:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الجمعة، سبتمبر 05، 2025

نصوص مترجمة


  • لست من الذين يقلقون بشأن كلّ شيء. مثل هؤلاء تجدهم حولك وفي كلّ مكان. يتجوّلون في البلاد طوال اليوم، في كلّ دقيقة من اليوم. قلقون بشأن كلّ شيء. قلقون بشأن الهواء، بشأن الماء، بشأن التربة، قلقون بشأن المبيدات الحشرية والمُضافات الغذائية والموادّ المسرطِنة.
    أكثر من 90 بالمائة من جميع الأنواع التي عاشت على هذا الكوكب انقرضت. لم نقضِ عليها نحن، بل اختفت فحسب. هذا ما تفعله الطبيعة. ويوميّا يختفي 25 نوعا. أعني أنه بغضّ النظر عن سلوكنا وكيفية تصرّفنا على هذا الكوكب، فإن 25 نوعا موجودة اليوم ستختفي غدا. دعوها ترحل بسلام. دعوا الطبيعة وشأنها.
    "أنقذوا الأشجار، أنقذوا النحل، أنقذوا الحيتان، أنقذوا المسامير"! ماذا؟ هل يخدعنا هؤلاء الملاعين؟ إنقاذ الكوكب؟! لا نعرف حتى كيف نعتني بأنفسنا. لم نتعلّم كيف نهتم ببعضنا البعض، فهل سننقذ الكوكب اللعين؟!
    لقد سئمت من هذا الهراء، سئمت من يوم الأرض اللعين، سئمت من هؤلاء المدافعين عن البيئة المتغطرسين، هؤلاء الليبراليين البرجوازيين البيض!
    لا يوجد أيّ عيب في الكوكب. الكوكب بخير. بالمقارنة مع البشر، الكوكب بخير. لقد كان هنا منذ أربعة مليارات ونصف المليار سنة. ونحن هنا ما بين مائة ألف ومائتي ألف سنة. ولم ننخرط في الصناعات الثقيلة إلا منذ ما يزيد قليلا عن مائتي عام. مئتا عام، مقابل أربعة مليارات ونصف المليار عام. ومع ذلك يسيطر علينا الغرور لنعتقد أننا نشكّل تهديدا لهذه الكرة الصغيرة الجميلة الزرقاء والخضراء.
    هل تريد أن تعرف كيف حال الكوكب؟ اسأل سكّان بومبي الذين تجمّدوا في أماكنهم بسبب الرماد البركاني، كيف حال الكوكب. واسأل سكّان مكسيكو سيتي أو أرمينيا أو ١٠٠ مكان آخر مدفون تحت آلاف الأطنان من أنقاض الزلازل، إن كانوا يشعرون بأنهم يشكّلون تهديدا للكوكب هذا الأسبوع. وماذا عن سكّان كيلاويا في هاواي، الذين يبنون منازلهم بجوار بركان نشط، ثم يتساءلون عن سبب وجود حمم بركانية في غرف معيشتهم؟!
    سيبقى الكوكب هنا لفترة طويلة جدّا بعد رحيلنا، وسيشفي نفسه بنفسه. سيطهّر نفسه، لأن هذا هو ما يفعله. جورج كارلِن
  • ❉ ❉ ❉

    ❉ ❉ ❉

  • بعض الناس يعتبرون ثقافة العطور ثقافة تافهة وبلا روح وليست أكثر من مجرّد آلية سهلة للرأسمالية لجذب المستهلكين من الشباب. ومع ذلك فالعطر في النهاية شأن شخصي كالملابس أو المجوهرات، لأنك تضعه والآخرون يشمّونه عليك، وبالتالي فهو جزء من كيفية تقديم أنفسنا للعالم. وبعض قصص العطور لا تخلو من ذوق وفنّ وطموح وإبداع.
    في مستهلّ عشرينات القرن الماضي، حدث لقاء بالصدفة بين غابرييل شانيل وديمتري رومانوف، ابن عمّ القيصر الروسي نيكولا الثاني وصديق الآنسة شانيل المعروفة بـ كوكو، وإرنست بو الكيميائي وصانع العطور المقرّب كثيرا من بلاط سانت بطرسبورغ. وبدأ الثلاثة رحلة إلى الريفييرا الفرنسية، كلّفت خلالها غابرييل شانيل إرنست بو بمشروعها الجديد، وطلبت منه صنع "عطر نسائي لا مثيل له".
    وعبّر بو عن عزمه على صنع رائحة تبتعد عن العطور النموذجية آنذاك التي كانت مستوحاة غالبا من جوهر زهرة واحدة. كانت كوكو شانيل تتطلّع إلى عطر جريء وفريد من نوعه وقادر على استحضار جوهر الأنوثة.
    وفي عام 1921، كانت تستعدّ لتقديم منتجها الجديد لقلّة مختارة في شقّتها في أحد شوارع باريس. وكان المنتج مختلفا كليّا عن المنتجات المعتادة من دار شانيل أو المتوافرة بالفعل في السوق. كان منتجا مبتكرا وغير تقليدي مثل صانعته، وكان من شأنه أن يغيّر قواعد اللعبة إلى الأبد. وسُجّل في التاريخ باسم "عطر شانيل رقم 5".
    الكيميائي الذي ركّب العطر زعم أنه استوحى فكرته من "النسيم المنعش الرائع الذي تبعثه البحيرات والأنهار تحت شمس منتصف الليل". وعندما اختبرت كوكو شانيل التركيبة الأولى من العطر، كلّفت الكيميائي بابتكار شيء أكثر جرأة وبإضافة مكوّنات أخرى مثل جوهر الياسمين وورد مايو ونجيل الهند الهايتي وخشب الصندل وزهر البرتقال وزيت النيرولي العطري وفول التونكا البرازيلي. وبالتالي، جُمع أكثر من ثمانين مكوّنا مختلفا، ما جعل شانيل رقم 5 فريدا من نوعه ولا يشبه أيّ منتج آخر في السوق في غموضه وفي استحالة فكّ شفرته.
    وقد أصبح هذا العطر رمزا للقرن العشرين، ليس فقط بسبب تركيبته الطليعية، ولكن أيضا لتصميمه المميّز: زجاجة سميكة وشفّافة تسمح برؤية اللون الذهبي للعطر وملصق أبيض مربّع بأحرف سوداء وطباعة أنيقة وخالية من الزخارف. وكان هذا متعارضا مع قواعد الموضة في ذلك الوقت، حيث كانت زجاجات العطور عادةً فخمة وبرّاقة ومزخرفة بشكل زائد عن اللزوم.
    كما صُمّمت السدّادة على شكل ماسة، وهو تفصيل مستوحى من ساحة باريسية مشهورة تبعد بضع دقائق فقط مشيا على الأقدام عن مقرّ دار شانيل آنذاك. وقرّرت غابرييل شانيل أن تطلق على العطر هذا الاسم لأنها اختارت إطلاقه في الأسواق في الخامس من مايو 1921، أي خامس يوم من الشهر الخامس من ذلك العام.
    وقد اختُبر العطر من قبل عملاء المجتمع الراقي وأفراد من دائرة المصمّم. وبيع حصريا داخل متجر شانيل. ويُعزى نجاحه الأوّلي إلى المديح الشفهي المؤثّر.
    وفي عام 1924، ارتفع الطلب عليه كثيرا لدرجة أنه اتُخذ قرار بالتحوّل إلى الإنتاج الصناعي. وفي العقود التالية، نشأ صراع قويّ بين المصمّم والشركة، إذ وجدت غابرييل شانيل نفسها تحصل على نسبة منخفضة جدّا من الأرباح التي يدرّها منتجها وحرّية محدودة في اتخاذ القرار.
    كان التأثير الحاسم الذي جعل شانيل رقم 5 أحد أكثر الأشياء رمزيةً في الثقافة الشعبية في القرن العشرين هو المقابلة التي أُجريت مع مارلين مونرو عام 1952. وقد أجابت الممثّلة عن السؤال المشئوم: ماذا تضعين وأنت في السرير؟ فقالت: ماذا أضع في السرير؟! يا له من سؤال! شانيل رقم 5 بالطبع".
    منذ ذلك الوقت، استعانت شانيل بالعديد من الوجوه الشهيرة لحملاتها الاعلانية. ومنذ عام 1959، عُرض العطر في متحف الفنّ الحديث في نيويورك. ثم ضمّنه الفنّان آندي وارهول فيما بعد في بعض لوحاته الشهيرة. كما أُعلن عن العطر في بعض المناسبات الرياضية.
    وهكذا أصبح عطر شانيل رقم 5، الذي ابتُكر عام 1921، وما يزال حتى يومنا هذا بعد أكثر من قرن من ظهوره، العطر الأكثر مبيعا في التاريخ. وحقيقة أنه بيعت منه أكثر من 100 مليون زجاجة هي شهادة على قصّة امرأة شجاعة تمكّنت، في عالم يهيمن عليه الرجال، من النضال من أجل أفكارها ورؤيتها الخاصّة وامتلكت الجرأة لاتّباع شغفها ومعرفة متى تُبحر ضدّ التيّار. مونيكا سبراندو
  • ❉ ❉ ❉

  • في أذهان معظم الناس، لا بدّ أن تكون حياة الكاتب ساحرة ومثيرة. وهي كذلك في بعض الأحيان. فكثيرا ما يلتقي الكاتب بأشخاص مميّزين، ويزور أماكن آسرة، ويفعل أشياء رائعة. لكن لا شيء من هذا يحدث عندما يكون منهمكا في عمله. عندما يكتب، يكون الكاتب أقرب إلى شخص عاديّ. يجلس، لا يقوم حتى بوظيفة الضغط على أزرار لوحة المفاتيح في معظم الأوقات، لأنه خلال معظم وقت الجلوس يكون النشاط داخليّا بالكامل، وبالتالي غير مرئي.
    دعونا نتأمّل الأرقام: أيّ كاتب سريع البديهة يستطيع كتابة 75 كلمة في الدقيقة. إذا كتبتَ بهذا المعدّل من التاسعة إلى الخامسة يوميا، مع استراحة غداء وراحة لعشر دقائق في نهاية كلّ ساعة لتدريب أصابعك، فستنتج ما يعادل روايتين من 75 ألف كلمة كلّ أسبوع.
    ومن الحقائق الملاحظة أن الكتّاب لا ينتجون عادةً روايتين أسبوعيا. بل إن معظمهم لا ينتج حتى روايتين سنويا. لذا، يتضح أن الكتابة ليست مجرّد تدوين الكلمات على الورق، بل هي نشاط آخر مختلف. واسم هذه العملية هو "التفكير".
    تكمن مشكلة مهنة تقضي فيها 95 بالمائة من وقت عملك في التفكير في أنك لا تبدو في الـ 95 بالمائة من الوقت كأنك تعمل، أو حتى تفكّر. ما يفعله الكاتب، عموما، هو مشاهدة التلفاز أو اللعب أو أخذ قيلولة. كان لديّ صديق أو اثنان من غير الكتّاب، أثارت كتابتي فضولهما لدرجة أنهما طلبا مني أن يرياني وأنا أكتب. وبعد عشر أو خمس عشرة دقيقة، هربا إلى غرفة أخرى. وللأسف، يصل الملل بالكاتب أيضا لدرجة يصبح تدوين الكلمات على الورق اختبارا لقوّة الإرادة في مواجهة الملل المزمن. ولهذا يقال إن الكتابة هي فنّ تطبيق التخمين على الواقع.
    الكتابة هي العمل الوحيد الذي أعرف أن زوجتك ستلحّ عليك لتركه. لماذا لا تفعل؟ ها أنت ذا، مستلقيا على أريكة غرفة المعيشة، تعيد قراءة قسم العقارات في الصحيفة اليومية، مع أنك لا تملك أيّ عقارات، كما أن فرص امتلاكها ضئيلة. في هذه الأثناء، غسّالة الأطباق بحاجة إلى إصلاح. كيف لزوجتك أن تعلم أنها إذا قاطعتك الآن، ستُفقدك سلسلة أفكارك التي استغرقت منك أربع ساعات لبنائها؟
    الجانب الآخر من الأمر هو أن زوجتك أحيانا تكون على حق وأنت تتسكّع فحسب. ببساطة، لا توجد طريقة خارجية لمعرفة متى يعمل الكاتب، وربّما حتى الكاتب نفسه لا يعلم. و. جونز

  • Credits
    ssense.com/en