رغم أن الكثيرين منّا لا يتذكّرون أو لم يسمعوا أصلا من قبل باسم إيشر، إلا أننا على الأرجح سبق وأن رأينا بعضا من رسوماته المشهورة على مستوى العالم مثل يدان ترسمان وعين ويد مع مجال عاكس وبيت السلالم وغيرها.
كان إيشر شخصية فريدة ومتميّزة. وقد استحقّ التقدير لمقدرته الفائقة على تطبيق مواهبه الرياضية وتوظيفها في الإبداع الفنّي. وهو معروف على وجه الخصوص بهياكله المستحيلة مثل الصعود والنزول وبأشكاله المتحوّلة مثل التحوّل 1 و 2 و3. ويمكن للمرء أن يرى أعماله اليوم على الملصقات وأغلفة الكتب وورق الحيطان وفي العديد من المواقع على شبكة الإنترنت.
ولد موريتس كورنيليس إيشر في ليوفاردن بهولندا التي درس فيها المرحلتين الابتدائية والثانوية. مهاراته في الرسم والرسوم البيانية يمكن أن تُعزى إلى أيّام الدراسة، وعلى وجه الخصوص لتأثير أستاذه فان دير هاغن عليه.
في البداية حاول إيشر أن يرضي طموح والده بأن يصبح مهندسا معماريّا. وفي كلّية الهندسة المعمارية في هارلم درس فنّ الغرافيك والفنون الزخرفية، حيث طوّر مهاراته على يد معلّمه الآخر جيسيرون دي ميسكيتا.
وعلى مرّ السنين، خلق إيشر عددا من المناظر الطبيعية والصور والتصاميم الهندسية الآسرة، رغم انه اعترف ذات مرّة بأنه كان ضعيفا في الحساب والجبر نتيجة صعوبة استيعابه للمجرّدات.
في عام 1923، انتقل الفنّان إلى إيطاليا حيث التقى المرأة السويسرية التي ستصبح فيما بعد زوجته. وقد نظّم أوّل معرض لأعماله في لاهاي عام 1924، ثم اتبعه بمعرض آخر ناجح في روما بعد ذلك بعامين. وفي السنوات القليلة التالية، أصبح يُنظر إليه باحترام كبير كرسّام. لكن أعماله طالما انتُقدت لكونها "تخاطب العقل أكثر من اللازم".
صور إيشر المحيّرة والرائعة مستمدّة من العالم الرياضيّ للتماثلات والتوبولوجيا "وهو فرع من فروع الرياضيات يبحث في الخصائص الثابتة للأشكال الهندسية والأجسام الثلاثية الأبعاد". وفي الوقت نفسه، فإن هذه الصور تبرهن على موهبة فنّية غنيّة ونادرة. وقد أدرك علماء كثيرون أن أعماله هي رسوم توضيحية بسيطة للنظريّات المتطوّرة في الهندسة والجبر.
في عام 1952، استخدم هيرمان فايل، وهو عالم رياضيّات من جامعة برينستون، لوحة إيشر المشهورة تماثُل غلافا لأحد كتبه. كما وظّف تشن نينغ يانغ، وهو فيزيائيّ حائز على جائزة نوبل، لوحة الرسّام الأخرى المسمّاة الفارس لتوضيح فرضية جديدة له طبّقها على فيزياء الكم. كما ألهم إيشر علماء آخرين في دراساتهم الأكاديمية.
وعندما نمعن النظر في بعض رسومات إيشر، سيتبيّن لنا مدى تأثّره بأنماط الزخرفة والرسم الإسلامي. والشخص الذي يملك دراية ولو بسيطة بالفنّ الإسلاميّ سيلاحظ على الفور الارتباط الكبير ما بين تحوّلات إيشر الهندسية والأنماط الإسلامية التي تتشكّل فيها الأسطح من خلال ما يُعرف بالتجانب، أي تكرار الصورة الصغيرة لتغطية مناطق أكبر. بل انه يمكن استخدام تقنيات التغطية بالفسيفساء المنتشرة في المعمار الإسلامي لتوليد رسومات تشبه تلك التي أبدعها إيشر.
لقد استخدم الفنّانون المسلمون الهندسة كعامل مساعد في الارتقاء بفهمهم الروحيّ وكوسيط يوحّد العالمين المادّي والروحيّ معا. ويمكن اعتبار الأنماط الهندسية رموزا للمبادئ الإسلامية عن التوحيد والميزان "أي النظام أو التوازن"، وهما قانونا الخلق في الإسلام.
وقد أتقن الفنّانون المسلمون تقسيم الأسطح باستخدام الدوائر على شبكات مثلّثة ومربّعة. ولأن الدائرة لا بداية ولا نهاية لها ولأنها رمز للانهائية، فقد أصبحت الشكل الهندسيّ الأكثر مثالية. في المساجد، حيث يمكن العثور على ثروة من هذه الأنماط الهندسية، يستطيع المرء أن يتأمّل الطبيعة اللانهائية لله من خلال النظر إلى الجدران أو الأسقف. ومثل هذه الأشكال الهندسية كانت تعبّر عن افتتان الفنّانين المسلمين بالرياضيات كرمز للنظام الإلهي ولوجود الله. وكان من المألوف أن تُستخدم الأنماط السداسية والمربّعة على الأسقف في المساجد، في حين تُستخدم عادة تنويعات من الأنماط النجمية على الجدران.
كان إيشر شخصية فريدة ومتميّزة. وقد استحقّ التقدير لمقدرته الفائقة على تطبيق مواهبه الرياضية وتوظيفها في الإبداع الفنّي. وهو معروف على وجه الخصوص بهياكله المستحيلة مثل الصعود والنزول وبأشكاله المتحوّلة مثل التحوّل 1 و 2 و3. ويمكن للمرء أن يرى أعماله اليوم على الملصقات وأغلفة الكتب وورق الحيطان وفي العديد من المواقع على شبكة الإنترنت.
ولد موريتس كورنيليس إيشر في ليوفاردن بهولندا التي درس فيها المرحلتين الابتدائية والثانوية. مهاراته في الرسم والرسوم البيانية يمكن أن تُعزى إلى أيّام الدراسة، وعلى وجه الخصوص لتأثير أستاذه فان دير هاغن عليه.
في البداية حاول إيشر أن يرضي طموح والده بأن يصبح مهندسا معماريّا. وفي كلّية الهندسة المعمارية في هارلم درس فنّ الغرافيك والفنون الزخرفية، حيث طوّر مهاراته على يد معلّمه الآخر جيسيرون دي ميسكيتا.
وعلى مرّ السنين، خلق إيشر عددا من المناظر الطبيعية والصور والتصاميم الهندسية الآسرة، رغم انه اعترف ذات مرّة بأنه كان ضعيفا في الحساب والجبر نتيجة صعوبة استيعابه للمجرّدات.
في عام 1923، انتقل الفنّان إلى إيطاليا حيث التقى المرأة السويسرية التي ستصبح فيما بعد زوجته. وقد نظّم أوّل معرض لأعماله في لاهاي عام 1924، ثم اتبعه بمعرض آخر ناجح في روما بعد ذلك بعامين. وفي السنوات القليلة التالية، أصبح يُنظر إليه باحترام كبير كرسّام. لكن أعماله طالما انتُقدت لكونها "تخاطب العقل أكثر من اللازم".
صور إيشر المحيّرة والرائعة مستمدّة من العالم الرياضيّ للتماثلات والتوبولوجيا "وهو فرع من فروع الرياضيات يبحث في الخصائص الثابتة للأشكال الهندسية والأجسام الثلاثية الأبعاد". وفي الوقت نفسه، فإن هذه الصور تبرهن على موهبة فنّية غنيّة ونادرة. وقد أدرك علماء كثيرون أن أعماله هي رسوم توضيحية بسيطة للنظريّات المتطوّرة في الهندسة والجبر.
في عام 1952، استخدم هيرمان فايل، وهو عالم رياضيّات من جامعة برينستون، لوحة إيشر المشهورة تماثُل غلافا لأحد كتبه. كما وظّف تشن نينغ يانغ، وهو فيزيائيّ حائز على جائزة نوبل، لوحة الرسّام الأخرى المسمّاة الفارس لتوضيح فرضية جديدة له طبّقها على فيزياء الكم. كما ألهم إيشر علماء آخرين في دراساتهم الأكاديمية.
وعندما نمعن النظر في بعض رسومات إيشر، سيتبيّن لنا مدى تأثّره بأنماط الزخرفة والرسم الإسلامي. والشخص الذي يملك دراية ولو بسيطة بالفنّ الإسلاميّ سيلاحظ على الفور الارتباط الكبير ما بين تحوّلات إيشر الهندسية والأنماط الإسلامية التي تتشكّل فيها الأسطح من خلال ما يُعرف بالتجانب، أي تكرار الصورة الصغيرة لتغطية مناطق أكبر. بل انه يمكن استخدام تقنيات التغطية بالفسيفساء المنتشرة في المعمار الإسلامي لتوليد رسومات تشبه تلك التي أبدعها إيشر.
لقد استخدم الفنّانون المسلمون الهندسة كعامل مساعد في الارتقاء بفهمهم الروحيّ وكوسيط يوحّد العالمين المادّي والروحيّ معا. ويمكن اعتبار الأنماط الهندسية رموزا للمبادئ الإسلامية عن التوحيد والميزان "أي النظام أو التوازن"، وهما قانونا الخلق في الإسلام.
وقد أتقن الفنّانون المسلمون تقسيم الأسطح باستخدام الدوائر على شبكات مثلّثة ومربّعة. ولأن الدائرة لا بداية ولا نهاية لها ولأنها رمز للانهائية، فقد أصبحت الشكل الهندسيّ الأكثر مثالية. في المساجد، حيث يمكن العثور على ثروة من هذه الأنماط الهندسية، يستطيع المرء أن يتأمّل الطبيعة اللانهائية لله من خلال النظر إلى الجدران أو الأسقف. ومثل هذه الأشكال الهندسية كانت تعبّر عن افتتان الفنّانين المسلمين بالرياضيات كرمز للنظام الإلهي ولوجود الله. وكان من المألوف أن تُستخدم الأنماط السداسية والمربّعة على الأسقف في المساجد، في حين تُستخدم عادة تنويعات من الأنماط النجمية على الجدران.
بدأ افتتان إيشر بالفنّ الإسلامي عام 1922، وذلك عندما زار لأوّل مرّة قصر الحمراء الذي شيّده العرب في القرن الرابع عشر في غرناطة بإسبانيا. لكن التحوّل الحقيقي في فنّه بدأ عام 1936، عندما قام بزيارته الثانية إلى الحمراء التي اعتبرها نقطة تحوّل في حياته. وقد وصف القصر في كتاباته على انه "مصدر عظيم للإلهام الفنّي".
كان إيشر يعتقد أن الأنماط المتكرّرة في الزخرفة الاسلامية تشير إلى مصدر أعلى من المعرفة التي كانت موجودة قبل البشر. واعتبر أن النظام والانتظام والتكرار الدوري والتجديدات هي "قوانين للظواهر" التي تحيط بنا. ومن ثمّ فإن بنية تصاميمه كانت انعكاسا بسيطا لهذه القوانين من منظوره الخاصّ.
درس إيشر معمار الحمراء ودوّن ملاحظات تفصيلية عنه ورسم اسكتشات لأنماط البلاط في القصر. وقد وصف إعجابه بالاستخدام المزدوج لخصائص وانقسامات الأسطح فقال: كان العرب سادة في ملء الأسطح بالأشكال المتطابقة. ولم يكونوا يتركون أيّ ثغرات. في قصر الحمراء، خصوصا، قاموا بتزيين الجدران عن طريق وضع قطع متناغمة ومتعدّدة الألوان من الخزف دون ترك فجوات في ما بينها. وممّا يؤسف له أن الإسلام نهى عن رسم الصور، لذا قيّد الفنّان المسلم نفسه بالأشكال ذات الخصائص الهندسية المجرّدة. وأنا أجد هذا التقييد غير مبرّر أو مقبول".
من الواضح أن إيشر تأثّر بشدّة بالأنماط الإسلامية التي رآها في قصر الحمراء. وقد طوّر أسلوبه غير العاديّ وأتقن مهاراته بعد اكتشافه تقنيات الترصيع أو التغطية بالفسيفساء التي استخدمها الفنّانون المسلمون في إنشاء وتزيين القصر. وفي أعماله اللاحقة، استخدم تقنيات تعتمد على الدائرة والمثلث والمربّع استنبطها من الفنّ الإسلامي للحصول على مجموعة كبيرة ومتنوّعة من الأنماط.
كان الترصيع، وما يزال، احد المكوّنات الأساسية للفنّ الإسلامي. وهو عبارة عن تقسيم الأسطح إلى وحدات أصغر. وفائدته هي إضفاء المزيد من الواقعية على الأجسام. لكن بدلا من أن يقيّد إيشر نفسه باستخدام الأشكال الهندسية حصرا كما هو الحال في الزخرفة الإسلامية، عمد إلى خلق مئات الأشكال المرصّعة على هيئة أسماك وطيور وكلاب وسرطانات وحشرات وخيول وبشر ومخلوقات أخرى.
وفي العديد من أعماله التي رسمها في ما بعد مثل التحوّلات والنهار والليل ومحدّبة ومقعّرة ، نجد أن الفكرة الأساسية التي تحكم هذه اللوحات وغيرها هي الأنماط الزخرفية المستخدمة في العمارة الإسلامية.
خلال حياته المهنية، أنتج إيشر حوالي 500 طبعة حجرية "ليثوغراف" ونقش خشبيّ وأكثر من 2000 رسم واسكتش. وأعماله تكشف عن قدرات رياضية قويّة. كان فهمه للرياضيات بصريّا وحدسيّا إلى حدّ كبير. وقد أنتج صورا رائعة أظهرت منظوره الفريد عن العالم، كما قدّم من خلالها عوالم من ثمرة خياله الخاص.
ترك إيشر أكثر من 150 من الأعمال الملوّنة التي تشهد على براعته في تقسيم الأسطح. وكان ناجحا جدّا في تصوير العالم الحقيقيّ ببعدين وكذلك في رسم أجسام ثلاثية الأبعاد مثل المجالات والأعمدة والمكعّبات. وبعض أعماله تجمع بين الصور ذات البعدين والثلاثة مع تأثيرات مذهلة، كما هو واضح في لوحته الزواحف من عام 1943.
بحلول عام 1935، ومع تردّي الأوضاع السياسيّة في إيطاليا حيث كان يعيش، اقتنع إيشر بضرورة الانتقال مع عائلته إلى سويسرا. وفي عام 1941، عاد إلى هولندا. وقد تأثّر شخصيّا بالاضطهاد النازيّ لليهود في وطنه. معلّمه العجوز دي ميسكيتا، وهو يهوديّ، اُخذ بعيدا عن بيته عام 1944 ثم لم يلبث أن قُتل على أيدي النازيّين. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، شارك إيشر في معارض لفنّانين ممّن رفضوا التعاون مع النظام النازيّ.
بدءا من عام 1960، تدهورت صحّة إيشر، الأمر الذي أثّر على نتاجه الفنّي. وفي عام 1970، انتقل إلى بلدة في شمال هولندا حيث انتظم في مؤسّسة لرعاية الفنّانين المسنّين. وخلال شهر مارس من عام 1972، ساءت حالته الصحّية فجأة ثم ما لبث أن توفّي في السابع والعشرين من ذلك الشهر عن 73 عاما.
كان إيشر يعتقد أن الأنماط المتكرّرة في الزخرفة الاسلامية تشير إلى مصدر أعلى من المعرفة التي كانت موجودة قبل البشر. واعتبر أن النظام والانتظام والتكرار الدوري والتجديدات هي "قوانين للظواهر" التي تحيط بنا. ومن ثمّ فإن بنية تصاميمه كانت انعكاسا بسيطا لهذه القوانين من منظوره الخاصّ.
درس إيشر معمار الحمراء ودوّن ملاحظات تفصيلية عنه ورسم اسكتشات لأنماط البلاط في القصر. وقد وصف إعجابه بالاستخدام المزدوج لخصائص وانقسامات الأسطح فقال: كان العرب سادة في ملء الأسطح بالأشكال المتطابقة. ولم يكونوا يتركون أيّ ثغرات. في قصر الحمراء، خصوصا، قاموا بتزيين الجدران عن طريق وضع قطع متناغمة ومتعدّدة الألوان من الخزف دون ترك فجوات في ما بينها. وممّا يؤسف له أن الإسلام نهى عن رسم الصور، لذا قيّد الفنّان المسلم نفسه بالأشكال ذات الخصائص الهندسية المجرّدة. وأنا أجد هذا التقييد غير مبرّر أو مقبول".
من الواضح أن إيشر تأثّر بشدّة بالأنماط الإسلامية التي رآها في قصر الحمراء. وقد طوّر أسلوبه غير العاديّ وأتقن مهاراته بعد اكتشافه تقنيات الترصيع أو التغطية بالفسيفساء التي استخدمها الفنّانون المسلمون في إنشاء وتزيين القصر. وفي أعماله اللاحقة، استخدم تقنيات تعتمد على الدائرة والمثلث والمربّع استنبطها من الفنّ الإسلامي للحصول على مجموعة كبيرة ومتنوّعة من الأنماط.
كان الترصيع، وما يزال، احد المكوّنات الأساسية للفنّ الإسلامي. وهو عبارة عن تقسيم الأسطح إلى وحدات أصغر. وفائدته هي إضفاء المزيد من الواقعية على الأجسام. لكن بدلا من أن يقيّد إيشر نفسه باستخدام الأشكال الهندسية حصرا كما هو الحال في الزخرفة الإسلامية، عمد إلى خلق مئات الأشكال المرصّعة على هيئة أسماك وطيور وكلاب وسرطانات وحشرات وخيول وبشر ومخلوقات أخرى.
وفي العديد من أعماله التي رسمها في ما بعد مثل التحوّلات والنهار والليل ومحدّبة ومقعّرة ، نجد أن الفكرة الأساسية التي تحكم هذه اللوحات وغيرها هي الأنماط الزخرفية المستخدمة في العمارة الإسلامية.
خلال حياته المهنية، أنتج إيشر حوالي 500 طبعة حجرية "ليثوغراف" ونقش خشبيّ وأكثر من 2000 رسم واسكتش. وأعماله تكشف عن قدرات رياضية قويّة. كان فهمه للرياضيات بصريّا وحدسيّا إلى حدّ كبير. وقد أنتج صورا رائعة أظهرت منظوره الفريد عن العالم، كما قدّم من خلالها عوالم من ثمرة خياله الخاص.
ترك إيشر أكثر من 150 من الأعمال الملوّنة التي تشهد على براعته في تقسيم الأسطح. وكان ناجحا جدّا في تصوير العالم الحقيقيّ ببعدين وكذلك في رسم أجسام ثلاثية الأبعاد مثل المجالات والأعمدة والمكعّبات. وبعض أعماله تجمع بين الصور ذات البعدين والثلاثة مع تأثيرات مذهلة، كما هو واضح في لوحته الزواحف من عام 1943.
بحلول عام 1935، ومع تردّي الأوضاع السياسيّة في إيطاليا حيث كان يعيش، اقتنع إيشر بضرورة الانتقال مع عائلته إلى سويسرا. وفي عام 1941، عاد إلى هولندا. وقد تأثّر شخصيّا بالاضطهاد النازيّ لليهود في وطنه. معلّمه العجوز دي ميسكيتا، وهو يهوديّ، اُخذ بعيدا عن بيته عام 1944 ثم لم يلبث أن قُتل على أيدي النازيّين. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، شارك إيشر في معارض لفنّانين ممّن رفضوا التعاون مع النظام النازيّ.
بدءا من عام 1960، تدهورت صحّة إيشر، الأمر الذي أثّر على نتاجه الفنّي. وفي عام 1970، انتقل إلى بلدة في شمال هولندا حيث انتظم في مؤسّسة لرعاية الفنّانين المسنّين. وخلال شهر مارس من عام 1972، ساءت حالته الصحّية فجأة ثم ما لبث أن توفّي في السابع والعشرين من ذلك الشهر عن 73 عاما.
Credits
artland.com
artland.com