أكثر من 90 بالمائة من جميع الأنواع التي عاشت على هذا الكوكب انقرضت. لم نقضِ عليها نحن، بل اختفت فحسب. هذا ما تفعله الطبيعة. ويوميّا يختفي 25 نوعا. أعني أنه بغضّ النظر عن سلوكنا وكيفية تصرّفنا على هذا الكوكب، فإن 25 نوعا موجودة اليوم ستختفي غدا. دعوها ترحل بسلام. دعوا الطبيعة وشأنها.
"أنقذوا الأشجار، أنقذوا النحل، أنقذوا الحيتان، أنقذوا المسامير"! ماذا؟ هل يخدعنا هؤلاء الملاعين؟ إنقاذ الكوكب؟! لا نعرف حتى كيف نعتني بأنفسنا. لم نتعلّم كيف نهتم ببعضنا البعض، فهل سننقذ الكوكب اللعين؟!
لقد سئمت من هذا الهراء، سئمت من يوم الأرض اللعين، سئمت من هؤلاء المدافعين عن البيئة المتغطرسين، هؤلاء الليبراليين البرجوازيين البيض!
لا يوجد أيّ عيب في الكوكب. الكوكب بخير. بالمقارنة مع البشر، الكوكب بخير. لقد كان هنا منذ أربعة مليارات ونصف المليار سنة. ونحن هنا ما بين مائة ألف ومائتي ألف سنة. ولم ننخرط في الصناعات الثقيلة إلا منذ ما يزيد قليلا عن مائتي عام. مئتا عام، مقابل أربعة مليارات ونصف المليار عام. ومع ذلك يسيطر علينا الغرور لنعتقد أننا نشكّل تهديدا لهذه الكرة الصغيرة الجميلة الزرقاء والخضراء.
هل تريد أن تعرف كيف حال الكوكب؟ اسأل سكّان بومبي الذين تجمّدوا في أماكنهم بسبب الرماد البركاني، كيف حال الكوكب. واسأل سكّان مكسيكو سيتي أو أرمينيا أو ١٠٠ مكان آخر مدفون تحت آلاف الأطنان من أنقاض الزلازل، إن كانوا يشعرون بأنهم يشكّلون تهديدا للكوكب هذا الأسبوع. وماذا عن سكّان كيلاويا في هاواي، الذين يبنون منازلهم بجوار بركان نشط، ثم يتساءلون عن سبب وجود حمم بركانية في غرف معيشتهم؟!
سيبقى الكوكب هنا لفترة طويلة جدّا بعد رحيلنا، وسيشفي نفسه بنفسه. سيطهّر نفسه، لأن هذا هو ما يفعله. جورج كارلِن
❉ ❉ ❉