن الغلاف الجوّيّ والمجال المغناطيسي للكوكب يحمي سطحه من بعض الحطام. لكن، ومع وجود كلّ تلك الموادّ من الصخور والغبار هناك، لا ينبغي استبعاد التهديدات المحتملة التي قد تنشأ عن اصطدام كويكبين ببعضهما أو ارتطام كويكب بمذنّب أو شهاب أو نحو ذلك.
وبالمناسبة، فإن نظامنا الشمسيّ فيه أيضا حزام كويكبات. وربّما لا تتذكّر انك رأيته ذات مرّة في السماء ليلا. السبب انه بعيد جدّا عن الأرض، والكويكبات فيه متباعدة كثيرا عن بعضها البعض لدرجة أنه غير مرئيّ بالعين المجرّدة.
الكوكب HD 69830 c له حزام مماثل، لكنه اقرب بعشر مرّات وأضخم بخمس وعشرين مرّة من حزام الكويكبات في نظامنا الشمسي. وهذا معناه أن الضوء في سماء الكوكب يمكن أن يفوق في بريقه وألقه حتى الضوء الذي تشعّه مجرّة درب التبّانة نفسها.
الخبر الجيّد هو أن هذا الكوكب يقع على مسافة مناسبة من نجمه، أي بما يتيح احتمال أن يكون مناخه معتدلا وأن توجد على سطحه مياه سائلة تدعم الحياة. أما الخبر غير الجيّد فهو أن هذا الكوكب، الذي يدور حول نجم صغير برتقاليّ اللون، يبعد عن الأرض مسافة تقدّر بحوالي 41 سنة ضوئية!
وبلغة الأرقام، فإن الذهاب إلى هناك يتطلّب قطع مسافة تُقدّر بـ 378 تريليون كيلومتر أو حوالي 179 عاما من السفر في الفضاء بسرعة الضوء! واعتمادا على التكنولوجيا المتوفّرة حاليا فإن قطع مثل هذه المسافة يتطلّب 20 ألف عام من السفر المتواصل! (أسرع سفينة فضائية غير مأهولة حتى الآن هي هيليوس 2 وتقطع مسافة 158 ميل في الساعة، في حين أن سرعة الضوء هي حوالي 671 مليون ميل في الساعة).
لكن من يدري! في المستقبل، عندما يكون السفر إلى الفضاء والتجوال بين النجوم ممكنا وكلّ عائلة أو جماعة من البشر لديها مكوكها الخاصّ بها، قد يصبح هذا الكوكب الوجهة الأكثر تفضيلا لسكّان الأرض من بين جميع النجوم والكواكب.
المعروف انه في السنوات الأخيرة تمكّن علماء الفلك من تحقيق نجاح كبير في بحثهم عن أجسام تدور حول نجوم أخرى مماثلة لتلك الموجودة في نظامنا الشمسي. وقد اكتشفوا حتى الآن حوالي 160 كوكبا خارج المجموعة الشمسية وعددا لا يُحصى من أقراص الحطام التي تتألّف من الغبار البارد وتدور حول نجوم فتيّة.
Credits
solarviews.com
nineplanets.org
وفي هذا الموضوع نتوقّف قليلا في احد أكثر العوالم البعيدة إثارة للفضول. وربّما لو كان السفر إلى الفضاء ممكنا أو متيسّرا هذه الأيّام، لأصبح هذا الكوكب المسمّى "إتش دي 69830 سي" أفضل مكان يمكن أن يذهب إليه البشر من محبّي الرحلات الرومانسية لقضاء بعض الوقت للراحة والاستجمام.
المنظر الخرافيّ والرائع للسماء الليلية لهذا الكوكب، الذي يقع خارج المجموعة الشمسية وفي كوكبة تُدعى الملاح الشمالي، يجعله المكان الأكثر رومانتيكية وجاذبية في الكون.
والسبب في أن السماء الليلية لهذا الكوكب مختلفة هو قربه من حزام الكويكبات العملاقة الذي يدور حوله. لذا تمطر سماؤه زخّات ثقيلة من الشهب كلّ ليلة، ما يجعل النظر إلى سمائه في الليل نوعا من المتعة النادرة.
ولو وقفت على ارض هذا الكوكب ليلا ونظرت باتجاه السماء، فستبدو من فوقك أكثر سطوعا وإشراقا بألف مرّة ممّا تبدو عليه عندما تنظر إليها وأنت واقف على الأرض. وسترى شعاعا متوهّجا من الضوء الذي لا يترك السماء لحظة واحدة وكأنه وابل من قصف النجوم نتيجة انعكاس الغبار الساخن الناتج عن اصطدامات الكويكبات والشهب في سماء الكوكب.
لكن هل يمكن تخيّل العيش على كوكب يوفّر مثل هذا المنظر المذهل مع عواصف نيزكية ضخمة كلّ ليلة؟
يقول العلماء إن العيش على مقربة من مثل هذا الحطام الصخريّ قد يشكّل تهديدا للسلامة. صحيح أن الغلاف الجوّيّ والمجال المغناطيسي للكوكب يحمي سطحه من بعض الحطام. لكن، ومع وجود كلّ تلك الموادّ من الصخور والغبار هناك، لا ينبغي استبعاد التهديدات المحتملة التي قد تنشأ عن اصطدام كويكبين ببعضهما أو ارتطام كويكب بمذنّب أو شهاب أو نحو ذلك.
وبالمناسبة، فإن نظامنا الشمسيّ فيه أيضا حزام كويكبات. وربّما لا تتذكّر انك رأيته ذات مرّة في السماء ليلا. السبب انه بعيد جدّا عن الأرض، والكويكبات فيه متباعدة كثيرا عن بعضها البعض لدرجة أنه غير مرئيّ بالعين المجرّدة.
الكوكب HD 69830 c له حزام مماثل، لكنه اقرب بعشر مرّات وأضخم بخمس وعشرين مرّة من حزام الكويكبات في نظامنا الشمسي. وهذا معناه أن الضوء في سماء الكوكب يمكن أن يفوق في بريقه وألقه حتى الضوء الذي تشعّه مجرّة درب التبّانة نفسها.
الخبر الجيّد هو أن هذا الكوكب يقع على مسافة مناسبة من نجمه، أي بما يتيح احتمال أن يكون مناخه معتدلا وأن توجد على سطحه مياه سائلة تدعم الحياة. أما الخبر غير الجيّد فهو أن هذا الكوكب، الذي يدور حول نجم صغير برتقاليّ اللون، يبعد عن الأرض مسافة تقدّر بحوالي 41 سنة ضوئية!
وبلغة الأرقام، فإن الذهاب إلى هناك يتطلّب قطع مسافة تُقدّر بـ 378 تريليون كيلومتر أو حوالي 179 عاما من السفر في الفضاء بسرعة الضوء! واعتمادا على التكنولوجيا المتوفّرة حاليا فإن قطع مثل هذه المسافة يتطلّب 20 ألف عام من السفر المتواصل! (أسرع سفينة فضائية غير مأهولة حتى الآن هي هيليوس 2 وتقطع مسافة 158 ميل في الساعة، في حين أن سرعة الضوء هي حوالي 671 مليون ميل في الساعة).
لكن من يدري! في المستقبل، عندما يكون السفر إلى الفضاء والتجوال بين النجوم ممكنا وكلّ عائلة أو جماعة من البشر لديها مكوكها الخاصّ بها، قد يصبح هذا الكوكب الوجهة الأكثر تفضيلا لسكّان الأرض من بين جميع النجوم والكواكب.
المعروف انه في السنوات الأخيرة تمكّن علماء الفلك من تحقيق نجاح كبير في بحثهم عن أجسام تدور حول نجوم أخرى مماثلة لتلك الموجودة في نظامنا الشمسي. وقد اكتشفوا حتى الآن حوالي 160 كوكبا خارج المجموعة الشمسية وعددا لا يُحصى من أقراص الحطام التي تتألّف من الغبار البارد وتدور حول نجوم فتيّة.
Credits
solarviews.com
nineplanets.org