"ألف ميل من الأنهار والجبال" هو اسم هذه اللوحة "أو بالأحرى المخطوطة أو اللفافة" المشهورة لمناظر طبيعية رسمها الفنّان الصيني وانغ شيمانغ في أوائل القرن الثاني عشر خلال حكم أسرة سونغ.
وتُعتبر اللوحة من أفضل وأشهر تُحف الفنّ الصيني نظراً لجاذبيّتها الفريدة وأهميّتها الثقافية الكبيرة. وبفضل حجمها الكبير وضربات فرشاتها المعقّدة ودلالاتها الغنيّة، توفّر اللوحة نظرة معمّقة لطبيعة الصين وثقافتها القديمة.
والصورة بأكملها مرسومة على هيئة لفافة يدوية طولها أكثر من 17 قدما وتستخدم منظورات وزوايا بصرية متعدّدة لإتاحة رؤية بانورامية لمنظر طبيعي موسّع ومفصّل لجبال وأنهار وغابات وقرى.
النقّاد يعتبرون هذه اللوحة أحد أعظم الإنجازات في تاريخ رسم المناظر الطبيعية الصينية. وقد أثّرت على أجيال متعدّدة من الفنّانين، واحتُفل بها باعتبارها كنزا وطنيّا للصين. وربّما يكون الأمر الأكثر روعة من اللوحة هو حقيقة أن من أبدعها كان شابّا لم يتجاوز عمره العشرين عاما عندما رسمها. ومن المؤسف أنه توفّي في ظروف غامضة بعد عامين من رسمه لها.
وتشير دقّة الرسم في اللوحة إلى أن الفنّان نشأ في جنوب الصين، لأن السكّان الأصليين فقط هم من يعرفون تضاريس المنطقة بهذه الدقّة. ويمكن تقسيمها إلى ستّة أقسام، وكلّ منها مرتبط بعنصر طبيعي: البحيرات والقوارب والبيوت الريفية والأجنحة والجسور والشخصيات، لكن التركيز في كلّ قسم ينصبّ دائما على الجبال الشاهقة والمذهلة.
وكثيرا ما تقارَن اللوحة بالسيمفونية، من حيث أنها مقسّمة إلى مقدّمة وصعود وتطوّر وذروة ثم هبوط فنهاية. والجبال في الصورة تمتدّ لمئات الأميال "في الواقع" وبمستويات عالية ومنخفضة تعكس إحساسا قويّا بالإيقاع والنظام. وبحسب ناقد، تشبه تجربة رؤية هذه الصورة راكبا يسافر في قطار ويراقب المناظر الطبيعية التي تمرّ أمامه من خلال نافذة عربته.
وبسبب حجم اللوحة الكبير وتفاصيلها الدقيقة، فإنه لا بدّ من رؤيتها عدّة مرّات على مسافات متعدّدة. في البداية يتعيّن النظر اليها من مسافة بعيدة لملاحظة عظمتها الشاملة، ثم النظر اليها من مسافة قريبة لملاحظة سماتها الرائعة، ثم من مسافة متوسّطة لملاحظة تأثيرها العام وفخامتها وتفاصيلها الدقيقة.
كانت رحلة اللوحة طويلة ومرّت بالعديد من التجارب. فبعد أن أكملها الرسّام وانغ شيمانغ، قدّمها إلى الإمبراطور هوي سونغ من أسرة سونغ، الذي أعجب بها بشدّة ثم أهداها إلى وزيره المفّضل. وفي وقت لاحق، أصبحت اللوحة جزءا من المجموعة الإمبراطورية.
ويقال إن الإمبراطور نفسه كان رسّاما وخطّاطا ماهرا. وقد اكتشف موهبة الفنّان الصبيّ غير العادية وتولّى شخصيّا تعليمه. وعند بلوغه الثامنة عشرة من عمره، كان قد تعلّم أحدث تقنيات الرسم وبدأ في تطوير أسلوبه الفريد. وعلى مدى ستّة أشهر، كرّس نفسه لرسم هذه المناظر الطبيعية الشاسعة والمترامية الأبعاد والتي لا يزال يُذكر بها حتى اليوم.
وخلال مسيرته الفنّية القصيرة، نجح شيمانغ في التقاط روح البلاط. في تلك الفترة ونتيجة لمحاصرة الصين من قوى معادية كالمغول في الشمال والنانتشاو في الجنوب، تراجع المجتمع الصيني إلى الداخل وأصبح الفنّ يعكس، أكثر، المشاعر والشواغل الداخلية.
وتُعتبر اللوحة من أفضل وأشهر تُحف الفنّ الصيني نظراً لجاذبيّتها الفريدة وأهميّتها الثقافية الكبيرة. وبفضل حجمها الكبير وضربات فرشاتها المعقّدة ودلالاتها الغنيّة، توفّر اللوحة نظرة معمّقة لطبيعة الصين وثقافتها القديمة.
والصورة بأكملها مرسومة على هيئة لفافة يدوية طولها أكثر من 17 قدما وتستخدم منظورات وزوايا بصرية متعدّدة لإتاحة رؤية بانورامية لمنظر طبيعي موسّع ومفصّل لجبال وأنهار وغابات وقرى.
النقّاد يعتبرون هذه اللوحة أحد أعظم الإنجازات في تاريخ رسم المناظر الطبيعية الصينية. وقد أثّرت على أجيال متعدّدة من الفنّانين، واحتُفل بها باعتبارها كنزا وطنيّا للصين. وربّما يكون الأمر الأكثر روعة من اللوحة هو حقيقة أن من أبدعها كان شابّا لم يتجاوز عمره العشرين عاما عندما رسمها. ومن المؤسف أنه توفّي في ظروف غامضة بعد عامين من رسمه لها.
وتشير دقّة الرسم في اللوحة إلى أن الفنّان نشأ في جنوب الصين، لأن السكّان الأصليين فقط هم من يعرفون تضاريس المنطقة بهذه الدقّة. ويمكن تقسيمها إلى ستّة أقسام، وكلّ منها مرتبط بعنصر طبيعي: البحيرات والقوارب والبيوت الريفية والأجنحة والجسور والشخصيات، لكن التركيز في كلّ قسم ينصبّ دائما على الجبال الشاهقة والمذهلة.
وكثيرا ما تقارَن اللوحة بالسيمفونية، من حيث أنها مقسّمة إلى مقدّمة وصعود وتطوّر وذروة ثم هبوط فنهاية. والجبال في الصورة تمتدّ لمئات الأميال "في الواقع" وبمستويات عالية ومنخفضة تعكس إحساسا قويّا بالإيقاع والنظام. وبحسب ناقد، تشبه تجربة رؤية هذه الصورة راكبا يسافر في قطار ويراقب المناظر الطبيعية التي تمرّ أمامه من خلال نافذة عربته.
وبسبب حجم اللوحة الكبير وتفاصيلها الدقيقة، فإنه لا بدّ من رؤيتها عدّة مرّات على مسافات متعدّدة. في البداية يتعيّن النظر اليها من مسافة بعيدة لملاحظة عظمتها الشاملة، ثم النظر اليها من مسافة قريبة لملاحظة سماتها الرائعة، ثم من مسافة متوسّطة لملاحظة تأثيرها العام وفخامتها وتفاصيلها الدقيقة.
كانت رحلة اللوحة طويلة ومرّت بالعديد من التجارب. فبعد أن أكملها الرسّام وانغ شيمانغ، قدّمها إلى الإمبراطور هوي سونغ من أسرة سونغ، الذي أعجب بها بشدّة ثم أهداها إلى وزيره المفّضل. وفي وقت لاحق، أصبحت اللوحة جزءا من المجموعة الإمبراطورية.
ويقال إن الإمبراطور نفسه كان رسّاما وخطّاطا ماهرا. وقد اكتشف موهبة الفنّان الصبيّ غير العادية وتولّى شخصيّا تعليمه. وعند بلوغه الثامنة عشرة من عمره، كان قد تعلّم أحدث تقنيات الرسم وبدأ في تطوير أسلوبه الفريد. وعلى مدى ستّة أشهر، كرّس نفسه لرسم هذه المناظر الطبيعية الشاسعة والمترامية الأبعاد والتي لا يزال يُذكر بها حتى اليوم.
وخلال مسيرته الفنّية القصيرة، نجح شيمانغ في التقاط روح البلاط. في تلك الفترة ونتيجة لمحاصرة الصين من قوى معادية كالمغول في الشمال والنانتشاو في الجنوب، تراجع المجتمع الصيني إلى الداخل وأصبح الفنّ يعكس، أكثر، المشاعر والشواغل الداخلية.
من الصحيح أيضا القول بأن اللوحة تصوّر التعايش المتناغم بين البشر والطبيعة، وتجسّد بيئة إنسانية مثالية يسودها التكامل بين السماء والبشر كما تعكسه الثقافة الصينية عادة في لوحات المناظر الطبيعّية. وقيل إن اللوحة هي تعبير عن صورة العالَم المسالم. كما أن المناظر الطبيعية الجبلية الممتدّة بلا انتهاء هي تأكيد على هدوء ورزانة العلماء وسبل عيش الناس. أما المياه الصافية والأمواج الزرقاء فرمز للسكينة والسلام.
وهذه المفاهيم الجمالية تنسجم بشكل سلس مع لوحات الطبيعة الصينية التي تعكس الادراكات والمنظورات البيئية. وتُظهِر اللوحة وحدة الطاويّة والفنّ وتجسّد جوهر الإقامة والترويح عن النفس، ما يسمح للناس بالمشي والنظر المتأمّل والاستمتاع بمحيطهم وخلق بيئة معيشة مثالية.
والتفكير التأمّلي الذي تثيره اللوحة يتناغم مع الأفكار الطاويّة التي تروّج للسلام والنظام. وبالنسبة للإمبراطور الذي كان ممارسا ومروّجا للطاوية، فإن اللوحة هي أرض طاويّة خيالية بتصويرها لريف مسالم ومزدهر وهادئ.
الموادّ المستخدمة في اللوحة بسيطة: حبر أسود وأصباغ أرضية على لفافة حرير طويلة. ومع ذلك، فإن بساطة الموادّ المستخدمة تزيد من تعقيد تركيبها. في البداية رسم الفنّان المسوّدة الأولى بالحبر. ولتعزيز تناغم المشهد أضاف اللون الأخضر الحجري المصنوع من الفيروز والملكيت. ثم أضاف اللون الأخضر مرّة أخرى لتعزيز التأثير البصري الثلاثي الأبعاد.
الألوان الزاهية وضربات الفرشاة الرائعة هي من عناصر جاذبية اللوحة. وهذه التركيبة المتناغمة يُنظر اليها على أنها تمثيل لرفاهية الدولة في الزمن الذي رُسمت فيه. وقد استخدم الفنّان اللونين الأزرق والأخضر الفاتحَين على خلفية صفراء داكنة، وهو أسلوب نموذجي لرسم ما يُعرف بـ "المناظر الطبيعية الخضراء والزرقاء" التي راجت في تلك الفترة.
ويستخدم هذا النوع من المناظر أصباغا معدنية لإضفاء تأثير زخرفيّ مبالغ فيه بعض الشيء. ورغم أن اللون الأزرق والأخضر هما الغالبان، إلا أن هناك أيضا استخداما لدرجات اللون الأحمر الدقيقة للتأكيد على عمق وعظمة المناظر الطبيعية.
اللون الأزرق اللازوردي النابض بالحياة يهيمن على قمم الجبال، بينما يغلب اللون الملكيتي الأخضر على الوديان، واللون البنّي الباهت دلالة على الجبال. وهذا الترتيب المشعّ يعزّز اللون على طول المنظر بحيث يصبح التركيز على الضوء والظلّ والملمس بدلاً من الخطوط العريضة والأشكال. وعلى الرغم من مرور قرون على رسم اللوحة، إلا أنها ما تزال تحتفظ بوضوحها وثراء ألوانها وأصباغها النادرة.
رسم وانغ شيمانغ هذه اللفافة الضخمة عندما كان في الـ 18 من عمره. وكان وقتها يعمل أمينا لمكتبة الإمبراطور. وأنجز هذا الشابّ الموهوب عمله في 6 أشهر أثناء إقامته في العاصمة. ويُعتقد أنه توفّي في سنّ مبكّرة، أي في حوالي العشرين من عمره. وقد جعلته وفاته المبكّرة من الفنّانين العظماء الذين رحلوا قبل أوانهم.
كانت حياة شيمانغ أقصر من حياة أغلب نظرائه في الغرب الذين ماتوا في سنّ الشباب، مثل جورجيوني (33 عاما) ورافائيل (37 عاما) وكاراڤاجيو (39 عاما). وقد انتشرت أساطير كثيرة حول السبب الحقيقي للوفاة. قيل مثلا انه مات من الإرهاق. وقيل إنه أُعدم لسبب ما بعد أن وشى به البعض بسبب غيرتهم منه.
ومن الواضح أن الرسّام لم يحظَ بالقدر الكافي من الاحتفاء والاهتمام، والسبب هو أنه لم يبقَ له أيّ عمل معروف آخر حتى اليوم غير هذه اللوحة. وهناك من يقول ان مسيرته الفنّية مجهولة وضائعة، وهي مجرّد خيال لما كان من الممكن أن يكونه.
في عام 1953، أصبحت لوحة "ألف ميل من الأنهار والجبال"، وما تزال، جزءا من مجموعة متحف قصر بيجين "أو متحف المدينة المحرّمة".
وهذه المفاهيم الجمالية تنسجم بشكل سلس مع لوحات الطبيعة الصينية التي تعكس الادراكات والمنظورات البيئية. وتُظهِر اللوحة وحدة الطاويّة والفنّ وتجسّد جوهر الإقامة والترويح عن النفس، ما يسمح للناس بالمشي والنظر المتأمّل والاستمتاع بمحيطهم وخلق بيئة معيشة مثالية.
والتفكير التأمّلي الذي تثيره اللوحة يتناغم مع الأفكار الطاويّة التي تروّج للسلام والنظام. وبالنسبة للإمبراطور الذي كان ممارسا ومروّجا للطاوية، فإن اللوحة هي أرض طاويّة خيالية بتصويرها لريف مسالم ومزدهر وهادئ.
الموادّ المستخدمة في اللوحة بسيطة: حبر أسود وأصباغ أرضية على لفافة حرير طويلة. ومع ذلك، فإن بساطة الموادّ المستخدمة تزيد من تعقيد تركيبها. في البداية رسم الفنّان المسوّدة الأولى بالحبر. ولتعزيز تناغم المشهد أضاف اللون الأخضر الحجري المصنوع من الفيروز والملكيت. ثم أضاف اللون الأخضر مرّة أخرى لتعزيز التأثير البصري الثلاثي الأبعاد.
الألوان الزاهية وضربات الفرشاة الرائعة هي من عناصر جاذبية اللوحة. وهذه التركيبة المتناغمة يُنظر اليها على أنها تمثيل لرفاهية الدولة في الزمن الذي رُسمت فيه. وقد استخدم الفنّان اللونين الأزرق والأخضر الفاتحَين على خلفية صفراء داكنة، وهو أسلوب نموذجي لرسم ما يُعرف بـ "المناظر الطبيعية الخضراء والزرقاء" التي راجت في تلك الفترة.
ويستخدم هذا النوع من المناظر أصباغا معدنية لإضفاء تأثير زخرفيّ مبالغ فيه بعض الشيء. ورغم أن اللون الأزرق والأخضر هما الغالبان، إلا أن هناك أيضا استخداما لدرجات اللون الأحمر الدقيقة للتأكيد على عمق وعظمة المناظر الطبيعية.
اللون الأزرق اللازوردي النابض بالحياة يهيمن على قمم الجبال، بينما يغلب اللون الملكيتي الأخضر على الوديان، واللون البنّي الباهت دلالة على الجبال. وهذا الترتيب المشعّ يعزّز اللون على طول المنظر بحيث يصبح التركيز على الضوء والظلّ والملمس بدلاً من الخطوط العريضة والأشكال. وعلى الرغم من مرور قرون على رسم اللوحة، إلا أنها ما تزال تحتفظ بوضوحها وثراء ألوانها وأصباغها النادرة.
رسم وانغ شيمانغ هذه اللفافة الضخمة عندما كان في الـ 18 من عمره. وكان وقتها يعمل أمينا لمكتبة الإمبراطور. وأنجز هذا الشابّ الموهوب عمله في 6 أشهر أثناء إقامته في العاصمة. ويُعتقد أنه توفّي في سنّ مبكّرة، أي في حوالي العشرين من عمره. وقد جعلته وفاته المبكّرة من الفنّانين العظماء الذين رحلوا قبل أوانهم.
كانت حياة شيمانغ أقصر من حياة أغلب نظرائه في الغرب الذين ماتوا في سنّ الشباب، مثل جورجيوني (33 عاما) ورافائيل (37 عاما) وكاراڤاجيو (39 عاما). وقد انتشرت أساطير كثيرة حول السبب الحقيقي للوفاة. قيل مثلا انه مات من الإرهاق. وقيل إنه أُعدم لسبب ما بعد أن وشى به البعض بسبب غيرتهم منه.
ومن الواضح أن الرسّام لم يحظَ بالقدر الكافي من الاحتفاء والاهتمام، والسبب هو أنه لم يبقَ له أيّ عمل معروف آخر حتى اليوم غير هذه اللوحة. وهناك من يقول ان مسيرته الفنّية مجهولة وضائعة، وهي مجرّد خيال لما كان من الممكن أن يكونه.
في عام 1953، أصبحت لوحة "ألف ميل من الأنهار والجبال"، وما تزال، جزءا من مجموعة متحف قصر بيجين "أو متحف المدينة المحرّمة".
Credits
sinocultural.com
sinocultural.com